الصدأ الذكي.. فريق ألماني يطور تقنية جديدة لتنقية المياه من عدة ملوثات
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
عادة ما يؤدي صب بقع الصدأ في الماء إلى جعله أكثر اتساخا، لكن فريقا من الباحثين طور جزيئات نانوية من أكسيد الحديد أطلق عليها اسم "الصدأ الذكي"، تجعل الماء أكثر نظافة.
يمكن أن يجذب الصدأ الذكي العديد من المواد، بما في ذلك الزيت واللدائن الدقيقة والنانوية، بالإضافة إلى مبيدات الأعشاب المعروفة باسم غليفوسات، ونظرا إلى أن جسيمات الصدأ الذكي النانوية تكون مغناطيسية، فيمكن إزالتها بسهولة من الماء باستخدام المغناطيس جنبا إلى جنب مع الملوثات.
وقد أفاد الفريق البحثي من "جامعة فريدريش ألكسندر إرلانغن نورنبرغ" الألمانية في الاجتماع الخريفي للجمعية الكيميائية الأميركية المنعقد حاليا في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا أنهم قاموا بتعديل جزيئات "الصدأ الذكي" لجعلها قادرة على احتجاز هرمونات الأستروجين التي من المحتمل أن تكون ضارة للحياة المائية.
خصائص الصدأ الذكييقول الدكتور ماركوس هاليك -الباحث الرئيسي في المشروع- في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" إن هذا "الصدأ الذكي رخيص وغير سام وقابل لإعادة التدوير"، وأضاف "استخدمناه لإزالة جميع أنواع الملوثات، مما يدل على إمكانية استثمار هذه التقنية لتحسين معالجة المياه بشكل كبير".
لسنوات عديدة، كان الفريق البحثي الذي يقوده هاليك يبحث عن طرق صديقة للبيئة لإزالة الملوثات من المياه، واستخدموا جزيئات أكسيد الحديد النانوية الفائقة المغنطة، بحيث تنجذب إلى المغناطيسات ولكن ليس إلى بعضها البعض، ومن ثم لا تتكتل جزيئاتها.
لجعلها "ذكية"، طور الفريق تقنية لربط جزيئات حمض الفوسفونيك على كريات بحجم النانومتر. يقول هاليك "بعد أن نضيف طبقة من الجزيئات إلى نوى أكسيد الحديد، تبدو مثل الشعيرات الخارجة من أسطح تلك الجسيمات. بعد ذلك، ومن خلال تغيير ما يرتبط بالجانب الآخر من الأحماض الفوسفونية، يمكن للباحثين ضبط خصائص أسطح الجسيمات النانوية لامتصاص أنواع مختلفة من الملوثات بقوة".
كانت الإصدارات المبكرة من الصدأ الذكي تحبس الزيت الخام من المياه التي تم جمعها من البحر الأبيض المتوسط، والغليفوسات من مياه البركة القريبة من الجامعة. بالإضافة إلى ذلك، أظهر الفريق أن "الصدأ الذكي" يمكنه إزالة البلاستيك النانوي والدقيق المضاف إلى عينات المختبر ومياه الأنهار.
وقد أراد عضو الفريق، طالب الدراسات العليا "لوكاس مولر" معرفة ما إذا كان بإمكانه تعديل جسيمات الصدأ النانوية لجذب الملوثات النزرة، مثل الهرمونات.
فعندما يتم إفراز بعض هرمونات الجسم البشري، يتم ضخها في مياه الصرف الصحي وتدخل في نهاية المطاف إلى المجاري المائية. الأستروجين الطبيعي والاصطناعي هو أحد هذه المجموعات من الهرمونات، وتشمل المصادر الرئيسية لها النفايات من البشر والماشية. يقول مولر إن كميات هرمون الأستروجين منخفضة جدًا في البيئة، لذلك يصعب إزالتها.
مع ذلك، فقد ثبت أن هذه المستويات تؤثر على عملية التمثيل الغذائي وتكاثر بعض النباتات والحيوانات، على الرغم من أن تأثيرات المستويات المنخفضة من هذه المركبات على البشر على مدى فترات طويلة غير معروفة تمامًا.
يقول مولر "بدأت بنوع الأستروجين الأكثر شيوعًا، وهو الإستراديول، ثم أربعة مشتقات أخرى تشترك في هياكل جزيئية متشابهة". تحتوي جزيئات الأستروجين على جسم ستيرويد ضخم وأجزاء ذات شحنات سالبة طفيفة.
ولاستغلالِ كلتا الخاصيتين، طلى الباحث جزيئات أكسيد الحديد النانوية بمجموعتين من المركبات: واحدة طويلة والأخرى موجبة الشحنة. نظم الجزيئان نفسيهما على سطح الجسيمات النانوية، وبنيا مليارات من "الجيوب" التي تجذب الإستراديول وتحبسه في مكانه.
