بوابة الوفد:
2025-03-14@12:21:03 GMT

ذوو الهمم شركاء فى بناء المستقبل

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

نحتفل كل عام فى الثالث من ديسمبر باليوم العالمى للأشخاص ذوى الهمم، وهو يوم مخصص لتسليط الضوء على حقوق الأشخاص ذوى الهمم وتحدياتهم والعمل على دمجهم الكامل فى المجتمع، يهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعى بحقوق هؤلاء الأبطال، وتشجيع المجتمع الدولى على اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان تمتعهم بحياة كريمة.
وبعد سنوات طويلة مضت، عانى فيها ذوو الإعاقة من الإقصاء والتهميش، أصبح اليوم هذا الملف يتصدر أولويات الدولة المصرية انطلاقا من كون هذه الشريحة جزءا لا يتجزأ من المجتمع المصرى، ومكونا رئيسا من قوة العمل لا يمكن إغفاله أو تجاهله، اذ تسعى الدولة جاهدة لتعظيم الاستفادة منها فى ظل التوجه العام للدولة نحو الاستثمار فى البشر وتحقيق المساواة وعدم التمييز بين المواطنين.


وتأكيدا على ما نقول وفى سابقة تاريخية للبرلمان المصرى، شهدت الفترة الماضية أول تمثيل نيابى بالبرلمان لأصحاب الهمم، حيث ضم المجلس لأول مرة نوابًا من ذوى الاحتياجات الخاصة بواقع 9 نواب، كما تم إطلاق المبادرة الرئاسية دمج تمكين مشاركة فى عام 2016 لدعم وتمكين أصحاب الهمم، خاصة فى المناطق الفقيرة والمهمشة. وعلى الجانب الاقتصادى، تأسس صندوق عطاء، الاستثمارى الخيرى برأس مال مليار جنيه لتقديم الدعم المادى لتيسير شراء الأجهزة التعويضية، بينما كان أول دعم للصندوق بمبلغ 80 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر، فضلا عن توفير 216 مكتب تأهيل فى كل الاقاليم لمساعدتهم على انجاز الإجراءات الحكومية وتم إنشاء صندوق قادرون باختلاف، للتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير أوجه الدعم ويوفر لأصحاب الهمم مقدرات مالية بعيدًا عن ميزانية الدولة، ومنحاً دراسية بالمعاهد والجامعات محليا وخارجيا، ويسهم فى تكلفة الأجهزة التعويضية والعمليات الجراحية المتصلة بالإعاقة، وتمويل بناء وتشغيل مراكز الرعاية الصحية، وتدريبهم وتشغيلهم توفيرا لحياة كريمة يستحقونها، ودعم مشروعاتهم المتوسطة والصغيرة، وتوسيع قاعدة ممارستهم للأنشطة الرياضية والثقافية، هذا التوجه الذى تدعمه القيادة السياسية وتسانده جهود المؤسسات التشريعية والتنفيذية ومنظمات المجتمع المدنى يستحق الشكر منا ومن كل وطنى مخلص يرى بعينه رجالا تعمل ليلا ونهارا لخدمة الوطن والمواطن.

حفظ الله مصر وجعلها فى رباط إلى يوم الدين

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجتمع الدولي حياة كريمة

إقرأ أيضاً:

مناصرة الجيش السوداني بين الكيد السياسي وفهم طبيعة الصراع

في خضم الصراعات السياسية والعسكرية التي يمر بها السودان، يبرز الجدل حول موقع الجيش ودوره في المشهد السياسي والأمني، خاصة في ظل استمرار تفريخ المليشيات المسلحة، وهذه المرة بطابع إسلامي متشدد. ورغم إدراك الجميع لهذه الظاهرة، فإن بعض القوى السياسية والناشطين ما زالوا يمارسون مناصرة غير مشروطة للجيش، لا استنادًا إلى رؤية استراتيجية تحمي الدولة، بل بدوافع الكيد السياسي والمكايدات الظرفية. هذا الانحياز العاطفي، القائم على تصفية الحسابات مع الخصوم، يُعمي كثيرين عن حقيقة الصراع وطبيعته المعقدة.

الجيش السوداني: مؤسسة الدولة أم طرف في الصراع؟
لطالما كان الجيش السوداني مؤسسة قومية، لكن بفعل الأحداث المتلاحقة، أصبح جزءًا من معادلات السلطة، سواء خلال فترات الحكم العسكري أو في ظل الانتقالات الديمقراطية المتعثرة. المشكلة ليست في وجود الجيش كحامٍ للأمن القومي، بل في تداخله مع الفاعلين السياسيين، مما جعله طرفًا في الصراع بدلاً من أن يكون ضامنًا للاستقرار.

أخطر ما في الأمر أن هذا الجيش، الذي يتم الترويج له كحائط الصد الأخير أمام انهيار الدولة، لم يتمكن من منع انتشار المليشيات المسلحة، بل في بعض الأحيان، استُخدمت هذه الجماعات كأدوات ضمن استراتيجيات عسكرية وسياسية. الآن، مع عودة موجة التفريخ المليشياوي بطابع إسلامي، يُطرح سؤال جوهري: هل مناصرة الجيش تعني دعم استمرارية هذا النمط من التحالفات الخطرة، أم الدفع به ليكون مؤسسة قومية منضبطة خاضعة للقانون؟

تفريخ المليشيات: إعادة إنتاج الفوضى؟
لا يمكن فصل استمرار تفريخ المليشيات المسلحة عن ضعف الدولة وانقسام مكوناتها. فالموجة الجديدة من المليشيات ذات الطابع الإسلامي المتشدد تعكس أزمة داخل المؤسسة العسكرية نفسها، حيث تظهر تيارات تسعى لإعادة تجربة التسعينيات، حينما كان التحالف بين الإسلاميين والمؤسسة العسكرية هو السائد. لكن الفرق أن هذا النهج لم يعد مستساغًا في ظل التغيرات الإقليمية والدولية، مما يجعل استمراره قنبلة موقوتة ستؤدي إلى مزيد من الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية نفسها.

