بوابة الوفد:
2025-04-17@19:13:57 GMT

كلام فى السياسة والإعلام

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

علم الاتصال هو المظلة الكبيرة إلى يندرج تحتها الإعلام بكل أنواعه ووسائله، ولو تحدثنا عن الإعلام السياسى والإخبارى فنحن هنا بصدد ذلك النوع من الاتصال الذى يساهم فى صنع السياسة العامة وليس مجرد ناقل للأخبار أو عارض للقضايا السياسية, فقد بات واضحا أن وسائل الاتصال بإمكانها أن ساهم فى نشوب الصراعات الدولية مثلما تساهم فى تجنبها أو تخفيف حدتها والمساعدة فى إنهائها، وهناك قاعدة راسخة فى علم الاتصال تقول:»إن أى صراع وعلى اختلاف نوعه، شخصى أو محلى أو دولى ما هو إلا شكلا متطرفا من أشكال الاتصال.


لا شك أن دور وسائل الإعلام فى السنوات الأخيرة قد تغير بفعل التطور التقنى واتساع رقعة البث, فأصبحت وسائل الإعلام أدوات متعددة الأبعاد يمكنها أن تخدم الحكومات والمواطنين على حد سواء, فيمكن أن يعمل الإعلام على تحسين الحوكمة، وجعل الإدارات العامة أكثر تنوعًا، ناهيك عن أن الطبيعة المتعددة الأبعاد لوسائل الإعلام ذات صلة مباشرة بالواقع السياسى للمجتمعات, وهذا يتضح جليا فى حالة الصراعات بالنظر إلى تعدد أبعادها, وليست مبالغة أن الإعلام السياسى بإمكانه أن يلعب دورا فى منع الصراعات، وهذه مهمة عظيمة فى أبسط صورها نقل الحقيقة كاملة غير منقوصة وهذه مهمة ليست بسيطة أو خطية أو منظمة.
إن فهم التفاعل بين وسائل الإعلام والواقع السياسى للمجتمع الذى تعمل فيه يمكن أن يسهل فهمًا أكبر لأدوار وسائل الإعلام فى التنمية السياسية المستدامة, حيث يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورًا حيويًا فى السماح لعملية السلام بالتطور والاستقرار من خلال تمكين الحلول فى المجتمع من التعبير عن نفسها ومناقشتها بطريقة إيجابية, وهذا يتطلب خلق مساحة إعلامية مناسبة يمكن أن يحدث فيها هذا.
فى حين أن وسائل الإعلام هى جهة فاعلة نشطة, ووكيل تغيير محتمل، هناك تفاعل كبير بين وسائل الإعلام والسكان والدبلوماسيين والعسكريين والمجتمع المدنى بل والقطاع العريض من الشعب الذى يتلقى الإعلام بتلك السهولة التى أتاحتها التكنولوجيا والتى جعلت من وسائل الإعلام نفسها تتألف من جهات فاعلة متعددة فى قطاعات تضم بشكل متزايد جهات فاعلة هجينة، وذلك بفضل نمو وأهمية وسائل التواصل الاجتماعى كونها إعلام حديث جاذب, وعلى هذا النحو، فإن الإعلام السياسى من بين الجهات الفاعلة المختلفة فى عملية صنع السياسة بل ويمكننا وصفه بأنه من بين العديد من اللاعبين المتباينين، فى عالم السياسة وكل منهم لديه أجندة مختلفة.
إن الإعلام السياسى الفعال قادر على إحداث تغيير إيجابى فى سلوك الناس، وتمكينهم من أن يصبحوا مسؤولين، أصحاب مصلحة ونشطين يفهمون السياسات ويستخدمون المعلومات لممارسة حقوقهم الإنسانية؛ إذا كان الهدف هو الانتقال من الاستقطاب إلى العلاقات الإيجابية, وفى مثل هذه الحالات، يمكن أن تكون وسائل الإعلام أداة فعالة لبناء هذه العلاقات، من خلال تغيير السلوكيات والمواقف. 
فى نهاية المطاف، إن تأثير الإعلام السياسى على السلوك معقد ومن المرجح أن يؤثر على المواقف والآراء التى تشكل السلوكيات بدلاً من التأثير بشكل مباشر على تصرفات الناس, ويمكن للإعلام السياسى المهنى الفعال أن يلعب دورًا حاسمًا فى السماح لعملية السلام المجتمعى بالتطور من خلال تمكين التعبير عن الاحتياجات الأساسية ومناقشتها بطريقة غير عنيفة, ومع ذلك، يتطلب هذا مساحة إعلامية مناسبة وقدر عال من المهنية والوصول إلى معلومات موثوقة قائمة على الحقائق.
فى الوقت نفسه، يفرض المشهد الإعلامى المتغير وتأثيرات وسائل الإعلام على القضايا السياسية المطروحة العديد من التحديات على ممارسى الإعلام, حيث إن الافتقار إلى المهنية والدراسة المتخصصة المتعلقة بعلم السياسة حين يتم تناوله فى الإعلام؛ كلها أمور لا تزال تعيق الجهود المبذولة لجعل الإعلام السياسى يقوم بدوره المناط به فى عملية صنع السياسة فى مجتمع وقع بالفعل فى فخ التغييرات التكنولوجية وطبيعة استخدام الجمهور لها.
ولو سلمنا بأن الصراعات الدولية هى شكل متطرف من أشكال الاتصال السياسى، فعلينا أن نؤكد على أهمية وخطورة الإعلام السياسى والإخبارى وأرى أن مشكلته الأساسية تكمن فى بعض الحالات فى الارتكان إلى غير المتخصصين، ودائما أقول أن من لم يدرس العلوم السياسية لا يصلح للعمل فى مجال الأخبار أو البرامج السياسية فى الإعلام, العالم كله الآن يهتم بالتخصص والتخصص الدقيق أو ما يعرف بالتخصص داخل التخصص وهذا ولا شىء غيره هو مستقبل الإعلام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وسائل الإعلام يا خبر د حسام فاروق مستقبل الإعلام وسائل الإعلام یمکن أن

