ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن إيران تواجه انتكاسات في سوريا، بعدما ضعف وكلاؤها في المنطقة، بينما تكافح لدعم الحكومة السورية.

 

وأضافت "جيروزاليم بوست"، أن إيران اعترفت بأن الانتكاسات الحالية للنظام السوري تشكل تحدياً لـ"محور المقاومة" الإقليمي، والذي يتكون من تنظيم "حزب الله" في لبنان، وحركة "حماس" في قطاه غزة، والحوثيين في اليمن، والميليشيات العراقية، بالإضافة إلى النظام السوري وتنظيمات أخرى.


وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن إيران حشدت هذا المحور لمهاجمة إسرائيل في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث بدأ حزب الله هجماته على إسرائيل في اليوم التالي، كما هاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر، واستخدمت الميليشيات في العراق طائرات بدون طيار لتهديد إسرائيل.

 

زمن #إيران انتهى في الشرق الأوسط
https://t.co/0bM4v2qKJF pic.twitter.com/LOzGplaln9

— 24.ae (@20fourMedia) November 30, 2024

 


اعتراف بالفشل

ونقلت الصحيفة تحذيرات رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، بأن "الارتفاع الأخير في الأنشطة الإرهابية بسوريا، جزء من مُخطط أمريكي إسرائيلي لإضعاف الحكومة السورية، وحلفائها في محور المقاومة"، معتبرة أن هذا اعتراف كبير بالفشل من قبل النظام الإيراني.
ورأت الصحيفة، أن إيران تحاول تعزيز الدعم للحكومة السورية بعد أن عانى من انتكاسات على أيدي الفصائل المسلحة التي سيطرت على حلب الأسبوع الماضي، وهددت بالتقدم نحو حماة، وهي مدينة رئيسية أخرى في سوريا، ولكن بحلول ظهر الأربعاء، دفعت الغارات الجوية المكثفة ووصول التعزيزات للحكومة، المتمردين إلى التراجع بين عشية وضحاها من حافة حماة التي سيمثل سقوطها ضغطاً على الرئيس السوري بشار الأسد.


الدعم الإيراني

وقالت "جيروزاليم بوست" إن دعم إيران للنظام السوري معرض للخطر، خصوصاً لأن وكلاء إيران الآخرين في المنطقة ضعفاء، حيث وافق حزب الله على وقف إطلاق النار مع إسرائيل بعد أن هزمته القوات الإسرائيلية في شهرين من القتال العنيف، وربما يكون قد خسر أكثر من 3 آلاف مقاتل، كان من شأنهم مساعدة النظام السوري في الوقت الحالي، على النقيض من عام 2012، عندما كان حزب الله فعالاً في مساعدة النظام السوري ضد المتمردين.

 

 


خطة أمريكية إسرائيلية

وأضافت أن إيران تلوم الآن إسرائيل والولايات المتحدة  على النكسات التي تعرضت لها الحكومة السورية، كما أرسلت أعلى دبلوماسييها إلى دمشق وأنقرة هذا الأسبوع لمناقشة الوضع، وتلا ذلك اتصالات من الجيش الإيراني إلى روسيا وغيرها في المنطقة.
وجاء في التقارير الإيرانية، أن المناقشات بين هؤلاء المسؤولين "ركزت على عودة ظهور الإرهاب في شمال غرب سوريا، حيث تخوض القوات الحكومية هجوماً خاطفاً من مسلحين مدعومين من الخارج سيطروا على مساحات شاسعة من حلب وانتقلوا إلى الجنوب حتى حماة منذ يوم الأربعاء".
وأكد باقري أن "التوقيت المنسق لهذه الهجمات مع وقف إطلاق النار الهش في لبنان يشير إلى سيناريو خطير دبره الأمريكيون والإسرائيليون بهدف تقويض سوريا وحلفائها في محور المقاومة".

 

ما هو الفارق بين لبنان وغزة بالنسبة لإٍسرائيل؟https://t.co/eK3xNTJuwh

— 24.ae (@20fourMedia) November 29, 2024

 


وضع مزري

وعلقت الصحيفة، بأنه من الواضح أن القيادة الإيرانية تفهم الوضع الذي تعيشه طهران، مشيرة إلى الاستراتيجية الإيرانية التي تنص على عدم نشر القوات في الخارج، وبدلاً من ذلك يتم تشكيل وكلاء لطهران، ولكن هؤلاء الوكلاء ضعفوا بالفعل.
وذكرت جيروزاليم بوست، أن إيران قد تطلب من كتائب حزب الله، وهي ميليشيا عراقية، نشر قوات في سوريا، خوفاً من أن تتلقى هيئة تحرير الشام الدعم العسكري في هجومها ضد حماة، مضيفة أن النظام السوري ليس لديه الكثير من القوات أو الاحتياطيات لإرسالها إلى القتال، ولن ترغب إيران أو روسيا في إرسال قوات، وقد لا ترغب الميليشيات العراقية في الظهور وكأنها تتدخل في نطاق واسع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله سوريا جیروزالیم بوست النظام السوری فی سوریا أن إیران حزب الله

