الثورة نت:
2025-05-02@17:56:22 GMT

عن التطورات الجديدة في المنطقة

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

عن التطورات الجديدة في المنطقة

تعود اليوم جبهة النصرة إلى حلب، وهي تنظيم عقائدي ينتمي إلى القاعدة لكنها عادت تحت مسمى جديد هو هيئة تحرير الشام وسبق لها الإعلان عن استقلالها التام عن تنظيم القاعدة، وهذا يعني عودة الأدوات القديمة تحت لافتات جديدة، والهدف هو إعادة رسم خريطة التوازنات في النفوذ، وصولا إلى فكرة الشرق الجديد الذي تسعى إسرائيل للوصول إليه، مستغلة في ذلك الظرف الذي تركه العدوان على لبنان وأثره على حزب الله،  ومع عودة التنظيمات المسلحة إلى واجهة التبدلات والتغيرات في المنطقة، عادت التفاعلات الإعلامية مع سلوك تلك التنظيمات المسلحة من حيث الترويج لسلوك التوحش والغابية، ومن حيث التعامل غير الإنساني مع الإنسان،  وبما يشوه الصورة المثالية للإسلام، بما يعني أن الهدف مزدوج من التطورات العسكرية التي تحدث اليوم في حلب أو غيرها من المدن السورية، فهو هدف استراتيجي عسكري وسياسي، وهدف ثقافي الغرض منه هدم التطبيقات الاجتماعية، والصورة الإنسانية للإسلام بما تصدره الجماعات المسلحة كحالة غير حضارية تهدد الحضارة المعاصرة ويبرر لإسرائيل وجودها وعدوانها على المدنيين العزل، سواء كان في غزة أو لبنان  في تصورات  الرأي العام العالمي .

نحن اليوم أمام واقع جديد تهيمن فيه التكنولوجيا الغربية – التي تحاول أن تطوي العالم في بؤرة صغيرة قابلة للرؤية والقياس تنصهر فيها الحضارات والثقافات لتصبح حضارة واحدة وثقافة واحدة – وذلك بسبب التطور التقني في الصورة في محتوى وابتكارات الإعلام الاجتماعي – الوسائط الاجتماعية كالفيس والوتس ….الخ – ومثل ذلك قد أحدث تبدلا سريعا فوق ما نتوقع في البنية الأخلاقية والثقافية في المجتمعات، ولعل الأشد خطرا وهو انتقال مفهوم العولمة من الأفق الاقتصادي والسياسي إلى الأفق الثقافي والإعلامي والأدبي، وهو ما بات يعرف بالثقافة الشاملة، أو المجتمع الكوني، وهي ثقافة تذوب فيها الخصوصيات .

فالعولمة تسعى بكل الوسائل حتى تجعل العالم شبيها بأمريكا ولذلك نجد من هو مفتون بالنموذج الأدبي والثقافي الغربي، بل والنموذج الإعلامي مثل محاكاة بعض برامج المسابقات الشهيرة في الفضائيات مثل تلك التي تبهر المشاهد وتجعله معلقا بها ومتفاعلا معها بالتصويت والإنفاق وهي كثر، وقد انتشر أوارها في هشيم ثقافتنا فصنع واقعا عربيا  بائسا في الفنون والآداب، ويرى بعض المفكرين “أن العقل الأمريكي يحاول تطهير العالم من الآيديولوجيين والعقائديين الذين يمتازون بالثبات والدفاع عن الهويات “، وهو الأمر الذي يعترف به الواقع من خلال حركة الجماعات كـ”القاعدة” و”داعش” حيث يعمدون إلى تفكيك البنية العقائدية والثقافية وتشويه صورتها من خلال الممارسات التي لا تتسق مع الإسلام ولا مع مبادئه وقيمه الإنسانية،  فالتوحش والبدائية في الجماعات الاستخبارية يهدف إلى تعميم الثقافة الشاملة بالقفز على الخصوصيات من خلال الهدم والتفكيك، وقد لاحظ الكثير توالي الهجرات والضجيج الإعلامي حول الأفراد الذين يهربون من مجتمعاتهم إلى الغرب وعلى وجه الخصوص في الزمن القريب كهروب شاب سعودي وخليجي وما صاحب ذلك من ترويج إعلامي، يضاف إلى ذلك تفكيك البناءات الثقافية من خلال هدم الرمزيات الثقافية،  والسعي إلى التقليل من أثرها ويأتي اعتذار رموز الوهابية عن أفكار التطرف في هذا السياق، كما تابع المتابع ، وكل تلك الخطوات تؤدي إلى طريق واحد وهو العولمة أو كما يحلو البعض تسميتها بالأمركة .

كل هذا الاشتغال الذي نراه اليوم في واقعنا العربي بالذات، وهو أكثر وضوحا بعد عودة جبهة النصرة في سوريا إلى الواجهة تحت مسمى جديد   .

فكل حركة الصراعات في عالم اليوم قضايا تتعلق بالعولمة، وفي جوهرها بالنظام الرأسمالي العالمي، إذ أن القوة الاقتصادية تريد أن تجعل من الكونية هدفا لها بحثا عن سوق عالمية ومستهلك كوني .

