بعيدا عن إسطنبول.. 4 وجهات في تركيا لمحبي الطبيعة والهدوء
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تتيح لك بعض المناطق في تركيا خيارات لا تفوت للاستمتاع بالطبيعة، ففي فصل الخريف مثل تتألق ألوان الطبيعة؛ حيث تتحول من الأخضر إلى الأصفر، ومن الأصفر إلى البرتقالي، ثم الأحمر والبني. في النهاية، تتساقط الأوراق كأنها قبلة الأرض للأشجار، قبل أن تكتسي بعض المناطق بالثلوج، ومن هذه المناطق التركية سبانجا وبحيرات يدي غولر وغابات ينيجه ومدينة كاستامونو.
ويتحول الخريف في مناطق تركية إلى لوحة مذهلة، إذ ترتدي الغابات حلّةً تتدرج بين البرتقالي والأصفر والبني والأحمر، وتجذب السياح من الداخل والخارج فيتدفقون إلى أجمل المدن للاستمتاع بسحر الطبيعة، وقد اختارت لكم "الجزيرة نت" أربع وجهات مذهلة لتعيشوا فيها هذه التجارب.
سبانجا-سكاريا: نبض الألوانعلى بُعد ساعة ونصف فقط من صخب إسطنبول، تجدون أنفسكم في حضن طبيعة سكاريا الطبيعة الخلابة. تُعدّ بحيرة سبانجا إحدى الوجهات المفضلة للسياح العرب خلال فصل الصيف، لكن جمال هذا المكان يبلغ ذروته في الخريف، إذ تتحول ألوان الطبيعة إلى لوحة فنية حية، وتكتسي الأشجار حُلّة ساحرة من الأصفر والبرتقالي والأحمر.
وفي أطراف منطقة سبانجا، تأخذ حديقة الغابات الوطنية زوّارها في رحلة بين أشجار الكستناء والبلّوط والحور والصنوبر. وتغطي أوراق الشجر المتساقطة مسارات المشي بما يشبه السجادة الذهبية، فتمنح المكان سحرا إضافيا. ويمكنكم الاستمتاع بنزهة خريفية هادئة، بالجلوس على المقاعد وسط الطبيعة، وتأمل الألوان التي تروي قصة كل شجرة.
إعلانوأما إذا كنتم من محبي المغامرات، فلا تفوّتوا فرصة زيارة المرتفعات القريبة مثل تشيغم وسوجوك وكرمالي، وهناك تتداخل الألوان في مشهد يحبس الأنفاس، ويأتي الزوار لجمع الكستناء والفطر، أو ببساطة للاستمتاع بالهدوء الذي يغمر المكان.
كيف تصلون لسكاريا؟سكاريا قريبة جدًا من إسطنبول؛ فهي تبعد ساعة واحدة فقط عن مطار صبيحة كوكجن، وساعتين عن مطار إسطنبول الدولي.
الإقامة والأكلتقدّم سبانجا وسكاريا خيارات إقامة تناسب جميع الأذواق والميزانيات، من الفنادق النظيفة وسط المدينة إلى الأكواخ الخشبية ذات الطابع الريفي، فهناك مكان لكل زائر.
وتشتهر سكاريا بأطباقها التقليدية التي تجمع بين البساطة واللذة. جرّبوا الكفتة المنقوعة، وحلوى القرع الشهية، والشاورما، ولا تنسوا شراء الكستناء والجوز الطازج من الأسواق المحلية.
بحيرات يدي غولر/بولو
على بُعد ثلاث ساعات ونصف من إسطنبول، تقع بولو التي تضم واحدة من أجمل الأماكن الطبيعية في تركيا: بحيرات يدي غولر. فرغم أن هذه المنطقة أقل شهرة من بحيرة أبانت المجاورة، إلا أنها تعدّ جنة للباحثين عن الهدوء والجمال الطبيعي بعيدًا عن صخب المدن.
ففي فصل الخريف، تتحول هذه البحيرات إلى لوحة فنية، حيث تنعكس ألوان الأشجار المتغيرة على سطح الماء، فتخلق مشهداً فريداً يتنقل بين الأحمر والأصفر والبرتقالي.
والمنطقة محاطة بغابات الصنوبر الكثيفة، ويجعلها الطريق الترابي الذي يربطها بالعالم الخارجي مكانًا منعزلاً وهادئا.
هذا السكون يزيد من سحر المكان، ويتيح للزوار فرصة تأمل النجوم ودرب التبانة في السماء الصافية، بعيدا عن أضواء المدينة. يختار الزوار هذا المكان للاستمتاع بنزهة في أحضان الطبيعة أو للإقامة في الأكواخ الخشبية داخل الحديقة الوطنية التي تحافظ على طابعها البري.
إعلان
كيف تصلون لبولو؟
تقع بولو على بُعد ثلاث ساعات ونصف الساعة بالسيارة من إسطنبول، وعن أنقرة ثلاث ساعات. وللوصول إليها يمكنكم استئجار سيارة من مطاري إسطنبول أو أنقرة أو من مدينة بولو.
تتوفّر في بولو العديد من الخيارات للإقامة تناسب كافة الأذواق، من الفنادق المريحة إلى الأكواخ الخشبية التي توفر أجواءً دافئة في قلب الطبيعة داخل المحمية. وتشتهر بولو بمطبخها الغني، ويستمتع الزوار بتذوق الأطباق التركية التقليدية في مطاعمها، مثل أطباق اللحم المشوي، والمقبلات الطازجة، بالإضافة إلى الأطعمة التي تُحضّر باستخدام مكونات محلية من المنطقة.
غابات ينيجه/كارابوك
تصنف ينيجه واحدة من الوجهات السياحية التي كانت متوارية عن الأنظار في محافظة كارابوك شمال غربي تركيا، لكنها الآن أصبحت واحدة من الأماكن التي تنبض بالجمال الطبيعي. تقع هذه البلدة الصغيرة وسط الغابات الكثيفة التي تُعدّ من أغنى الغابات في تركيا بتنوع أشجارها.
وفي الخريف، تتحول هذه الغابات إلى لوحات فنية ملونة، حيث تتداخل درجات الأصفر والأحمر والبرتقالي والبني والأخضر في تناغم رائع، ولن يغادرها الزائر إلا بعد أن تتملكه الدهشة من ذلك المنظر.
ويجعل التنوع الطبيعي لهذه الغابات مكانا مميزا للراحة والتأمل، فهي تُعتبر من المناطق المحمية ضمن نطاق المتنزهات الوطنية في تركيا، مما يضمن الحفاظ عليها بأفضل حال، ولذلك هي مقصد للكثير من الفنانين الذين يجدون في طبيعتها مصدر إلهام متجدد. وهناك أيضًا العديد من الشلالات الصغيرة والنباتات والزهور التي تضفي جمالًا إضافيًا على المكان.
وتُنظم بلدية ينيجه وشركات سياحية خاصة جولات لهذه الغابات، حيث يمكن للزوار اكتشاف أسرار الطبيعة والاستمتاع بجمالها.
تقع المنطقة على بُعد ثلاث ساعات من أنقرة، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر الحافلة أو السيارة الخاصة، ما يجعل الوصول إليها مريحًا وسهلا.
الإقامة والطعام إعلانورغم صغر منطقة ينيجه، إلا أنها توفر أماكن إقامة متنوعة. يمكن للزوار اختيار الفنادق البسيطة المنتشرة في البلدة، أو يمكنهم الاستمتاع بتجربة فريدة في الأكواخ الخشبية المريحة التابعة للبلدية، والموجودة بالقرب من متنزه ينيجه الوطني.
وعندما تسافر إلى ينيجه، لا تفوتوا فرصة تذوق الأطباق التركية التقليدية التي تقدمها المطاعم الصغيرة مثل خبز البازلاما اللذيذ والجوزلمة الطازجة، إضافة إلى أطباق محلية أخرى تعكس طابع المنطقة.
كاستامونو: مدينة الماضي والحاضر
تعتبر كاستامونو من أجمل المدن التركية التي لم تحظَ بشهرة واسعة بين السياح الأجانب، رغم طبيعتها الساحرة وثرائها الثقافي والتاريخي. يفضل العديد من السياح الأتراك السفر إلى مدن أخرى خلال فصل الصيف أو الشتاء، لكن كاستامونو تتمتع بجمال قد يفوق غيرها من الوجهات.
ومن أبرز معالم المدينة التاريخية، مسجد "شعبان ولي" الذي يقع في وسط المدينة ويرتبط تاريخ بنائه بأحد كبار شيوخ التصوف في المنطقة.