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع: سوريا الجديدة ستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة

دمشق-سانا

أكد رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع أن النظام البائد دمر خلال الـ 14 عاماً الماضية المجتمع السوري بشكل ممنهج، وهجّر الناس وقتلهم بالأسلحة الكيميائية وعذبهم في السجون، ولم يستجب لأي حل سياسي، مشدداً على أن ثقته كانت مطلقة بأنه سيدخل دمشق يوماً ما، وتخليص الشعب السوري من هذا النظام المجرم لتستعيد سوريا دورها المحوري في المنطقة.

وقال الرئيس الشرع في مقابلة مع قناة “ذا ريست إز بولتيكس” البريطانية: السوريون تحملوا ظلماً وقهراً كبيراً لمدة 60 عاماً، وخلال الـ 14 عاماً الماضية، تم تدمير المجتمع بشكل ممنهج، وتهجير الناس وقتلهم بالأسلحة الكيميائية، وتعذيبهم في سجون النظام، ولم يستجب النظام لأي حل سياسي، ورفض أن يستجيب لمطالب الشعب، واستمر في تدمير المجتمع السوري.

وأضاف الرئيس الشرع: كنت متأكداً من أنه سيأتي يوم نكون فيه في دمشق، لمدة سنتين أو قبل ثلاث سنوات كنت أقول إننا سندخل دمشق، وهذا لم يكن مجرد رفع الروح المعنوية، بل كنت أتحدث بناءً على بيانات اعتمدت عليها لتحليل قوتنا والتماسك الاجتماعي الذي كان لدينا في إدلب وقارناها بحالة النظام وانهياره اقتصادياً واجتماعياً، وانهيار جيشه.

وأوضح الرئيس الشرع أنه كان هناك ظلم وبطش في سوريا والمنطقة، وأنه بدأ يشعر بحاجة لأن يتعلم ويقرأ الكثير عن دمشق وسوريا وعمقها التاريخي، وفي الوقت ذاته كان يراقب كيف كانت السلطة تدير البلاد، ويشعر بالألم لما تعانيه دمشق، وكيف كان النظام يظلم ويسيء للسوريين، ولهذا آمن بأن هذا النظام يجب أن يسقط.

وأكد الرئيس الشرع أنه كان حريصاً جداً خلال عملية ردع العدوان ودخول المدن على ضمان عدم تعرض أي مدني للأذى، على الرغم من الدعوات الشعبية الواسعة النطاق لاستهداف المدن والقرى التي يسيطر عليها النظام، مثلما قصف هو بلا هوادة المدن والبلدات خارج سيطرته، لكننا رفضنا أن نفعل الشيء ذاته لمدة 14 عاماً تقريباً، حيث تم التركيز في القتال على استهداف نقاط القوة الأساسية للنظام مثل الجيش وقوات الأمن والمجموعات الأخرى التي اعتمد عليها في محاربة الناس، وتم تجنب أي معارك جانبية تماماً.

وأشار الرئيس الشرع إلى أننا تعبنا من الحرب وخاصة في سوريا، ولا يمكن للإنسانية أن تعيش من دون السلام والأمن، فهذا ما يبحث عنه الناس وليس الحرب، لذا هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تجلب لهم السعادة، وتؤدي إلى حلول سلمية دون اللجوء إلى القتال، موضحاً أنه بعد إسقاط النظام كانت الأولوية استقرار الحكومة لمنع انهيار مؤسسات الدولة، حيث تم تحديد مدة 3 أشهر لتولي حكومة إدلب الأمور بمجرد دخول دمشق، وبعدها الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمن إعلاناً دستورياً ومؤتمراً للحوار الوطني، واختيار الرئيس حيث قمنا بتعيين الرئيس وفق الأعراف الدولية بعد التشاور مع خبراء دستوريين.

وقال الرئيس الشرع: ورثنا بلداً منهكاً فالنظام دمر كل شيء، لكن هذا هو التحدي الذي يجب علينا نحن السوريين مواجهته، ويجب علينا أن نعيد بناء بلدنا، فلا شيء مستحيلاً على الرغم من الصعوبات، ومع إرادة الله نحن قادرون على النهوض وإعادة بناء بلدنا وجعله قصة نجاح إقليمية وعالمية في المستقبل.

