لماذا تستميت أوكرانيا بالدفاع عن مدينة بوكروفسك؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
كييف- منذ عدة شهور، يعتبر محور مدينة بوكروفسك واحدا من أسخن جبهات القتال على الإطلاق بين أوكرانيا وروسيا، ففيه تدور معظم الاشتباكات، ويسقط معظم القتلى والمصابين في كلا الجانبين.
وحسب هيئة الأركان الأوكرانية، يشهد المحور نحو 100 اشتباك مباشر كل يوم، أي ما يعادل نصف عدد الاشتباكات بكامل الجبهات الممتدة على مسافة تتجاوز ألفا و200 كيلومتر.
وتؤكد الهيئة أن القوات الروسية تخسر فيه يوميا قرابة 200 و300 جندي بين قتيل وجريح، في حين يتحدث الروس عن أرقام مشابهة تخص خسائر القوات الأوكرانية.
لا ينكر الأوكرانيون أن محور المدينة هو الأصعب على قواتهم، وتتقدم نحوها القوات الروسية بوتيرة بطيئة لكنها ثابتة، حتى باتت على بُعد يقل عن 10 كيلومترات منها.
موقع إستراتيجي
ورغم الصعوبات والخسائر، يفسر الموقع الجغرافي الإستراتيجي الذي تتمتع به المدينة استماتة الروس والأوكرانيين لإحكام السيطرة عليها.
تبعد بوكروفسك نحو 25 كيلومترا فقط عن حدود مقاطعة دنيبروبيتروفسك المجاورة، التي لا يملك الروس فيها موطئ قدم، وهي آخر مدينة في الجزء الغربي من مقاطعة دونيتسك التي يسيطر الروس على أكثر من 55% من مساحتها، وتعتبر واحدة من أهم أهداف حربهم، إذ تشكل مع مقاطعة لوغانسك شمالا ما يعرف بإقليم دونباس.
إعلانوالسيطرة على بوكروفسك، بحسب أوليغ جدانوف الخبير العسكري والعقيد في قوات الاحتياط، تعني بالنسبة للروس الوصول إلى الطريق الدولي "إم 04" (M04)، وتهديد مقاطعة دنيبروبيتروفسك وقطع إمدادات القوات الأوكرانية من الجهة الغربية تماما.
وتابع للجزيرة نت: "وصول الروس إلى بوكروفسك يعني أيضا التمهيد نحو التحرك والسيطرة على كثير من القرى المتبقية غرب مقاطعة دونيتسك، وشمالا نحو كبريات المدن المتبقية فيها، كونستانتينيفكا وكراماتورسك وسلافيانسك".
لكن كلمة السر وراء "استماتة" كلا الجانبين لا تقتصر على الموقع الجغرافي وحسب، بل على حقيقة أن المدينة تربض على ثروة طبيعية لا مثيل لها عالميا، ولا غنى لاقتصاد أوكرانيا عنها. وتوجد فيها مناجم ضخمة ووحيدة لفحم الكوك النادر، الذي يحمل العلامة "كيه" (K)، والضروري لإنتاج الصلب في أكبر مصانع المعادن بالبلاد.
أهمية حيويةمن جانبه، قال أوليكساندر كالينكوف مدير اتحاد مصنعي المعادن "أوكر ميتالو بروم"، للجزيرة نت، إن هذه المناجم تُعد أحد الأصول الإستراتيجية الرئيسية لكييف في مجال صناعة المعادن، وخسارتها تعني تراجع هذه الصناعة بنسبة تتراوح بين 50 و60%، وبالتالي لن تصبح أوكرانيا دولة تتميز بصادرات فحم الكوك والمعادن.
ويبدو أن هذه الأهمية الحيوية تدفع الشركة المسؤولة عن عمل المناجم إلى استمرار العمل رغم شدة المخاطر، ورغم أن قوات روسيا تبعد نحو 14 كيلومترا فقط عن مبنى إدارة الشركة في قرية "أوداتشنوي".
وأفاد أندري أكوليتش الرئيس التنفيذي للشركة بأن الموظفين المناوبين يعملون بسترات واقية للرصاص، ويعيش عمال المناجم بأمان في ملاجئ على مسافة بعيدة نسبيا عن خط المواجهة. وثمة ملاجئ خرسانية تحت الأرض وفوقها في المنطقة حتى لا يتوقف العمل.
وأضاف في حديث لوسائل إعلام محلية: "في مثل هذه الظروف، لا يزال 3.5 آلاف شخص يعملون في مناجم بوكروفسك بما يضمن استمرار دوران عجلة الاقتصاد".
إعلانهذا "التفاني" ضمِن لأوكرانيا استمرار عمل مصانعها حتى يومنا هذا، لكن شبح فقدان بوكروفسك ومواردها يخيم على المصنعين.
مصدر ثروةيقول مدير اتحاد مصنعي المعادن كالينكوف "اعتمادا على مناجم بوكروفسك، زوّدت أوكرانيا نفسها بنحو 90% من حاجتها إلى فحم الكوك في 2023، لكن الأوضاع تدهورت في العام الجاري، وبدلا من إنتاج 10 ملايين طن من الصلب كنا نخطط لها، قد لا يتجاوز حجم الإنتاج 3.5 ملايين طن".
ولفت إلى أنه إذا خسرت كييف مناجم المنطقة، فستضطر الشركات لاستخدام فحم الكوك المستورد حصرا وعليها قبل ذلك بناء طرق لوجستية مناسبة، الأمر الذي يحتاج إلى ما لا يقل عن عام ونصف العام.
وأضاف: "هذا مكلف جدا، وحجم هذه الواردات قد لا يلبي حاجة المصنعين وسيؤدي حتما إلى زيادة كبيرة في تكلفة المنتجات الأوكرانية، عشرات بالمائة".
وبرأي مدير اتحاد مصنعي المعادن، يجب أن يظل فحم الكوك في بوكروفسك تحت سيطرة أوكرانيا مهما حصل، لأنه بالنسبة لاقتصادها مسألة حياة أو موت، ووسيلة لا بد منها لانتعاش البلاد بعد الحرب.
يذكر أن أوكرانيا كانت غنية بمناجم الفحم والحديد قبل الحرب، وخاصة في إقليم دونباس جنوب شرق البلاد، وكان ناتجها المحلي يعتمد بنسبة 26.5% على القطاع الصناعي، بما يشمل صناعات التعدين (المواد الخام، قضبان، أسلاك، هياكل)، والصناعات الثقيلة (الدبابات والمدرعات العسكرية، الطائرات المدنية والعسكرية، القطارات، محركات الطائرات وتوربينات الغاز، الجرارات، الحافلات والسيارات).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حسن أبو الروس يشعل مهرجان ساوند ستورم العالمي بالرياض
أشعل الفنان حسن أبو الروس أجواء العاصمة السعودية الرياض بحفل غنائي استثنائي في مهرجان ساوند ستورم العالمي.
ووضع أبو الروس مسك الختام على فعاليات أولى ليالي النسخة الجديدة من مهرجان وكرنفال ساوند ستورم الموسيقي العالمي بإطلالة تعد هي الأولى من نوعها لفنان مصري يتم اختياره للمشاركة بالمهرجان لعامين متتاليين، عبر سهرة غنائية شهدت مشاركة نجم الراب توليت والنجم العالمي إيكون، ختاما بالظهور المنتظر للفرقة العالمية ميامي.
وخطف أبو الروس انتباه آلاف الحضور بإطلالة استثنائية جدا على فعاليات المهرجان، عبر تقديمه عرض مسرحي استعراضي راقص وغنائي، أعاد خلاله إحياء أشهر أغانيه مثل "شيكالاستيك" و"كل الناس" و"العيون بصالي" على طريقة المشاهد التمثيلية المسرحية بأداء غنائي راقص بمصاحبة فريقه من الراقصين والراقصات، والعرض من إخراج جهاد عبد الله وإنتاج كاروسيل.
واستهل حسن أبو الروس الحفل بدخول غير متوقع شبيه بدخلات حلبات المصارعة عبر تظليم الأجواء والخروج من داخل شاشات العرض المرئية في "دخلة" هي الأولى من نوعها في تلك السهرة، وختمها بالعرض الاستعراضي لأغنيته الشهيرة "مليونير"، ليترك الساحة مشتعلة من حماس الجماهير.
ويعد مهرجان "ميدل بيست ساوند ستورم MDL Beast Sound Storm محطة موسيقية عالمية في مسيرة حسن أبو الروس الغنائية، حيث يعد أحد أضخم وأهم الكرنفالات الموسيقية العالمية في الشرق الأوسط، ويشهد حفلات لكبار نجوم العالم الموسيقي، واحتضن هذا العام أكثر من خمسين حفل غنائي من بينها الفرقة العالمية لينكين بارك ومغني الراب العالمي امينيم والنجوم العرب أمثال إليسا وأحمد سعد.