فالرأسمالية تريد دولا ضعيفة وغير فاعلة تعاني التشظي والانقسام حتى يسهل عليها فرض ثنائية الخضوع والهيمنة، ولذلك تدير حركة الانقسامات والحروب في المنطقة العربية، وهي من خلال تفاوضها مع ايران وعقوباتها المتكررة عليها، لا تريد إيرانا قويا متفوقا تقنيا وعسكريا، بل تريد ذلك لإسرائيل فقط، ولعل موقف ايران في خندق محور المقاومة قد جعل منها رقما صعبا خاصة بعد معركة سيف القدس وطوفان الأقصى التي لعبت فيها ايران دورا سياسيا ولوجستيا مهما .

معركة سيف القدس ومن بعدها طوفان الأقصى رسمتا أفقا سياسيا جديدا، وغيرت موازين القوة في المنطقة، ولذلك نحن أمام استحقاق جديد لا بد من الاستعداد له، فاثره لن يكون محدودا بل سيمتد إلينا في اليمن وإلى محور المقاومة كله .

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی المنطقة من خلال

إقرأ أيضاً:

ما فلسفة تعديل قانون الثروة المعدنية الذي أقره مجلس النواب الأسبوع الماضي؟


أقر مجلس النواب مشروع القانون المقدم من النائب محمد إسماعيل (وأكثر من عشر عدد الأعضاء)، بتعديل بعض أحكام القانون رقم ١٩٨ لسنة ٢٠١٤ بإصدار قانون الثروة المعدنية.

وأوضح النائب محمد بدراوي، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بمشروع القانون المقدم من النائب محمد إسماعيل (وأكثر من عشر عدد الأعضاء)، بتعديل بعض أحكام القانون رقم ١٩٨ لسنة ٢٠١٤ بإصدار قانون الثروة المعدنية.

وقال بدراوي، خلال الجلسة العامة للمجلس والمنعقدة الآن برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، والتي تناقش مشروع القانون، إن مشروع القانون المعروض مهم للغاية، لأن مصر تمتلك من الثروات المعدنية الكثير، ولا بد من الاستغلال الأمثل لتلك الثروات والمقدرات بما يفيد الاقتصاد القومي ويكون مضيفًا للناتج المحلي الإجمالي.

وثمَّن بدراوي المجهودات الكبيرة للحكومة في هذا المجال، قائلًا إنه خلال السنوات الأخيرة تم عقد العديد من الاتفاقيات للتنقيب عن المعادن والثروات من باطن الأرض، سواء كانت معادن أو بترول أو غاز أو غيرها، وهناك بالفعل مجهود كبير في هذا الصدد.

وكشف النائب عن أن الأرقام تؤكد أن الثروة المعدنية في مصر تضيف 3 مليارات جنيه للموازنة العامة للدولة، منها مليار ونصف من منجم السكري، ومليار ونصف من باقي المناجم والمعادن الأخرى. وهو رقم قليل جدًا، ولا بد من تنمية هذا القطاع واستغلاله الاستغلال الأمثل بما يضيف للاقتصاد القومي، خاصة وأن مصر 90% من مساحتها أراضٍ صحراوية وجبال، ومعظمها معادن وثروات لم يتم اكتشافها بعد. ومن العيب أن يكون قطاع الثروة المعدنية يساهم بنسبة 1% فقط من الناتج المحلي، في الوقت الذي تضيف فيه دول أخرى الكثير من خلال هذا القطاع.

وطالب بدراوي بأن يكون مشروع القانون خطوة ولبنة لإصلاح المنظومة بأكملها بما يصب في صالح الاقتصاد القومي والناتج المحلي الإجمالي، وبما يعمل على فتح مجال للاستثمارات الأجنبية والمحلية. وفي هذا المجال، لا بد أن نعمل جميعًا على تذليل كافة العقبات والمعوقات أمام الاستثمار، لأننا نحتاج إلى مزيد من الخطوات للدفع قدمًا في هذا القطاع.

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • ما فلسفة تعديل قانون الثروة المعدنية الذي أقره مجلس النواب الأسبوع الماضي؟
  • كم تساوي الليرة التركية اليوم؟.. إليك أسعار الدولار واليورو صباح 2 مايو
  • وزير الإسكان يتفقد مشروع "سكن مصر "بأرض المعارض بالقاهرة الجديدة
  • بالزيادة الجديدة.. اليوم بدء صرف منحة العمالة غير المنتظمة 2025
  • كل ما تريد معرفته عن التعديلات الجديدة في مشروع قانون الإيجار القديم 2025
  • استعرض الفرص التنموية التي تم إطلاقها.. نائب أمير الشرقية يستقبل مدير فرع وزارة الموارد البشرية بالمنطقة
  • مصدر أمني بدمشق لـ سانا: قواتنا بدأت عملية تمشيط واسعة في منطقة أشرفية صحنايا، بهدف إلقاء القبض على العصابات الخارجة عن القانون التي اتخذت هذه المنطقة منطلقاً لعملياتها الإرهابية ضد الأهالي وقوات الأمن
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة