” الثورة نت” ينشر نص كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
نص كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوث حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية الخميس 4 جمادى الآخرة 1446هـ 5 ديسمبر 2024م
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْــــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَــنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في نهاية الشهر الثاني من العام الثاني، وعلى مدى أربعمائة وستة وعشرين يوماً، يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه الهمجي الوحشي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ممارساً جرائم الإبادة الجماعية في كل يومٍ، على مدى كل هذه المدة الزمنية دون توقف، وحصيلة مجازره وجرائمه وعدوانه من الشهداء، والمفقودين، والجرحى، والأسرى، إلى الآن: أكثر من (مائة وثمانين ألف وثلاثمائة) من أبناء الشعب الفلسطيني، ومعظم الشهداء والجرحى والمفقودين من الأطفال والنساء.
في هذا الأسبوع، ارتكب العدو الإسرائيلي أكثر من خمسٍ وعشرين مجزرة فظيعة، كانت محصلتها: استشهاد وجرح ما يقارب الألف من أبناء الشعب الفلسطيني، منها: جرائمه التي استهدف بها مخيمات النازحين البارحة، بالقنابل المدمرة والحارقة إلى مخيماتهم.
حجم الإجرام الصهيوني في الإبادة الجماعية، والقتل الشامل للأطفال والنساء، والكبار والصغار، والاستمرار في هذه الجرائم بشكلٍ يومي كل هذه المدة الزمنية، في نطاقٍ جغرافيٍ محدود، هو: قطاع غزة، وصل في فظاعته، وهوله، وبشاعته، إلى درجة أن البعض من الصهاينة- أنفسهم- باتوا يتحدثون عن أن هذه جرائم إبادة جماعية، وتطهير عرقي، وفق المصطلح المعروف دولياً.
استخدم الأعداء مؤخراً في جرائمهم أسلحةً أمريكية- بلا شك- جديدة، قال عنها شهود عيان من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومنهم بعض الإعلاميين: أنها تُذيب الأجساد، بعد الاستهداف بها لأبناء الشعب الفلسطيني، والقتل بها لأبناء الشعب الفلسطيني، تتبخر أجساد الشهداء الذين استهدفوا بتلك الأسلحة المحرمة، هكذا بلغ مستوى الإجرام الإسرائيلي والأمريكي معاً.
والأمريكي يستغل حروبه العدوانية على شعوب أمتنا، ما كان بشكلٍ مباشر، من جهته هو، وما كان عبر وكلائه، في مقدمتهم: الإسرائيلي، يستغلها لتجربة أسلحته المحرمة، ومدى فاعليتها في قتل المجتمع البشري، وفي إبادة الناس، إلى هذه الدرجة من الاستهانة بحياة الناس، يعتبرها مستباحةً حتى كحقلٍ للتجارب، يجرب فيها أسلحته المحرمة.
يستمر العدو الإسرائيلي في التدمير الشامل، والاستهداف للمستشفيات كأهداف أساسية، يركز عليها بشكلٍ مباشر، في سعيه المستمر لإنهاء أي خدمة طبية تُقدَّم للشعب الفلسطيني، حتى ولو كانت بمستوى محدود، وإمكانات محدودة للغاية.
يواصل استخدام التجويع أيضاً كوسيلة من وسائل الإبادة، والمنع للغذاء والدواء عن النازحين، كل سكان غزة تحولوا في واقع الحال إلى نازحين، وفي هذا الأسبوع:
أعلنت الأونروا وقف إدخال الكميات الغذائية الضئيلة جداً، التي لا تلبي احتياج 6% من أهالي غزة، أو أعلنت عن إيقاف إدخالها إلى قطاع غزة؛ نتيجةً للمنع الإسرائيلي، والاعتداءات الإسرائيلية، والاعتداء على ما يدخل إلى القطاع، من خلال العصابات التي شكلها العدو الإسرائيلي للنهب.وكذلك ما يسمى بالمطبخ المركزي، الذي يُقدِّم القليل جداً من الطعام، أعلن عن تعليق عملياته في غزة، بعد قتل العدو الإسرائيلي لعددٍ من موظفيه، وهكذا تتفاقم الحالة المأساوية، وتشتد المجاعة للشعب الفلسطيني المحاصر المظلوم في قطاع غزة.
مع كل تلك الجرائم في قطاع غزة، يستمر العدو الإسرائيلي في جرائمه المستمرة في الضفة الغربية، من عمليات الاغتيالات، المداهمات، التجريف والتدمير، القتل، النهب، الاعتداء حتى على المواشي، الاستهداف حتى لمزارع الزيتون، كل أشكال الاعتداءات، الحرق للسيارات من قبل قطعان المغتصبين، الذين يسمونهم بـ[المستوطنين]… وهكذا كل أشكال الإجرام.
مع ذلك يستمر أيضاً في الانتهاك لحرمة المقدسات، يستهدف بيوت الله (المساجد)، التي هي دورٌ للعبادة والذكر، ولها قدسيتها، وكم دمَّر في قطاع غزة من مساجد، وكم هدَّم أيضاً من مساجد على مستوى أنحاء فلسطين كافة، وكذلك الانتهاك المستمر لحرمة المسجد الأقصى، من خلال الاقتحامات المنظمة، التي بلغت بالآلاف، لباحات المسجد الأقصى، وفي تلك الاقتحامات يتم تنفيذ طقوسات تلمودية سيئة جداً ومسيئة، مسيئة للإسلام، ولنبي الإسلام، وللمسلمين، وتمثل انتهاكاً للحرمات المقدسة.
كذلك صدرت إجراءات لمنع الأذان في مكبرات الصوت في معظم المساجد في فلسطين، صدر في هذا الأسبوع قرار بمنع الآذان من المساجد في مكبرات الصوت، في معظم أنحاء فلسطين المحتلة.
وكذلك من أسوأ وأخطر الممارسات الإجرامية، المنتهكة لحرمة المقدسات الإسلامية، هو: التعدي على المصحف الشريف، من خلال التمزيق والإحراق، ما يحدث فيما يتعلق بالمساجد من تدميرٍ لها بما فيها من المصاحف، وإحراق، وتدمير، وتمزيق، هو شيءٌ واضحٌ للعيان، يشاهده الناس في المشاهد التلفزيونية على الشاشات، ومع ذلك لا يكتفي العدو الإسرائيلي بأنه يُدمِّر المساجد، وفي إطار ذلك يحرق ويمزق المصاحف التي فيها؛ وإنما يقوم الصهاينة المجرمون المنتسبون للعصابات الإجرامية، التي تسمي نفسها بالجيش الإسرائيلي، يقومون أيضاً بشكلٍ متعمدٍ، وبشكلٍ مقصودٍ ومخطط وموثَّق بالفيديو، بأخذ المصاحف، ويوثقون ذلك في تصوير الفيديو، يمزقونها ويحرقونها، وينشرون تلك المشاهد ليراها العالم الإسلامي، ليشاهدها المسلمون، وهم يقترفون هذه الجريمة الفظيعة، التي هي كفرٌ عظيم، فيها إساءة إلى الرسالة الإلهية، إلى رسل الله وأنبيائه ودينه، وهي من أبلغ الاستفزاز، ومن أكبر الاستفزاز للمسلمين، لمن بقي فيه ذرةٌ من الإسلام، يستمرون في ذلك، حتى في هذا الأسبوع كان هناك مشاهد من هذا النوع، ولكنه عملٌ يستمرون فيه على مدى كل هذه المراحل.
كل أشكال العداء والإجرام والطغيان يمارسها العدو الإسرائيلي، التي تُعَبِّر عن عدائه للمسلمين وللإسلام، وهذا شيءٌ واضح.
والأمريكي في كل جرائم العدو الإسرائيلي هو شريكٌ له، هو يدعمه، ويشترك معه في معظمها، وهو الوجه الآخر للصهيونية، الأمريكي بنفسه هو الوجه الآخر للصهيونية؛ ولذلك فأمريكا وإسرائيل وجهان لعملةٍ واحدة، والممارسات الإجرامية، والعدوانية، والظالمة، والوحشية، متشابهة لهما.
[ترامب] الذي يقدم نفسه أنه الأكثر إخلاصاً للصهيونية، يُقدِّم من الآن تهديدات تتعلق بالوضع في فلسطين ضد الشعب الفلسطيني، وضد شعوب المنطقة، منها قوله: أنه [إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة من الصهاينة اليهود، قبل تنصيبه، في العشرين من يناير المقبل، فسيكون هناك جحيم في الشرق الأوسط]، بهذا التعبير، لا يهم الأمريكي ما يعانيه الشعب الفلسطيني من مأساة رهيبة لا مثيل لها في كل انحاء المعمورة، لا يهمه ما هناك من ظلم وتعذيب مستمر وفظيع لا مثيل له في العالم، ضد الأسرى والمخطوفين الفلسطينيين، الموجودين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، مع أن العدو الإسرائيلي يوثِّق الكثير من جرائمه في السجون، ويقوم بنشرها، بكل ما فيها من بشاعة، وعدوانية، وإجرام، واضطهاد، وانتهاك للحرمات، وتجاوز لكل المواثيق، والأعراف، والقوانين، والأخلاق… وكل شيء، كل هذا طبيعي جداً بالنسبة لـ[ترامب] وللأمريكيين؛ لأنهم– كما قلنا- شيءٌ واحد، هم شيء واحد، فليست بمشكلة لديهم؛ إنما أن يكون هناك أسرى من منتسبي العدو الإسرائيلي في يد المجاهدين في قطاع غزة؛ بهدف الضغط بهم لوقف العدوان، وإنهاء الحصار، وإجراء صفقة تبادل، فهذه هي المشكلة الكبرى والطامة التي لا يطيق الأمريكي أن يتحملها؛ لأنه يريد أن تكون هذه الأمة مستباحة للعدو الإسرائيلي، يقتل، يخطف، يدمِّر، يغتصب، ينهب… يفعل كل شيء، والمهم ألَّا يكون هناك ردة فعل تجاه ما يرتكبه من جرائم، من جهة المظلومين والمعتدى عليهم.
الحقائق على مدى كل هذه المدة الطويلة من التصعيد غير المسبوق، في هذه الجولة من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، على مدى عام وشهرين، حقائق مهمة جداً، تشهد لها كل الوقائع والأحداث والجرائم، التي يمارسها العدو الإسرائيلي، بشراكة أمريكية، ودعم غربي، وهي تضاف إلى ما سبق من جرائم، واعتداءات، وانتهاك للحرمات، على مدى كل هذه العقود من الزمن، التي يمارس العدو الإسرائيلي فيها جرائمه ضد الشعب الفلسطيني بشكلٍ مستمر، وتعظم في كل مرحلة تصعيد؛ لأن هذا العدوان إنما هو في سلسلةٍ من الجرائم والاعتداءات، التي هي منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وما قبله أيضاً من جانب البريطاني، تجلت حقائق مهمة جداً، ومما ينبغي على أمتنا الإسلامية في المقدمة، وهي الأمة المستهدفة من جهة، والتي عليها أيضاً مسؤولية كبيرة من جهةٍ أخرى، ينبغي لها وعليها أن تستفيد من الأحداث الدروس والعبر، وأن تزداد وعياً، وبصيرة، وفهماً، تجاه ما يحدث، وتجاه ما يستهدفها، وتجاه المخاطر التي تحيط بها وتتهددها، هذا شيءٌ مهمٌ، والحقائق التي تجلَّت من كل هذا هي حقائق مهمة للغاية، وهي واضحةٌ جداً وبديهية، لكن الأعداء يعملون على أن تنساها أمتنا، أو أن تغفل عنها، وأن تتأثر بما يريدون أن يفرضونه هم من خدع، ومن أكاذيب، ومن عناوين مخادعة؛ حتى يبعدوها عن الاهتمام بما عليها الاهتمام به، بحسب الفطرة، وبحسب المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية، وبحسب الحكمة، وبحسب المصلحة الحقيقية للأمة.
يتبين من خلال كل هذا العدوان غير المسبوق، والإجرامي الفظيع، الحقيقة الشاهدة، والمصداق الواضح، لما أعلنه الله وبينه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” للمسلمين في القرآن الكريم، عن عدوهم الأشد عداءً لهم، والذي يُفترض أن يكون لديهم هم كأمة تنتمي للإسلام، تُقِرُّ بالقرآن الكريم، وتشهد أنه كتاب الله، وأنه حقٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يفترض بهذه الأمة أن تؤمن بهذه الحقيقة، وأن تُصَنِّف على ضوئها أولئك على أنهم- فعلاً- الأعداء الأشد عداءً للأمة، العدو رقم واحد لكل مسلم، هذا واجب كل مسلمٍ من المسلمين ينتمي للإسلام، يشهد لرسول الله محمد “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” بأنه رسول الله، يشهد للقرآن بأنه كتاب الله، يفترض به- بناءً على ذلك- أن يُصَنِّف اليهودي على أنه العدو رقم واحد، {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}[المائدة:82]، اليهود قبل غيرهم رقم واحد، {وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} بعدهم الرقم الثاني.
{لَتَجِدَنَّ}، وقد وجدنا، ووجدت أمتنا الشواهد الواضحة من الواقع، تلك الجرائم التي وجدها كل من يتابع الأحداث، والأحداث في هذا العصر تُوثَّق لِتُرى وتشاهد، وليس فقط لِتُسمع كما في العصور السابقة، ما قبل التصوير، والبث التلفزيوني، والنقل للمشاهد حَيَّةً ومشاهدة ليراها الناس، في هذا العصر تجلَّت الحقائق إلى هذه الدرجة، من مختلف أقطار الأرض يشاهد الناس بأم أعينهم أفظع الجرائم، وأسوأ الجرائم، وأكبر الجرائم، التي تعبِّر بكل جلاء عن أشدِّ العداوة، العدو الإسرائيلي وهو يستهدف الجميع في قطاع غزة، يُدمِّر المدن بكلها على رؤوس ساكنيها، يتفنن في ارتكاب أبشع الجرائم وأفظعها، يقتل الأطفال بشكلٍ جماعي مع أسرهم وأهاليهم، ويقتلهم بشكلٍ منفرد أمام أعين الأهالي، أمام أعين أسرهم، يستهدفهم بالتعذيب، يسعى لإبادتهم، يستهدف الرُّضَّع والخُدَّج أيضاً حتى في المستشفيات… كل الممارسات التي هي إجرامية من جهة، وتُعبِّر عن عداءٍ هو في منتهى العداوة، عن حقد، عن كراهية، عن بغض، عن احتقار، ووراءه أيضاً خلفية فكرية ومعتقدات تعتبر العرب والمسلمين بشكلٍ عام بأنهم مجرد حيوانات وليسوا بشراً، ويُعبِّر عنها الأعداء في تصريحاتهم، وفي ممارساتهم، وفي أفعالهم.