من ناحية أخرى، فإن استمرار هذا التفريخ يعني أن أي تحول سياسي في المستقبل سيظل رهينة لمجموعات مسلحة لها ولاءات عقائدية أو جهوية. وبما أن هذه المليشيات لا تمتلك عقيدة وطنية جامعة، فإنها قد تتحول إلى أداة لفرض أجندات سياسية معينة، أو حتى إلى فصائل متمردة في حال تغيّرت موازين القوى.

المزايدات السياسية والاصطفافات العاطفية
يمارس جزء كبير من القوى السياسية والناشطين مناصرة الجيش ليس إيمانًا بإصلاحه أو بضرورة تقويته كمؤسسة وطنية، بل كرد فعل على سياسات الخصوم السياسيين. وهذا ما يجعل هذه المناصرة مجرد موقف تكتيكي، لا استراتيجية تهدف إلى بناء جيش محترف بعيد عن التجاذبات.

فالعديد من هؤلاء الذين يناصرون الجيش اليوم كانوا في وقت سابق يطالبون بتحجيم دوره وإبعاده عن السياسة، ولكن عندما تغيرت الظروف السياسية، انقلبت مواقفهم. هذا النفاق السياسي يعرقل أي مشروع جاد لإصلاح القطاع الأمني، ويبقي المؤسسة العسكرية في دائرة الاستغلال السياسي المتبادل.

كيف يمكن بناء جيش بعيد عن التفريخ المليشياوي؟
إذا كانت الغاية الحقيقية من دعم الجيش هي حماية الدولة، فيجب أن تكون هناك رؤية واضحة لإصلاحه، تتضمن:

تفكيك العلاقة بين الجيش والمليشيات: لا يمكن بناء مؤسسة عسكرية مستقرة في ظل استمرار اعتمادها على مليشيات عقائدية أو جهوية.
إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية: عبر تبني عقيدة قتالية موحدة تقوم على حماية الحدود والسيادة، وليس الدخول في الصراعات السياسية.
ضمان الرقابة المدنية: إخضاع الجيش لسلطة مدنية ديمقراطية يقلل من فرص استغلاله سياسيًا، ويمنع إعادة إنتاج تجارب الأنظمة العسكرية السابقة.
التعامل مع القوى السياسية بميزان واحد: بدلاً من أن يكون الجيش أداة لقمع فصيل سياسي وتمكين آخر، يجب أن يحافظ على مسافة واحدة من الجميع.
خاتمة
إن مناصرة الجيش السوداني يجب أن تكون قائمة على رؤية إصلاحية، لا على ردود الأفعال السياسية قصيرة المدى. فالجيش ليس مجرد طرف في معركة سياسية بين قوى مدنية متصارعة، بل هو مؤسسة تحتاج إلى إعادة بناء بعيدًا عن التفريخ المليشياوي، سواء كان بغطاء إسلامي أو غيره. الاستمرار في هذا النهج سيقود السودان إلى إعادة إنتاج نفس الأزمات، ولن يحل المشكلة الأمنية، بل سيوسع رقعتها. السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح: هل نحن نناصر الجيش كقوة وطنية، أم كأداة لتصفية الحسابات السياسية؟

رؤية مستقبلية
لتحقيق إصلاح حقيقي في المؤسسة العسكرية السودانية، يجب أن تكون هناك خطوات عملية وجادة، تشمل:

إصلاح الهيكل القيادي: تعيين قيادات عسكرية على أساس الكفاءة والخبرة، وليس الولاءات السياسية.
تدريب وتأهيل الجنود: تعزيز القدرات العسكرية عبر برامج تدريبية متطورة تركز على الأمن القومي وحماية الحدود.
تعزيز الشفافية: إخضاع المؤسسة العسكرية للمساءلة والرقابة العامة لضمان نزاهتها وفعاليتها.
تعزيز التعاون الإقليمي والدولي: بناء شراكات مع دول الجوار والمنظمات الدولية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
في النهاية، فإن إصلاح الجيش السوداني يتطلب إرادة سياسية قوية ورؤية استراتيجية واضحة، بعيدًا عن المزايدات السياسية والاصطفافات العاطفية. ويمكن للجيش أن يستعيد دوره الحقيقي كحامٍ للأمن القومي وضامنٍ للاستقرار، بدلاً من أن يكون طرفًا في الصراعات السياسية.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • ثلاثية بناء الدولة: التعليم، العمل، والثقافة
  • محافظ الغربية: بناء وعي الشباب قضية أمن قومي
  • الشركات ودورها في المسؤولية الاجتماعية
  • نواب البرلمان: الانضباط المالي وزيادة الإنفاق الاجتماعي يعززان الاستقرار الاقتصادي
  • مناصرة الجيش السوداني بين الكيد السياسي وفهم طبيعة الصراع
  • استطلاع: غالبية الإسرائيليين يرون أنه لا فرصة للسلام في المستقبل المنظور
  • شرطة أبوظبي توزّع 500 صندوق مير رمضاني
  • نواب: التصالح في مخالفات البناء خطوة لحفظ حقوق الدولة وضبط النمو العشوائي
  • برلمانية: أمهات وزوجات الشهداء لهم كل التقدير والتكريم من الدولة
  • البرلمان العربي يُرحِّب باتفاق اندماج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا