أكدت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، على الترابط الوثيق بين التحديات البيئية العالمية، مشددة على أهمية تبني حلول متكاملة لمواجهتها.
جاء ذلك في كلمتها الرئيسية في الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي يُعقد في العاصمة السعودية الرياض.


كما شددت سعادتها، في كلمتها خلال افتتاح فعاليات يوم الأرض، على أن استصلاح الأراضي يُعد جوهر الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي، وتعزيز قدرة المجتمعات على التكيف، مشيرة إلى أن الأرض ليست مجرد مورد؛ إنها الأساس الذي نعتمد عليه، والمنصة التي يمكن من خلالها تنفيذ حلول جذرية لتحقيق مستقبل مستدام.
وأضافت أن الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف تمثل نقطة تحول مهمة، حيث تشهد إطلاق أول أجندة عمل تعكس التزام المجتمع الدولي بالانتقال من مرحلة الوعود إلى التنفيذ الفعلي.
وتمثل أجندة عمل مؤتمر الدول الأطراف السادس عشر خطوة مهمة نحو توحيد جهود مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات، وقادة القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمجتمعات الأصلية، بهدف استصلاح الأراضي المتدهورة وتعزيز القدرة على الصمود، كما تسعى الأجندة إلى تنسيق الجهود بما يتماشى مع اتفاقيات ريو الثلاث، المتعلقة بالتنوع البيولوجي، وتغير المناخ، ومكافحة التصحر.
كما شددت رزان المبارك على أهمية الحلول المستندة إلى الطبيعة في مواجهة هذه الأزمات المترابطة، مؤكدة أن الحلول القائمة على الطبيعة تقدم خارطة طريق فعّالة لمعالجة تدهور الأراضي، وتعزيز تخزين الكربون، وحماية التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى تحسين سبل العيش.
وسلطت الضوء على الدور الريادي الذي يلعبه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في تعزيز المعايير المعترف بها عالميًا للحلول القائمة على الطبيعة، مما يضمن شموليتها، وقابليتها للقياس، وفعاليتها.
وقد شاركت المبارك ضمن أعمال مؤتمر الدول الأطراف السادس عشر في سلسلة من الفعاليات رفيعة المستوى، ففي قمة المياه الواحدة، سلطت الضوء على الدور الحيوي للنظم البيئية واستصلاح الأراضي في تأمين موارد المياه، وفي كلمتها خلال مؤتمر النوع الاجتماعي، أكدت الدور الحاسم للمرأة في الإدارة المستدامة للأراضي واستصلاحها، داعية إلى تنفيذ سياسات تعزز المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة في الأراضي، فيما أدارت جلسة نقاشية حول تعزيز أوجه الربط بين اتفاقيات ريو، حيث استعرض المشاركون مسارات قابلة للتنفيذ لتحقيق الأهداف العالمية بشكل متكامل.
وفي حديثها عن أهمية مؤتمر الدول الأطراف السادس عشر، أكدت المبارك: “أن هذا المؤتمر ليس نهاية المطاف، بل هو جسر يربطنا بالمستقبل. من الرياض إلى بيليم، دعونا نغتنم هذا الزخم لتعميق التزامنا الجماعي، وتسريع خطواتنا، وتنظيم جهودنا. معًا، يمكننا استصلاح أراضينا، وحماية كوكبنا، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.”
كما أكدت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، خلال كلمتها في قمة “المياه الواحدة” التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، الدور الحاسم للنظم البيئية للمياه العذبة في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالاستدامة.
جاءت دعوتها بالتزامن مع إطلاق مبادرة “تحدي المياه العذبة”، أكبر المبادرات العالمية لاستعادة الأنهار والأراضي الرطبة، كأحد النتائج الرسمية المتعلقة بالمياه التي تم الإعلان عنها في مؤتمر الأطراف (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي إطار استعداد دولة الإمارات، بالتعاون مع السنغال، لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في عام 2026، أكدت رزان المبارك، أهمية تعزيز التعاون الدولي لحماية واستعادة النظم البيئية للمياه العذبة عالميًا.
وأشادت بالالتزام المتزايد من قِبل المجتمع الدولي تجاه مبادرة “تحدي المياه العذبة”، التي تهدف إلى استعادة 300 ألف كيلومتر من الأنهار المتدهورة و350 مليون هكتار من الأراضي الرطبة بحلول عام 2030، إلى جانب الحفاظ على النظم البيئية السليمة للمياه العذبة.
وأشارت إلى أن هذه المبادرة، التي أُطلقت كأحد النتائج الرسمية المتعلقة بالمياه خلال (COP28)، تلعب دورًا محوريًا في استعادة النظم البيئية للمياه العذبة على مستوى العالم.
وفي سياق متصل، أعربت رزان المبارك عن ترحيبها بانضمام أستراليا وكازاخستان إلى مبادرة تحدي المياه العذبة، وشجعت الدول الأخرى على الانضمام.
وخلال القمة التي شهدت مشاركة رؤساء دول وقادة من السعودية وفرنسا والعراق وكازاخستان والمغرب، بالإضافة إلى قادة أبرز مؤسسات التمويل العالمية مثل البنك الدولي وصندوق البيئة العالمي، أعربت المبارك عن إعجابها بالالتزام الكبير الذي أبدته الدول حتى الآن تجاه الانضمام إلى المبادرة وتنفيذها، إذ تضم المبادرة حاليًا 50 دولة عضوًا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