وجدنا ووجدت أمتنا الإسلامية ما يُعبِّر أشد التعبير عن العداء الشديد لهذه الأمة في دينها، ومقدساتها، في التعامل مع القرآن الكريم، في التعامل مع بيوت الله (المساجد)، مع المسجد الأقصى، وهو في ظل تهديدٍ دائم، وهكذا، في الإساءات إلى رسول الله “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، في هتافات وعبارات وأقوال أولئك المجرمين، في الاستباحة التامة لكل الحرمات بالنسبة للشعب الفلسطيني وللمسلمين عموماً، وليس فقط الشعب الفلسطيني.
ولــذلك يستبيحون حياة هؤلاء الناس، يستبيحون عرضهم وشرفهم وكرامتهم، من خلال جرائم الاغتصاب، وأيضاً ممارسات التعذيب بكل وسائل التعذيب، الإبادة بكل وسائل الإبادة، القتل الجماعي، القتل بكل وسائل القتل، وأيضاً بوسائل التجويع، ومنع الدواء… وغير ذلك، ومنع الخدمة الطبية، ما يمكن أن يتصوره الإنسان، وفوق ما يتصوره، وفوق ما يُعبِّر عنه، فوق الوصف، وفوق التعبير، من الجرائم العدوانية، الوحشية، الفظيعة، قد فعله العدو الإسرائيلي، بما يكفي ويفني، يتبين لأي إنسان مهما كان غباؤه، مهما كانت بلادته، أن يفهم أن ذلك فعلاً هو العدو لهذه الأمة، وما يفعله بالشعب الفلسطيني ليس فقط منحصراً على الشعب الفلسطيني، هو ارتكب أبشع الجرائم في ما مضى ضد كثير من الشعوب في محيط فلسطين، في عدوانه ايضاً على لبنان ارتكب جرائم الإبادة الجماعية، والتدمير الشامل، وأبان عن حقده وطمعه، في نظرته العامة إلى المسلمين بشكلٍ عام، وإلى العرب أيضاً في داخل دائرة الأمة الإسلامية، هو يُعبِّر عن ذلك، ويتحدث عن ذلك، وهو في موروثه الفكري والثقافي، الذي هو باطل، ولكنه يعتقد ما هو باطل، ما هو كفر، ما هو شر، ما هو ظلم.
هذه حقيقة واضحة جداً، وحقيقة بيِّنة، تجلَّى فيها منتهى الحقد، والكراهية، والبغضاء، وأن ذلك العدو هو يشكل الخطورة البالغة على أمتنا؛ لأنه بكل ما يمتلكه من حقد وكراهية وبغضاء لأمتنا جميعاً، دون استثناء، دون إعطاء أي اعتبارات للانتماءات المذهبية، هو عدوٌ متجردٌ من القيم الإنسانية، والأخلاقية، والدينية، متوحش، جريء على الإجرام مهما كان بشعاً، يستهدف الأطفال الرُّضَّع، الأطفال الخُدَّج، يستهدف الكبار، الصغار، يطلق الكلاب البوليسية على الشيبان، على العجائز لتنهشها وهم على قيد الحياة، وهكذا يفعل أي جريمة مهما كانت بشعة، دون تردد، بمجنزراته يستهدف المعاقين، ويسحقهم… كل أشكال الجرائم، يمكن للجهات الإعلامية أن تعمل فرزاً وتصنيفاً لأنواع الجرائم الفظيعة والبشعة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، ومع ذلك هو عدوٌ ماكر، ومخادع، وغدَّار، عدوٌّ شيطانيٌ، في استهدافه لأمتنا الإسلامية بكل أشكال الاستهداف؛ بُغية إذلالها، وإهانتها، والسيطرة عليها.
لـــذلك وعي المسلمين واستحضارهم لهذه الحقيقة الجليَّة في كتاب الله، والواضحة من الواقع، أمرٌ مهمٌ جداً، والمفترض بكل إنسانٍ مسلم أن تكون هذه الحقيقة قد ترسَّخت عنده، وألَّا يكون لديه أي التباس إطلاقاً، عن من هو العدو الذي يمثل خطورةً عليه وعلى أمته، وعلى دينه ومقدساته، على حياته وعرضه وأرضه وشرفه، على كل ما يَمِتُ بصلةٍ لك أنت كإنسان مسلم، كعربي من هذه الأمة أيضاً، المفترض أن تكون هذه الحقيقة واضحة تماماً؛ لأن من العمى والتيه الفظيع جداً، هو عندما يكون لدى الإنسان التباس في التفريق بين من هو العدو، ومن هو الصديق، إذا لم يهتدِ الإنسان الذي ينتمي للإسلام لا بالقرآن الكريم، لا بكلام الله تعالى، وهو أصدق القائلين، ولا بالوقائع والأحداث التي ملأت سمع الدنيا وبصرها، وهي أحداث كبيرة رهيبة، فرضت نفسها في كل العالم، حتى على غير المسلمين، إذا لم يهتدِ بذلك، ولم يفهم من ذلك، ولم يصل إلى مستوى التفريق بين العدو والصديق من خلال ذلك، فقد- فعلاً- وصل إلى مستوى عمى القلب، والله يقول في القرآن الكريم: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج: 46]، وهي حالة خطيرة جداً، وشيءٌ مؤسفٌ جداً!
بل من أعمى العمى، ومن الجهل الرهيب الفظيع، ومن الغباء الذي لا مثيل له، والذي قد يجعل الأمريكي والإسرائيلي يُصَدِّق عن البعض أنهم ليسوا بشراً، ليسوا بمستوى الفهم الآدمي البشري، من يعتمد على الأمريكي والإسرائيلي ليحددوا له هم من يعادي، ومن هو عدو، ومن يتجه لعدائه، ومن يعطي الأولوية لينصرف لمواجهته، هذا هو أيضاً أمرٌ فظيعٌ للغاية.
الحقيقة الثانية مما تجلَّت خلال كل هذه الفترة، هي: التفريط العظيم والتنصل الكبير عن المسؤولية من معظم الأمة الإسلامية، هذه حقيقة جليَّة وواضحة.
معظم المسلمين، منذ هذه الجولة من العدوان الإسرائيلي الهمجي الوحشي، الذي يرتكب فيه جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في كل يوم، على مدى عام وشهرين، كل هذه الفترة ومعظم المسلمين يتفرجون، لم يتخذوا أي موقفٍ عملي إطلاقاً، إطلاقاً، الأكثرية من المسلمين ليس لهم صوت، ولا إنفاق، ولا تعاون بأي شكلٍ من أشكال التعاون: لا بالمال، ولا بالكلمة، ولا بالموقف، ولا بالسلاح… ولا بأي شكلٍ من أشكال التعاون، هذا هو معظم الأكثرية من المسلمين، الذين لم يصل تعاطفهم مع أبناء الشعب الفلسطيني، مع ما يعنيهم، وعليهم مسؤوليةٌ تجاهه، حتى بمستوى ما عليه بعض البلدان غير المسلمة في أمريكا اللاتينية، هناك بلدان لأهلها مواقف أكثر من مواقف الكثير من المسلمين، وهذا شيء مؤسف جداً!
على مستوى البلدان العربية وغيرها، الكثير لم يتجه لاتخاذ أي موقف جاد وعملي لنصرة الشعب الفلسطيني، وهم يشاهدون ما يفعله الأمريكي لدعم العدو الإسرائيلي، وما تفعله دول الغرب، ما تفعله بريطانيا، ألمانيا، فرنسا… غيرها من الدول الغربية، لدعم العدو الإسرائيلي، وهو في موقف المعتدي، الظالم، المجرم، وهو الذي يمتلك- أصلاً- من الإمكانات ما يستغني به عن كثيرٍ من الدعم؛ بينما الشعب الفلسطيني المظلوم، المضطهد، المعتدى عليه، المسلم، والأحوج إلى التعاون معه؛ لأنه في نقطة الصفر، من حيث الإمكانات والظروف الصعبة جداً التي يعاني منها، ولكن لم يرقَ مستوى الاهتمام، والشعور بالمسؤولية، والتوجه لدعم الموقف الحق والمظلومين، من كثيرٍ من أبناء هذه الأمة التي تنتمي للإسلام، بمستوى ما تحرَّك أهل الباطل، والظلم، والكفر، والشر والإجرام، لدعم مجرمهم المعتدي الظالم، وهو العدو الإسرائيلي.
معظم الأنظمة لكبريات الدول العربية، ولكبريات الدول الإسلامية، وقفت موقف المتفرج، إمَّا في الحالة النادرة، تطلق البعض من التصريحات أو البيانات، أو في حالات القمم المعروفة، التي لا تخرج بأكثر من بيانات، وتصريحات، وخطابات، دون أي مواقف عملية، ولو حتى في الحد الأدنى من المواقف العملية، وهذا شيءٌ واضح.
أنظمة لكبريات الدول، التي سكانها بعشرات الملايين: بلد سكانه مائة مليون، بلد سكانه ثمانين مليون إنسان… وهكذا، مجموع هذه الأمة، أمة الملياري مسلم، في القمم الجامعة لا تخرج بأكثر من بيانات وتصريحات، تنتهي بعد إعلانها فوراً، دون أي مفعول عملي، أو تأثير عملي، أو متابعة عملية وإجراءات عملية، وهذا شيءٌ واضحٌ ومؤسفٌ جداً! ولم يفتحوا المجال لشعوبهم، ليقولوا: من أراد أن يدعم فليدعم مالياً، من أراد أن يتحرك فليتحرك، تظاهروا، أنفقوا، تحركوا قدِّموا ما تستطيعون تقديمه؛ إنما كبَّلوا شعوبهم، وكانوا هم في أنفسهم بذلك المستوى من التفريط والتنصل عن المسؤولية،
والأسوأ من ذلك، أن من كبريات الأنظمة، لكبريات الشعوب في هذه الأمة على مستوى الوطن العربي، من البلدان المجاورة لفلسطين، من تفرَّج على أبناء الشعب الفلسطيني وهم يتضورون جوعاً؛ بينما كانت الإمدادات من جهته، والبضائع تذهب إلى العدو الإسرائيلي، ولا تزال، وبعض الدول العربية تتصدر بقية البلدان فيما تقدمه من بضائع وإمدادت للعدو الإسرائيلي إلى اليوم، وحتى على مستوى المعيار الأسبوعي، عندما نقارن أسبوعياً فيما يصل للعدو الإسرائيلي من بضائع، ومواد غذائية… وغيرها، المستوى الأعلى من بلدٍ عربي مجاور لفلسطين، هذا شيء مؤسف للغاية ومؤلم جداً! والمستوى على مستوى العالم الإسلامي، المستوى الأعلى كذلك لبلد مسلم كبير، من كبار البلدان الإسلامية، ونظامه نظام كبير ومتمكن، وله نفوذه الدولي وعلاقاته الدولية، وهو أيضاً في مستوى كبير مما يذهب منه إلى العدو الإسرائيلي من بضائع، وما يستجلبه كذلك من بضائع من جهة العدو الإسرائيلي، وهذا شيءٌ مؤسفٌ أكثر أيضاً! وهم يدركون ما يعانيه الشعب الفلسطيني.
في ظل هذا الواقع الكبير من التخاذل والتفريط، وفي إطار هذه الحقيقة الجلية، الواضحة، التي يعرف بها الناس، هي واضحة، لا تحتاج إلى نقاش واستدلال، كانت نقطة الضوء الوحيدة، وبصيص الأمل بين ظلمات كل هذا المستوى الرهيب من التخاذل، والتنصل عن المسؤولية، والجمود، نقطة الضوء هو في الجهد الذي يبذله محور القدس والجهاد والمقاومة.
على مستوى المحيط المجاور لفلسطين، من الذي قدَّم مثل ما قدَّمه حزب الله؟ من الذي قدَّم؟ الحقائق تنطق بمن الذي قدَّم، حزب الله قدَّم الغالي والنفيس، قدَّم قادته شهداء في سبيل الله تعالى، قدَّم من كوادر، من أفراده، بذل الجهد، فعل ما لم يفعله غيره، وهذه حقيقة جلية، واضحة، لا تحتاج إلى إثبات، ثابتة بنفسها، وتفرض نفسها.
ما تبذله جبهات الإسناد من اليمن والعراق، ما يتحرك فيه اليمن رسمياً وشعبياً، هذا شيءٌ واضح، في ظل ذلك المستوى من التخاذل، من يقف مع الشعب الفلسطيني، مع مجاهديه الأعزاء، بمستوى متميز، وواضح، وظاهر، وصريح، وبيِّن، وجريء، وقوي، هو ما يحصل وما يُقدَّم من محور القدس والجهاد والمقاومة، وما تقدمه الجمهورية الإسلامية من دعم ومساندة للمحور بكله، وللشعب الفلسطيني في المقدمة.
هناك أنشطة شعبية في بعض البلدان العربية، وفي نفس الوقت لا تسلم من التضييق عليها، بعض من المظاهرات تخرج في الأردن في كثيرٍ من الأسابيع، في المغرب العربي كذلك، في بعضٍ من البلدان وقفات، أو أنشطة محدودة، تلقى المضايقة في كثيرٍ من الأوقات.
فكانت نقطة الضوء مع الشعب الفلسطيني، في ظل وقفته هو وصبره، مجاهديه وعطائهم، واستبسالهم، وتفانيهم، وثباتهم العظيم، الذي لا مثيل له في مثل تلك الظروف الصعبة للغاية التي يعيشونها، هو في هذا المستوى من نطاق محدود، نطاق محدود، ومع ذلك يستهدف هذا الجهد الذي يبذل، يستهدف بالتشويه بشكلٍ مكثفٍ جداً، كم هي وسائل الإعلام، التي معظم نشاطها الإعلامي، وهي عربية، معظم نشاطها الإعلامي يتجه بشكلٍ مكثف لتشويه هذا الجهد، ولتخذيل الأمة من بذل أي جهد؛ لأنه المطلوب، المطلوب من كل المرتبطين بأمريكا وإسرائيل ألَّا يكون هناك أي جهد مساند للشعب الفلسطيني ومجاهديه، أي نشاط آخر اتَّجه فيه، اتَّجه فيه وتكون جزءاً مما يجري هناك، في الإطار الذي يريده الأمريكي.
من أهم- أيضاً- ما برز في إطار هذا الجهد الذي يُبذل وقُدِّم، في إطار محور الجهاد والقدس والمقاومة، هو: صورة من صور التعاون، والتكاتف، والتناصر، بين البعض من أبناء الأمة الإسلامية، في قضيةٍ إسلاميةٍ جامعة ومُجمَعٍ عليها، ولمواجهة عدوٌ هو عدو للمسلمين جميعاً، لا يُمَيِّز بين مذهبٍ وآخر، ويستهدف الجميع (سُنةً وشيعة)، وكل الفرق والمذاهب التي تنتمي للإسلام، هذا الموقف الجامع من بعض أبناء الأمة، في إطار هذا التوجه الجاد، كان مزعجاً جداً لأعداء هذه الأمة؛ لأن الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية هي في تفكيك أبناء هذه الأمة، وفي إغراقهم بالنزاعات، والأزمات، والمشاكل الداخلية؛ مما يتيح للعدو الإسرائيلي التفرد بمن يريد الاستفراد به، والتفرد بالقضاء عليه؛ حتى يُنجز مهمته بشكلٍ مريح، ثم ينتقل لخطوة تالية، وهكذا.
وللمعلوم، من أثر وضرر الفرقة والتناحر والتمزق بين أبناء الأمة: في إلهائها عن قضاياها المهمة، وعن عدوها الحقيقي، وعن المخاطر الحقيقية الكبرى التي تهددها، وأيضاً استغراق جهدها وطاقتها في الاتِّجاهات الأخرى، فالأعداء يبذلون جهدهم لتأجيج الصراعات في البلدان الإسلامية، في العالم العربي وفي غيره؛ حتى يتمَّ شطب فلسطين من دائرة الاهتمام إطلاقاً، لا يبقى أي اهتمام بقضية فلسطين، ولإضعاف المسلمين، ولاستغلال من يستجيب منهم للأمريكي والإسرائيلي، في مواجهة من له موقف من أمريكا وإسرائيل، من له موقف لمناصرة الشعب الفلسطيني.
ومن المؤسف في ظل هذه المرحلة المهمة، وهي مرحلة معروفة، العدو الإسرائيلي في ذروة الإجرام والاستهداف للشعب الفلسطيني، ويعاني الشعب الفلسطيني- ولاسيَّما في قطاع غزة- من معاناة رهيبة جداً، ومأساته مأساة وصلت إلى الذروة، في ظل هذا التوقيت تتجه بعض الأنظمة، من كبريات الأنظمة في العالم الإسلامي، لتقديم عربون الطاعة لـ[ترامب]، ما قبل قدومه إلى البيت الأبيض، بإثارة الفتن بين أبناء الأمة، هذا شيءٌ محزن، وشيءٌ مؤسفٌ جداً! وتحت عناوين كان ينبغي أن توجَّه- حتى العناوين نفسها- لدعم ومناصرة الشعب الفلسطيني في مظلوميته الرهيبة، ومعاناته الكبيرة.
يأتي عنوان [التحرير للشام]، [تحرير الشام]! أقدس بقعةٍ في الشام هي فلسطين، والمسجد الأقصى والقدس، لماذا لا يذهب من يتحرك تحت هذا العنوان، ومن حرَّكه، لتحرير فلسطين، التي لم تحظَ بالحُرِّيَّة والاستقلال منذ أكثر من مائة عام، تعاقب عليها الاحتلال البريطاني، ومن بعد الاحتلال البريطاني أتى الاحتلال الإسرائيلي، فأيُّ بقعةٍ في الشام بكله أولى بأن تحظى بالمناصرة والدعم، وهي محتاجةٌ- فعلاً- إلى التحرير، والتحرير ممن؟! من أعدى عدو لهذه الأمة، من أسوأ عدوٍ لهذه الأمة، من العدو الإسرائيلي المجرم، الكافر، الظالم، الذي هو في ممارساته الإجرامية، وفي كفره وشره بذلك المستوى:
يحرق المصاحف (كتاب الله) ويمزِّقه.يدمِّر المساجد ويهدمها.يقتل الأطفال والنساء.يغتصب الرجال والنساء في السجون والمعتقلات.يبيد شعباً إبادةً جماعية في كل يوم.يجوِّع مليوني إنسان مسلم، أطفالاً ونساء، وكباراً وصغاراً.يمنع عنهم الغذاء والدواء.يستخدم أفتك الأسلحة لإبادتهم وقتلهم.
يمارس كل تلك الجرائم الفظيعة.
أوليس الشعب الفلسطيني الأولى في الشام، بإنقاذه من ذلك الظلم والإجرام والتعدي؟! أوليست البقعة الفلسطينية، وهي من أقدس ما في الشام، بما فيها من المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى، بأولى بالتحرير، لمن يطلق عنوان التحرير؟! لماذا تشطب كل هذه الاهتمامات، وتفتح صراعات هناك وهناك؟ لإلهاء الأمة من جهة، وإغراقها، وإشغالها حتى في المتابعة، في الاهتمام، وإثارة الانقسام الكبير بين أبنائها، هذا شيءٌ مؤسفٌ جداً!
من يرفع عنوان المواجهة للظلم: أيُّ ظلم أكبر من الظلم الذي يمارسه العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني؟! أبشع أنوع الظلم، أكبر الظلم، وأسوأ الظلم، والناس يشاهدون ويرون، هذا شيءٌ مؤسفٌ جداً! أكبر مظلوم هو الشعب الفلسطيني.
لمن يرفع عنوان التحرير، لمن يرفع عنوان الموقف الديني: تلك الجرائم، وتلك المحاربة للإسلام، العداء الصريح للإسلام، بإحراق القرآن الكريم، بالسب والإساءة لنبي الإسلام، بالإساءة والانتهاك لحرمات بيوت الله، وتدميرها، ونسفها، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى.
الأمة الإسلامية في هذه المرحلة- يا أبناء أمتنا- أحوج ما تكون إلى الوعي والبصيرة، من خلال القرآن الكريم، ومن خلال الوقائع والأحداث الكبيرة جداً، من أقلِّ الأمور أن يستفاد من هذه الوقائع والأحداث وعي وبصيرة، لا تكن الأمة حتى بالرغم من هذه الأحداث لا تستفيد لا وعياً، ولا بصيرةً، ولا تمييزاً، ولا فرزاً، وتبقى تلتبس عليها الأمور، والأولويات، والاهتمامات.
هذه الأمة التي أراد الله لها أن تأخذ الدروس والعبر مما ذكره لها في القرآن الكريم، من أخبار الأمم الماضية، أحداث ووقائع ما قبل عشرات الآلاف من السنين، والقرآن يقدِّمها لكي تستفيد منها هذه الأمة دروساً وعِبراً، فإذا بها اليوم والأحداث في واقعها مباشرة وطازجة، أحداث يومية، وقائع كبرى فيها الكثير من الدروس والعبر، حقائق واضحة قريبة وبديهية، وفرقان، فرقان يساعدك على أن تَفْرُق، أن تُمَيِّز، أن تفرز؛ ليتجلى لك الاتِّجاه الصحيح، الموقف الصحيح، وهو- بلا شك- في نصرة الشعب الفلسطيني، ودعم الشعب الفلسطيني، ودعم القضية الجامعة، والتوجه نحو هذه الأولوية.
فبالاعتبار الواضح، بما هو جليٌ أيضاً، جبهة إسرائيل وأمريكا- وهما جبهة واحدة- هي جبهة الشر، جبهة الكفر، جبهة الطاغوت، جبهة الظلم، جبهة الإجرام، جبهة العدوان، وهي الخطر الأول والحقيقي والأكبر على أمتنا الإسلامية، فأين تكون؟ وأين يكون موقفك؟ هل في الاتجاه الذي يريده الأمريكي والإسرائيلي، ويرتاح له، ويشجِّع عليه، ويحرِّض عليه، وهو واضح؟
الأمريكي والإسرائيلي يريد لأمتنا أن تغرق في نزاعات داخلية، وصراعات داخلية، ومشاكل داخلية، ولاسيَّما إذا كانت تحت عناوين طائفية، فهو مما يسيل لعابه له، ويرتاح له جداً، ويبتهج به غاية الابتهاج، عندما يكون اتجاهك خارج الاهتمام بقضية فلسطين نهائياً، تُضرِب عنها، تشطبها من اهتماماتك، تتجه اتِّجاهاً مغايراً، هو اتجاه يريده الأمريكي، يشجِّع عليه، هل سيكون ذلك الاتجاه مرضياً لله، وهو في الاتجاه الذي يرغب به الأمريكي والإسرائيلي، ويحرِّضون عليه، ويستفيدون منه بكل وضوح؟ بل قضية بديهية، أنَّ أي صراع في هذه المرحلة بين أبناء الأمة، وأيّ فتن تُذكى نيرانها بين أبناء الأمة، تزيدها فرقةً وشتاتاً، وبعداً عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، أنَّ هذا يخدم العدو الإسرائيلي، هذه قضايا بديهية، قضايا واضحة، ليست قضايا غامضة، تحتاج إلى عباقرة، وفلاسفة، ومفكِّرين؛ حتى يستنتجوها، من الأمور البديهية جداً.
لن تجتمع مرضاة الله تعالى مع ما يرغب به الأمريكي والإسرائيلي، ويسعى له الأمريكي والإسرائيلي، لأن يكون سائداً في واقع أمتنا، من: الفرقة، والتناحر، والتنازع، والانشغال التام عن القضايا المهمة، وعن العدو الحقيقي.
ولـــذلك فمن المؤسف أنَّ البعض في مقابل الخذلان للقضية الجامعة، المهمة، وللمظلومية الكبيرة للشعب الفلسطيني، يتَّجه في اتِّجاه الفتن، وإثارة المشاكل الداخلية باهتمام، برغبة، بنشاط، بجدّ، وعطاء بسخاء، بخل وشح في مقابل القضية المهمة، تكاسل وتنصُّل عن المسؤولية، تجاهل ولا اهتمام؛ أمَّا للفتن فنشاط، عطاء، اهتمام، وجدّ… وغير ذلك، وتفاعل، حتى على مستوى التأييد الإعلامي للفتن التي هي تودد إلى الأمريكي والإسرائيلي، هذا شيءٌ مؤسف! والدول والبلدان المجاورة لفلسطين، ما يحدث فيها هو يخدم الإسرائيلي بشكل مباشر، عندما تُذكى فيها نيران الفتن، هذا يقدِّم خدمة مباشرة للعدو الإسرائيلي، هذا شيءٌ واضحٌ، وشيءٌ مؤسفٌ جداً!
لـــذلك سعي البعض من الأنظمة لتقديم عربون الطاعة [لترامب] مسبقاً، في مقابل تدمير بلدان، وإحراق بلدان، وفعل ما يخدم العدو الإسرائيلي، مع التخاذل الفظيع عن المواقف العملية الجادة لنصرة الشعب الفلسطيني، هذا شيءٌ مؤسفٌ للغاية!
ولــذلك من المهم لشعوبنا الإسلامية في البلدان العربية وغيرها أن تكون واعية، وأن تبقى أعينها مفتوحة تجاه الأحداث والوقائع، ويبقى اهتمامها مستمراً نحو القضية الفلسطينية، ألَّا تقبل لا بإلهائها، ولا بإبعادها، ولا بإشغالها عن القضية المهمة والأساسية، التي يجب أن تكون محط اهتمامها المستمر والدائم، وأن تعي أنَّ الأمريكي والإسرائيلي كلٌّ منهما يسعى لصرف الاهتمام كلياً عن القضية الفلسطينية؛ بهدف تصفيتها في أجواء من الانشغال التام عنها، وفي ظل أيضاً فتح جبهات على كلِّ من يقف معها، أو يساند الشعب الفلسطيني، وهذا شيءٌ مهمٌ جداً.
فيما يتعلَّق بالصمود الفلسطيني: بالرغم من حجم المعاناة الكبيرة، لا يزال إخوتنا المجاهدون في قطاع غزة مستمرين في عملياتهم البطولية العظيمة، في المواجهة للعدو الإسرائيلي باستبسالٍ عظيم، وحتى بعمليات نوعية، من تلك العمليات:
سلسلة الكمائن المنكِّلة بالعدو الإسرائيلي، التي نفَّذتها كتائب القسام، تحت عنوان: (الانتصار لدماء الشهيد العزيز البطل/ يحيى السنوار).وكذلك القصف الصاروخي لمغتصبات ما يسمى بغلاف غزة.وكذلك العمليات البطولية التي نفَّذتها سرايا القدس.وما تقوم به بقية الفصائل المجاهدة في قطاع غزة، وما يقوم به المجاهدون الأحرار الأعزاء أيضاً في الضفة الغربية.
فيما يتعلَّق بجبهات الإسناد: كان هناك في هذا الأسبوع عمليات مشتركة بين القوات المسلحة اليمنية، والمقاومة الإسلامية في العراق، حيث تم تنفيذ (ثلاث عمليات)، لاستهداف أهداف حيوية تابعة للعدو الإسرائيلي شمال وجنوب فلسطين المحتلة، وهذه العمليات المشتركة هي صورة مهمة أيضاً من صور التعاون، التظافر، الاتجاه الصحيح الذي يرضي الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والذي ينبغي أن يكون جذَّاباً لدى كل الأمة الإسلامية؛ لأن هذه الأمة الإسلامية من المسائل المهمة في دينها، ومن الواجبات المقدَّسة في إسلامها:
هي الاعتصام بحبل الله جميعاً.هي التعاون على البر والتقوى.هي أن تتحرك في سبيل الله أمةً واحدة، كما قال الله تعالى: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف:4].
فكل خطوة في هذا الاتجاه الصحيح، تعبِّر عن التعاون والتضامن، هي خطوة مباركة، خطوة عظيمة، وخطوة مهمة؛ ولــذلك أوجِّه التحية لإخوتنا الأعزاء في المقاومة الإسلامية في العراق، وإن شاء الله لهذه العمليات المشتركة صداها وأثرها المهم ضد العدو نفسه، وهو ينزعج جداً، وعبَّر عن هذا الانزعاج في كثيرٍ من الحالات، هناك كثير من التصريحات المعبِّرة عن هذا الانزعاج، وأيضاً الأثر الطيب والعظيم على مستوى جماهير أمتنا، التي لها هذا التوجه الجهادي، الواعي، المستبصر، في نصرة الشعب الفلسطيني، في معرفة من هو العدو، الذي ينبغي على الأمة أن تتعاون جميعاً من مختلف البلدان، ومن مختلف الاتِّجاهات، لمواجهته.
