وزارة الصحة بغزة تدعو لحماية المستشفيات بالقطاع من العدوان الصهيوني السافر
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
يمانيون../
دعت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الخميس، المؤسسات الدولية إلى ضرورة التحرك لحماية المستشفيات من “العدوان الصهيوني السافر”.
جاء ذلك في بيان للوزارة، عقب استهداف جيش العدو الصهيوني لمستشفى “كمال عدوان” شمال قطاع غزة، والذي يشهد إبادة جماعية منذ الخامس من أكتوبر الماضي.
وقال البيان: إن “مستشفى كمال عدوان تعرض للاستهداف من قبل الطائرات المسيرة لقوات الاحتلال، ما أسفر عن استشهاد طفل وإصابة عدد من أفراد الطاقم الطبي والمرضى”.
وذكر أن “الطفل الشهيد محمود أبو العيش، البالغ من العمر 16 عاما، كان مريضا على كرسي متحرك، وكان في طريقه إلى قسم الأشعة عندما تعرض للاستهداف”.
وطالبت الوزارة في بيانها جميع المؤسسات الدولية “بضرورة التحرك لحماية المستشفيات من هذا العدوان السافر”.
وفي وقت سابق، أعلن مدير مستشفى “كمال عدوان” حسام أبو صفية، أن جيش العدو استهدف المستشفى عدة مرات خلال اليوم الخميس، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين، أحدهما طفل، وإصابة اثنين آخرين بجراح.
وفي الخامس من أكتوبر الماضي، اجتاح جيش العدو الصهيوني مجددا شمال قطاع غزة، سعيًا منه لاحتلاله وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه والاستيطان فيه.
وبدعم أمريكي يرتكب العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة استشهد فيها عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ويواصل جيش العدو الصهيوني مجازره متجاهلا مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر الماضي، بحق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
كما يتحدى العدو الصهيوني قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الصهیونی جیش العدو
إقرأ أيضاً:
عدوان صهيوني واسع على سوريا.. هل يؤسس لشرق أوسط جديد؟
بوتيرة متسارعة سبقت في مدة تنفيذها، المدة القصيرة التي استغرقتها عملية السيطرة على السلطة في سوريا، ومباشرة بعد اكتمال خطوطها العامة، نفذ نتنياهو عدوانًا واسعًا وصاعقًا على سوريا في اتجاهين: الأول، عبارة عن توغل بري وتوسعة احتلال أراضٍ، داخل الجنوب الغربي السوري، انطلاقًا من الجولان المحتل، والثاني عبارة عن تنفيذ تدمير واسع وشبه شامل لأغلب قدرات وأسلحة الجيش السوري النوعية الثقيلة والمتوسطة، البرية، والجوية، والبحرية.
صحيح، أنه لم ترتسم صورة واضحة حتى الآن حول أبعاد هذا العدوان «الإسرائيلي» المزدوج على سوريا، لا في توقيت انتهائه، ولا في حدوده الجغرافية، لكن، يمكن القول إن المنطقة دخلت معه، (مع هذا العدوان)، في مسار من التغيير الاستراتيجي والذي قد يكون مفصليًا، من الواضح أن نتنياهو استطاع أن يطلقه عنوة، وحيث يبدو أنه يعمل على فرضه كمنفّذ لمخطط دولي، أمريكي بدرجة أولى، لا يبدو بتاتًا أن هناك أية إمكانية إقليمية واضحة لمقاومته أو لمنعه، أو على الأقل لتأخيره وعرقلته.
هذا العدوان «الإسرائيلي»، والذي بدأ مباشرة بعد نجاح المجموعات السياسية والعسكرية للمعارضة السورية في بسط سيطرتها على الحكم في سوريا، عقب عملية إزاحة نظام الرئيس بشار الأسد، والذي حصل مع عائلته على اللجوء السياسي في روسيا، يمكن الإضاءة عليه عبر نقطتين: عسكرية- ميدانية، واستراتيجية، وذلك على الشكل الآتي:
ميدانيًا: نجحت وحدات العدو في التوغل السريع في شمال وشمال شرق الجولان المحتل، بحيث أصبحت تسيطر على شريط جغرافي يمتد شمالاً بطول ٢٥ كلم انطلاقًا من خط فض الاشتباك في الجولان المحتل بعد حرب ١٩٧٣م، وصولاً إلى محيط بلدة قطنة السورية جنوب غرب دمشق بأقل من ٢٥ كلم، وبعرض بين ٣ و٥ كلم شرقًا، اعتبارًا من مدينة القنيطرة جنوبًا، مرورًا بخان أرنبة ومدينة البعث، فبلدة حضر وبلدة بيت جن وصولاً إلى قطنة شمالاً، وحيث يشكل هذا الشريط فاصلاً جغرافيًا حيويًا بين لبنان وسوريا على كامل الحدود الجنوبية الغربية للأخيرة، نجحت أيضًا وحدات العدو في السيطرة على مرصد جبل الشيخ كأعلى نقطة جغرافية في منطقة الاشتباك التاريخي بين الكيان من جهة وسوريا ولبنان من جهة أخرى.
عسكريًا: استطاعت القوتان الجوية والصاروخية للعدو، وبغياب أية صورة ولو متواضعة أو بسيطة، لأي نوع من أنواع التصدي والدفاع من الداخل السوري، وبفترة قياسية لم تتعد حتى الآن ٣٦ ساعة، تدمير النسبة الأكبر من قدرات وأسلحة الجيش السوري النوعية، الثقيلة والمتوسطة، وعلى كامل الجغرافيا السورية، من جنوب دمشق وصولاً إلى اللاذقية غربًا وإلى القامشلي والحسكة شرقًا، محققة بذلك إزاحة كاملة لقدرات الجيش السوري، والتي كانت في وقت سابق، تفرض ولو بنسبة جزئية، توازنًا معينًا بمواجهة القدرات الضاربة للعدو «الإسرائيلي».
استراتيجيا: بعد أن كانت فرق العدو الضاربة الخمس قد عجزت عن تحقيق أي توغل بري ذي معنى ميداني في جنوب لبنان، وخلال أكثر من شهرين، وبعد أن انصاعت قيادة العدو لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان تنفيذًا للقرار ١٧٠١، وبالتزامن مع تحرك الجماعات المسلحة للسيطرة على الحكم، بعد أن أمنت لهم دعمًا جويًا استباقيًا، استهدفت بفعالية قدرات الجيش السوري وحلفائه، ونقلت «إسرائيل» تركيزها وقدراتها شرقًا، وضربت بعرض الحائط في سوريا، كل قيود ومندرجات القانون الدولي ومؤسساته، ومع استغلالها ما آلت إليه الأوضاع هناك بعد عزل وإبعاد قرار وموقف الجيش العربي السوري.
وعلى مرأى ومسمع ومقربة من السلطة الجديدة في سوريا، والتي كانت منهمكة على ما يبدو في تركيب خطوط سلطاتها الجديدة، ولم تنتبه لعدوان «إسرائيل»، يمكن القول إن الأخيرة مع هذا العدوان، فرضت واقعًا جديدًا لا يمكن تجاوزه، حتى الآن ما هو واضح منه: إنهاء قدرات وإمكانيات الدولة السورية كدولة أولى في مواجهتها تاريخيًا، والتحضير السياسي والميداني والعسكري لإمكانية فرض تقسيم معين لسوريا، لا يبدو في الأفق، أن هناك إمكانية لمنعه والتصدي له.