ونظرًا إلى أن تلك الجيوب غير مرئية للعين المجردة، فقد استخدم مولر أدوات عالية التقنية للتحقق من وجود جيوب محاصرة للأستروجين، وتُظهر النتائج الأولية قدرة جزيئات "الصدأ الذكي" المعالجة بهذه الطريقة على الاستخراج الفعال للهرمونات من عينات المختبر.
لكن الباحثين بحاجة إلى النظر في تجارب إضافية من التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي النووي. يوضح مولر "نحاول استخدام قطع أحجية مختلفة لفهم كيفية تجمع الجزيئات فعليا على سطح الجسيمات النانوية".
في المستقبل، سوف يختبر الفريق هذه الجسيمات على عينات مياه حقيقية ويحدد عدد المرات التي يمكن إعادة استخدامها فيها. نظرًا إلى أن كل جسيم نانوي يحتوي على مساحة سطح عالية مع وجود الكثير من الجيوب.
يقول الباحثون إن جسيمات "الصدأ الذكي" المعالجة بهذه الطريقة قادرة على إزالة هرمون الأستروجين من عينات المياه المتعددة، بمعنى أنه يمكن استخدامها عدة مرات وليس مرة واحدة، ومن ثم تقل تكلفة التنظيف، ويخلص هاليك إلى أنه من خلال إعادة تدوير هذه الجسيمات بشكل متكرر، يمكن أن يصبح تأثير المواد الضارة في المياه المعالجة بهذه الطريقة ضئيلًا للغاية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
علماء روس يطورون تقنية فريدة صديقة للبيئة لإنتاج مواد خام من الفحم
ابتكر علماء روس بالتعاون مع زملائهم من الصين ومنغوليا، تقنية فريدة تتيح معالجة الفحم بشكل شبه كامل وتحويله إلى مواد خام عالية القيمة للصناعات الكيميائية.
طريقة للمعالجة العميقة للفحمووفقًا لما نشرته شبكة «TV BRICS»، الإعلامية الدولية، الشريك الإعلامي لـ «صدى البلد» نقلاً عن موقع أكاديمية العلوم الروسية، اقترح باحثون من مركز كراسنويارسك العلمي التابع لفرع الأكاديمية بسيبيريا وشركاء دوليون، طريقة للمعالجة العميقة للفحم.
هيدروكربونات عطريةويقوم هذا الأسلوب على تحويل الوقود الصلب إلى هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات وراتنجات، وهي مكونات رئيسية لإنتاج ألياف الكربون وفحم الكوك والأقطاب الكهربائية وغيرها من المواد عالية التقنية.
ويتميز المنتج النهائي بأن مستوى مادة بنزوبيرين [أ] المسرطنة فيه أقل بكثير مما هو عليه في قطران الفحم الحجري التقليدي.
قمة بريكس تدعو لإطلاق مشاريع علمية وتعزيز التعددية وحوكمة الذكاء الاصطناعي
بريكس تتحدى الدولار.. نصف سكان العالم يرسمون خريطة اقتصادية جديدة ومصر في قلب التحول
وتكمن فكرة هذه الطريقة في إذابة الفحم في سوائل خاصة، مثل قطران الفحم الحجري أو الديزل أو خليط منهما، وعند درجة حرارة تبلغ نحو 380 درجة مئوية، يتفكك الفحم لينتج مُرَكَّزًا من الهيدروكربونات ذات درجة عالية من العطرية. وكلما ارتفع هذا المؤشر، زادت المقاومة الحرارية والثبات الكيميائي للمادة الناتجة، وهي خصائص بالغة الأهمية لصناعة المواد المركبة الحديثة.
من جانبه، قال دكتور العلوم الكيميائية والباحث الرائد في معهد الكيمياء وتقنياتها التابع لفرع سيبيريا لأكاديمية العلوم الروسية، بيوتر كوزنيتسوف: «تعمل تقنيتنا دون محفزات أو هيدروجين، وفي ظل ظروف معتدلة، وتسمح بمعالجة الفحم بشكل شبه كامل، وهذا يجعلها واعدة كبديل لجزء من المواد الخام النفطية، ولتطوير إنتاج أكثر نظافة للمواد الكربونية».
ووفقًا للعلماء، فإن الميزة الرئيسية لهذه التقنية تكمن في سلامتها البيئية، حيث ينخفض مستوى المواد المسرطنة بفضل ظروف المعالجة المعتدلة وفترة الإذابة الطويلة، في حين لا تتجاوز كمية النفايات 8%.
تعاون وتبادل إعلاميوكانت شبكة «صدى البلد» الإعلامية، قد وقعت نهاية العام الماضي، اتفاقية تعاون وتبادل إعلامي مع شبكة «TV BRICS» الإعلامية الدولية، لتعزيز مكانة وحضور مصر في فضاء الإعلام الدولي خصوصاً في دول بريكس وبريكس+، واطلاع الجمهور في دول بريكس على أحدث الإنجازات في المجالات العلمية الثقافية والاقتصادية في مصر دول بريكس الأخرى.