الجبهة العراقية أيضاً جبهة قوية، فاعلة، تتحرك ضد العدو الإسرائيلي، وهناك جماهير واعية كثيرة من أبناء الشعب العراقي، وتوجهٌ جهاديٌ حرٌ وعزيز في العراق، وهذا شيءٌ عظيم يزعج العدو الإسرائيلي.
فيما يتعلَّق بجبهة اليمن في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس): في هذا الأسبوع كان هناك عمليات مهمة:
منها: عمليات لاستهداف العدو الإسرائيلي إلى يافا المحتلة، لاستهداف مطار [بن غوريون].ومنها: إلى عسقلان المحتلة.ومنها: عملية كبرى ومهمة في البحر، عملية كبيرة وواسعة استهدفت عدة السفن أمريكية حربية.وأيضاً استهدفت سفينة كانت من السفن التي سبق لها وأن انتهكت قرار الحظر ضد العدو الإسرائيلي.
وقد بلغ عدد السفن المستهدفة إلى: (مائتين وإحدى عشرة سفينة)، وطبعاً أصبح هناك- كما قلنا- تصيُّد وبحث دقيق للسفن التي ترتبط بالأعداء؛ لاستهدافها.
الأمريكي، كان لهذه العملية تأثير عليه وانزعاج شديد من جهته، وأصبحت السفن الحربية الأمريكية، والبوارج الأمريكية تهرب، وتحاول أن تذهب بجوار السفن الصينية، أو جوار السفن الأخرى، وفي بعض وسائل الإعلام الصينية كان هناك رصد لهذا الأسلوب الذي يتَّبعه الأمريكي، عندما يهرب ببارجاته، أو بسفنه، لتكون في إطار الاحتماء بالسفن الصينية، كان هذا لافتاً للصينيين، ووثَّقت بعض وسائلهم الإعلامية هذه الحالة، وهي حالة سخر منها الصيني، واستغرب منها، أن يصل الحال بالأمريكي إلى هذا المستوى.
فيما يتعلَّق بالأنشطة الشعبية: فهي بحمد الله مستمرة بشكلٍ واسع، ما يتعلَّق منها بقوات التعبئة، في التدريب والتأهيل، في المسير العسكري، في المناورات… كلها أنشطة مستمرة، ومسار التعبئة هو مسار في غاية الأهمية؛ ولــذلك أتوجَّه بالحث لكلِّ من يتهيأ له أن يلتحق بدورات التعبئة، ولم يلتحق بعد، وتتهيأ له الظروف بالالتحاق بها، فمن المهم، ممن لم يسبق له أن دخل في دورات عسكرية.
من المهم أن يسعى أبناء شعبنا العزيز، ولو أنه- كما قلنا كثيراً- شعبٌ جهاديٌ ومقاتلٌ بالفطرة، يمتلك السلاح، ويمتلك المهارة القتالية، لكن التدريب هو جزءٌ من الإعداد الذي أمر الله به في القرآن الكريم، عندما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال:60].
عندما نتأمل في واقع أعدائنا، كيف هو اهتمامهم بكل عناصر القوة التي يمكن أن تفيدهم، وهم في موقع الظالم، المجرم، المعتدي، المستهدف لأمتنا، وفي حالة التوجه العدواني، يتبيَّن لنا الفارق الكبير في الاهتمامات.
مثلاً: فيما يتعلَّق بواقع العدو الإسرائيلي، كيف هو اهتمامهم الكبير بالتدريب والتأهيل، كم يمتلكون من قوة احتياط في واقعهم، ممن ليسوا حتى نظاميين على المستوى العسكري، ولكنهم يحرصون على أن يمتلكوا المهارة القتالية لوقت الحاجة، الاهتمام بكل عناصر القوى فيما يتعلَّق بالتسليح، وكذلك امتلاك كل أنواع السلاح، من هو الأكثر حرصاً في كل شعوب أمتنا مما عليه العدو الإسرائيلي من الاهتمام؟!
على مستوى الملاجئ، والغرف المحصَّنة، عشرات الآلاف من الغرف المحصَّنة والملاجئ، التي اهتم بها العدو الإسرائيلي؛ لأنه يريد أن يؤمِّن نفسه في الوقت الذي يستهدف به شعوب أمتنا.
تهتم بلداننا العربية بالبنايات الضخمة، ذات الطوابق الكثيرة، فيأتي العدوان الإسرائيلي، ويستخدم القنابل لإسقاطها، يرتاحون في بلداننا العربية عندما يكون لهم أبراج سكنية مرتفعة، ثلاث أو أربع قنابل تسقطها إلى الأرض وتستهدفها، في بعض الحالات يكون فيها من سكانها العدد الكبير، فتزداد المأساة؛ بينما العدو الإسرائيلي يذهب لبناء المنشآت، بالأمس القريب يعلن أنَّه سيقوم بإنشاء عشرة آلاف ملجأ وغرفة محصَّنة في شمال فلسطين المحتلة، هكذا اهتمام كبير بكل عناصر القوة: تدريب، تأهيل، قوة احتياط، أنشطة واسعة لكل المنتسبين إلى ذلك الكيان الإجرامي العدواني.
نحن الأولى ونحن أمة مستهدفة، ومظلومة، وفي- كذلك- في الموقف الحق، ولسنا أمة عدوانية ولا معتدية، لكن أن يصل حال الأمة إلى التفريط حتى في مسألة الدفاع عن نفسها، فهي مسألة مؤسفة جداً! الاهتمام بكل عناصر القوة، ونحن الأمة التي قال الله لها: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال:60]، نحن أولى بالاهتمام بكل عناصر القوة؛ لــذلك التدريب والتأهيل، الكثير من الشباب ممن لم يستفد من الدورات سابقاً، بإمكانه أن يستفيد منها الآن.
أنشطة المظاهرات، والمسيرات، والفعاليات، والوقفات، كذلك مستمرةٌ بشكلٍ عظيم، الخروج الأسبوعي المليوني العظيم، الذي سيبقى في التاريخ صفحةً مشرقةً وضاءة لشعبنا العزيز؛ لأنه لا مثيل لهذا النشاط لأي شعب، ولا تجاه أي قضية، وحتى في تاريخ شعبنا، يتميَّز هذا الخروج بميزات عظيمة:
أنه بدافع إيماني، وهذه مسألة في غاية الأهمية، من أجل الله، طاعةً لله، استجابةً لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وتعبيراً عن موقف حق، وصرخة حق لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وفي وجه أعداء الله، وأعداء الإنسانية: اليهود الصهاينة وشركائهم، وهذه مسألة مهمة جداً.أنَّه بزخمٍ شعبيٍ واسع، لا مثيل له، يخرج شعبنا خروجاً من مليونياً، بكل ما تعنيه الكلمة، مئات الآلاف يتدفَّقون إلى الساحات في المحافظات، في صنعاء بشكلٍ كبيرٍ جداً، في بقية المحافظات، في المديريات، في الأرياف، وهذا الزخم الشعبي الواسع جداً يُبَيِّن انتشار الوعي الكبير في أوساط هذا الشعب، وكذلك يعبِّر عن التوجه الواسع بين أبناء هذا الشعب، عن- فعلاً- الانتماء الإيماني الأصيل لهذا الشعب، أنَّه وأكثر من أيِّ شعبٍ آخر تحرك بهذا المستوى الواسع، والحضور الواسع، والمعبِّر بزخمه الكبير عن اتِّساع هذا الوعي، وهذا الإحساس بالمسؤولية، وهذا شيءٌ مهمٌ جداً، ويحسب له الأعداء ألف حساب.من مميزاته: أنَّه في إطار موقف متكامل، مع الصواريخ، مع المسيَّرات، مع العمليات البحرية، أنَّه مع الإنفاق في سبيل الله تعالى، مع التدريب، مع التأهيل، مع الاستعداد للمعركة، للمشاركة، وكم كانت أمنيَّاتنا ومطالباتنا بأن يتاح لشعبنا العزيز فرصة المشاركة المباشرة، لكن العوائق الجغرافية، والبلدان التي تجعل أنظمتها من نفسها مترساً بيد الأعداء، أعاقت هذه الأمنيَّة، وهذا الطلب.كذلك فيما يتعلق بالاهتمام المستمر كل أسبوع، في معظم الأسابيع كل هذه الفترة، دون كلل، ولا ملل، ولا فتور، هذا له أهميته الكبيرة جداً.
ويؤسفنا حال معظم الشعوب العربية، بالرغم من خروج مظاهرات لا تكاد تتوقف في بلدان أخرى، في هذا الأسبوع كان هناك تظاهرات في: (أستراليا، وهولندا، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا، وأمريكا، وإيرلندا، والدنمارك، والنرويج، والسويد)، وهكذا في دول كثيرة تخرج المظاهرات بشكل يكاد لا يتوقف أسبوعياً؛ بينما في كثير من البلدان العربية ليس هناك صوت ولا تحرُّك.
خرجت تظاهرات يوم الجمعة الماضية، في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في عدد كبير أيضاً من الدول، ومنها: في أمريكا الجنوبية، واللاتينية، وشارك فيها قادة وسياسيون، أيضاً في فنزويلا شارك الرئيس الفنزويلي في مؤتمر التضامن مع القضية الفلسطينية، وكان مما قال: [إذا نظرتم إلى أسباب النضالات منذ القرن الماضي من أجل إيجاد عالمٍ عادل، فإنَّ القضية الفلسطينية أكثر قضية مُحِقَّة للإنسانية]، هكذا بدافع الضمير الإنساني.
من الملفت أيضاً خروج مظاهرات في عشرات المدن الأسبانية، في المغرب العربي تواصلت التظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني، بالرغم من القمع البوليسي لبعضها.
أمريكا هي تراهن على الفتور والملل، وعلى أن يصمت صوت الشعوب؛ ليواصل الإسرائيلي إجرامه؛ فخروج شعبنا العزيز بكل ذلك التفاعل، الذي يعبِّر عنه الكثير في الاستصراحات الإعلامية، وما نراه أيضاً من مختلف فئات هذا الشعب، يخرج البعض من الجرحى والمعاقين، يخرج الشيبان بالرغم من تقدمهم في السن، لكنهم يخرجون وباهتمام كبير، ويعبِّرون في حضورهم عن هذا الاهتمام، هذا الوعي، هذا الاحساس بالمسؤولية، هذا الألم والحزن على ما يعانيه الشعب الفلسطيني، هذا التَّوجه الصادق لنصرة الشعب الفلسطيني، وللموقف في سبيل الله، ما يعبِّر عنه الشباب والكبار والصغار في تلك الاستصراحات الإعلامية، ملامح الوجوه، الهتافات والصرخات، كل ذلك يعبِّر عن ميزة هذا الخروج، أنه خروجٌ واعٍ، خروج كجزء من الجهاد في سبيل الله تعالى، ولذلك ينبغي الاستمرار والنشاط؛ لأن من أهم مميزات هذا الخروج هو الاستمرار، هو المصابرة، هو المرابطة، وهذا جزءٌ من المرابطة، جزءٌ من الاستجابة لله تعالى في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[آل عمران:200].
أدعو شعبنا العزيز للخروج المليوني يوم الغد- إن شاء الله تعالى- في العاصمة صنعاء، وفي بقية المحافظات والمديريات، وحسب الترتيبات المعتمدة.
وَنَسْأَلُ اللهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعبِ الفِلَسْطِينِيّ المَظْلُوم، وَلِمُجَاهِدِيه الأَعِزَّاء، وَأَنْ يُتِمَّ النَّصْر لِمُجَاهِدِي حِزبِ الله، وَلِلشَّعْبِ اللُبْنَانِيّ العَزِيز.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: أبناء الشعب الفلسطینی لنصرة الشعب الفلسطینی الأمریکی والإسرائیلی العدو الإسرائیلی فی الشعب الفلسطینی فی ضد الشعب الفلسطینی القضیة الفلسطینیة للعدو الإسرائیلی الإبادة الجماعیة فی القرآن الکریم البلدان العربیة للشعب الفلسطینی أمتنا الإسلامیة الأمة الإسلامیة من أبناء الشعب فی هذا الأسبوع المسجد الأقصى الإسرائیلی ی عن المسؤولیة الإسلامیة فی شعبنا العزیز فی سبیل الله هذه الحقیقة من المسلمین هذا المستوى تلک الجرائم فی قطاع غزة الله تعالى لهذه الأمة لا مثیل له الکثیر من کتاب الله لله تعالى یکون هناک بالرغم من هذه الأمة هذا الشعب على مستوى ت ع ال ى س ب ح ان ه ع ل ى آل من مختلف البعض من هو العدو کان هناک من بضائع کل أشکال فی الشام مهما کان وهذا شیء فی کثیر فی إطار فیها من الذی قد أن یکون أن تکون فی معظم هذا شیء أکثر من من خلال ما یتعل حتى على کثیر من التی هی الذی ی فی بعض على أن وهو فی التی ت ل الله ا یکون من جهة مع ذلک کل هذا حتى فی ما کان هو عدو فی هذه ما قبل بعض من
إقرأ أيضاً:
(نص + فيديو) كلمة قائد الثورة .. 9 يناير 2025
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْــــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَــنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في بداية الشهر الثالث من العام الثاني، وللأسبوع السادس والستين، يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه الهمجي، الإجرامي، الوحشي، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مرتكباً في كل يوم جرائم الإبادة الجماعية، والمجازر الوحشية، التي قد بلغت أكثر من (أربعة آلاف مجزرة)، منها في هذا الأسبوع: أكثر من (ثلاثين مجزرة)، استشهد وجرح فيها أكثر من (ألف وثلاثمائة) من أبناء الشعب الفلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء.
التصعيد من جانب العدو الإسرائيلي في هذا الأسبوع طال كل قطاع غزة، في شمال القطاع، ووسطه، وجنوبه، واستمر العدو أيضاً في حملته الإجرامية التدميرية الشاملة على شمال قطاع غزة، وتدمير كل مقومات الحياة في شمال القطاع، وممارساً التهجير القسري للسكان، الحملة التي قاربت ثلاثة أشهر منذ بدايتها، وهي في منتهى الوحشية، والإجرام، والطغيان، والاستباحة للحياة.
