غازي منير
وفقًا لمعطيات ميدان المعركة وما حدث بين حزب الله والكيان الصهيوني بموضوعية ودقة، والإنجازات التي حقّقها كُـلّ طرف.
حزب الله ساند غزةَ على مدى أكثر من عام بكل قوة واقتدار، ومنذ أُكتوبر العام المنصرم وجيش العدوّ الصهيوني سحب جزءًا كبيرًا من قواته من قطاع غزة لينقلَه إلى شمالي فلسطين المحتلّة؛ تخوُّفًا من لبنانَ، وعلى رأس هذه القوات لواء غولاني وهو أهم وأقدم وحدة في جيش الاحتلال.
كما اضطر لتشغيل الكثير من طائراته الاستطلاعية والمقاتلة ضد لبنان ولم تتفرغ جميعَها لغزةَ منذ الوهلة الأولى لـ (طُــوفَان الأقصى).
في المقابل لبنان ممثلًا بحزب الله اخترق القُبَّة الحديدة وقصف فلسطين المحتلّة بدءًا من الشمال ووُصُـولًا إلى يافا قلب الكيان الصهيوني “تل أبيب”.
لبنان أجبر مستوطني الشمال على الهروب منذ وقت مبكر من المعركة..
لبنان قصف صفد ونهاريا وعكا وحيفا وأسدود والجليل ويافا، كُـلَّ يوم طيلة أَيَّـام المعركة وهو يجعل المستوطنين يعيشون القلقَ والذعرَ والهلع ويهرعون إلى الملاجئ بين فينة وَأُخرى.
حزب الله كشف ضعفَ الكيان وقبته الحديدية ودفاعته الجوية الحديثة والمتطورة كلها، حتى أن صواريخ القبة الحديدة نَفِدَت بشكل شبه كامل.
حزب الله قصف منزل نتنياهو بشكل مباشر وأحدث فيه أضرارًا بالغة.
حزب الله قصف تجمع جنود العدوّ أثناء تناولهم وجبةَ العشاء في معسكر للاحتلال في بنيامينا، وقتل وأصاب نحو 100 جندي صهيوني في عملية واحدة ذات طابع استخباراتي متناهي الدقة.
وحين بدأت “إسرائيل” ما أسمته اجتياحها البري للبنان غرقت وتاهت في سهوله ووديانه واصطدمت بمقاومة شرسة؛ لدرجة أنها كانت تستخدم غارة جوية لمقاتل واحد من حزب الله ثابت في مترسه ينكل بجنود العدوّ ببندقيته “كما شاهدنا في الفيديو الذي نشرته “إسرائيل” نفسها.
ولولا هذه المقاومة الشرسة التي عجزت أمامها “إسرائيل” عن اجتياح لبنان على مدى 60 يومًا لما ركعت “إسرائيل” وقبلت بوقف إطلاق النار.
حزب الله قدم قائدَه شهيدَ الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله، والكثير من قادته ومقاتليه شهداء في سبيل الله على طريق القدس.
”إسرائيل” دخلت غزةَ كاملةً ومع ذلك هي لم تنتصر على حماس ولن تنتصرْ بإذن الله.
فكيف بالسذج الذين يقولون إنها انتصرت على لبنان وهي لم تستطع دخولَ كامل جنوبه، وفقدت الكثير من جنودها وآلياتها وهُجّر مستوطنوها من الشمال وضُربت في قلب كيانها.
إذن لبنان انتصرت على “إسرائيل”.. ومنعت “إسرائيل” من اجتياحها.
إذن حزب الله أركع نتنياهو لوقف إطلاق النار بعد أن لقّنه أقسى الضربات الموجعة.
كُلُّ دولة أَو حركة مقاومة استطاعت مواجهةَ الاحتلال وصمدت أمامه وقتلت جنودَه ودمّـرت دباباتِه وقَصفت مستوطناته وهي ما زالت موجودة ولم تنتهِ فهي قد انتصرت عليه انتصارًا ساحقًا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الاعتداءات على إخواننا الجنوبيين
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبنّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار* مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء.) صدق الله العظيم
أزهري محمد أحمد بلول
١٦ يناير ٢٠٢٥م
١٦ ربيع ١٤٤٦ هجرية
إن التفلتات الأمنية التي حدثت في مدينة ود مدني وضواحيها، وخاصة ضد إخواننا الجنوبيين مرفوضة جملة وتفصيلًا، فهم ليسوا طرفًا في هذه الحرب اللعينة. يجب وقف هذه التفلتات فورًا ومحاسبة مرتكبيها، وبعض هذه الأحداث موثقة بالفيديو، وبالصور. هذه التفلتات الأمنية الفظيعة ضد إخواننا الجنوبيين، وضد جميع المواطنين السودانيين في مدينة ود مدني، وضواحيها، يجب أن تحظى بتحقيق دولي لكي ينال كل متعدٍ نصيبه من العقاب، ولكيلا تتكرر في المستقبل.