كما يمكنكم زيارة قلعة كاستامونو، وبرج الساعة، ومسجد "محمود بك"، الذي أُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بفضل تصميمه الفريد الخالي من استخدام المسامير.
ولا تخلو الطبيعة في كاستامونو من التميز، إذ تضم أوسع الغابات وأكبر الأودية والشلالات في تركيا. خلال فصل الخريف، تتحول هذه الأماكن إلى لوحات طبيعية تبهر العين، ويمكن للزوار الاستمتاع بمشاهد خلابة في "وادي فالا"، و"وادي هورما"، وشلال "إليجا"، ومرتفعات "آراش"، وغابات "أزدافاي"، ومتنزه "جبل إلغاز" الوطني.
إذا كنتم من عشاق المغامرة، لا تفوتوا فرصة المشي على الممرات الخشبية التي تمتد وسط الأودية العميقة. إنها تجربة فريدة تمنحكم إحساسًا بالسلام والسكينة وسط الطبيعة الخلابة.
إعلان كيف تصل إلى كاستامونو؟يمكن الوصول إلى كاستامونو بسهولة عبر رحلات جوية مباشرة من إسطنبول، حيث تنطلق الطائرات خمس مرات أسبوعيًا. كما يمكن الوصول إليها من أنقرة بالسيارات خلال ثلاث ساعات فقط.
وتقدم كاستامونو مجموعة متنوعة من أماكن الإقامة، بدءًا من الفنادق الفاخرة التي توفر جميع وسائل الراحة، وصولًا إلى الأكواخ البسيطة في منطقة "أبانا" حيث يمكنكم الاستمتاع بالأجواء الريفية.
وتشتهر المنطقة بأطباقها التقليدية التي تتميز بنكهاتها الغنية، فلتجرّبوا طبق أرز الديك الرومي"، والخبز واللحم، و"كويو كباب". ولا تنسوا تذوق "تاشكوبرو" الثوم الشهير في تركيا، والبسطرمة وحلوى "تشكمه" التي تعد من أشهر الحلويات في المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات من إسطنبول ثلاث ساعات العدید من فی ترکیا فی منطقة على ب عد التی ت
إقرأ أيضاً:
«الأشجار تتحاشى ملامسة بعضها».. ما هي ظاهرة «خجل التاج» الغريبة؟
قد تكون الأشجار طويلة وقوية، لكنها لا تزال خجولة بعض الشيء، فلا تقترب شجرة من أخرى ولا تلامسها، في ظاهرة تعرف باسم «خجل التاج»، أو انسحاب أوراق الشجرة من أوراق الأشجار الأخرى، وينتج عن ذلك شبكات جميلة من مظلات الأشجار التي تكاد تلامس بعضها البعض، لكن لماذا تفعل الأشجار ذلك؟.
ما هي ظاهرة خجل التاج؟تسلل عالم الأحياء فرانسيس جاك بوتز، إلى مجموعة من أشجار المانجروف السوداء بحثا عن الراحة من حرارة الظهيرة، وعقب تناول وجبة الظهيرة وساعات العمل الميداني في متنزه جواناكاستي الوطني بكوستاريكا، قرر الاستلقاء لقيلولة قصيرة، وبينما كان ينظر إلى السماء، حرّكت الرياح قمم أشجار المانجروف فوق رأسه، ما تسبب في احتكاك أغصان الأشجار المجاورة ببعضها البعض وكسر بعض أوراقها وأغصانها الخارجية، لكنه لاحظ أن هذا التقليم المتبادل قد ترك آثارا من الفراغات التي تمر عبر مظلة الأشجار.
جرى توثيق هذه الشبكة من الشقوق في قمم الأشجار، والتي تسمى «خجل التاج» في الغابات بجميع أنحاء العالم، فمن أشجار المانجروف في كوستاريكا إلى أشجار الكافور الشاهقة في بورنيو بماليزيا، تنتشر الشقوق في المساحات الخضراء، لكن العلماء لا يزالون لا يفهمون تماما سبب رفض قمم الأشجار في كثير من الأحيان التلامس، وفقا لما ذكره موقع «ناشيونال جيوغرافيك».