والأمريكي مستمرٌ أيضاً في شراكته في الإبادة الجماعية، بما يقدمه من السلاح، والدعم الشامل، في كل ما يحتاج إليه العدو الإسرائيلي لتنفيذ عدوانه الإجرامي الوحشي على قطاع غزة، وفي هذا الأسبوع، في الأيام الأخيرة لـ [المجرم بايدن] في البيت الأبيض، اعتمد صفقةً كبيرةً من القنابل والقذائف والذخائر للعدو الإسرائيلي، لقتل الأطفال والنساء، قتل أبناء الشعب الفلسطيني.
وكذلك يواصل العدو الإسرائيلي الجريمة الفظيعة جداً، التي يجعل منها كذلك وسيلةً للإبادة، وهي جريمة التجويع، والتي يشترك معه فيها كل الأنظمة المتخاذلة، البخيلة، الجبانة، التي تتفرج على الشعب الفلسطيني وهو يتضور جوعاً.
العدو الإسرائيلي يستمر في سياسة التقطير، فلا يدخل إلى قطاع غزة إلا القليل القليل جداً من المواد الغذائية، وما يدخل هو معرضٌ أيضاً للاستهداف بأشكال كثيرة، وأضاف إليها العدو الإسرائيلي في هذا الأسبوع النهب المباشر، كان في المراحل الماضية أحياناً يدفع بمن يسمون بالمستوطنين للهجمات على كل ما يأتي إلى قطاع غزة، من طرق يستطيعون أن يطالوها، ثم ما بعد ذلك شكَّل بعض العصابات من الخونة والعملاء للتقطع والنهب في داخل قطاع غزة، بالقرب من الحواجز العسكرية التي يقيمها العدو الإسرائيلي، لكن في هذا الأسبوع أصبح الجنود الإسرائيليون بأنفسهم يقومون هم بالنهب بشكلٍ مباشر، وهذا حصل في هذا الاسبوع.
إضافةً إلى ذلك، حالة الاستهداف بالقصف لأبناء الشعب الفلسطيني، عند تجمعهم للحصول على المواد الغذائية، كما يعتدي أيضاً بالرصاص على المواكب التابعة للأمم المتحدة، وموقفه من الأمم المتحدة عندما تقدم في سياق الحد الأدنى، وفي مستوى الحد الأدنى على المستوى الإنساني شيئاً للشعب الفلسطيني، موقفٌ واضح، موقف المتغطرس والمتكبر، كم قتل من الموظفين التابعين للأمم المتحدة في الأونروا، وكذلك من غيرهم، استهدف كذلك المطبخ العالمي، الذي كان كانت تديره جهات خارجية تحت العنوان الإنساني، ويستهدف بدون أي تحرج أي نشاط إنساني.
العدو الإسرائيلي صنع واقعاً موبوءاً في قطاع غزة، ويستهدف بشكلٍ ممنهج كل البنية الصحية، يستهدف المستشفيات بشكلٍ مستمر، وما فعله بمستشفى كمال عدوان واضح، من الجرائم الكبرى التي ارتكبها في قطاع غزة، جريمة بشعة للغاية، والآن يستهدف المستشفى الأندونيسي، ويستهدف بقية المستشفيات التي تقدم الحد الأدنى من الخدمة الطبية، مع الحصار الشديد جداً، وانعدام المستلزمات الطبية الضرورية.
ومع كل ذلك، مع الاستهداف الشامل، والإبادة الجماعية، والتهجير القسري، ومنع الغذاء، ومنع الدواء، واستهداف كل مصادر المياه، كل مصادر مياه الشرب، وبقية مقومات الحياة، لا يزال هناك البعض من المجرمين الإسرائيليين في الكنيست الإسرائيلي يطالبون بما هو أكثر، بالمزيد وبما هو أكثر من الإجرام، والطغيان، وتدمير أي شيءٍ من مقومات الحياة.
العدو الإسرائيلي يستهدف النازحين، أصبح أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بكلهم في حالة نزوح، لكن من دون توفر مراكز إيواء حقيقية للنازحين، يتجمعون في بعض المدارس وكذلك في بعض الأماكن، التي أعلنها العدو الإسرائيلي أماكن آمنة، ثم يستهدفهم فيها، ومعهم الخيم المهترئة، وفي ظروف قاسية جداً؛ لانعدام كل وسائل التدفئة اللازمة، في ظل الشتاء والبرد القارس، والأمطار والمنخفض الجوي؛ ولـذلك نتيجةً لحرمانهم من كل الوسائل اللازمة للتدفئة استشهد المزيد من الأطفال، وأُعلن في هذا الاسبوع كذلك عن استشهاد المزيد من الأطفال؛ نتيجةً لحرمانهم من وسائل التدفئة، وهكذا يسعى العدو الإسرائيلي إلى استخدام كل وسائل الإبادة، والحرمان من كل مقومات الحياة، ومن كل الحقوق الإنسانية المشروعة، هذا فيما يتعلق بقطاع غزة.
فيما يتعلق بالقدس والمقدسات: يستمر العدو الإسرائيلي في الاستهداف للمسجد الأقصى، بالاقتحامات المتكررة، التي ينفذها اليهود الصهاينة، وأفادت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في تقريرها السنوي، عن اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، وتدنيس ساحاته، وتكررت عمليات الاقتحام لتصل إلى (مائتين وستةٍ وخمسين اقتحاماً).
وهذه الحالة المتكررة جداً جداً لها هدف من جانب الأعداء، اليهود يستخدمون سياسة الترويض، يُقْدِمون على خطوة عدوانية خطيرة وإجرامية، ويسعون إلى أن تصبح في نظر المسلمين بشكلٍ عام- مع تكرارها والاستمرار عليها- خطوةً اعتياديةً، ومشهداً مألوفاً، وهذا هو ما يحصل لدى الكثير من أبناء الأمة، يشاهدون تلك المشاهد السيئة المستفزة، لاقتحام المسجد الأقصى، الذي هو من أهم المقدسات الإسلامية، ويشاهدون ما يقوم به اليهود الصهاينة، من رقص، وأغاني، وعبارات سخرية، واستهزاء بالمسلمين، وإساءة إلى الإسلام، وإلى رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وإلى القرآن الكريم، وتحدي للمسلمين، ثم لا يبالون، لا يستفزهم ذلك، لا يحرِّك ضمائرهم، ولا يحسسهم بمسؤوليتهم الدينية، ولا يدركون أن هذا يأتي في إطار سياسة خطيرة وخبيثة من جانب الأعداء اليهود الصهاينة، تهدف للوصول إلى ما هو أسوأ وأخطر؛ لأن الهدف النهائي لليهود الصهاينة، هو: تدمير المسجد الأقصى بكله، وبناء هيكلهم المزعوم؛ ولـذلك كل خطوة من هذه الخطوات هم يعملونها بشكلٍ مقصود، وللوصول إلى ذلك الهدف الخطير جداً، لكن بعد الترويض، سياسة الترويض اليهودية الخبيثة، ترويض للأمة أن تعتاد، كل ما أقدموا عليه من خطوة، لتلحق بها خطوةٌ أخرى أكثر عدوانية وأكثر سوءاً.
أيضاً في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وهو يتعرض للعديد من الانتهاكات، منها:
منع الآذان في مكبرات الصوت. إغلاق المسجد أمام الفلسطينيين في أوقات كثيرة. اقتحامات الصهاينة المتكررة له بشكلٍ كبير، بالآلاف خلال هذه المدة.فيما يتعلق أيضاً بتدمير المساجد بشكلٍ عام، سواءً في القدس، في الضفة، في القطاع:
في القطاع كانت المساجد في مقدمة الأهداف، التي يحرص العدو الإسرائيلي على الاستهداف لها؛ لأنه عدوٌ للإسلام والمسلمين، وعدوٌ يعادي هذه الأمة في كل شيء، يعاديها في دينها، ويسعى ليصادر عليها دنياها، فحسب التقرير السنوي لوزارة الأوقاف الفلسطينية، دمَّر العدو الإسرائيلي في قطاع غزة أكثر من (تسعمائة وستين مسجداً)، يعني: هي قريبة من أن تبلغ إلى الألف مسجد، في نطاق جغرافي محدود هو قطاع غزة، إمَّا تدميراً كلياً، وهذا يشمل معظم المساجد دُمِّرت تدميراً كلياً، والبعض منها دُمِّرت على المصلين فيها، وهذا شيءٌ معروف، وأُعلن عنه في حينه. وكذلك اعتداءات على المساجد في الضفة الغربية، اعتداءات متنوعة: ما بين تدمير بعض المساجد، وما بين الإحراق لبعضها، بما فيها من المصاحف، وأيضاً الكتابات المسيئة على الجدران، كتابات مسيئة إلى الشعب الفلسطيني، وإلى العرب عموماً، وإلى المسلمين بشكلٍ عام، وإلى الإسلام نفسه، وهذا ما يستمر فيه الأعداء.فيما يتعلق بالجرائم الأخرى في الضفة والقدس، من اقتحامات، وقتل، واختطافات، وتدمير... وغير ذلك: يستمر العدو الإسرائيلي في ذلك أيضاً، والاقتحامات شملت القدس المحتلة، وشملت الخليل، وطولكرم، وبيت لحم، وأريحا، ورام الله، وقلقيلية، وجنين، ونابلس، في هذه الاقتحامات يمارس العدو الإسرائيلي جرائم القتل، وجرائم الاختطاف، وجرائم التدمير، والتجريف، وهدم المنشآت الفلسطينية، وتخريب البنى التحتية، والإحراق لبعض المنازل، والإحراق للمركبات والممتلكات، وحتى الاعتداء على الماشية، من هذه الاعتداءات المتنوعة: ما ينفِّذه الجيش الإسرائيلي بشكلٍ مباشر، والبعض منه قطعان المستوطنين المغتصبين.
ويستمر العدو الإسرائيلي في استخدام كل الوسائل، بما فيها الطائرات المسيرة، في اعتداءاته على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وحجم الانتهاكات والاعتداءات كثير في الضفة الغربية، وثَّق مركز معلومات فلسطين أكثر من (ثلاثةٍ وخمسين ألف انتهاك)، ارتكبته قوات العدو الإسرائيلي، وكذلك المغتصبون الصهاينة، في الضفة الغربية خلال العام الماضي، وتنوعت الانتهاكات ما بين: قتلٍ، وتهجيرٍ، واختطافٍ، وهدمٍ للمنازل، وتجريف للأراضي، ومصادرة للممتلكات، يعني: عشرات الآلاف من الاعتداءات، بهذا السلوك الذي هو بشكلٍ يومي، بشكلٍ يومي، لا يمرُّ يوم على سكان الضفة الغربية من دون اعتداء من قبل العدو الإسرائيلي.
مع ذلك أحد كبار المجرمين الصهاينة يدعو أيضاً إلى إبادةٍ جماعية في جنين، ونابلس، وطولكرم، كالتي في (جباليا) في قطاع غزة، يعني: لا يكفيهم أنهم يرتكبون كل يوم كل أشكال الإجرام والاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني، هم تواقون دائماً لجرائم الإبادة الجماعية، مسرفون في الدماء، هم في منتهى الوحشية، والإجرام، والطغيان، والقسوة.
وللأسف الشديد، مع كل ما يفعله العدو الإسرائيلي، لم تكتفِ السلطة الفلسطينية بذلك، حتى تكون هي أيضاً مساهمةً في مأساة ومعاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، واستمرت في حملاتها على مخيم جنين، بالاعتداءات المتنوعة، بالحصار أولاً بشكلٍ كامل، ثم بعمليات القنص، وإطلاق النار، والقتل، القتل الذي شمل حتى أطفالاً ونساءً، والاعتقال أيضاً، حملات اعتقال واسعة، وبطريقة مذلة ومؤلمة، وبتعاملٍ قاسٍ ومسيء إلى أبناء الشعب الفلسطيني.
وكذلك انتشرت مشاهد تدل على ممارسة التعذيب، عمليات تعذيب تنفِّذها الأجهزة القمعية للسلطة الفلسطينية، وكذلك إحراقٌ لبعض المنازل، يعني: تقليدٌ للسلوك الإسرائيلي العدواني، واقتداء بالعدو الإسرائيلي في تلك الممارسات التي هي إجرامية، ومؤسفٌ جداً أن تكون من قِبَل من يعتبر نفسه في موقع المسؤولية، لخدمة الشعب الفلسطيني، ولحماية الشعب الفلسطيني! معاملات مسيئة ومهينة، بالضرب والإذلال في حالات الاعتقال، وهذا شيءٌ مؤسفٌ جداً!
من التصرفات المخزية، والمعيبة، والمؤسفة: قيام السلطة الفلسطينية بتسليم امرأةٍ فلسطينية لقوات العدو الإسرائيلي، هذا شيءٌ مسيءٌ جداً ومعيبٌ للغاية، هذا تجاوزٌ بحق الشرف والكرامة، هذا شيءٌ محزنٌ للغاية! الذي يعتبر نفسه في موقع المسؤولية على الشعب الفلسطيني، وحماية الشعب الفلسطيني، ويقدِّم نفسه كذلك، يقوم هو بتسليم نساء وبنات الشعب الفلسطيني إلى من؟ إلى الأعداء! هذا يتنافى تماماً مع القيم الدينية، ومع الشهامة، والنخوة العربية، مع كل القيم الإنسانية، وهو مشاركة أيضاً في الظلم والعدوان على أبناء الشعب الفلسطيني.
