أكد مندوب سوريا لدى مجلس الأمن، قصي الضحاك، أن الدولة السورية قد أوفت بالتزاماتها بشأن اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، معربًا عن أسفه لاستمرار تقارير المنظمة الشهرية بالترويج لاتهامات مسيسية ضد دمشق تأتي في تناغم مع ما تروج له بعض الدول الغربية من مزاعم وادعاءات.

وقال الضحاك - خلال كلمته في جلسة بمجلس الأمن حول الوضع في سوريا -: "لقد بات واضحًا أن الهدف من تلك الاتهامات هو اختلاق الذرائع للإساءة إلى سوريا وإيجاد المسوغات للخطوات غير الشرعية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، مضيفًا أن تجاهل التعاون والمستمر من الجانب السوري والاستمرار في النهج الاتهامي يمثل خروجًا عن مبادئ الحياد والنزاهة والمهنية التي تشدد عليها أحكام الاتفاقية.

وأوضح أن الطبيعة الخاصة لحالة سوريا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لا توجب تبرير التسيس الذي تقوم به الأمانة الفنية ضدها، مشددًا على أن هذا النهج لن يفضي إلا لمزيد من التعقيد تقويض مصداقية المنظمة، وبعدها عن الأهداف والمقاصد الحقيقية للاتفاقية.

وأعرب عن أسفه بعدم اكتفاء الأمان الفنية للمنظمة باتجاه التعاون مع سوريا بالتسرع في فتح مسألتين جديدتين، مؤكدًا أنه من غير الجائز إطلاق اسم مسائل عالقة على نتائج تحليل عينات لا تزال قيد التقييم الفني وتحتاج إلى المزيد من النقاشات العملية والفنية بين الخبراء من الجانبين.

وقال قصي الضحاك إنه في الوقت الذي تكرس فيه بعض الدول الغربية جهودها لاستهداف الدولة السورية بما في ذلك توظيف آليات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فإن ذات الدول تتجاهل الطلب الذي تتقدم الطلب الذي تقدمت به دولة فلسطين للتحقيق في حوادث استخدام إسرائيل للأسلحة الكيميائية خلال عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني على الرغم من مطالبة عدد كبير من الدول ومن بينها سوريا الأمانة الفنية التحرك لتلبية هذا الطلب.

وأضاف أن هذا السلوك يبرز مدى النفاق والتسيس وغياب المصداقية، مشيرًا إلى أن تلك الدول تتجاهل التهديد الحقيقي للسلم والأمن في منطقتنا ولمنظومة عدم الانتشار بكاملها والمتمثل بترسانة إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية.

وأشار إلى أن تلك الدول تدعم مساعي إسرائيل الخبيثة لتطوير أسلحته وبقائه خارج الصكوك الدولية القانونية التي تحظر هذه الأسلحة، فضلا عن عرقلة تلك الدول لجهودنا لإنشاء منطقة خالية في الشرق الأوسط من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل.

وأكد مندوب سوريا لدى مجلس الأمن أن بلاده قد التزمت بالكامل باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، حيث دمرت مخزوناتها ومرافق إنتاجها بشكل كامل، ولم تعد تمتلك أي نوع من هذه الأسلحة.

وأشار إلى أن الادعاءات التي تروج لها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بشأن خلاف ذلك تأتي في إطار محاولات استغلال هذا الملف سياسيًا، مشددًا على أن التقارير التي أصدرتها هذه الأطراف مبنية على مصادر غير مهنية ومنحازة، وتعتمد على أساليب الترهيب والترغيب وعلى معلومات من المجموعات الإرهابية وأذرعها، دون مراعاة معايير التحقيق المنصوص عليها في الاتفاقية.

ودعا مندوب سوريا الأمانة الفنية إلى اتباع نهج محايد وموضوعي ومهني، بما يتوافق مع ولايتها المحددة بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، وذلك من أجل إنهاء القضايا العالقة في أقرب وقت ووقف الاستغلال السياسي لهذا الملف، داعيًا إلى إغلاقه نهائيًا.

كما ذكر في ختام كلمته، بأن الخلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر السماح لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي أو غيره بالسيطرة على مدينة حلب، وما يترتب على ذلك من معاناة أهلها وتحويلها إلى نموذج لمدن كانت تحت سيطرة تنظيمات إرهابية مرتبطة بالقاعدة، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على تراث المدينة وتنوعها الديني والعرقي.

