مفاتيح الجغرافيا والنفوذ.. ماذا يعني سيطرة المعارضة على حماة وسط سوريا؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
بعد معارك ضارية، تمكنت فصائل المعارضة السورية من بسط سيطرتها على مدينة حماة وتمشيطها من قوات النظام والمليشيات الموالية له ضمن عملية "ردع العدوان" التي شكلة تحولا كبيرا في المشهد السوري.
ما المهم في الأمر؟
تعد حماة الواقعة في وسط الجغرافيا السورية من أهم المدن الاستراتيجية التي من شأن سيطرة المعارضة عليها أن تربك حسابات النظام بشدة وتميل كفة المواجهة العسكرية لصالح فصائل المعارضة.
وفي حين تعود أهمية حماة الاستراتيجية إلى موقعها الجغرافي، فإن السيطرة على المدينة تحمل قيمة رمزية عالية لكونها أولى المدن السورية التي انتفضت على نظام الأسد وتعرضت لمجزرة مروعة في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وفقدان أثر آلاف آخرين.
وبدخول مقاتلي "إدارة العمليات العسكرية" التي تضم فصائل معارضة أهمها "هيئة تحرير الشام"، تصبح حماة في قبضة المعارضة السورية لأول مرة منذ بدء الثورة عام 2011.
مفاتيح الجغرافيا
تقع حماة في وسط سوريا على ضفاف نهر العاصي الذي يمر عبر المدينة، وتعد واحدة من أهم المدن السورية من الناحية الجغرافية والتاريخية.
كما تقع على الطريق الدولي المعروف باسم "M5" وهو أحد أهم الطرق السريعة في سوريا الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب ويربط مدينة حلب في الشمال بمدينة دمشق في الجنوب مرورا بكل من حماة وحمص، ويعتبر شريانا رئيسيا للنقل البري في سوريا.
وتعتبر حماة عقدة الوصل بين العديد من المحافظات السورية بسبب موقعها الحيوي وسط الطريق الدولي "M5" في وسط البلاد، حيث يحدها من الشمال محافظة إدلب، ومن الشرق محافظة الرقة، ومن الجنوب محافظة حمص، ومن الغرب محافظة طرطوس.
وتبعد حماة حوالي 213 كيلومترًا إلى الشمال من العاصمة دمشق، وتعد البوابة الشمالية على ريف محافظة حمص، المدينة التي تصل بين العاصمة والساحل السوري.
ماذا يعني ذلك عسكريا؟
انطلاقا من موقع حماة الاستراتيجي، فإن السيطرة عليها تمنح الجهة المسيطرة نفوذا عسكريا واسعا كون يشكل تهديدا مباشرا للنظام، وهذه التهديد يمكن شرحه على النحو التالي:
تهديد للعمق الجنوبي: السيطرة على حماة تفتح الطريق أمام الفصائل المعارضة للتقدم نحو مدن رئيسية مثل حمص ودمشق، ما يهدد استقرار النظام في مناطق جنوب البلاد.
انكشاف خطوط الدفاع: تُعتبر حماة خط الدفاع الأساسي للنظام لحماية وسط وجنوب سوريا، وبالتالي فإن السيطرة عليها يعني ضعفا في خط الدفاع، ما يزيد من هشاشة الوضع العسكري للنظام.
التحكم في الطريق الدولي: أصبحت الفصائل المعارضة متحكمة في الطريق الدولي M5، الذي يعد من أهم طرق النقل الاستراتيجية في سوريا.
تعطيل خطوط الإمداد: السيطرة على حماة تقطع أيضا طرقا هامة بين المحافظات السورية مثل مثل طريق الرقة - حماة وحلب - حماة، ما يعوق قدرة النظام على تحريك قواته وتزويدها بالإمدادات العسكرية في الشمال.
انهيار "سوريا المفيدة"
أدت سيطرة المعارضة السورية على حماة إلى انهيار مشروع "سوريا المفيدة" الذي تحدث عنه بشار الأسد عام 2016 للإشارة إلى المناطق التي تمثل أهمية استراتيجية واقتصادية للنظام السوري.
وتشمل "سوريا المفيدة" التي يرى محللون أنها مشروع يهدف إلى تقسيم سوريا، مدن دمشق وحماة والساحل السوري وحمص. وقد روج النظام السوري لهذا المشروع لكونه يضم المدن الكبرى والمرافق الاقتصادية والموارد الحيوية.
وتعد حماة أول مدينة من مدن "سوريا المفيدة" تسقط في أيدي المعارضة السورية لأول مرة منذ بدء الثورة وتحولها إلى العسكرة بسبب العنف المفرط للنظام في مواجهتها.
ماذا ننتظر؟
أصبح الطريق إلى محافظة حمص مفتوحا أمام فصائل المعارضة بعد بسط سيطرتها على حماة وقطع الطريق الدولي والطرق التي تربط بباقي المحافظات مثل حلب والرقة.