استمرار السلطة الفلسطينية في ممارسة الأساليب القمعية، ومشاركتها بذلك مع العدو الإسرائيلي، يعود إلى سببين:
الأول: الاخــــتراق:ما من شكٍ أن العدو الإسرائيلي قد اخترق السلطة الفلسطينية، وأجهزتها القمعية، وأصبح له في مفاصلها، وفي مواقع القرار فيها، والنفوذ فيها، والتأثير فيها، من هو عميلٌ له، يعمل لخدمته، يعمل لمصلحته، وهذا شيءٌ مؤكد، وله شواهد حتى في المراحل الماضية، شخصيات كبيرة في السلطة الفلسطينية سابقاً، اتضح أنها أصبحت عميلة بكل ما تعنيه الكلمة، ومرتبطة بالعدو الإسرائيلي، تُنَفِّذ له أجندته بالعمالة والخيانة ضد الشعب الفلسطيني، وهذا ليس خاصاً بالسلطة الفلسطينية، مما يعتمد عليه العدو الإسرائيلي في سياساته، تجاه بقية الأنظمة حتى، الأنظمة العربية، الأنظمة في العالم الإسلامي: أنه يسعى لاختراقها، وفي المقدمة الأجهزة الأمنية، هي في مقدمة ما يسعى العدو الإسرائيلي إلى اختراقه، فحالة الاختراق أصبحت واضحة وجلية في واقع الأجهزة القمعية للسلطة الفلسطينية، وهذا يشكل خطراً على الشعب الفلسطيني، عندما يكون هناك في الأجهزة القمعية تلك، من يعمل بشكلٍ مباشرٍ ومقصود لخدمة العدو الإسرائيلي، وتنفيذ أجندته، وهي عدوانية وظالمة، ضد الشعب الفلسطيني، وهذه خيانة عظمى.
والسبب الثاني: هو الفهم الخاطئ الذي لدى البعض الآخر:البعض يعمل بعمالة وخيانة، والفهم الخاطئ انظروا كيف يلتقي الفهم الخاطئ مع مسار الخيانة والعمالة، مما يدل على بطلانه، أول دليل على بطلان الفهم الخاطئ، الذي يعتبر المقاومة والجهاد، والتصدي للأعداء، أنه هو السبب في المشكلة معهم وفي عدوانهم، ثم يحمِّل من يتصدى للعدو، ولعدوانه وإجرامه، المسؤولية تجاه ما يفعله العدو، فيظلم بذلك ظلمين: ظلم عندما يحمِّل المظلوم مسؤولية ما فعله الظالم، وعندما يعتبر دفاعه عن نفسه، وهو دفاع مشروع، الشعب الفلسطيني يدافع عن النفس، والأرض، والعرض، والدين، ومع ذلك يُحمَّل من يتحرك في إطار هذا الحق المشروع، والواجب المقدس، يُحمَّل مسؤولية ما يفعله العدو الإسرائيلي، فيحرم من حقه المشروع، ويُحَمَّل- في نفس الوقت- ما يفعله العدو، ولا ينظر إليه كمظلوم.
الفهم الخاطئ هذا أيضاً هو منتشر في مساحة واسعة من هذه الأمة، لدى كثير إن لم يكن كل الأنظمة العربية تفكر بنفس هذا التفكير، ما عدا استثناءات نادرة، وإلا فمعظم أبناء هذه الأمة يفكرون هذا التفكير: أن التحرك لمواجهة العدو، ودفع شره، وعدوانه، وإجرامه، وبغيه، هو سببٌ في أن يحصل ما يحصل من جانب العدو، وهذا فهمٌ غبيٌ بكل ما تعنيه الكلمة، لا يستند إلى الحقائق والوقائع، التي تثبت عكسه تماماً، مثلما قلنا في الكلمات السابقة: اليهود الصهاينة جاءوا إلى فلسطين منذ البداية لاحتلال فلسطين بشكلٍ كامل، هذا هدفهم، وليس فلسطين فقط، بل وما يسمونهم بـ [إسرائيل الكبرى]، التي تشمل أجزاء واسعة من العالم العربي، ومارسوا منذ اليوم الأول لاحتلالهم العدوان بكل أشكاله: جرائم الإبادة الجماعية، والقتل، والنهب، والاحتلال، والمصادرة، والتعذيب... وكل الممارسات الإجرامية بلا استثناء مارسوها، ويمارسونها بشكلٍ مستمر، وهدفهم لم يتغيِّر، الإسرائيلي لم يغيِّر بعد أهدافه، وليس هناك أي دليل، لأي أحد يتبنى المفاهيم الخاطئة، بأن الإسرائيلي قد غيَّر أهدافه، لا يزال هدفه قائماً بالاحتلال الكامل لكل فلسطين، لا يزال هدفه قائماً بالاحتلال لبقية الأجزاء الواسعة من العالم العربي، تحت عنوان [إسرائيل الكبرى]، وهو يعمل على ذلك بشكلٍ مرحليٍ، ويسعى لتحقيق إنجازات تراكمية، ليصل بها إلى هدفه المنشود، فالفهم الغبي الذي يرى وكأن المشكلة عندما يأتي أحد ليدافع عن نفسه، عن أرضه، عن حقه المشروع، ثم كأن الإسرائيلي ليس لديه أي نيَّة سيئة، وكأنه ليس معتدياً، ولا محتلاً، وكأنه لا يحمل الحقد والعداوة للشعب الفلسطيني، ويسعى إلى السيطرة التامة، حتى لا يبقى للفلسطينيين أي شيء إطلاقاً.
الذي كان يؤخِّر العدو الإسرائيلي ما هو؟ بوضوح هناك سببان أساسيان:
الأول: المقاومة والجهاد. والعامل الثاني: النقص الذي يحصل له في تعداد من يسميهم بالمستوطنين [المغتصبين].هو بحاجة إلى المزيد من المغتصبين؛ لتعزيز حالة الانتشار في بؤر استيطانية، يغتصب بها المزيد من الأراضي، ويمتد إلى بقية المناطق، ومعه مشكلة في قلة عدد اليهود، لم يتوفر له العدد اللازم، للانتشار في كل المساحة الجغرافية التي يريد الانتشار فيها؛ ولـذلك هو يسعى باستمرار إلى استقدام المزيد من اليهود، وانتشارهم في بؤر استيطانية جديدة وتوزيعهم فيها.
الشيء المؤسف، ومن المفارقات العجيبة جداً، في الموقف لدى اليهود الصهاينة، ولدى الكثير من أبناء أمتنا، ولدى البعض في فلسطين نفسها، هو: أن اليهود الصهاينة يلتفون حول من يعتبرونهم أقوياء في مواقفهم ضد العرب، ضد الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، وبقية الشعوب العربية معه، فمن يرونه من أكابر مجرميهم أكثر تشدداً، وأكثر عدوانيةً، ويحمل رصيداً إجرامياً من جرائم الإبادة الجماعية، ويرون مواقفه أكثر جِدِّيَّةً في إطار العمل لتنفيذ هدفهم الكبير، يلتفون حوله أكثر، ويحظى في أوساطهم بشعبيةٍ أكبر؛ ولـذلك كان معظم مجرميهم، الذين وصلوا إلى مسمى رئيس وزراء، يعني: في موقع المسؤولية الأول عندهم، هم ممن كانوا على رأس عصابات إجرامية، ترتكب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وهذا معروف يعني، هناك على سبيل المثال: إسحاق رابين، إسحاق شامير، شارون... وآخرين أيضاً، فأولئك حظوا بشعبية كبيرة، لماذا؟ لأنهم يروون فيهم أنهم أكثر قوة ضد العرب، وأكثر عدوانية ضد العرب، ضد الشعب الفلسطيني وغيره، وبهذا كانوا يلتفون حولهم أكثر، ويتفاعلون معهم أكثر، يحظون بأصوات أكثر، حتى من تسمى الآن بالحكومة، الحفنة من المجرمين، من كبار المجرمين، الذين هم الآن يقودون العدو الإسرائيلي، هم حظوا بنفوذ أوسع، وشعبية أكثر، ووصلوا إلى تلك المواقع في قيادة العدو الإسرائيلي، لماذا؟ لأنهم معروفون بأنهم أكثر تطرفاً، وعدوانية، وتشدداً، ضد من؟ ضد الشعب الفلسطيني، وضد العرب بشكلٍ عام؛ ولـذلك هناك تصريحات لهم: ما يسمى بوزير مالية، ما يسمى بوزير اتصالات، ما يسمى بوزير آمن... بمختلف مواقعهم تلك، تصريحات تبيِّن طبيعة توجهاتهم، أنهم من الأكثر حقداً، وعداءً، وعدوانيةً على العرب، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني.
في المقابل، من يبرز من أبناء الشعب الفلسطيني، ومن أبناء هذه الأمة، وهو أكثر قوةً في مقام الدفاع، في مقام الحفاظ على الحق المشروع لهذه الأمة، والدفاع عنها، ومواجهة أولئك الأعداء، الذين هم عدوٌ خطيرٌ بالغ الخطورة على أمتنا في كل شيء، في: أرضها، وعرضها، وثرواتها، وأمنها، واستقلالها، وحريتها، وكرامتها، وشرفها، ودينها، ودنياها، يحارب من قِبَل الكثير من أبناء الأمة، يساء إليه، البعض من الأنظمة تصنِّفه في قوائم الإرهاب، لماذا؟! لأنه قويٌ في مواجهة أولئك المعتدين، المجرمين، يحمل رؤية التصدي لإجرامهم، والدفع لشرهم، والتصدي لخطرهم، وبمقدار ما هو قويٌّ في إطار الموقف الحق، وليس الموقف العدواني، في إطار الموقف الحق، المشروع، والتمسك الجاد بالقضية العادلة؛ بقدر ما يتَّجهون إلى حملات كبيرة جداً من الإساءة إليه، والتشويه له ليل نهار؛ ولـذلك هناك نشاط إعلامي دعائي سيء ومسيء من البعض في فلسطين، من البعض من الأنظمة العربية، التي تتجه اتِّجاه ما يسمونه بـ [التطبيع]، يعني: العمالة للعدو الإسرائيلي وللأمريكي، وهم في حملات لا تتوقف أبداً، حملات على مدار الأربعة وعشرين ساعة، كلها سب، شتم، تشويه، افتراء... إساءات متنوعة جداً، ضد من؟ ضد من يقف بوجه العدو الإسرائيلي، لمواجهة شرِّ العدو الإسرائيلي، وإجرامه، وطغيانه، وظلمه، وبغيه، من يقف عائقاً أمام العدو الإسرائيلي في أن يسرع بإنجاز ما يسعى لإنجازه، من: احتلال الأرض، والهتك للعرض، والسيطرة التامة على كل شيء، [لماذا لا تفسحوا له الطريق؟ لماذا لا تسكتوا، وتجمدوا، وتتوقفوا عن أي إعاقة أو عرقلة للعدو الإسرائيلي؟]، وهذا شيءٌ مؤسفٌ جداً، ويعود إلى فهمٍ خاطئ، فهمٍ خاطئ!
عندما ذهب المجرم [نتنياهو] إلى الكونغرس في أمريكا، كم وقف له أعضاء الكونغرس الأمريكي، بما ليس له سابقة في تاريخ أمريكا، لماذا؟ لأنه أقبل إليهم برصيدٍ إجراميٍ أكبر، يتفاخر بأنه الأكثر إجراماً ممن قد سبقه من مجرمي الصهاينة، وهم لتفاعلهم مع ذلك، ولارتياحهم أكثر لمن قد قتل من العرب أكثر من غيره، ومن أباد من الأطفال والنساء، والكبار والصغار، أكثر من غيره، وتفنن في الإجرام والعدوان أكثر من غيره، هم له أكثر احتراماً وتقديراً، ويحظى بتقدير غير مسبوق.
أمَّا في جانب الحق، والموقف الحق، والقضية العادلة، والتضحية الشريفة، فهناك النبز والإساءة، ويتحوَّل الإعلام لدى البعض من الأنظمة إلى همَّاز لمَّاز، هُمَزَة لُمَزَة، لا شغل له إلَّا السب والتشويه، وحملات الدعاية المسيئة، وهذا شيءٌ عجيب!
في لبنان أيضاً يستمر العدو الإسرائيلي في الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، ويستمر في أنواع من الاعتداءات، التي تشمل:
القصف والتمشيط الناري لبعض القرى. التدمير والنسف لبعض المنازل. الانتهاك المستمر للأجواء اللبنانية، بالطيران المعادي الإسرائيلي.الإسرائيلي مهما فعل في جنوب لبنان، وفي العدوان على لبنان، هو فاشل، هو فشل في تحقيق هدفه المعلن في القضاء على حزب الله، وحزب الله بقي حاضراً في الساحة اللبنانية حضوراً قوياً، وهو يتعافى ويقوى أكثر فأكثر؛ لـذلك بقي جبهةً ثابتةً، متجذِّرة، صُلبةً وقوية في مواجهة العدو الإسرائيلي.
والعدو الإسرائيلي مع الأمريكي جنباً إلى جنب، وللأسف الشديد بتعاون بعض الأنظمة العربية، يعملون على الوضع الداخلي اللبناني، على المشهد السياسي، لاسيَّما مع اقتراب انتخاب رئيس للدولة اللبنانية، يحاولون التأثير في اختيار من يأتي؛ ليكون عميلاً لهم، هذا هو المهم بالنسبة لهم، ومعادياً للمقاومة في لبنان، وليس مخلصاً لشعبه، يتآمرون بشكلٍ عام على الوضع الأمني، ومن ذلك: المضايقات التي تحصل في المطار (في مطار بيروت)، وهكذا سيتَّجهون إلى أشكال كثيرة من المحاولة لإثارة الفوضى في الداخل اللبناني.
ولذلك هناك مسؤولية كبيرة على كل الفرقاء في لبنان، ليكونوا واعين، ومدركين، ومؤْثرين لمصلحة بلدهم واستقراره، بدلاً من توجُّه البعض لخدمة العدو الإسرائيلي، فيما له عواقب سيئة حتى عليهم هم، لا تتصور بعض القوى أنها عندما تحاول أن تستثمر الظروف الراهنة، وأنها ستتكئ بظهرها إلى الأمريكي لتفعل ما بدا لها هناك، ليست الأمور في المستوى الذي يتصوَّرون.
حزب الله قوة متجذِّرة حاضرة في لبنان؛ ولذلك من يتآمر، ويمكر، ويلعب، هو يجلب الضرر على نفسه، وليس فقط يؤثِّر على مستوى الاستقرار في الساحة اللبنانية، فالمصلحة الحقيقية لكل اللبنانيين، للبنان بشكلٍ عام، هي: في إيثار مصلحة الاستقرار الداخلي، التي هي مصلحة لبنانية حقيقية.
فيما يتعلَّق بسوريا: يستمر العدو الإسرائيلي أيضاً في عدوانه على سوريا بالغارات الجوية، واستهدف بعضاً من المعامل المتبقية، كما يقولون: (ما بقي في العروق بعد الذبح)، يلحق ما بقي، إذا اكتشف أنَّ هناك معملاً للبحوث العلمية، أو مركزاً للبحوث العلمية وللدفاع، استهدف البعض منها كذلك في ريف حلب الشرقي، وغارات أخرى نفَّذها أيضاً في ريف دمشق، يستهدف بها هناك أهدافاً معينة.
يسعى العدو الإسرائيلي أيضاً إلى تثبيت سيطرته، في المناطق التي اجتاحها واحتلها مؤخراً، وهذا مما يدلل على أنَّه لا يريد البقاء فقط مؤقتاً كما يقول البعض، هو يتَّجه لتثبيت سيطرة، وصرَّح بعض من يسميهم بالوزراء فيه، في كيانه الغاصب المحتل، صرَّحوا إلى أنَّه ليس هناك حد زمني، حيث احتلوا وسيطروا في سوريا، المسألة مرتبطة بالمصلحة الإسرائيلية، والمصلحة الإسرائيلية معروفةٌ ما هي: الاحتلال والسيطرة لكل ما هو حقٌّ للآخرين، والنهب له عليهم.
هو يسعى لتثبيت سيطرته، استقدم المزيد من التعزيزات العسكرية، عَمِلَ على- كذلك- إنشاء التحصينات، وعَمِل على استقدام البيوت الجاهزة... وغير ذلك، امتد إلى مناطق جديدة، وصل إلى سد المنطرة، أكبر سد في جنوب سوريا، وهو من جهة، والأمريكي أيضاً من الجهة الأخرى، الأمريكي يغتنم الفرصة، يعزز من انتشاره واحتلاله وسيطرته في المزيد من المناطق في شرق سوريا: في الحسكة، والرقة، ودير الزور، ويقيم قواعد عسكرية جديدة، ويسعى لأن يكون هناك أيضاً في موقع الاستقطاب والتأثير، يعني: من الأشياء المحزنة في سوريا، أنَّ الأمريكي يحمي قواعده العسكرية، ويحمي منابع النفط التي سيطر عليها ويقوم بسرقتها، بحراس من أبناء الشعب السوري، من المرتزقة، يستقطبهم وتكون الوظيفة والمهمة الأساسية لهم هي: حماية القواعد الأمريكية المحتلة لبلدهم، وهذا ما يريده الأمريكي في بقية البلدان العربية، يتحوَّل الدور الوظيفي للعربي، هو بهذه الأشكال:
من يقاتل مع الأمريكي. من يحرس القواعد الأمريكية التي تحتل وطنه، وتسرق وتنهب ثروات بلده. من يكون بوقاً إعلامياً يدافع عن الأمريكي، ويبقى يسب، ويشتم، ويفتري، ويكذب ليل نهار ضد من يتصدى للأمريكي وللإسرائيلي.وبقية الأدوار المشابهة.
الأمريكي والإسرائيلي لن يكتفيا في سوريا بالاحتلال، على المناطق التي يتوسعان فيها باستمرار، وبقضمٍ تدريجي، ويعززان سيطرتهما بالبنية التحتية، والإنشاءات، والتحصينات... وغير ذلك؛ إنما- بالتأكيد- سيحرصان على التغلغل في واقع سوريا الداخلي، يعني: الاستقطاب للجواسيس، للخلايا التخريبية، للخلايا التي تستهدف الشعب السوري أمنياً؛ لإثارة الفتن، وتفكيك المجتمع السوري من الداخل، وسيستثمران بعض السياسات الغبية، التي تتصرف بشكلٍ سلبي تجاه الأقليات، الأمريكي والإسرائيلي كلٌّ منهما يحاول أن يُظهِر نفسه أنَّه مستعدٌ بتقديم الحماية للأقليات في سوريا؛ ولـذلك من الخطأ الجسيم أن تكون هناك سياسات سلبية في سوريا ضد الأقليات، هذه خدمة مجانية للأمريكي والإسرائيلي، ينبغي لأبناء سوريا بكلهم أن يتَّحدوا في حماية وطنهم من الأمريكي والإسرائيلي.
هناك أيضاً فيما يدلل على طبيعة التوجهات الإسرائيلية، والأطماع الإسرائيلية والأمريكية؛ لأن كلاً من الأمريكي والإسرائيلي- وهما وجهان لعملة واحدة، ويتحركان معاً في اتِّجاه واحد، ومشروع واحد- كلٌّ منهما طمَّاع، طامعٌ جداً في منتهى الطمع والجشع، للسيطرة على منطقتنا العربية؛ لنهب ثرواتها، للسيطرة على أهلها، لتدميرهم، لاستغلالهم، لإذلالهم، لامتهانهم، لاستعبادهم وقهرهم، والاستفادة منهم كحيوانات- مثلما يصنِّفونهم- بكل أشكال الاستفادة.
ولـذلك انتشرت في هذه الأيام خريطة جديدة نشرها العدو الإسرائيلي، بالتزامن مع تصريحات مستفزة أيضاً، الخريطة شملت مناطق في لبنان، وسوريا، والأردن، طبعاً قبلها خرائط، وهي خرائط مرحلية، يعني: هناك خريطة يتشبَّث بها العدو الإسرائيلي، يعتمدها، هي ما يسميها بـ [خريطة إسرائيل الكبرى]، وهناك خرائط مرحلية، بمعنى: الخريطة التي نشرها مؤخراً أنها خريطة مرحلية، وتنشرها جهات رسمية، تعبِّر عن العدو الإسرائيلي بشكل رسمي، وتصريحات ممن هم في جهات رسمية بمسمى وزراء.
استفزت هذه التصريحات البعض من المسؤولين في الأردن، وكان لهم تعليقات عليها، لكن من المهم جداً أولاً في هذه البلدان، يعني: في لبنان، وسوريا، والأردن، وفلسطين أيضاً، أن يفهم الجميع أنَّ الإسرائيلي يحمل فعلاً هذا التوجه العدواني، الطامع بلا شك في السيطرة والنهب لكل هذه البلدان وما فيها؛ ولـذلك مثل هذه الخريطة التي هي مرحلية، عدوانية جداً، ومستفزة، لكن الإسرائيلي بالفعل يطمع في أن يسيطر على كل تلك المناطق، والأمة في مقابل الطمع الأمريكي، والجشع الأمريكي، والجشع والطمع الإسرائيلي العدواني، لابدَّ لها لكي تحمي نفسها، وتحمي أرضها، وتحمي ثرواتها، وتحافظ على وضعها لتكون أمةً مستقلةً، حرةً، عزيزة، أن تكون في موقع المنعة، المنعة والقوة، والتوجهات التي تدفع بها عن نفسها هذا الخطر.
فالعدو الإسرائيلي، ومعه الأمريكي، ليست المسألة معهما هي مسألة استفزاز، حتى في الوقت الذي ليس هناك استفزاز، يعني: التوجه الرسمي السائد في الأردن، التوجه الرسمي السائد في سوريا الآن، ليس توجهاً معادياً للإسرائيلي، يعلن العداء له، بل في الأردن هناك اتِّفاقات سلام، وسياسة تتبنى منطق عدم المواجهة لإسرائيل، ولا الدخول في صراع مع العدو الإسرائيلي، مع ذلك لم تنفع هذه السياسة في أن يغيِّر الإسرائيلي في المقابل سياسته، ويتخلى عن أطماعه، لا يزال مصراً على أطماعه، وعلى سياسته العدائية، وهذا واضح في تصريحات رسمية، ومواقف واضحة، كذلك الحال تجاه سوريا، الحال تجاه لبنان معروفٌ أيضاً، فالإسرائيلي والأمريكي كلٌّ منهما طامع، وكلٌّ منهما يتَّجه بعدوانية بخطط عملية، وفق تلك السياسات التي يعبِّرون عنها لتحقيق أهدافهم العدوانية، الاستعمارية، الطامعة، تجاه هذه الأمة.
ولـذلك ينبغي أن تكون أمتنا في الموقف الفعلي الحقيقي ضد العدو الإسرائيلي، ضد العدو الإسرائيلي، بما يردعه عن تحقيق أطماعه؛ لأن تبني سياسات أخرى:
سياسة الاستسلام لن تجديها شيئاً، التخاذل والاستسلام لا فائدة لها أبداً لردع الأمريكي والإسرائيلي تجاه تلك الأطماع. وكذلك التعاون مع الأمريكي والإسرائيلي، هو إسهامٌ في تمكينهما من تحقيق أهدافهما بأقلِّ كلفة، ولذلك هي سياسات خاطئة جداً.يفترض بأمتنا أن تكون بادئ ذي بدء في الموقف الفعلي، القوي، الصحيح، ضد العدو الإسرائيلي، لنصرة الشعب الفلسطيني، الذي هو في الخندق الأول، كلما وقفت هذه الأمة بمختلف شعوبها وبلدانها، وفي البدء البلدان المحيطة بفلسطين بشكلٍ أقوى مع الشعب الفلسطيني؛ هي تحمي نفسها بذلك، وهي تؤجِّل- على الأقل- تؤجل المخاطر التي تتهددها، لو قد فرغ العدو الإسرائيلي، واستكمل معركته في فلسطين بشكلٍ نهائي لا سمح الله؛ كان سيتفرَّغ لتلك البلدان، وكان خطره عليها سيكون أكبر بكثير مما هو في ظل الظروف الراهنة، التي هو منشغلٌ فيها بالمواجهة مع المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني، الأحرار، الأعزاء، الصامدين، لكن في ظل الظروف الراهنة، والسياسة القائمة لدى معظم الأنظمة العربية، والتي هي سياسات تشجِّع العدو الإسرائيلي، تسكت، وبعضها تتواطأ معه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ولا ترقى إلى مستوى موقف بعض البلدان غير العربية، وغير المسلمة.
يعني: كان في هذا الأسبوع من المواقف التي ظهرت في بلدان أخرى، لا هي عربية، ولا هي من ضمن العالم الإسلامي، مواقف أكثر جرأة، وسبقها مواقف كذلك أخرى، مثلما هو الحال في البرازيل، في البرازيل كان هناك تحرُّك لمواقف قضائية ضد الجنود الإسرائيليين، المجرمين الإسرائيليين الذين يذهبون إلى البرازيل بهدف النزهة والسياحة، كان هناك تحرُّك قضائي لملاحقتهم، وأمتدَّ هذا إلى بلدان أخرى، مثلما هو الحال أيضاً في تشيلي، وسريلانكا، وهذا عملٌ متقدِّم، وموقفٌ جريء، يجعل العداء والمجرمين الصهاينة في حالة خوف من السياحة في معظم البلدان، يلاحقهم الخوف إلى معظم البلدان، يشعرون بالحصار والعزلة، هذه الخطوة لا تجرؤ على مثلها بعض الأنظمة العربية، ولو في هذا المستوى من الموقف، وهذا شيءٌ محزن!
النَّجاة هي في الموقف الصحيح، هي في التحرك الواعي، المسؤول، هي في الجهاد في سبيل الله تعالى؛ ولـذلك نشاهد الفاعلية العالية، والصمود العظيم لإخوتنا المجاهدين في قطاع غزة، في كتائب القسام، وسرايا القدس... وبقية الفصائل المجاهدة في القطاع، وهم يستمرون بعد خمسة عشر شهراً من العدوان الإسرائيلي الشامل، المدمر، والحصار الطويل منذ عقود، والخذلان العربي، يستمرون في عملياتهم المنكِّلة بالعدو الإسرائيلي.
كتائب القسام نفَّذت في هذا الأسبوع أكثر من عشر عمليات منكِّلة بالعدو، متنوعة:
منها الاشتباك المباشر من مسافة الصفر. منها تدمير آليات للعدو الإسرائيلي. منها قصف للمغتصبات في ما يسمى بغلاف غزة.من العمليات النوعية لكتائب القسام في هذا الأسبوع: الاستهداف لمروحية أباتشي بصاروخ وسط قطاع غزة.
عمليات أيضاً لسرايا القدس، التي تنوَّعت ما بين تفجير عبوات ناسفة، واشتباك مباشر، وقصف صاروخي لمغتصب [سديروت]، تسببت في أضرار، وفزع كبير في وسط المغتصبين الصهاينة.
هناك أيضاً عمليات في الضفة الغربية، منها: عملية بطولية شرق قلقيلية، ألحقت خسائر قتلى وجرحى في صفوف العدو.
هذه العمليات الجهادية البطولية، هي التي أعاقت العدو الإسرائيلي عن تنفيذ أهدافه، بدءاً بأهدافه في قطاع غزة، ما الذي يريده العدو الإسرائيلي حتى ما قبل كل هذه الجولة من التصعيد في قطاع غزة؟ يريد أن يسيطر عليها بشكلٍ كامل، في الضفة كذلك، في البلدان العربية المجاورة الأخرى كذلك، ويمتد إلى ما هو أكثر، هذا ما ينشده العدو الإسرائيلي ويسعى له، لكن تمثل هذه العمليات، وهذا الصمود العظيم، أكبر عائق أمام العدو الإسرائيلي.
فواجب المسلمين أن يدعموا بكل أشكال الدعم هؤلاء المجاهدين في قطاع غزة، وفي فلسطين، أن يقفوا مع القضية الفلسطينية وقفةً جادة، هذا لمصلحتهم، والأمة تتحمل مسؤولية كبيرة تتعاظم، وتتعاظم تبعات التفريط فيها، كلما طال أمد الإجرام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
تلك المأساة الكبيرة والمظلومية، التي لا مثيل لها، لا يعفي العرب تنصُّلهم عن المسؤولية في تحمُّل التبعات، والآثام، والعواقب الخطيرة في الدنيا والآخرة، ويوم القيامة، كلما تنصَّلوا عن المسؤولية، وتجاهلوا؛ لا يفيدهم ذلك.
الوعيد الإلهي حتى في الدنيا، {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة:24]، والحالة الخطيرة عندما يصبح العدو فيها مسلَّطاً على أنظمة وعلى شعوب تخاذلت، وفرَّطت في مسؤولياتها.
