زعيمة حزب العمل السابقة: ماذا لو وقعت أحداث كوريا الجنوبية في إسرائيل؟
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
ماذا لو وقعت أحداث كوريا الجنوبية في إسرائيل؟ بهذا السؤال افتتحت شيلي يحيموفيتش زعيمة حزب العمل الإسرائيلي السابقة، والكاتبة في صحيفة يديعوت أحرونوت، مقالها مستعرضة إحباط الجمهور والقوى السياسية في كوريا الجنوبية محاولة الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية، لتجيب بأن إسرائيل لن تكون فيها ردة فعل قوية لإحباط مثل هذا التحرك إن حصل.
وتصف الكاتبة ما حدث في كوريا الجنوبية عندما حاول الرئيس الكوري يون سوك يول فرض دكتاتورية عسكرية من خلال إعلان حالة الطوارئ.
وتقول الكاتبة إن محاولة الرئيس فرض ديكتاتورية عسكرية أحبطت بسرعة الضوء من قبل معارضة سياسية شرسة وحازمة.
وتشير إلى أنه رغم أن القوات العسكرية كانت قد اجتاحت البرلمان في سول واحتلته، فإن معارضة سياسية وشعبية شرسة حالت دون تحقيق هذا الهدف، حيث قام أعضاء البرلمان من المعارضة والائتلاف، بالتصويت ضد القرار، مما أجبر القوات العسكرية على الانسحاب.
وقالت إنه "مع ذلك، فإن هذا الحدث القصير والمجنون هو شهادة مؤسفة على هشاشة الديمقراطيات والمخاطر الكامنة داخلها، فالديمقراطية ترتيب دقيق، حيث يوازن البرلمان والمحاكم العليا ووسائل الإعلام وحراس البوابة بين سلطة الزعيم، هناك من يركل هذا الترتيب. نحن نفعل ذلك أيضا".
إعلانوتسلط الكاتبة الضوء على أوجه التشابه بين إسرائيل وكوريا الجنوبية، حيث ترى أن "كلتا الدولتين تعتبران ديمقراطيات شابة، وتتمتعان باقتصاد مزدهر، وباعتماد كبير على التحالف مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية الكبيرة من الخارج".
ورغم هذه التشابهات، تشير الكاتبة إلى أن ردود الفعل في إسرائيل قد تكون مختلفة تماما لو حدث سيناريو مشابه لما وقع في كوريا الجنوبية.
السيناريو الإسرائيلي
ثم تنتقل إلى السيناريو الوهمي في إسرائيل، متسائلة ماذا سيحدث إذا أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي فجأة، عبر شاشة التلفزيون، حالة الطوارئ في منتصف الليل؟
وترى الكاتبة أنه سيعمد إلى مهاجمة المعارضة تماما مثل ما فعل الرئيس يون، ويعلن أنه من أجل حماية البلد من التهديدات الداخلية والخارجية، سيتم تعليق عمل الكنيست، وستخضع جميع المؤسسات الأخرى (وسائل الإعلام، المحاكم) لقوانين الطوارئ. وفي هذه الحالة "سيكون هذا إعلانا للدكتاتورية تحت شعار الدفاع عن الديمقراطية".
كما ترى الكاتبة أن صور زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية وهو يتسلق جدار البرلمان الذي استولى عليه الجيش ليشق طريقه إلى الداخل كانت مؤثرة ومثيرة، وتتساءل هل يمكن لأي شخص أن يتخيل رئيس المعارضة يائير لبيد، أو بيني غانتس، أن يقوما بمواجهة التحدي بالطريقة ذاتها التي قام بها زعيم المعارضة الكورية؟
وتؤكد أن ذلك لن يحدث في إسرائيل، معتبرة أيضا أن أعضاء الكنيست في الائتلاف لن يتحركوا لمنع حدوث هذا السيناريو، بل سيتبنون، بدلا من ذلك، مواقف تأييد لزعيمهم، حتى وإن كان يتخذ قرارات ضد الديمقراطية.
وتتساءل أيضا: هل تستطيع النقابات العمالية ومعها الشركات الكبرى -مثل تلك الموجودة هناك- إغلاق الاقتصاد بشكل كامل حتى استقالة رئيس الوزراء؟ وتجيب على ذلك بالقول "لا".
وتواصل الكاتبة تساؤلاتها عما إذا كان المواطنون في إسرائيل سيخرجون إلى الشوارع للاحتجاج ضد هذا الانقلاب، كما فعلوا في كوريا الجنوبية.
إعلانوبينما تعتقد أن هناك احتمالا أن يشهد الشارع الإسرائيلي مظاهرات، فإنها تشير إلى أن الحكومة لن تتردد في استخدام القوة لقمع هذه الاحتجاجات، وهو ما يتوافق مع الواقع الحالي في إسرائيل حيث يواجه المعارضون القمع في بعض الأحيان.
وتقول إن "أعضاء الكنيست من الائتلاف سيشرحون بازدراء لماذا يعتبر أي شخص يعارض خطوة تهدف إلى الدفاع عن الدولة على الإطلاق خائنا للدولة".
ثم تتساءل يحيموفيتش عن موقف الجيش الإسرائيلي إذا تم إصدار أمر بالاستيلاء على الكنيست. وتقول الكاتبة إنه إذا كانت القيادة العسكرية في إسرائيل متأثرة بمواقف معينة تجاه الديمقراطية الغربية، فقد يطيع الجيش هذا الأمر، لكن هذا لن يحدث بسرعة كبيرة. أما الشرطة الإسرائيلية، فيوجد شك في مدى قدرتها على التصدي لمثل هذا الموقف، خاصة بعد أن شهدت إسرائيل تغييرات في الهيكل القيادي للشرطة أحدثها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وتستدرك قائلة "هناك شيء واحد مؤكد: سيدعو الرئيس إسحاق هرتسوغ "كلا الجانبين" إلى ضبط النفس، وتعيين لجنة لدراسة الوضع المعقد واقتراح حل وسط بين مؤيدي الديكتاتورية ومؤيدي الديمقراطية.
وأخيرا، تشدد الكاتبة على أن هذا السيناريو في إسرائيل قد لا يحتاج إلى انقلاب عسكري حقيقي، في ظل تدهور الوضع السياسي والإعلامي في البلاد، حيث تتعرض المحاكم إلى الهجوم المستمر، وتتصاعد هجمات ضد وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن البلاد قد تجد نفسها تتجه نحو واقع ديكتاتوري دون الحاجة إلى تدخل عسكري.
وتعتبر الكاتبة أن إسرائيل قد تكون بالفعل في طريقها إلى الاستسلام لهذا الوضع دون الحاجة إلى تغيير جذري، حيث أصبح المواطنون والحكومة معتادين على تهديدات وهجمات على الديمقراطية.
وتختم مقالها قائلة إنه إذا حدث ما حصل في كوريا الجنوبية فلن تعمل أجراس الإنذار بعد الآن، حيث سنكون معتادين وضعفاء بالفعل، "وقد يكون المثال المفاجئ والشجاع والقاطع لكوريا الجنوبية بالنسبة لنا قصة خيالية جميلة حدثت في أرض بعيدة".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی کوریا الجنوبیة فی إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا نفهم من تطورات غزة عن استراتيجية إسرائيل ومستقبل القطاع؟
(CNN)-- يُوسّع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته البرية في عمق غزة، مُنشئًا منطقة عازلة واسعة بين القطاع والأراضي الإسرائيلية، دافعًا مئات الآلاف من المدنيين إلى منطقة تتقلص باستمرار على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ووفقًا لإحصاء شبكة CNN، أصدر الجيش الإسرائيلي 20 أمرًا بالإخلاء منذ 18 مارس/ آذار، شملت أجزاءً واسعة من غزة، بما في ذلك كامل مدينة رفح في الجنوب، ووفقًا للأمم المتحدة، طُلب من حوالي 400 ألف شخص المغادرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في ظل تكثيف الجيش جهوده لإجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وفي هذه الأثناء، أصبح جزء كبير من غزة غير صالح للسكن أو محظورًا.
واكتظت شوارع مدينة غزة بموجات من المدنيين الفارين، الجمعة، حاملين ما في وسعهم أثناء مغادرتهم أجزاء أخرى من وسط وشمال غزة، وشاهد أحد النازحين، رائد رضوان، مئات الأشخاص يدخلون حي الشيخ رضوان، واصفًا إياه بأنه "ممتلئ تمامًا بالخيام والعائلات النازحة".
وقال حاتم عبد السلام، وهو أيضًا من سكان مدينة غزة، لشبكة CNN إنه يعجز عن وصف المعاناة من القمامة والذباب والبعوض والحشرات الغريبة، فهي منتشرة في كل مكان بسبب تراكم النفايات في الشوارع، قائلا: "ترى خيامًا للنازحين في كل مكان، حتى بين أكوام القمامة، بسبب ضيق المساحة".
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الجمعة، أن أكثر من ثلثي غزة الآن إما تحت أوامر تهجير نشطة أو مُصنّفة كمناطق "محظورة" - وهي مناطق يُطلب فيها من الفرق الإنسانية تنسيق تحركاتها مع السلطات الإسرائيلية.
تتمثل الاستراتيجية الإسرائيلية، التي وضعها وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، في إخلاء أجزاء كبيرة من غزة ومعاملة أي شخص يبقى فيها كمقاتل. وقد تحدث مسؤولون إسرائيليون عن تصعيد الضغط على حماس لإجبارها على تقديم تنازلات بشأن إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
وقال كاتس خلال زيارة له إلى غزة الأسبوع الماضي: "يتم الاستيلاء على العديد من المناطق وإضافتها إلى المناطق الأمنية لدولة إسرائيل، مما يجعل غزة أصغر وأكثر عزلة".
وتحدث كاتس عن "تقسيم غزة إلى أجزاء، حتى في أماكن مثل طريق موراغ، حيث لم نقم بعمليات حتى الآن".
ويشير ممر موراغ إلى مستوطنة موراغ اليهودية التي تم تفكيكها في جنوب غزة والتي كانت قائمة بين خان يونس ورفح. وصرح جيش الدفاع الإسرائيلي، الجمعة، بأنه باحتلال الممر، "اكتمل تطويق رفح".
وأفاد مصدر مطلع على الأمر لشبكة CNN أن إسرائيل تخطط للسيطرة على جزء كبير من غزة لفترة "غير محددة".
ومع ذلك، وبعد 18 شهراً من الحرب، لا تزال إسرائيل تواجه عدواً عنيداً، ففي أغسطس/ آب من العام الماضي، أعلنت إسرائيل هزيمة لواء رفح التابع لحماس بعد أن سيطر على محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة. لكن في وقت سابق من هذا الأسبوع، خاطب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، الفريق إيال زامير، القوات الإسرائيلية في غزة قائلاً: "أتوقع منكم هزيمة لواء رفح التابع لحماس وتحقيق النصر أينما تعملون".
ويوم السبت، أُطلقت ثلاثة صواريخ من جنوب غزة باتجاه إسرائيل، رغم سيطرة الجيش الإسرائيلي على جزء كبير من المنطقة.
وقد يكون لاستراتيجية إسرائيل هدف آخر؛ جعل حياة سكان غزة المكدسين في جيب أرضي متضائل باستمرار دون مأوى ملائم لا تُطاق، لدرجة أنهم يبدأون في التوجه نحو الخروج.
وقد أشار كاتس إلى ذلك عندما قال: "نحن نعمل على المضي قدمًا في خطة الهجرة الطوعية لسكان غزة، وفقًا لرؤية الرئيس الأمريكي"، في إشارة إلى خطة دونالد ترامب المثيرة للجدل لنقل الفلسطينيين في غزة وإعادة تطوير القطاع.
وفي البيت الأبيض، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل "تمكّن سكان غزة من اتخاذ قرار حر بالذهاب إلى أي مكان يريدونه"، مضيفا أن ترامب "طرح رؤية جريئة، ناقشناها أيضًا، بما في ذلك الدول التي قد تكون مستعدة لقبول الفلسطينيين".