وقد تشهد الساعات أو الأيام المقبلة توجه المعارضة إلى ريف حمص الشمالي، المكان الذي تشير تقارير إلى أن النظام نقل خط دفاعه إليه بعد انهياره في حماة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المعارضة حماة النظام سوريا دمشق سوريا المعارضة دمشق حماة النظام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المعارضة السوریة فصائل المعارضة الطریق الدولی على حماة
إقرأ أيضاً:
المعارضة السورية أبلغت تركيا بخطة الهجوم قبل 6 أشهر
أكدت مصادر مقربة من المعارضة السورية أن الفصائل المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري، أبلغت تركيا بخططها للهجوم قبل 6 أشهر، مشيرة إلى أنه تم الحصول على موافقة ضمنية من أنقرة.
وأنهت المعارضة السورية يوم الأحد أكثر من 5 عقود من حكم عائلة بشار الأسد بعد عملية عسكرية خاطفة بدأتها قبل أسبوعين، سيطرت خلالها على مدينة حلب وصولا إلى العاصمة دمشق، في تحول مفاجئ وصادم في مسار الصراع السوري المستمر منذ 13 عاما.
وتعد تركيا الداعم الرئيسي للمعارضة السورية منذ بدء الحرب في البلاد، رغم تصنيفها هيئة تحرير الشام "منظمة إرهابية". لكن هيئة تحرير الشام سعت في السنوات الأخيرة إلى إعادة تأهيل صورتها وإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها في إدلب.
وبحسب المصادر، اعتمد الهجوم على تقاطع مصالح بين الفصائل المعارضة وتركيا، فقد تخلت أنقرة عن محاولاتها للتفاوض مع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بعد رفضه عروضها السياسية، ووجدت في العملية فرصة لتغيير المعادلة على الأرض دون تدخل مباشر.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي مطلع قوله إن خطة المعارضة المسلحة -عملية "ردع العدوان"- هي من بنات أفكار هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع، المعروف أيضا باسم أبو محمد الجولاني.
إعلان ضعف النظام وحلفائهنجحت المعارضة في استغلال لحظة ضعف النظام السوري وحلفائه، حيث تزامن الهجوم مع ظروف مثالية تجلت في:
جيش الأسد المنهك: قال مصدر مقرب من النظام السوري إن الجيش كان يعاني من فساد واسع النطاق ونقص في الإمدادات تسببا في انهيار سريع أمام تقدم المعارضة. وأضاف المصدر أن الروح المعنوية للقوات الحكومية انهارت في العامين الماضيين، وذلك ما جعلها عاجزة عن مواجهة الهجوم الأخير. ضعف حلفاء النظام: انشغال روسيا بالصراع في أوكرانيا، وتراجع النفوذ الإيراني نتيجة الانسحاب الجزئي لحزب الله من سوريا بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان. وأكدت مصادر مطلعة أن حزب الله بدأ بسحب قواته من سوريا تدريجيا منذ العام الماضي لدعم عملياته ضد إسرائيل. وهذا الانسحاب، الذي تزامن مع مقتل زعيم الحزب حسن نصر الله في سبتمبر/أيلول الماضي، ترك فراغا كبيرا في صفوف قوات النظام. وقال أحد قادة المعارضة إن انسحاب حزب الله أتاح الفرصة لخوض معركة عادلة مع النظام. تركيا في صدارة المشهدومع نجاح العملية، تبدو تركيا الآن القوة الخارجية الأكثر تأثيرا في سوريا. وبجانب دعمها للفصائل المعارضة، استهدفت أنقرة عبر الجيش الوطني السوري -المعروف "بالجيش السوري الحر"- السيطرة على مناطق كردية في الشمال السوري.
ويرى محللون أن تركيا حققت مكاسب إستراتيجية كبيرة، منها تقليص نفوذ الأكراد وإضعاف الدور الإيراني في سوريا.
أما واشنطن، التي كانت على علم بالدعم العام الذي تقدمه تركيا للمعارضة، فقد نفت علمها بأي موافقة تركية صريحة على العملية.
وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إن تخلّي روسيا عن الأسد أسهم في سقوطه، مضيفا أن موسكو "لم يكن عليها حمايته منذ البداية". أما إسرائيل، فقد أشادت بدورها في إضعاف حزب الله، معتبرة أن عمليتها ضد الحزب أسهمت في تغير المشهد السوري.
إعلانواستطاعت المعارضة السورية المسلحة السيطرة على مدنية دمشق وحماة وحمص، مما جعل النظام غير قادر على استعادة تماسكه. ويرى خبراء أن سقوط الأسد يعكس مدى ضعف الدولة السورية بعد سنوات من الحرب.