تقول ميج لومان، عالمة الأحياء المتخصصة في أشجار الغابات، مديرة مؤسسة TREE Foundation، إن خجل التاج هو في بعض النواحي، النسخة الشجرية من التباعد الاجتماعي، موضحة: «في اللحظة التي تبدأ فيها في منع النباتات من ملامسة بعضها البعض جسديا، يمكنك زيادة الإنتاجية، هذا هو جمال العزلة فالشجرة تحمي صحتها حقًا».
وعلى الرغم من ظهور أوصاف خجل التاج في الأدبيات العلمية منذ عشرينيات القرن العشرين، فقد مرت عدة عقود قبل أن يبدأ الباحثون في البحث بشكل منهجي عن سبب الظاهرة، وقد سعى بعض العلماء في البداية إلى فرضية مفادها أن الأشجار كانت ببساطة تفشل في ملء المساحات بين مظلاتها، بسبب نقص الضوء، وهو مورد أساسي لعملية التمثيل الضوئي؛ إذ تتداخل أوراقها.
لكن فريق «بوتز» نشر بحثا في عام 1984، أظهر أنّ «خجل التاج» في بعض الحالات قد يكون ببساطة نتاجا لمعركة بين الأشجار التي تهبها الرياح؛ إذ تتسابق كل منها لإنبات فروع جديدة وصد ضربات جيرانها، وكلما زاد تأرجح أشجار المانجروف في الرياح، كلما اتسعت المسافة بين مظلاتها ومظلات جيرانها، وهي بعض النتائج الأولى التي تدعم ما يسمى بفرضية التآكل لتفسير أنماط قمم الأشجار.
قياس القوى المندفعة بين أشجار الصنوبروبعد عقدين من الزمن تقريبا، قاس فريق بقيادة مارك رودينكي، عالم الأحياء بجامعة ميشيغان للتكنولوجيا، القوى التي تتدافع بين أشجار الصنوبر في ألبرتا بكندا، ووجدوا أن الغابات العاصفة المليئة بجذوع طويلة ونحيلة ذات ارتفاع مماثل، كانت عرضة بشكل خاص لخجل التاج، وعندما استخدم رودينكي وفريقه حبالا من النايلون لمنع أشجار الصنوبر المجاورة من الاصطدام، تشابكت النباتات مع مظلاتها، وملأت الفجوات بين التيجان المجاورة.
وقد وجد علماء آخرون، أدلة تشير إلى وجود عدة طرق تؤدي إلى خجل التاج، وربما تكون بعضها أقل عدوانية من هذه الصراعات العاصفة، على سبيل المثال، يقول رودينكي إن بعض الأشجار ربما تعلمت التوقف عن النمو عند أطرافها تماما، بعد أن أدركت حقيقة مفادها أن أي أوراق جديدة سوف يجري نزعها.
فوائد ظاهرة خجل التاجوتقول إينيس إيبانيز، عالمة البيئة الحرجية بجامعة ميشيغان، إنّ الأشجار قد تتجنب بذلك الأضرار غير الضرورية، موضحة أن «زراعة أنسجة جديدة مكلفة للغاية بالنسبة للنباتات، فالأمر أشبه بأن الأشجار تتخذ موقفاً استباقيًا».
وبغض النظر عن كيفية حدوث خجل التاج، فمن المرجح أن يكون الانفصال مصحوبا بفوائد، يقول الباحث لومان: «الأوراق تشبه الماس الأكثر تكلفة في الشجرة، فأنت تريد حمايتها بأي ثمن، إذا جرى إسقاط مجموعة كاملة، فهذه كارثة رهيبة للشجرة».
ومن فوائد ظاهرة خجل التاج أيضا، أنّ أوراق الشجر المتناثرة قد تساعد أشعة الشمس على الوصول إلى أرضيات الغابات، ما يغذي النباتات والحيوانات التي تعيش على الأرض، والتي تدعم بدورها الحياة الشجرية، ويعتقد بوتز أنّ الفجوات قد تساعد الأشجار أيضا على تجنب الكروم الخشبية الغازية التي تسمى ليانا، والتي تنتشر في الغابات الاستوائية والمعتدلة في جميع أنحاء العالم، أو حماية النباتات من الميكروبات المسببة للأمراض والحشرات غير القادرة على الطيران، والتي تستخدم مظلات الأشجار كقنوات.