وبشأن العقوبات أنه تم فرضها على سوريا بسبب جرائم النظام المخلوع الممنهجة بما في ذلك عمليات القتل الجماعي، والآن بعد سقوطه يجب رفعها حيث لم يعد هناك مبرر لها، مؤكدا أن هناك إجماعاً دولياً قوياً على ذلك، وكل من زار دمشق مؤخراً متفق على ضرورة رفع العقوبات، فسوريا تواجه حالياً تحديات كبرى وأحد الحلول المباشرة هو من خلال الحلول الاقتصادية والتنمية، فمن دون النمو الاقتصادي لا يمكن أن يحدث أي شيء.

وشدد الرئيس الشرع على أن العقلية الثورية لا يمكن أن تبني دولة، بل تحتاج إلى عقلية مختلفة عندما يتعلق الأمر ببناء دولة وإدارة المجتمع، فالثورة بمعناها انتهت بعد أن تم إسقاط النظام، والآن انتقلنا إلى مرحلة جديدة تتضمن إعادة بناء البلاد، والسعي لتحقيق التنمية والاستقرار والأمن وطمأنة الدول المجاورة وإقامة علاقات استراتيجية بين سوريا والدول الغربية والإقليمية.

وأكد الرئيس الشرع أن سوريا بلد بالغ الأهمية بموقع استراتيجي له تأثير عالمي، وسبق للنظام أن هجر الناس عمداً إلى أوروبا وتم الإتجار بالكبتاغون في المنطقة وفي أوروبا، وأيضاً استخدم دمشق كقاعدة لعدم الاستقرار في المنطقة، بسبب الدور السلبي للغاية الذي كانت بعض القوى الأخرى تلعبه داخل سوريا.

وأشار الرئيس الشرع إلى أن دور سوريا في المنطقة تغير اليوم، فأصبحت دولة جديدة ذات مستقبل واعد بشكل كبير، وستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة من خلال التنمية الاقتصادية، وستكون أيضاً مركزاً رئيسياً في قطاعات مثل الزراعة والصناعة والتجارة، وستزدهر تجارة طريق الحرير بين الشرق والغرب مرة أخرى، ويجب على الغرب إعادة النظر في وجهة نظره تجاه سوريا.

ولفت الرئيس الشرع إلى أن المملكة العربية السعودية بلد مؤثر، وأنه أراد أن تكون زيارته الأولى إلى بلد عربي رئيسي، وعندما تلقى دعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عزم على الذهاب فوراً نظرا للمكانة الخاصة التي تتمتع بها المملكة وتأثيرها الكبير في منطقتنا.

واعتبر الرئيس الشرع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهتم خلال ولايته الحالية ببناء السلام في الشرق الأوسط، بما أن دولته تسببت بقدر كبير من عدم الاستقرار على مدى العقدين الماضيين، وهذا بمثابة أمل واعد، معرباً عن تفاؤله بأنه إذا طبق ترامب الأفكار التي طرحها خلال حملته الانتخابية، فإنه سيلعب دوراً كبيراً في تحقيق السلام العالمي، وخاصة وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وبشأن تصريحات ترامب حول الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، أكد الرئيس الشرع أنه لا قوة قادرة على دفع الناس إلى ترك أراضيهم، إذ حاولت العديد من البلدان فعل ذلك وفشلت جميعها، وخاصة خلال الحرب الأخيرة في غزة، فعلى مدى العام ونصف العام الماضية، عانى الناس الألم والتدمير، ومع ذلك رفضوا مغادرة أرضهم، وعلى مدى أكثر من 80 عاماً فشلت جميع المحاولات لتهجيرهم.

مقالات مشابهة

  • سوريا ترفض طلب الجزائر للإفراج عن معتقلين من الجيش الجزائري والبوليساريو
  • حملة لتأهيل 12 من 288 مدرسة متضررة بفعل النظام البائد بحماة
  • حملة أمنية لملاحقة فلول النظام البائد في صوران وطيبة الإمام ومعردس ومورك
  • الرئيس الشرع: سوريا الجديدة ستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة
  • إسرائيل تُقيم منطقة أمنية داخل سوريا وتبني 9 مواقع عسكرية
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • الشرع: الآلاف من أبناء الوطن ينضمون للجيش السوري الجديد
  • إسرائيل تقصف نفقاً يستخدمه حزب الله لتهريب الأسلحة بين سوريا ولبنان
  • إسرائيل تقصف نفقا لحزب الله على الحدود بين سوريا ولبنان
  • تشكيل حكومة جديدة.. معضلة حقيقية تواجه مستقبل إيران