ارتباط الخطاب الراديكالي في آسيا بالجماعات المتطرفة شمال إفريقيا
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الخطاب الراديكالي والتطرف أصبحا ظاهرتين عالميتين تؤثران بشكل كبير على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. رغم التباين الجغرافي والثقافي بين القارتين الآسيوية والإفريقية، إلا أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الخطاب الراديكالي في بعض الدول الآسيوية والجماعات المتطرفة في شمال إفريقيا.
في هذه الورقة، سنناقش كيف أن الخطاب الديني والسياسي المتطرف في آسيا قد ساهم في تعزيز جماعات مثل القاعدة، وداعش، وغيرها من التنظيمات الجهادية في شمال إفريقيا، وكيفية تأثير هذا الخطاب على عمليات الاستقطاب والتجنيد.
-تطور الخطاب الراديكالي في آسيا:
الخطاب الراديكالي في آسيا، خاصة في مناطق مثل باكستان، أفغانستان، وإندونيسيا، نشأ في سياقات سياسية واجتماعية معقدة. عوامل مثل الفقر، الصراعات الأهلية، والظروف الاجتماعية التي أفرزت البطالة والظلم الاجتماعي ساهمت في نمو هذا الخطاب.
باكستان وأفغانستان: منذ الثمانينيات، كان الصراع ضد الاحتلال السوفييتي في أفغانستان هو المحفز الرئيس لنمو الجماعات الجهادية. ولعبت هذه الجماعات، مثل طالبان، دورًا رئيسيًا في نشر الخطاب الراديكالي داخل وخارج المنطقة.
إندونيسيا: تعتبر إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم، واحدة من الأماكن التي شهدت نموًا للجماعات المتطرفة مثل "جماعة الإسلام المتشددة" و"جماعة أنصار الله". وكانت الحركات السلفية والجهادية في إندونيسيا متأثرة بشكل كبير بالخطاب الراديكالي الذي تبنته جماعات من باكستان وأفغانستان.
- تأثير الخطاب الراديكالي الآسيوي على شمال إفريقيا:
على الرغم من أن شمال إفريقيا يتمتع بخصائص ثقافية ودينية خاصة به، فإن الخطاب الراديكالي الآسيوي كان له تأثير كبير على بعض الجماعات المتطرفة في المنطقة. كان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب واحدًا من أبرز الجماعات التي تأثرت بهذا الخطاب.
تنظيم القاعدة في بلاد المغرب : تشكل تنظيم القاعدة في المغرب العربي من مجموعة من المجموعات الجهادية التي تأثرت بشكل مباشر بالخطاب الراديكالي الآسيوي، خصوصًا خطاب بن لادن والجماعات الجهادية في باكستان وأفغانستان. في البداية، كانت هذه الجماعات تقاتل من أجل "إقامة الخلافة" في شمال إفريقيا بنفس الطريقة التي تبنتها طالبان في أفغانستان.
داعش في شمال إفريقيا: على غرار القاعدة، تبنت داعش الخطاب الجهادي نفسه لكن مع إضافة عنصر "إقامة دولة الخلافة". وكان الخطاب الذي تبنته داعش في مناطق مثل ليبيا، الجزائر، والمغرب متأثرًا بشكل كبير بالخطاب الراديكالي الآسيوي، خصوصًا في دعوة الشباب للانضمام إلى صفوف "الخلافة الإسلامية".
الأنترنت والخطاب الراديكالي:
ساعدت الوسائل الإعلامية الحديثة في نشر الخطاب الراديكالي بين آسيا وشمال إفريقيا. كانت المنابر الإعلامية مثل الإنترنت، القنوات الفضائية، ووسائل التواصل الاجتماعي هي الأدوات الرئيسية التي استخدمتها الجماعات الجهادية لنقل رسائلها الدعائية واستقطاب المقاتلين.
وأصبحت الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من أهم وسائل نشر الخطاب الراديكالي، حيث استخدمتها الجماعات مثل داعش والقاعدة لنقل أفكارهم وأيديولوجياتهم، وتنظيم حملات تجنيد للمقاتلين. هذا الخطاب اجتذب العديد من الشباب في شمال إفريقيا الذين تأثروا بالأفكار المتطرفة المنتشرة في بعض المواقع الإلكترونية الآسيوية.
