بوابة الوفد:
2025-04-14@15:56:30 GMT

الجبان ليس سيد الناس!!

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

صديقى حنظلة كلامه مُر مرارة النبات الذى جاء منه أسمه «الحنظل»، كثيرًا ما تأتى كلماته فى نبرة حادة ولكنى أشعر أنها ضعيفة ويكاد لا يسمعها أحد غيرى، وفى أحيان كثيرة يقف كالعادة يده خلف ظهره، وأعتقد أن هيئته هذه دليل عجز، إلا أنه رد ليقول: «أضعف الإيمان» ولكن أتكلم حتى لو ظللت واقفا فى مكانى، ولكن كثير منكم يظل صامتًا.

. واستشعرت منه من يقصد بقول «كثير منكم»، فهم لا يواجهون مشاكلهم ولا يتكلمون كلمات توافق وتلائم ما يرغبون فيه، إنما كل ما يصدر منهم عبارة عن تلطيف للمشاكل لا حلها، ولا يعرفون بأن الموت والحياة فى يد اللسان، فالموت والحياة ليس بينهما شيء، الحق أقول إن تلك الكلمات التى جاءت على لسان حنظلة تُحرك جبل، إلا أننى أجد نفسى اُكرر السؤال، ماذا تقصد؟!! فيقول إن الشخص الجبان يموت ألف مرة والشجاع يموت مرة واحدة، فماذا إذن أنتم تنتظرون؟، وأنتم لا تجدون أى شئ يساعدكم على البقاء بين الأحياء، وأصدقكم القول أن الاتهام الذى وجهه حنظلة لنا جميعًا بأن سبب ما نحن فيه هو الجُبن.. أبكى قلبى، وما أدراكم ببكاء القلوب، إذ أنه أشد من بُكاء العيون، فدموع القلب سيوف تُقطع الضلوع، وفى أحيان كثيرة تتحجر الدمعة فى عيوننا.. فى الوقت الذى ينزف فيه القلب، إحرص على ألا تكون جبان، هكذا قال حنظلة حتى لا تنكسر، وأعلم أن الدنيا تقتل الجُبناء آلف مرة فى اليوم، وتُراوغ الشجعان حتى يستسلموا أو يحبسوا.
لم نقصد أحدًا!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسين حلمى

إقرأ أيضاً:

السودان القديم وطنٌ كان قبل أن يُرسم

السودان القديم وطنٌ كان قبل أن يُرسم

دعوة جريئة لمحو سودان الإنجليز من الذاكرة، واستعادة خيال الوطن، أو الرقعة الجغرافية الأصل التي كانت تسع الجميع.

شهاب طه

مقدمة للنقاش العام:
جماهير شعبي الطيب المنكوب الصابر،
أضع بين أيديكم هذه المقالة كمساهمة في النقاش الوطني الصريح الذي نحتاجه جميعاً اليوم. ما أطرحه هنا ليس استهدافاً لأحد، ولا دفاعاً عن الماضي بقدر ما هو دعوة لتحرير وعينا من النموذج المفروض علينا منذ الاستعمار. لن تُحل مشكلات السودان ما لم نتحرر من “الحرج” ونتحدث عن جذور المأزق، بصراحة وشجاعة، ونتخيل حلولاً من داخلنا لا من خارطتهم. أرجو أن أجد منكم آراءً تضيف وتنتقد وتطور، فهذه الكتابة ليست إلا دعوة لحوار أوسع يشارك فيه الجميع.

1. الدولة المستعارة: كيف بدأ التشوّه؟

في كل مرة نتصدى فيها لمشكلات السودان المستعصية، نجد أنفسنا نعود إلى لحظة الاستقلال عام ١٩٥٦، ودلة ٥٦ الوهمية، ثم نغرق في تحليل الصراع بين المركز والهامش، بين الجلابة والغرابة، بين النخبة والجماهير، بين العسكر والمدنيين، بين الديمقراطية والهوس الديني. لكن نادراً ما نتجرأ على الذهاب أعمق، إلى ما قبل تلك اللحظة بكثير: إلى الجذر الذي نبتت منه الأزمة كلها.

لقد رسم الاستعمار البريطاني حدود السودان، لا بناءً على أنساقه التاريخية ولا على وحدته الثقافية، بل وفق منطق الخرائط والمصالح. ثم زرع فيه مركزية إدارية غريبة، ونخبة صنعتها مدارس البعثة، وقاموساً جديداً للعلاقة بين الناس والدولة: المواطن بدلاً من الفرد الحر، القانون بدلاً من العرف، ضابط المركز بدلاً من شيخ القبيلة، والخارطة بدلاً من المجال الحيوي الذي عرفه الناس.

تحول السودان من مجتمع عضوي إلى دولة مُستعارة، تحمل اسماً لم يكن هو إسمها وهويّةً لا علاقة لها بنشأته الأصلية. ومنذ ذلك الحين، لم يشعر غالبية السودانيين بأنهم جزءٌ من هذا الكيان الغريب.

2. المجتمعات القديمة: خرائط بلا حبر

في السودان القديم، قبل أن تطأه أقدام الاستعمار، لم تكن هناك دولة مركزية تُهيمن على الجميع، بل كانت هناك كيانات محلية ذات سيادة واضحة: الممالك الكوشية، مملكة الفونج، سلطنة الفور، سلطنة دار مساليت، مشيخات البجا، وغيرها. كل منها كانت تمارس الحكم وفق نظمها الخاصة: سلطة شرعية، وجيش، وقضاء، وعرفٌ ينظم الحياة.

لم يكن الناس رعايا في دولة لا يعرفونها، بل كانوا أبناءاً لمجتمعات ينتمون إليها وجداناً وفعلاً. لم يكن المركز بعيداً عن الريف، لأن السلطة كانت نابعة من الأرض لا مفروضة عليها. لم يكن هناك “مواطن” بلا جذور، بل فرد له مقام اجتماعي في نظام قبلي أو ديني متماسك. لم تكن هناك وزارات ولا جيوش وطنية، ولكن كان هناك أمن وعدل وانضباط اجتماعي حقيقي.

3. الهجرة غير المنظمة: جذر الخلل وسبيل الخلاص

تشكّل الهجرة العشوائية وغير المنظمة اليوم واحدة من أخطر المهددات التي تقوّض الأمن القومي وتنهك التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية في السودان الحديث. ليست مجرد انتقال أفراد، بل تعبير عن اهتزاز بنية الدولة وفقدان المجتمعات لتماسكها الداخلي.

ومع تعقّد المشهد الراهن، يبدو من العسير حسم هذه المعضلة داخل الإطار الذي فُرض علينا منذ الاستعمار، حين تم تفكيك المجتمعات المحلية القديمة، وفقد الأفراد صلتهم بأرضهم الأصلية. لذا فإنّ العودة إلى أنساق ما قبل الاستعمار ليست رجوعاً إلى الوراء، بل استعادة لأدوات الفرز والتنظيم التي كانت تضمن التوازن الأهلي.

في السودان القديم، كان لكل فرد موطن، ولكل جماعة أرض، والانتماء كان واضحاً ومحكوماً بروابط الدم والعرف. وبهذا النسق، يمكن لكل دويلة أو مجتمع محلي أن يعيد التمحيص والفرز، فيُميز بين الأصيل والدخيل، ويُعيد ترتيب بيئته الداخلية على أسس من العدل والاستقرار، ما يُمكِّن من إعادة توطين النازحين بصورة عادلة لا فوضوية.

4. كيف نعود؟ لا إلى الوراء، بل إلى الجذور

ما ندعو إليه ليس حنيناً للماضي ولا تبجيلاً للقبيلة، بل تحريراً للخيال الوطني من أسر النموذج الأوروبي الغريب الذي أدخلنا في دوامة الحروب والنفور. نريد أن نُعيد تخيل السودان كما عرفه أهله قبل أن يُفصَّل كجلابية ضيقة على مقاس مستعمر لا يعرف أهله.

نريد دولة تشبه الناس، لا النظام الغربي الذي لا يلائم تركيبتنا. نريد عقداً إجتماعياً ينبت من تراب السودان، لا من مخيلة الأوروبيين. عقداً يؤمن بالتوافق الأهلي، ويمنح السيادة للواقع لا للنصوص المستوردة. أن نرسم خريطتنا من داخلنا، لا أن نُفرض على خارطة لا تعترف بنا.

خاتمة: فلنتخيل وطناً مرسومًا بإرادتنا لا مصنوعاً كخريطة

فلنُطلق دعوتنا اليوم، لا بوصفها مجرد فكرة سياسية، بل تمريناً جماعياً في الخيال الوطني: أن نتخيل أنفسنا نعيش في السودان القديم، حين كان الانتماء صادقاً، والأرض معروفة بأهلها، والسلطة محلية نابعة من الناس. أن يعود كل فرد إلى منشئه، ويرتب حال بيته الداخلي قبل أن يطالب بوطن لم يساهم في بنائه.

لنعد إلى ذلك الوطن الذي سبق أن وُجد، وطنٌ لم يُرسم على مقاس الغرب، بل كان منسوجاً من تفاصيلنا، من عاداتنا، من طرق عيشنا. نُحيي فيه الروح التي سكنت الأرض قبل أن تُسلب، ونبنيه كما نريده، لا كما رُسم لنا، حتى ننجو من كوارثنا التي نصنعها بأيدينا دون وعيّ.

sfmtaha@msn.com

   

مقالات مشابهة

  • مجمع البحوث الإسلامية: لا تقل هذه الكلم .. تطردك من رحمة الله
  • دقائق ملطخة بالدماء.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة "بودى" شهيد الغدر بالشرابية
  • كريمة أبو العينين تكتب: الظالمون كم يعيشون!!
  • اعتبارات كثيرة؛ كانت تلح على د. نصر الدين عبد البارئ أن يتخذ الموقف الوطني المشرف
  • استثمار المآسي !
  • شيخ الشيوخ اللورد عبدالله ياسين الذى حرم منه السودان لهذا تدمر وتحطم
  • حماس تبث تسجيلًا مصورًا للجندي المحتجز لديها الذى يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر
  • لوسي عن مسلسل لام شمسية: عمل مهم ويوعي الأسرة المصرية.. فيديو
  • السودان القديم وطنٌ كان قبل أن يُرسم
  • بشاي: المخزون الاستراتيجي للسلع في مصر آمن وبلغ معدلات غير مسبوقة في كثير من السلع