من جهته أعلن كارلوس مانويل رودريغيز، المدير التنفيذي لصندوق البيئة العالمي، خلال القمة، عن استثمار قدره 5 ملايين دولار أمريكي في هذه المبادرة الأمر الذي من شأنه تسريع وتيرة اتخاذ الإجراءات من خلال معالجة بعض من أهم الاحتياجات والتحديات التي حددتها الدول الأعضاء.
وأضاف أن هذه المبادرة تعد عنصرًا أساسيًا لتحقيق أهداف 30×30 والتي تهدف إلى حماية 30% من الأراضي و30% من المحيطات بحلول عام 2030، ضمن الإطار العالمي للتنوع البيولوجي.
وأوضح أن مساهمة الصندوق ستدعم مشروعات نموذجية محددة وتعزز استخدام أساليب مبتكرة وفعّالة، مع التركيز على التواصل مع الشباب والمجتمعات المحلية والشعوب الأصلية، لافتا إلى أن هذه الجهود ستسهم في تحقيق أهداف المبادرة.
وإلى جانب المساهمة المقدمة من برنامج المياه الدولي التابع لصندوق البيئة العالمي، تم بالفعل تخصيص تمويل مشترك يتجاوز 10 ملايين دولار أمريكي من مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والدول الأعضاء.
وتهدف مبادرة تحدي المياه العذبة، خلال الأشهر المقبلة، إلى زيادة حجم التمويل المشترك والعمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء لتحديد تفاصيل المشروع.
كما تجدر الإشارة إلى أن قمة “المياه الواحدة” عُقدت على هامش الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “COP16″، التي استضافتها الرياض.
ويعد هذا المؤتمر ثالث وآخر مؤتمر للأطراف يُعقد هذا العام ضمن اتفاقيات ريو الثلاث، والتي تشمل إلى جانب اتفاقية مكافحة التصحر، كلاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي.
وتُعقد هذه القمة أيضًا قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمياه، الذي ستستضيفه كل من السنغال ودولة الإمارات في عام 2026.
وتؤكد هذه الفعالية التاريخية مكانة الإمارات وريادتها في تعزيز الشراكات وقيادة الحلول المبتكرة للحفاظ على المياه العذبة.
وتم إطلاق مبادرة تحدي المياه العذبة في مؤتمر المياه الأخير في عام 2023، بدعم من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ومؤسسات (Conservation International)، و (Nature Conservancy)، و (Wetlands International)، بجانب الأمانة العامة لاتفاقية رامسار للأراضي الرطبة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وهو ما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات للتنمية المستدامة وريادتها في تعزيز الأمن المائي العالمي.
وقالت رزان المبارك، إن المياه تمثل تحديًا عالميًا، لكنها أيضًا قضية محلية، لذلك، من الضروري تمكين المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني من حماية النظم البيئية للمياه العذبة بشكل أفضل، مشيرة إلى أنه من خلال التعاون الفعّال مع الحكومات والشركات التي تعتمد بشكل كبير على المياه، يمكننا تعزيز القدرات وتوفير الموارد اللازمة لاستعادة هذه النظم البيئية الحيوية.
وقد تعرضت الأراضي الرطبة والأنظمة المائية العذبة لتدهور كبير، حيث فقد العالم 87% من أراضيه الرطبة خلال الـ 300 عام الماضية.
وتلعب النظم البيئية الصحية للمياه العذبة، مثل الأراضي الرطبة، دورًا رئيسيًا في التخفيف من آثار الفيضانات والجفاف، كما تساهم بشكل أساسي في مواجهة الأزمات المترابطة المتعلقة بالمناخ والطبيعة، وتعزز التنمية الاقتصادية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر هذه النظم أدوات فعّالة لتخزين الكربون وتنقية المياه وتخزينها.
وخلال كلمتها، سلطت رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الضوء على التقدم الذي أحرزته بعض الدول في إطار مبادرة تحدي المياه العذبة.
فقد قامت ليبيريا بدمج الأراضي الرطبة في مساهماتها المحددة وطنيًا بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بينما أنشأت الإكوادور ثلاث مناطق جديدة لحماية المياه بمساحة إجمالية تصل إلى 100 ألف هكتار، وأطلقت كمبوديا برنامجًا للمنح الصغيرة لدعم جهود استعادة الغابات المغمورة بالفيضانات.
وفي هذا الإطار، أكدت رزان المبارك أن : “المياه تُعد من الأمور التي يعتبرها معظمنا من المسلّمات، إذ نراها مجرد سلعة تُستخدم في الطهي، والاستحمام، والصناعة، وحتى في التخلص من النفايات. ولكن الحقيقة أن المياه تمثل أكثر من ذلك بكثير؛ فهي أساس الحياة وجزء لا يتجزأ من الطبيعة، ويجب إدارتها وحمايتها كنظام بيئي حيوي، وليس مجرد مورد للاستهلاك والتداول.”
وشددت على أهمية انضمام دول العالم إلى المبادرة والعمل على إدراج الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة وأراضي الخث في خططها وإستراتيجياتها الوطنية، وفقًا لاتفاقيات ريو الثلاث.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزير الرى يلتقى رئيس الهيئة السعودية للمياه على هامش مؤتمر COP16 بالرياض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 التقى الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، اليوم الأربعاء، المهندس عبد الله عبد الكريم رئيس الهيئة السعودية للمياه، والدكتور أيمن بن سالم الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد بالسعودية، وذلك على هامش مشاركة سيادته فى مؤتمر الأطراف لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP16 والمنعقد بالعاصمة السعودية الرياض.

وتم خلال اللقاء مناقشة تعزيز التعاون بين مصر والسعودية فى مجال الاستمطار، والاستفادة من التجارب البحثية السعودية الجارية فى هذا المجال .

كما تم التباحث حول التعاون المشترك فى مجال التحلية من أجل الزراعة وتعظيم الإستفادة من الأغشية المستخدمة فى محطات التحلية .

هذا بالاضافة الى التباحث حول التجارب المصرية والسعودية الناجحة فى مجال الإدارة الرشيدة للمياه الجوفية ، وتبادل الخبرات بين البلدين فى هذا المجال .

وخلال اللقاء تم مناقشة التعاون فى مجال إنشاء سدود الحماية من أخطار السيول وحصاد مياه الأمطار، خاصة مع الخبرات المصرية المتميزة فى هذا المجال، بالاضافة للتعاون فى مجال شحن الخزانات الجوفية بالمياه التى تم حصادها من خلال سدود الحماية .

مقالات مشابهة

  • «مبادرة محمد بن زايد للماء» تختتم مشاركتها في «COP16» بالرياض
  • COP16 بالرياض.. تفاصيل لقاء وزير الري المديرَ الإقليمي للبنك الدولي
  • وزير الرى يلتقى رئيس الهيئة السعودية للمياه على هامش مؤتمر COP16 بالرياض
  • وزير الري يلتقي المدير الإقليمي للبنك الدولي على هامش مؤتمر COP16 بالرياض
  • “مبادرة محمد بن زايد للماء” تختتم مشاركتها في COP16 بالرياض
  • وزير الري يلتقى المدير الإقليمي للبنك الدولي لبحث موقف مشروع CRAFT
  • وزير الري يبحث تنفيذ مشروع تحلية المياه بالطاقة الشمسية لأغراض الزراعة في مصر
  • وزير الري يعلن الإعداد لمشروع إقليمي لتحلية المياه بـالطاقة الشمسية
  • وزير الري يلتقى المدير الإقليمي للمركز الدولي لبحوث التنمية
  • الجزائر تدعو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف موحد يحفظ وحدة الأراضي السورية