اقرأ أيضاًجوتيريش يؤكد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية فورا إلى جميع المدنيين في سوريا

مصطفى بكري: سوريا ستصمد وتسحق وكلاء الدول الأجنبية والصهيونية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأسلحة الكيميائية المنظمة الدولة السورية مندوب سوريا حظر الأسلحة الکیمیائیة مندوب سوریا

إقرأ أيضاً:

التحضيرية السورية لمؤتمر الحوار الوطني: سوريا لن ‏تكون دولة الحزب الواحد

شددت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري على أن المؤتمر المزمع عقده "ينفذ روح القرارات الدولية من خلال السوريين"، مشيرة أن الحوار القائم حاليا هو "حلم ونصر" تحقق بمشاركة الشعب ‏السوري "بعد عقود من القمع والاستبداد ‏الذي مارسه نظام البعث البائد".‏

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم اللجنة التحضيرية حسن الدغيم خلال مؤتمر صحفي جرى عقده في مبنى وزارة الإعلام السورية بالعاصمة دمشق، الاثنين.

وقال الدغيم إن "المؤتمر المزمع عقده ينفذ روح القرارات الدولية من ‏خلال قيادة السوريين للحوار الوطني بأنفسهم، عبر مناقشة أوضاع بلدهم في ‏مختلف المجالات، وعن طريق الخبراء الموجودين داخل بلدهم وخارجها".‏




وأضاف أنه "سيكون هناك معارضة مختلفة بعد إجراء الانتخابات ‏وصدور قانون الأحزاب، وهذا أمر طبيعي في دولة المواطنة، فسوريا لن ‏تكون دولة الحزب الواحد"، وفقا لوكالة الأناضول.

يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار جلسات الحوار التي يعقدها المكلفون بالتحضير للحوار الوطني الذي وعد به الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع في أول خطاب له للشعب السوري.

وخلال اليومين الماضيين، عقدت اللجنة التحضيرية جلسات حوارية في كل من حمص والساحل السوري ضمن الإعداد للمؤتمر المرتقب عقده في البلاد خلال المرحلة القادمة.

وتطرق الدغيم إلى جلسة الحوار التي عقدت في محافظة حمص، مشيرا إلى أن ‏"الحضور كان متنوعا ومن مختلف الأطياف والأديان والاختصاصات، ‏إضافة لمشاركة منظمات المجتمع المدني".‏


يشار إلى أن المؤتمر المرتقب الذي يتوقع أن يضم أكثر من ألف شخص من مختلف فئات المجتمع السوري، هو خطوة في إطار المرحلة الانتقالية التي من شأنها أن تنقل البلاد برئاسة الشرع إلى انتخابات حرة ونزيهة خلال السنوات المقبلة.

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وفي 29 كانون الثاني /يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.

مقالات مشابهة

  • «روزماري ديكارلو» تقدّم إحاطة بـ«مجلس الأمن» بشأن الأوضاع في ليبيا
  • الحكومة توافق على اتفاقية خطوط جوية منتظمة بين مصر و نيوزيلاندا
  • جابر يؤكد إلتزام السودان بإتفاقيات وقرارات مجلس الأمن بشأن منطقة أبيي
  • ترامب يرد على الانتقادات بشأن فصل موظفي الأمن النووي
  • مندوب الأردن أمام مجلس الأمن: يجب إطلاق جهد دولي فاعل لضمان حقوق الشعب الفلسطيني
  • جامعة بورسعيد تستضيف مبادرة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ابني وعيك
  • جامعة بورسعيد تستضيف مبادرة تنسيقية شباب الأحزاب "ابني وعيك"
  • التحضيرية السورية لمؤتمر الحوار الوطني: سوريا لن ‏تكون دولة الحزب الواحد
  • الجمعيه الفلكية السورية: رمضان يبدأ في سوريا يوم السبت 1 مارس
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: غادرنا ألمانيا بعد إجراء لقاءات وفعاليات هامة مع دول المنطقة والعالم، عبّرنا من خلال ذلك عن السوريين وأحلامهم وطموحاتهم ورؤيتنا الوطنية التي تمثل هويتنا وثقافتنا، وأنهينا زيارتنا بجلسة شفافة مع نخبة من الجالية السور