إن مسؤولية هذ التفلتات تقع على قيادة الجيش والتي لم تقم بواجبها لحماية السكان. لقد شاركت في استرداد مدينة ود مدني كتائب البراء، وهي مجموعة تضم المهووسين دينيًا ومعروف عنها العنف وسفك دماء الأبرياء. هذه المجموعة المتطرفة تجد الاحتفاء من قبل قيادة القوات المسلحة السودانية وخاصة من قائدها الفريق عبد الفتاح البرهان.
إن ما جرى لبعض السكان في مدينة ود مدني وضواحيها، من ذبح، ورمي في نهر النيل الأزرق، وقتل بالرصاص أمام أعين الناس، واغتصابات، هو نذير عريان للمجتمع الدولي فإن لم يقم بدوره في مواجهة الهوس الديني، والذي تمثله كتائب البراء، فستكون العواقب وخيمة.
لقد رفض الفريق البرهان قائد القوات المسلحة السودانية مرات عديدة الجلوس مع قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو لتحقيق السلام. والفريق البرهان دائم القول إنه يريد أن يسلّم الشعب السوداني السودان وهو خال من قوات الدعم السريع. والبرهان بقوله هذا، فهو يكذب مرتين، الكذبة الأولى أنه لن يستطيع تحقيق نصر كامل على قوات الدعم السريع، والكذبة الثانية أنه لن يسلم الحكومة للشعب السوداني فهو ديكتاتور، ومتسلط، ومتشبث بالسلطة. ومن نتائج الحرب الوخيمة أن المواطن يدفع ثمنها فهو ضحية لتفلتات قوات الدعم السريع ومنسوبيها، وكذلك هو ضحية لتفلتات القوات المسلحة السودانية ومنسوبيها.
الإخوة الأعزاء في دولة جنوب السودان: إن ما جرى في مدينة ود مدني وضواحيها من فظائع لا يمثل السودان، أو السودانيين، وإنما هو عمل جماعات مهووسة لا تعرف السلام، والمحبة
والإخاء، والرحمة، جماعة تلتحف قداسة الإسلام وهو منهم براء، جماعة أتلف العنف قلوب أفرادها فصاروا بلا إنسانية.
فلا تجعلوا هذه الحوادث المؤسفة تقف حجر عثرة بينكم وبين إخوتكم في الشمال والذين استقبلتموهم واستضفتموهم أحسن ضيافة في دولتكم جنوب السودان.
فوتوا على جماعة الهوس الديني، الإخوان المسلمين، أي فرصة لإحداث خلافات بينكم وبين إخوتكم من الشمال والذين يعيشون معكم في دولتكم. كونوا يدًا واحدة ضد جماعة الإخوان المسلمين، تجار الدين، هم سبب شقاء السودان والسودانيين، في الشقين، الشمال، والجنوب، وهم سبب فصل الجنوب من الشمال بسياستهم المتطرفة البعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي. إن لكم في قلوب إخوتكم من الشمال محبة خاصة كما أن في قلوبكم محبة خاصة لهم، فطوروها حتى تكون نواة لسودان الغد المشرق والذي كتب عنه الأستاذ محمود: (الوحدة بين جنوب السودان، وشماله، وحدة مقضي عليها بالبقاء.. وكل محاولة لتفتيتها محتوم عليها بالفشل..)
أهديكم كلمات الشاعر من جنوب السودان عبد المنعم عبد الحي:
أنا ابن الشمال سلمته قلبي
وعلى ابن الجنوب ضميت ضلوعي.
كما قال الأستاذ محمود محمد طه عنكم: (الجنوبيون أصفى من ماء المزن الهتون).
حفظ الله دولتي السودان وجنوب السودان من شرور الهوس الديني.
أزهري محمد أحمد بلول
azharimk@gmail.com