-العوامل المشتركة بين الخطاب الراديكالي في آسيا وشمال إفريقيا:
الإيديولوجية السلفية الجهادية: تمثل السلفية الجهادية الأيديولوجية الرئيسية التي تجمع بين الخطاب الراديكالي في آسيا وشمال إفريقيا. هذه الأيديولوجية تدعو إلى استخدام العنف لتحقيق أهداف دينية وسياسية، مع التركيز على "الجهاد" كوسيلة لتحرير الأراضي المسلمة من "الاحتلال" أو "الأنظمة الفاسدة".
التحديات الاجتماعية والدينية: توجد علاقة بين التحديات الاجتماعية مثل البطالة والفقر والتهميش السياسي، وبين انتشار الخطاب الراديكالي. في المناطق التي تعاني من هذه المشكلات، يصبح الخطاب الجهادي أداة مؤثرة في استقطاب الشباب.
االتداعيات:
تصعيد العنف في شمال إفريقيا: تأثر شمال إفريقيا بشكل كبير بالخطاب الراديكالي الآسيوي، حيث أدى إلى تصعيد العنف في عدة دول، بما في ذلك الجزائر، ليبيا، وتونس. العديد من الجماعات في هذه الدول تبنت أفكار داعش والقاعدة، واستخدمت هذه الأفكار في تنفيذ هجمات إرهابية.
التحديات الأمنية: استمرت الجماعات المتطرفة في تهديد استقرار المنطقة، مما دفع العديد من الدول إلى تعزيز سياساتها الأمنية والعسكرية لمكافحة الإرهاب.
الخاتمة:
يرتبط الخطاب الراديكالي في آسيا ارتباطًا وثيقًا بالجماعات المتطرفة في شمال إفريقيا من خلال التأثير الأيديولوجي والعوامل الاجتماعية والسياسية المشتركة. بالرغم من التباين الجغرافي والثقافي بين المنطقتين، تساهم وسائل الإعلام الحديثة في تسهيل تبادل الأفكار الجهادية عبر الحدود. لمواجهة هذه الظاهرة، من الضروري أن يتم التنسيق بين الدول الآسيوية والإفريقية لتعزيز السياسات الأمنية والتقليل من تأثير الخطاب الراديكالي، بالإضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية مثل الفقر والتهميش السياسي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: آسيا أفريقيا تنظيم القاعدة الجماعات المتطرفة فی فی شمال إفریقیا بشکل کبیر
إقرأ أيضاً:
حلقة نقاشية بصنعاء بعنوان “دور وسائل الإعلام في صياغة الخطاب المقاوم في ظل سياسة التطبيع”
الثورة نت/..
نظمّت الإدارة العامة للمرأة والطفل بوزارة الإعلام، اليوم بصنعاء، حلقة نقاشية بعنوان “دور وسائل الإعلام في صياغة الخطاب المقاوم في ظل سياسة التطبيع”.
شاركت في الحلقة التي أقيمت على هامش المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، المنعقد حاليًا بالعاصمة صنعاء، الناشطة الإعلامية اللبنانية الدكتورة سندس الأسعد وعدد من الإعلاميات من مختلف وسائل الإعلام.
وفي الحلقة رحبت مديرة إدارة المرأة والطفل بالوزارة سمية الطايفي، بالناشطة الإعلامية اللبنانية الدكتورة سندس الأسعد، في زيارتها إلى اليمن، لافتة إلى أهمية تبادل الخبرات بين الإعلاميات في اليمن ولبنان.
وأوضحت أن الحلقة تسلط الضوء على دور وسائل الإعلام في صياغة الخطاب المقاوم خاصة في ظل هرولة العديد من الأنظمة العربية للتطبيع والتماهي مع العدو الصهيوني رغم مايرتكبه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني.
وأشارت الطايفي إلى أن العديد من الدول غيرّت خطابها السياسي والديني والإعلامي وتبنت المنهجيات وصنعت آلية تتماهى مع العدو الصهيوني، لافتة إلى دور الإعلام الحر والمقاوم في مواجهة هذه المنهجيات ورفض سياسة التطبيع والهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
وعبرت عن الأسف للتماهي مع العدوان والصلف الصهيوني والأمريكي رغم كل المجازر البشعة التي ترتكب بحق شعوب الأمة الإسلامية.
من جانبها أشارت الناشطة الإعلامية اللبنانية الدكتورة الأسعد، إلى أن تجربتها مع اليمن تجربة استثنائية، حيث تعمل على تغطية العدوان على البلاد منذ مارس 2015، معبرة عن الفخر والاعتزاز بزيارة اليمن.
وتطرقت إلى الصحوة التي حدثت في المجتمعات الإسلامية ودفعت المرأة إلى التواجد في الإعلام، ودورها في الإعلام المقاوم تحديداً والوعي بالخطر الأمريكي الإسرائيلي وخاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية.
وعرجت على مرحلة تأسيس حزب الله وانطلاق المقاومة الإسلامية في لبنان وحضور المرأة في تلك الفترة وخاصة في المجال الإعلامي ودورها المؤثر في الإعلام المقاوم وكانت صوت المقاومة ورديفاً للرجال في الجبهات.
ولفتت الدكتورة الأسعد إلى الدور الإعلامي الذي تقوم به المرأة، مبينة أن مسؤولية الإعلاميات كبيرة، في ظل محاولات التضليل والتشويه والتزوير التي يشهدها العالم اليوم.
وقالت “إن حضور المرأة في الساحات اليمنية كان حضور اعتزاز، ووعي وحضورًا مؤثرًا، فلم يكن حالة انفعالية أو هامشية، فعندما نتحدث عن النموذج اليمني بشكل عام وليس عن نموذج المرأة فقط، نرى ارتباط هذا الشعب بالثقافة القرآنية التي أرساها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، والتزامه بمسار وتوجيهات السيد عبدالملك الحوثي”.
وأضافت “مسألة حضور المرأة في الإعلام مهمة جداً وكان لها الدور المؤثر، واليوم لم يعد الإعلام يعتمد على الإعلام التقليدي، إذ أصبح الإعلام الرديف أكثر تأثير وحضور ولمعرفة تأثير هذا الحضور الإعلامي هو التمويل الأمريكي لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية التي تحاول دائماً تسليط الضوء على قضايا هامشية لتبين أن المرأة في حالة قوقعة وضعف، فهم يُريدون صورة نمطية للمرأة وتسليعها للدعاية”.
وتابعت الناشطة اللبنانية “نحن اليوم نعيش حرباً على هويتنا الإسلامية والإيمانية، وهي حرب متوازية ولا يمكن التفريق بين ما هو سياسي وعقائدي وديني، فالحرب الثقافية أخطر من الحرب العسكرية فهي تحاول تشويه صورة معتقداتنا وتعمل على كي الوعي، وترويج الضعف والانهزامية وتحويل الضحية إلى مجرم”.
وأكدت “أن الدور الإعلامي اليوم مهم جداً، فالأمر الأكثر محورية لدى العدو الأمريكي والإسرائيلي، هو الإعلام، إذ يحارب بالكلمة وتشويه المعتقدات”، مشددة على دور الإعلام في بناء الوعي وتوجيه الأجيال إلى الشخصيات العظيمة وصناعة القدوة، وتوثيق القصص الإنسانية وكتابة التاريخ والحث على مقاطعة البضائع والشركات الإسرائيلية والداعمة للعدو.
وتطرقت الأسعد إلى البُعد الإسلامي القرآني في العمل الإعلامي وأهمية إبراز الهوية الإيمانية ودعم خيار المقاومة والدعوة للحضور في الساحات، مبينة أن الدول التي تطّبع مع الكيان الصهيوني هي كيانات وظيفية مثلها مثل كيان العدو أوجدها الاستعمار، واستطاعت بسبب غياب الدور الإعلامي أن تكوي وعي الجماهير في تلك المجتمعات.
وقالت” هذه الحرب هي حرب الثقة بالله، فالله اختارنا أن نبقى الوحيدين في الساحة حتى لو تخاذل الجميع”، مؤكدة أهمية توحيد الساحات الإعلامية خاصة في هذه المرحلة وإيجاد منصة تعكس الخبرات المتبادلة.
أثريت الحلقة النقاشية بمداخلات ورؤى مستفيضة وقيمة.
وأوصت المشاركات بالاهتمام بالعمل الإعلامي للمرأة بشكل أكبر وخاصة البرامج التربوية الهادفة، وربط حرائر الإعلام المقاوم في مختلف البلدان الإسلامية ببعضهن، وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الإعلامية، وتوحيد الساحات الإعلامية النسائية عبر عمل مشترك.
وأكدت التوصيات، أهمية إيجاد القدوة الحسنة للأطفال عبر الإعلام والتنشئة الصحية من الأسرة، والارتباط الوثيق بالقدوات السيدة فاطمة الزهراء والسيدة زينب عليهما السلام في العمل الإعلامي وأخذ العظة والعبرة من مدرسة آل البيت عليهم السلام.
وشددت على توثيق وتعرية جرائم العدو الصهيوني بحق الشعوب الإسلامية وخاصة في قطاع غزة.