حلب– تعهد المهندس محمد البشير رئيس حكومة الإنقاذ السورية، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بأن تعمل حكومته على تقديم الخدمات الأساسية لأهالي حلب بشكل مستمر خلال الفترة القادمة، في ظل انقطاع طويل للكهرباء والماء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتمكنت المعارضة السورية من السيطرة على مدينة حلب كاملة بعد معارك مع الجيش السوري الذي انسحب سريعا باتجاه حماة، تاركا خلفه أزمات متعددة في المرافق والخدمات.

وقال البشير، للجزيرة نت، إنه "بعد تحرير مدينة حلب قمنا بحكومة الإنقاذ باستنفار جميع كوادرنا العاملة في المؤسسات من وزارات ومديريات عامة للدخول إلى مدينة حلب للمحافظة على سير الخدمات وتقديمها لأهلنا بحلب بشكل مستدام، وخاصة الخدمات الأساسية من خبز ومحروقات وغاز وصحة وضخ المياه".

المعارضة السورية سيطرت على مدينة حلب منذ أيام بعد معارك مع الجيش السوري (رويترز) إدارة تشاركية

وأوضح أن حكومته ستتسلم إدارة مدينة حلب فور انتهاء إدارة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة، من تأمين المدينة ونزع الألغام منها لإعادة تفعيل المؤسسات المدنية، وإعادة دورها في تقديم الخدمات للمناطق المحررة، وإعادة المهجرين من مدينة حلب إليها بعد تهجير قسم كبير منهم عام 2016.

وأشار رئيس حكومة الإنقاذ إلى أنه سوف يتم إدارة هذه المؤسسات والدوائر بالتشارك مع الموظفين الأساسين الذين طلب إليهم الالتحاق بالدوام على الفور لاستمرار تقديم الخدمات، لأن المؤسسات يجب أن تستمر قائلا "سوريا لنا جميعا ويد بيدا نبني سورية محررة بعيدا عن نظام الأسد".

وأوضح مستدركا أن "هناك معاناة كبيرة، لأن هذه المؤسسات متهالكة، فعلى سبيل المثال، يتم توصيل الكهرباء كل 30 ساعة لمدة ساعتين، بينما في إدلب تأتي على مدار الـ24 ساعة".

إعلان

ووجه البشير رسالة إلى أهالي مدينة حلب، قائلا إن "الخدمات ستصلهم كاملة بشكل متتابع، فأزمة الخبز ستحل خلال يومين فقط، وأيضا بالنسبة للمحروقات خلال هذا الأسبوع ستكون متوفرة على مدار الـ24 ساعة".

أما بالنسبة للكهرباء، فقد كشف رئيس الحكومة أن "هناك مشكلة بالشبكة، لأن النظام كان يتبع نظام التقنين، ولكن نعمل بكل جهد لتصبح الكهرباء مستدامة ولا تنقطع".

غلاء المواد الغذائية يعد أكبر معاناة يواجهها سكان حلب بعد سيطرة المعارضة عليها (الجزيرة) المعاناة في الغلاء

قالت المدرسة المتقاعدة، لينا النصر، للجزيرة نت إنها نزلت إلى السوق ووجدت نقصا في بعض المواد الغذائية وخاصة الخبز والكهرباء. وأشارت إلى أن المعاناة لديهم تتركز بشكل كبير في شح الكهرباء والغاز.

وأوضحت أنها تدفع مقابل التزود بالكهرباء من القطاع الخاص 450 ألف ليرة سورية شهريا، بينما راتبها التقاعدي 300 ألف ليرة. كما أن سعر أسطوانة الغاز الحر 450 ألف ليرة إن وجد، وقال إنه حتى اليوم لم يتم توزيع مادة المازوت لهم للتدفئة.

أما نادين، وهي مسيحية من سكان حلب، فرغم امتنانها لأنها لم تتعرض لأي مضايقات، وذهبت إلى الكنيسة وأدت الصلاة، فإنها قالت بحسرة "غدا لدينا عيد والناس تشتري مستلزمات العيد، أما أنا، فلا أملك المال للتجهيز، فمثلا سعر كيلو البندورة 15 ألفا"، مشددة على أن "كل ما نعاني منه هو غلاء الأسعار".

بدورها، قالت سلاف، وهي من سكان حي الأشرفية، للجزيرة نت، إن هناك خوفا كبيرا من صوت الانفجارات الذي يسمع بالمدينة، معبرة عن تمنياتها بأن يقف القصف وإطلاق الرصاص، لأن هذا يسبب ذعرا للأطفال والنساء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مدینة حلب

إقرأ أيضاً:

الأسطح الخضراء.. حل مستدام للتنمية الحضرية

إعداد: سومية سعد

للحكومات دور حاسم في التصدي لتحديات تغير المناخ وتحقيق الاستدامة، وتعمل الحكومات جاهدة في الآونة الأخيرة، على وضع استراتيجيات وسياسات فعالة للتكيف مع تغير المناخ والحدّ من انبعاثات الكربون والترويج لاستخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة. وتسعى إلى تعزيز التعاون بين الأطراف المختلفة محلياً وعالمياً، بما في ذلك الشراكة مع المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية. كما تؤدي دوراً في تحفيز البحث لتطوير تقنيات جديدة ومستدامة.

وهناك كثير من الاتفاقات والمبادرات الدولية التي تشجع على التعاون العالمي لمكافحة تغير المناخ، مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية عن تغير المناخ «UNFCCC»، واتفاق باريس، وغيرها من الاتفاقات التي تحقّق تحولاً جذرياً في الأسلوب الذي يتعامل مع قضايا تغير المناخ وطنياً وعالمياً.

حلول مناخية

واهتمت الدول بالبحث عن الحلول الجذرية للمناخ، ومنها الأسطح الخضراء، ونظراً لفوائده البيئية تبنّت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» التابعة لمنظمة الأمم المتحدة هذه الفكرة، وطبّقتها بالفعل في كثير من البلدان والمدن، ومنها تنفيذ فكرة الأسقف الخضراء في مدينة نيويورك، لجعل المدن مكاناً ملائماً للعيش والتخلص من الآثار المدمّرة للتلوث. وأصبحت زراعة أسطح الأبنية من المشاريع الضخمة التي تطبق في دولة الإمارات، حيث يعمل المشروع على خفض درجة الحرارة داخل البيوت والمباني التي تزرع أسطحها. كما تكمن أهميته في تقليل انبعاث الكربونات وتحسين البيئة الداخلية والهواء في المنزل أو المبنى، وتحسين صحة المجتمع.

والأسطح الخضراء، تقنية مبتكرة تجمع بين الهندسة المعمارية والبيئة، وتهدف إلى تحويل أسطح المباني إلى مساحات مزروعة بالنباتات.

جودة الهواء

تتميز الأسطح الخضراء بقدرتها على تحسين جودة الهواء، وخفض درجات الحرارة في المدن، وتقليل تأثير «الجزر الحرارية الحضرية». كذلك، تسهم في تحسين كفاءة الطاقة في المباني، حيث تعمل النباتات عازلاً طبيعياً للحرارة والبرودة.

وتعدّ الإمارات من الدول السبّاقة في استشراف أهمية البناء الأخضر، ومساهمته في استراتيجيات التنمية المستدامة، معتمدة منذ عام 2010 معايير البناء الأخضر والبناء المستدام، التي بدأ تطبيقها في المباني الحكومية مطلع 2011، ليُشرع بعدها بتطبيقها في جميع أنحاء البلاد. ويوفّر مشروع تحول المباني الحكومية لمبانٍ مستدامة نحو 10 مليارات درهم إماراتي بحلول عام 2030، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار30%.

وبينما يكتسب العالم فهماً شاملاً وواضحاً لتأثيرات ظاهرة التغير المناخي، ومعدل ارتفاع مستويات سطح البحر، تلتزم الدولة بالتقييم المستمر لتأثيرات سياساتها، لضمان تحديثها بشكل يتناسب مع التغيرات الطارئة، وحماية التطورات الساحلية، لتكون نموذجاً للتخطيط المستدام المتكامل، والإدارة الفعالة للتطوير والتنمية والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

أبوظبي

وتعزيزاً لاستراتيجيتها في تطبيق متطلبات البيئة والتنمية المستدامة، نفذت بلدية مدينة أبوظبي، التابعة لدائرة البلديات والنقل، مشروع الأسطح الخضراء في مبناها الرئيسي في شارع السلام بأبوظبي، لخلق بيئة عمل صحية لموظفيها، عبر تطبيق التقنيات الجديدة للاستدامة وتوسيع نطاق الأسطح الخضراء في المبنى.

ويهدف المشروع إلى نشر ثقافة الارتقاء بمعايير الاستدامة، وخلق بيئة عمل نموذجية آمنة مفعمة بالحيوية، تمنح الطاقة الإيجابية لموظفي البلدية، بشكل يرفع من معنوياتهم ويضاعف إنتاجية العمل، لتقديم خدمات راقية تتماشى مع كفاءات كوادر البلدية، وترفع رضا المتعاملين وسعادتهم.

ويعمل المشروع على زيادة الأسطح الخضراء، وتجميل الفراغات بمواد صديقة للبيئة، وزيادة جودة الهواء وتصفيته من الملوثات، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك تقلل درجة الحرارة بالمبنى، وتخفض استهلاك الطاقة. وتضمن المشروع زراعة نحو 1000 نبتة مختلفة ومتنوعة، تروى بالمياه الرمادية المعادة تنقيتها من المياه المستخدمة في مرافق مبنى البلدية، واستخدام مواد صديقة للبيئة لتقليل الانبعاثات الكربونية. كما تشغّل نظام التبريد بالرذاذ المائي، والإضاءة الموفرة للطاقة «LED» عبر الألواح الشمسية. ويسهم المشروع في تقليل استهلاك الطاقة وامتصاص الحرارة، وعدّ الأسطح الخضراء عازلاً حرارياً للمبني، وخفض نسبة انبعاث غازات الاحتباس الحراري وتلوث الهواء المرتبطة بزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، واستخدام تقنية التهوية الميكانيكية بتحويل الهواء الساخن إلى هواء بارد نقي، وتجميل المظهر الخارجي للمبنى باستخدام مواد مستدامة صديقة للبيئة.

دبي

طبّقت بلدية دبي مشروع الأسطح الخضراء ذات المردود الإيجابي البيئي الكبير على الأبنية وقاطنيها والمدينة بشكل عام، في إطار توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتبنّي معايير التنمية المستدامة التي تعدّ من أولويات اهتمامه ببناء دبي المستقبلي.

إن زراعة الأسقف والواجهات من عناصر ومتطلبات الأبنية الخضراء في جميع الأنظمة العالمية. كما أن زراعة الأسقف والواجهات متطلب بيئي عالمياً تطبّقه كثير من الدول، لما يحققه من فوائد كثيرة وأهمها خفض درجات حرارة المدن، وتقليل الأحمال الكهربائية التي تخفض نسبة الانبعاثات الكربونية.

وجربت بلدية دبي تنفيذ النظام على مبانيها الرئيسية التي أثبتت نجاحها بنسبة عالية، باستخدام المياه الناتجة عن أجهزة التكييف في ري النباتات، والمشروع يأتي تنفيذه تباعاً وتماشياً مع مشروع المباني الخضراء.

وأكدت بلدية دبي اهتمامها وحرصها على توفير بيئة نظيفة ومناسبة ضمن التوجه العام لتطبيق معايير المباني الخضراء في إمارة دبي، وسعيها لتحقيق الهدف الاستراتيجي برفع نصيب الفرد من الرقعة الخضراء إلى 13.5 متر مربع. مؤكدةً اعتزامها مضاعفة المساحات الخضراء في الإمارة، والتي وصلت إلى 51 مليون متر مربع، ويأتي هذا بالتوافق مع تحقيق مستهدفات المؤشر التنافسي العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة «مؤشر نصيب الفرد من المساحات الخضراء 15 متراً مربعاً». وأوضحت أن الأسطح الخضراء تقلل استهلاك الطاقة، حيث تحتاج إلى تبريد أقل في الصيف، ما تحتاج إليه المباني ذات الأسطح التقليدية، حيث تعدّ إحدى وسائل العزل الحراري المجدية التي إذا استخدمت على نطاق واسع، فإنها ستسهم في التصدي لظاهرة التراكم الحراري في البيئة المبنية.

حرارة الأرض

وأجمع عالمياً على أن السبب الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض، يعود إلى انبعاث الغازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية، والتطور الحضري المطّرد، واتساع المدن، ما يستدعي من واضعي السياسات التحرك العاجل لتخفيف عواقب ارتفاع الحرارة عالمياً، والتغلب عليه، من دون التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية والعدل الاجتماعي، حيث إن تصميم المباني بصورة أفضل والعمل على توفير الطاقة، يمكن أن يسهما في الحدّ من ارتفاع حرارة الأرض.

ويقول الخبير الزراعي مدحت حسين علي: تساعد الأسطح الخضراء على تقليل أحمال التدفئة والتبريد داخل المبنى.

مقالات مشابهة

  • رئيسة المفوضية الأوروبية تتعهد برد "حازم ومناسب" على رسوم ترامب الجمركية
  • مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية والدولية لتجسير الخدمات الأكاديمية
  • الكنيست يفشل في حجب الثقة عن حكومة نتنياهو.. والمعارضة تتهمه بالتخاذل
  • المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو "دفنت" محاولات تشكيل لجنة للتحقيق بأحداث 7 أكتوبر
  • علوش لـ سانا: تعمل كوادرنا في جميع المنافذ الحدودية للجمهورية العربية السورية بأقصى جهدها لضمان تقديم أفضل الخدمات لأهلنا السوريين العائدين إلى وطنهم، وكذلك لضيوفنا من الأشقاء العرب والأجانب الراغبين بزيارة سوريا
  • الكشف على 1400 مواطن في قافلة طبية مجانية بقرية السد في قليوب
  • شرطة الشارقة تبحث التعاون مع «بالحصا للبصريات»
  • الأسطح الخضراء.. حل مستدام للتنمية الحضرية
  • وزير العمل: نوفر طلبات للعمل في الخارج بشكل دوري ونبني جدار ثقة مع المؤسسات
  • إدارة الزمالك طلبت من جروس الاعتماد على كونراد ومنحه الفرصة بشكل كامل