تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

خلال اللقاء الأول من سلسلة الصالونات السياسية التي نظمها حزب الإصلاح والنهضة تحت عنوان “من الناخب إلى النائب: ماذا ينتظر المصريون من البرلمان القادم”، استعرض النائب علاء مصطفى، عضو مجلس الشيوخ ومساعد رئيس حزب الإصلاح والنهضة، رؤيته حول مواصفات النائب المثالي ودور الأحزاب السياسية في دعم العملية الديمقراطية.

أكد مصطفى أن الوصول إلى حياة سياسية ناضجة هو نتيجة تراكمية لممارسات واعية تبدأ من العمل العام والأنشطة الطلابية في الجامعات وغيرها، مشيرًا إلى أهمية هذه الممارسات في بناء كوادر قادرة على تحمل المسؤولية. وأضاف أن حزب الإصلاح والنهضة يضع على عاتقه مهمة صناعة رجال الدولة من خلال تقديم نموذج حقيقي عبر الأداء الفعّال لنواب الحزب في البرلمان، والذين يمثلون هذا النموذج بشكل واضح.

وأوضح أن النائب المثالي يجب أن يوازن بين أدواره الخدمية والتشريعية والرقابية، بالإضافة إلى اقتراح السياسات وإجراء الدراسات التي تسهم في حل مشكلات المواطنين. وشدد على أهمية أن يكون النائب قادرًا على إدارة ملفاته بشكل قوي، بما يمكنه من التواصل الفعّال مع مؤسسات الدولة، وتقديم مقترحات مستندة إلى فهم واقعي ودقيق للظروف الحالية.

وأشار مصطفى  إلى أن أحد أهم صفات النائب الناجح هي امتلاكه لرؤية مستقبلية واضحة دون أن يكون منفصلًا عن الواقع الذي يعيشه المواطن. وأكد أن دور النائب يشبه الميكروفون الذي يكبر صوت المواطن ويعيد صياغة مطالبه وأفكاره بشكل يتناسب مع آليات العمل التشريعي والتنفيذي، بما يحقق الفائدة القصوى للمجتمع.

وشدد مصطفى على أن دور الأحزاب السياسية لا يجب أن يقتصر على إعداد مرشحين للبرلمان فقط، بل يمتد إلى إعداد كوادر مؤهلة لخدمة الدولة ككل. وأضاف أن حزب الإصلاح والنهضة يعمل بجدية على تدريب الكوادر وبناء قيادات قادرة على تقديم أداء سياسي متميز يعكس تطلعات المواطنين.

اللقاء الأول من صالونات حزب الإصلاح والنهضة سلط الضوء على دور النواب في تحقيق التوازن بين مطالب الشارع ومهامهم البرلمانية، ودور الأحزاب في إعداد أجيال من الكوادر القادرة على دعم الاستقرار السياسي والعمل على تحقيق تنمية شاملة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الديمقراطية ل التشريعي والتنفيذي حزب الإصلاح والنهضة

إقرأ أيضاً:

تحت ظلال الكافور: حكايات من زمن الإصلاح والحرية.. .ونبش قبور الكبار!

في ظهيرة صيفية من سبعينيات القرن الماضي، كنا نحن الفتية نجلس تحت ظلال أشجار الكافور والجزروين على ضفاف ترعة الزيني. كان الهواء حارًا، لكنه مشبع برائحة الأرض، وصوت المياه يهمس في خلفية المشهد.هناك، بين الترعة والحقل، كان الفلاحون والنساء والأطفال يشكّلون فرق العونة، يعملون بجدّ في جمع لطع إصابة ورق شجر القطن، كما لو أنهم يقتطفون التعب من وجه الأرض.

وسط هذا الحشد، بدأ رجل طاعن في السن حديثه كمن يفتح نافذة على ماضٍ منسي. تحدّث عن أيام ما قبل ثورة يوليو، عن المعاناة تحت سلطة الخاصة الملكية، عن الناظر الذي كان يستبيح كرامات النساء، ويعامل الفلاحين كعبيد في أرض لا يملكون منها شيئًا سوى العرق. كانت الأراضي تمتد من الترعة الجبّادة إلى المصرف، بطول أقل من كيلومتر، لكنها كانت بعيدة المنال لمن يزرعها.

توسّع الحديث، ودخلت النساء على الخط، يشكين من جبروت تلك المرحلة، من ظلم لا يُنسى، ومن ذكريات تخدش الروح. وفجأة قال أحد الرجال:

ـ "يا أحمد، فاكر كانوا بيقولوا عليك إيه؟"

أجابه مبتسمًا:

ـ "أبو عرّائه!"

وضحك وهو يقول:

ـ "كويس إن العرّاءة كانت موجودة، أنا كنت بأحمد ربنا إني بلاقيها".

تداخلت الحكايات، تشابكت مثل غصون الكافور، وتحوّلت الجلسة إلى أرشيف حي ينبض بالذكريات عن فرحة توزيع الأراضي بعد الثورة، حين شعر الناس لأول مرة بأنهم ملاك لا عبيد.لكن الزمن دار دورته، وها هم الأحفاد اليوم يلعنون قانون الإصلاح الزراعي، ويهينون ذكرى عبد الناصر الذي حرر أجدادهم من القهر.

الطريف ـ وربما المحزن ـ أن حفيد "أبو عرّائه" يقود اليوم حملة على شبكات التواصل الاجتماعي في كل مناسبة، يرتدي زيّ النبلاء، ويتحدث بلغة السادة، مدّعيًا أن عبد الناصر "سلبهم" أرضهم. والحقيقة أن الأرض التي ورثها أصبحت جزءًا من الحيز العمراني، وجعلته من طبقة الأثرياء. وهناك أيضًا من يوهمون أنفسهم أن آباءهم كانوا من الأعيان قبل الثورة، وأن عبد الناصر "استولى" على أملاكهم. لكن التاريخ لا يكذب. قانون الإصلاح الزراعي لعام 1952 حدد الحد الأقصى للملكية بـ200 فدان، ثم 100، ثم 50 فدانًا. فأين هي أراضيكم؟!

الحقيقة أن آباءكم كانوا "خُوَل زراعة"، مزارعين يعملون لدى الخاصة الملكية أو الأوقاف، لا يملكون سوى جهدهم. ويحضرني هنا مثال "هارييت توبمان"، الناشطة الأمريكية التي هربت من العبودية، وقادت عشرات المهمات لتحرير مئات العبيد عبر "السكك الحديدية السرية"، وفي الحرب الأهلية شاركت في عمليات حرّرت أكثر من 700 شخص. لم تكن توبمان مجرد محررة، بل رمزًا لمقاومة النسيان والجحود.

وكذلك كان الإصلاح الزراعي في مصر: لحظة تحرر من استعباد طويل، لكن التاريخ كما نعلم يُكتبه الأقوياء ويمسحه الورثة الجاحدون حين تغريهم المكاسب.

ولأننا في زمن "النكوص"، ظهر من ينبش القبور ويطلق تصفيات حسابية ضد رجل مات منذ أكثر من نصف قرن. عبد الناصر ليس نبيًا ولا قديسًا، بل زعيم خاض تجربة وحلم، نستدعيه كلما عصفت بالأمة أزمة. مات في أيلول الأسود وهو يسعى لحقن الدماء. هل تعرفون ماذا تعني أيلول الأسود؟ هل قرأتم تاريخ مبادرة "روجرز" التي حاول من خلالها تهدئة الجبهة لبناء حائط الصواريخ؟

هل قرأتم أن من خان مشروع حائط الصواريخ كان المقدم "فاروق عبد الحميد الفقي"، من أبناء الطبقة الرجعية الإقطاعية؟

هل تتذكرون "كمشيش"؟ هل قرأتم وثائق اختراق الموساد للقمم العربية وتسجيلات الزعماء.. ؟

تتحدثون عن شريط مسرّب، تم اجتزاؤه لغرض مشبوه، وتسريبٌ خُطط له بعناية في دهاليز غرف مغلقة، لأنهم يعرفون أن جهل البعض سيحوّل المقطع إلى مادة للسخرية والتشويه. فلماذا تم تسريب هذا الشريط الآن؟ ومن المستفيد؟ ولماذا لا تُسرّب أشرطة الصفقات المعاصرة؟ أو أرشيفات التطبيع؟ أو وثائق تهريب الثروات؟

عبد الناصر لم يكن معصومًا، لكنه لم يكن خائنًا. لم يمت غارقًا في أرصدة أو قصور. فماذا قدمتم أنتم؟ وأين مشاريعكم؟ قرار الحرب لم يكن نزهة تكتب على مقاهي فيسبوك، ومَن يعرف السياسة يدرك أن الهزيمة لا تمحو شرعية المشروع، بل تكشف من خان.

ليست من شهامة الرجال نبش القبور. ليست بطولة أن تلعنوا مَن أعاد للناس كرامتهم، تحت أجهزة التكييف.. .ومن خلف شاشات الجهل.

تبقى الحكايات، مثل تلك التي سمعناها يومًا تحت شجرة الكافور، شاهدة على زمن حاول أن يعيد للناس حقّهم، قبل أن يُدفن هو في تراب وطنٍ لا يعرف كيف يصون ذاكرته.

وسوف يظل اسم عبد الناصر أطول من عمره، وسيظل هو الحاضر الغائب، المتدفق من كل نقطة ماء، من قلب السد العالي حتى المصب. سيظل "جمال السد العالي" شاهدًا وشامخًا، في وجه كل من يحاول العبث بالنهر الخالد.، ، !

محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث مصري في الشأن الجيوسياسي

مقالات مشابهة

  • تحت ظلال الكافور: حكايات من زمن الإصلاح والحرية.. .ونبش قبور الكبار!
  • قطع المياه عن مدينة موط بالوادي الجديد
  • النقابة تُشدد قبضتها.. مصطفى كامل يُوجه تحذيرات صارمة للمطربين الشعبيين وحمو بيكا في مرمى النيران
  • «مصطفى بكري»: إذا لم يصدر قانون الإيجار القديم بشكل متوازن ستحدث أزمة اجتماعية كبيرة.. فيديو
  • «مصطفى بكري» يتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد من حاولوا استغلال قضية الطفل ياسين طائفيا
  • مايا مرسي تبحث مع وزير الأسرة السنغافوري تبادل الخبرات ودور مصر تجاه غزة
  • هزاع بن زايد: الاستثمار في التعليم ركيزة أساسية لبناء الإنسان
  • العليمي لقيادة الأحزاب: المرحلة تقتضي توحيد الصفوف وتعزيز الشراكة لإستعادة الدولة
  • مصطفى سالمان: مصر تواصل دفاعها عن فلسطين عبر أدوات القانون الدولي
  • ناجي عيسى يبحث مع السفير التركي تسوية خطابات الضمان منذ 2011 ودور أنقرة في إعمار ليبيا