الأمريكي، كان هناك تصريحات لـ [ترامب] في هذا الأسبوع: بفتح أبواب الجحيم، إذا لم يتم الإفراج عن أسرى العدو الإسرائيلي قبل وصوله إلى البيت الأبيض، طبعاً هو تصريح طغيان، وتكبر، وعنجهية، وغطرسة، وهكذا هو السلوك الأمريكي: سلوك استكبار، سلوك طغيان، وكذلك غطرسة على المستضعفين وعلى الشعوب الأخرى، ولكنه لن يكسر من إرادة الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
الأمريكي يعرف، ويعرف غيره، وحتى الإسرائيليون يعرفون أيضاً، أنَّ المتعنِّت في كل جولات التفاوض فيما يتعلَّق بتبادل الأسرى، ووقف العدوان على غزة، وإنهاء المشكلة هناك، أو المواجهة في هذه الجولة، هو: الإسرائيلي، وهو المجرم [نتنياهو] بالدرجة الأولى، حتى المظاهرات التي تخرج في يافا المحتلة وفي غيرها، من قِبَل الإسرائيليين أنفسهم، وتصريحات الكثير من الشخصيات الإسرائيلية، هي تصرِّح بأنَّ التعنُّت هو من قِبَل [نتنياهو]، وهذه مسألة معروفة.
حركة حماس قدَّمت مرونةً كبيرة في كل جولات التفاوض، وأسقطت كل الذرائع والتبريرات لدى الأمريكي والإسرائيلي، وقدَّمت تنازلات كبيرة في هذا السياق، لكن دون مستوى التفريط بقطاع غزة، وبالشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لكن تنازلات كبيرة جداً، ومرونة واسعة، وبقي التعنُّت من قِبَل المجرم [نتنياهو]، الأمريكي يعرف ذلك.
فيما يتعلَّق بجبهة الإسناد في يمن الإيمان والحكمة والجهاد:
العمليات العسكرية أولاً:استمرت هذا الأسبوع بالاستهداف بالصواريخ الفرط صوتية، والطائرات المسيَّرة، لأهداف تابعة للعدو الإسرائيلي في عمق فلسطين المحتلة، إلى يافا المحتلة، وإلى عسقلان المحتلة أيضاً، حيث تم استهداف محطة كهرباء فرعية شرقي يافا المحتلة، والثانية محطة كهرباء [أوروت رابين] جنوب حيفا المحتلة، وكذلك عمليات متعددة بالطائرات المسيَّرة.
هناك تأثير كبير للعمليات التي ينفِّذها بلدنا:
أولاً: في حالة الرعب، القلق والهلع، الحالة النفسية، والحرب النفسية، والصدمة النفسية ضد العدو الإسرائيلي، وهذه حالة واضحة فيما يتعلَّق بالمغتصبين في يافا وغيرها، تتسع الدائرة لحالة الهلع، والفزع، والرعب الشديد، والقلق، والاضطراب الكبير، مع دوي صفارات الإنذار في أكثر من (مائتين وأربع وثلاثين مدينة وبلدة من المغتصبات في فلسطين)، يعني: أكثر من نصف الصهاينة اليهود يهربون إلى الملاجئ، يقومون من على أسرَّة نومهم وفراش نومهم للهروب نحو الملاجئ، أكثر من نصف، أو ما يقارب نصف المغتصبين في فلسطين من اليهود الصهاينة. هناك أيضاً قلق كبير لدى العدو الإسرائيلي؛ نتيجةً لفشله في التصدي للصواريخ التي تطلقها القوات المسلَّحة اليمنية.العدو الإسرائيلي، وبحوزته أنظمة دفاع جوي متطوِّرة، ليست بحوزة غيره في المنطقة بكلها، وكثيرة، وطبقات متعددة، ولكنه يفشل في التصدي للصواريخ، ويفشل في إسقاطها، حتى في صاروخ فجر الجمعة، عندما زعم العدو الإسرائيلي أنَّه اعترضه، أظهرت مشاهد الفيديو وصوله بشكلٍ واضح، هذا الفشل يؤثِّر على العدو الإسرائيلي، يقلقه كثيراً، ويمثِّل مشكلةً عليه.
أيضاً لديه مشكلة في الصواريخ الاعتراضية: أولاً: في كلفتها المالية، البعض منها قيمة الصاروخ (أربعة مليون دولار)، ومشكلة في شظاياها؛ لأنه يضطر إلى إطلاق الكثير من الصواريخ في مناطق متعددة، وهذا حصل في مرَّات متكررة، يطلق في مناطق كثيرة الصواريخ الاعتراضية، التي تفشل، وتنفجر، وتتساقط شظاياها على نطاق واسع، في بعض الأحيان على مسافة ثمانين كيلو، تتساقط وتتناثر شظايا تلك الصواريخ، وتمثل مشكلةً بنفسها. هناك تأثير على العدو الإسرائيلي فيما يتعلَّق بحركة الطيران في مطار [بن غوريون]؛ لأنه يضطر إلى توقيف الرحلات أثناء العمليات، وهذا أثَّر على قرار الكثير من شركات النقل الجوي في العودة إلى الرحلات هناك. وهناك تأثير أيضاً على اقتصاده، وهذا شيءٌ واضحٌ ومعروف.هذا فيما يتعلق بالعدو الإسرائيلي.
في هذا الأسبوع أيضاً كان هناك اشتباك مع حاملة الطائرات الأمريكية [ترومان] هو الثالث، وهو السادس بشكلٍ عام للاشتباك مع حاملات الطائرات، وتزامن أيضاً للمرة الثالثة مع الترتيب الأمريكي لتنفيذ عمليات عدوانية كبيرة على بلدنا، تمَّ إفشالها بمعونة الله تعالى، الاستهداف كان بالصواريخ والطائرات المسيَّرة.
طبعاً برز في هذا الأسبوع إنجاز تكتيكي للأمريكيين عسكرياً، وهو ماذا؟ الإنجاز التكتيكي هو في تطوير عمليات الهروب سريعاً، أصبح لديهم مهارة في هذا بالنسبة لحاملة الطائرات [ترومان]، حيث هربت على الفور وبشكل سريع، وعادت على الفور أيضاً كل التشكيلات من الطائرات الحربية، التي كانت قد أقلعت من فوقها لتنفِّذ مهام عدوانية، عادت كذلك على الفور، وانعطفت وغيَّرت مسارها، وهربت باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر، طبعاً مثل هذه الإنجازات غير محبَّذة: الهروب السريع، والمغادرة على الفور.
طبعاً كان لدينا الكثير من التصريحات والاعترافات الإسرائيلية والأمريكية، لكن لا نريد أن نطيل في الكلمة أكثر، وسنترك مهمتها للإخوة في وسائل الإعلام؛ لأنها كثيرة.
فيما يتعلَّق بالتأثير على الوضع الاقتصادي على العدو الإسرائيلي، وهو تأثير مهم، وتحدثنا عنه في كلمات كثيرة، لكن من المهم أن نلفت النظر إلى أنَّه في هذا الشهر، ومع هذا العام الميلادي الجديد، اتَّجه العدو الإسرائيلي مرغماً- بفعل العمليات التي أسهمت إسهاماً كبيراً في البحر، والاستهداف له إلى العمق، والتأثير في موقف الحرب على وضعه الاقتصادي- إلى رفع الأسعار بشكل كبير، يعني: هناك في التوصيفات الإعلامية الإسرائيلية لارتفاع الأسعار عندهم، بأنه [تسونامي]، [تسونامي] ارتفاع الأسعار في مختلف السِّلع والخدمات العامة، وهذا له تأثير- كما يقولون في وسائل الإعلام الإسرائيلية- على كل أسرة من المغتصبين الصهاينة.
هناك استمرار في الهجرة العكسية، غادر خلال العام أربعة وعشرين أكثر من (اثنين وثمانين ألف مغتصب)، هناك إفلاس للشركات الاقتصادية، إغلاق (خمسين ألف شركة) خلال العام أربعة وعشرين، هذا فيما يتعلَّق بالوضع الإسرائيلي.
فيما يتعلَّق أيضاً بجانب آخر من جوانب المواجهة: كان هناك إنجاز أمني في هذا الأسبوع، وهو: اعتقال شبكة تجسس بريطانية، هذا الإنجاز الأمني مهم، والحمد لله هناك إنجازات أمنية كثيرة، وفي المقابل هناك فشل كبير للأعداء فيما يتعلَّق بالجانب الأمني، والميدان الأمني ميدان مهم جداً، الأعداء يحاولون الاستهداف للشعب اليمني بكل أشكال الاستهداف: عسكرياً، وأمنياً، واقتصادياً، وسياسياً، وإعلامياً، وها نحن نجد بكل وضوح- بفضل الله تعالى، وعونه، ونصره، وتوفيقه- أنَّهم يفشلون في كل المجالات إلى حدٍ كبير، وأنَّ هناك صموداً، وثباتاً، وتماسكاً، ونجاحاً يتحقق لشعبنا العزيز.
فيما يتعلَّق بالأنشطة الشعبية: هناك أنشطة متنوعة:في مقدِّمة هذه الأنشطة ومن أهمها: الوقفات القبلية على نطاق واسع، وتميزت بالحضور القوي، تخرج قبائل اليمن العزيزة، الأبيَّة، الوفيَّة، بسلاحها، وهي تمتلك أنواع من السلاح، من السلاح المهم، قبائل اليمن مسلَّحة بكلها، تخرج بسلاحها، برجالها، تعبِّر عن الموقف الجاد والصادق، في الثبات على نصرة الشعب الفلسطيني، والموقف تجاه أي مستوى من التصعيد يستهدف بلدنا، ويتَّضح قوة الموقف:
سواءً في مستوى هذه الوقفات وزخمها في مختلف المحافظات، وما يحمله أبناء شعبنا العزيز في قبائله الحُرَّة، العزيزة، الوفيَّة، الأبيَّة، من قيم إيمانية، وشجاعة، وصمود، وثبات، وعِزَّة، وإباء، وإمكانات قتالية، ومهارة قتالية. تبرز أيضاً الكلمات القوية، البيانات القوية، الصريحة، الواضحة، وبحمد الله تعالى قبائل اليمن هي قوة عسكرية جاهزة، قوة عسكرية جاهزة، تمتلك المهارة القتالية، الخبرة القتالية، وهي العمود الفقري للمجتمع اليمني، تمثل النَّواة الصلبة المتماسكة في كل الظروف والمراحل.هناك أيضاً أنشطة التعبئة في التدريب، وبلغت مخرجاته أكثر من (ثمانمائة ألف متدرب)، وإذا أضفنا إلى هذا الرقم القوة النظامية، التي حظيت بتدريب بمستويات أكبر، ومن حظوا بالتدريب، فهذا يفوق عدد المليون بكثير، بكثير.
هناك أيضاً الندوات، الوقفات، الأمسيات، التي هي بمئات الآلاف، في إطار نشاط مكثف توعوي وتعبوي؛ ولـذلك فشعبنا على مستوى الوعي، والبصيرة، وقوة الموقف، والروح المعنوية الإيمانية، على مستوى عالٍ، وفي جهوزية عالية وكبيرة بحمد الله تعالى.
فيما يتعلَّق بالمظاهرات والخروج المليوني الأسبوعي: قبل أن نتحدث عن خروج شعبنا، نوجز الحديث عن التظاهرات التي خرجت في بلدان كثيرة من العالم، في خمسة عشرة دولة، لكن على مستوى العالم العربي حالات نادرة جداً، لكن في شعبنا العزيز خروج الشعب اليمني بزخم هائل جداً، خروج مليوني بكل ما تعنيه الكلمة، وبشكلٍ مستمر في كل أسبوع بتوفيق الله تعالى، في الأسبوع الماضي في المناسبة المباركة والمقدَّسة: (جمعة رجب)، كان الخروج هائلاً، وعظيماً، ومشرِّفاً، وكبيراً، يرفع الرأس، ويبيِّض الوجه لهذا الشعب يوم يلقى رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" في يوم القيامة، كان الخروج في (سبعمائة وسبع وخمسين ساحة)، خروجاً لا مثيل له أبداً، خروجاً عظيماً ومشرِّفاً.
في جمعة رجب جدَّد شعبنا العزيز العهد لرسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، بالثبات والاستمرار في حمل راية الإسلام والجهاد، امتداداً للنهج الإيماني، والموقف الإيماني، الذي كان عليه الآباء والأجداد الأوائل، الذين نصروا رسول الله، وحملوا معه راية الإسلام، يوم تنصَّلت عن ذلك كل القبائل والبلدان العربية.
شعبنا العزيز بمصداق انتمائه الإيماني، المتجسِّد في موقفه، في ثباته، في نصرته، في قيمه، في تمسُّكه بالحق، في شجاعته وعزته الإيمانية، هو يؤكِّد استمراريته ومواصلته في هذا الطريق، بثقةٍ بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
موقف شعبنا العزيز، وخروجه المليون الأسبوعي، وتكامله مع الموقف الرسمي، مع العمليات العسكرية، مع كل الأنشطة والتحرُّك في كل المجالات، قدَّم صورةً رائعةً جداً عمَّا ينبغي أن تكون عليه كل البلدان العربية، وأيضاً مثَّل ذلك خيبة أمل كبيرة للأعداء، ينظرون إلى ساحة داخلية قوية، محصَّنة، متماسكة، ثابتة، مستمرة، يصعب على الأعداء اختراقها، أو التأثير فيها، وخيبة أمل الأعداء كبيرة تجاه ذلك.
كان لا يزال لدينا الكثير من الكلام، لكننا نختصر.
وأدعو شعبنا العزيز، شعب الإباء والوفاء، شعب الحكمة والعزة، شعب الثبات والإيمان، إلى الخروج المليوني يوم الغد إن شاء الله، في العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات والمديريات، وفق الترتيبات المعتمدة.
نحن في مرحلة مهمة جداً، الخروج الواسع فيها له أهميته الكبيرة، وله أجره العظيم عند الله، هذا جزءٌ من جهادنا، الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قال في القرآن الكريم: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[التوبة:120-121]، حتى في الخطوة الواحدة هناك أجر، هناك ثواب، هناك فضيلة.
أيضاً هناك دور يستحق الإشادة والتقدير، هو: ما يقوم به الذين يمتلكون وسائل النقل، أصحاب السيارات والباصات، من نقلٍ للجماهير إلى أماكن المظاهرات والمسيرات، هذا عملٌ عظيم، عملٌ صالح، يشكرون عليه، أسأل الله أن يكتب أجرهم، وأن يبارك فيهم.
أدعو الجميع للحضور الواسع يوم الغد إن شاء الله.
نَسْأَلُ اللهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم جَمِيْعاً لِمَا يُرْضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ ينصرنا بنصره، وأَن يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعبِ الفِلَسْطِينِيّ المَظْلُوم، وَمُجَاهِدِيه الأَعِزَّاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 09 رجب 1446هـ 09 يناير 2025م
pic.twitter.com/BNYt2VKgyZ