إقرأ أيضاً:

غضب فني بعد تشكيل لجنة الدراما.. وأشرف زكي يردّ بقوة

متابعة بتجــرد: شهد الوسط الفني المصري حالة من الغضب بعد إعلان مجلس الوزراء عن تشكيل لجنة الدراما، التي خلت من التمثيل الفعلي للنقابات الفنية والعناصر الأساسية في صناعة الدراما، ما أثار انتقادات واسعة من أبرز رموز الفن.

وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج “على مسؤوليتي” عبر قناة “صدى البلد”، عبّر الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن استيائه الشديد من استبعاد النقابات من اللجنة، واصفًا الأمر بـ”غير المقبول”.

وقال زكي: “حتى هذه اللحظة، لم يتم إبلاغنا رسميًا بأي شيء يخص لجنة الدراما والإعلام. فوجئنا بتصريحات متحدث الحكومة بأن اللجنة قد تتواصل معنا إذا رأت ضرورة لذلك. وهذا مؤسف ومحبِط”.

وأضاف: “نحن نمثل 70 ألف فنان، من صنّاع الدراما الحقيقيين، ولا يمكن تجاهلنا بهذا الشكل. هذه أول مرة أرى لجنة تُعنى بالدراما والإعلام لا تضم ممثلاً عن النقابات أو حتى مخرجًا واحدًا!”.

كما أبدى زكي رفضه المطلق للمشاركة في لجنة لا تضم النقابات، مؤكدًا أن الفنانين لا يطلبون تمثيلًا مجاملة، بل حقًا مشروعًا لمن يعيش تفاصيل المهنة يوميًا. وقال: “لن نشارك في لجنة لا تعترف بوجودنا أو دورنا، نحن أصحاب القضية، ولا نقبل التهميش”.

وأشار إلى أن الموسم الرمضاني الأخير حقق نجاحًا كبيرًا بفضل النقابات والشركات الوطنية وعلى رأسها “الشركة المتحدة”، التي قال إنها لعبت دورًا محوريًا في هذا النجاح، مضيفًا: “النجاح تحقق بجهودنا، لا بحاجة إلى لجنة تُقصينا”.

وفي ختام حديثه، أكد أشرف زكي أن النقابة تعمل في صمت لخدمة أعضائها، رغم غياب الدعم الحكومي، قائلًا: “نواصل عملنا لأننا نؤمن برسالة الفن، حتى لو لم يُقدّرنا أحد”.

main 2025-04-16Bitajarod

مقالات مشابهة

  • وزارة الرياضة تنظم ورشة عمل تثقيفية لممثلي وسائل الإعلام المحلية استعدادًا لانطلاق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1
  • أونروا: السلطات الإسرائيلية تمنع دخول وسائل الإعلام الدولية لغزة
  • "الأونروا" تُعقّب على منع إسرائيل دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة
  • المغاربة يقضون قرابة 6 ساعات يومياً أمام وسائل الإعلام
  • الرسوم الجمركية ومخاوف الركود تلقي بظلالها على أرباح وسائل الإعلام الأمريكية
  • نيجيرفان بارزاني والسوداني يؤكدان ضرورة إبقاء العراق بمنأى عن الصراعات
  • هيئة الإعلام والاتصالات تدعم الانتخابات المقبلة
  • غضب فني بعد تشكيل لجنة الدراما.. وأشرف زكي يردّ بقوة
  • يملك طائرة وشركات.. وسائل الإعلام البريطانية تنشر قصة وفاة غامضة لملياردير بريطاني بالمغرب
  • غدًا .. مسرح الإعلام يشهد الكشف عن تفاصيل الدورة 29 لمعرض مسقط الدولي للكتاب