بوابة الوفد:
2024-12-12@00:27:14 GMT

سقوط «حماة»

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

التنظيمات المسلحة تقتحم السجن المركزى .. والجيش السورى يعيد تمركز قواته لاستعادة المدينة 

 

بعد اشتباكات ضارية، ادعت كل من القوات المسلحة السورية والجماعات المسلحة، سيطرتها على مدينة حماة وتحريرها. أعلنت المعارضة السورية، أمس، عن دخول المدينة من عدة جهات، مع مواصلة قتال شبيه بحرب الشوارع ضد القوات السورية فى أحياء عدة.

 

ورغم العملية العسكرية السورية الروسية التى استهدفت الجماعات الإرهابية، وقضت على أعداد كبيرة منهم، أبرزهم قوات النخبة المعروفة بـ«أصحاب العصائب الحمراء» وهى عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام. وبعد تداول مواقع التواصل صور أعداد كبيرة من القتلى، اختلف الأمر بعد وصول دعم قوى للجماعات المسلحة المعارضة، فأصبح الميدان ملكاً لهم.

واقتحمت التنظيمات المسلحة سجن حماة المركزى، وحررت مئات السجناء، وحسب تليفزيون أورينت القريب من المعارضة السورية، فإن العشرات من القوات السورية ومحافظ حماة هربوا مع تقدم قوات المعارضة داخل مدينة حماس.

من ناحية أخرى، أكدت القوات المسلحة السورية، أن القتال متبادل فى محيط جبل زين العابدين بمدينة حماة، وسط اشتباكات ضارية مع مقاتلى العصائب الحمراء، وهم عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام، من أبناء حماة المتمردين الذين تم طردهم من المدينة بعد اندلاع الصراع عام 2011.

وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، عن تمكن الجماعات المسلحة، من مناطق عدة داخل مدينة حماة، رغم تكبدهم خسائر كبيرة فى صفوفهم.

 وقالت وزارة الدفاع السورية، فى بيان: إنها أعادت الانتشار والتموضع خارج مدينة حماة فى محاولة لإخراج الجماعات المسلحة بعد سيطرتها على مدينة حماة.

وأضاف البيان: على مدى الأيام الماضية، خاضت قواتنا المسلحة معارك ضارية لصد وإفشال الهجمات العنيفة والمتتالية التى شنتها التنظيمات الإرهابية على مدينة حماة، من مختلف المحاور بأعداد ضخمة، مستخدمة كل الوسائط والعتاد العسكرى، ومستعينة بالمجموعات الانغماسية.

 وأشارت الوزارة فى بيانها إلى أنه «خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية، وارتقاء أعداد من الشهداء فى صفوف قواتنا، تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة فى المدينة ودخولها، رغم تكبدهم خسائر كبيرة فى صفوفهم، وأنه حفاظًا على أرواح المدنيين من أهالى مدينة حماة وعدم زجهم فى المعارك داخل المدن، أعادت الوحدات العسكرية المرابطة فيها الانتشار خارج المدينة»، وأكدت أنها ستواصل القيام بواجبها الوطنى فى استعادة المناطق التى دخلتها التنظيمات الإرهابية.

وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان المعارض للنظام السورى، إن فصائل المعارضة دخلت حماة بعد ليلة من المواجهات العنيفة «من جهات عدة، وتخوض حرب شوارع ضد قوات النظام فى أحياء عدة»، مضيفا أن 727 شخصاً، معظمهم مقاتلون وبينهم 111 مدنيا، قتلوا فى سوريا منذ بدأ هجوم فصائل المعارضة الأسبوع الماضى.

وأعلن زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولانى أمس، عن دخول الفصائل المعارضة الى مدينة حماة التى شكلت مسرحا لانتفاضة نفذتها جماعة الإخوان المسلمين قبل أربعة عقود وسحقتها دمشق بالقوة، مؤكدا أنه لا ثأر. وخاطب أهالى المدينة قائلا: «أبشّركم أن إخوانكم المجاهدين الثوار بدأوا بالدخول الى مدينة حماة، لتطهير ذاك الجرح الذى استمر فى سوريا لمدة 40 عاما»، وأسأل الله عز وجل أن يكون فتحا لا ثأر فيه بل فتحاً كله رحمة ومودة» وذلك فى مقطع فيديو مقتضب نشرته إدارة عمليات الفصائل على تطبيق «تلجرام».

يذكر أن قوات أصحاب العصائب الحمراء، واحدة من أبرز قوات النخبة لدى هيئة تحرير الشام، عناصرها بمثابة القوة الضاربة التى تشارك فى المعارك الكبيرة، يفضلون الموت على الانسحاب، وتم تدريبها بكفاءة عالية يملكون كافة الأسلحة الحديثة ويؤدون مهامهم بزى عسكرى موحد، وعلى رؤوسهم عصائب حمراء تميزهم، ظهروا لأول مرة خلال السنوات الماضية فى مقاطع فيديو أصدرتها هيئة تحرير الشام تصور عمليات خاصة واقتحامات ضد قوات الأسد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سقوط حماة التنظيمات المسلحة الجيش السوري لاستعادة المدينة تحریر الشام مدینة حماة

إقرأ أيضاً:

الثورة السورية ومتطلبات العرب

الانكسار المفاجئ لرئيس سوريا بشار الأسد مساء 6 ديسمبر 2024م بعد أن جثم هو وأسرته على كرسي الحكم على مدى 54 عاما، ثلاثون منها هي فترة حكم والده الفريق أول حافظ الأسد، الذي قام بإنقلاب عام 1970م ثم استلم منه الحكم إبنه بشار عام 2000م.

للأسف انحدار سوريا السياسي والإداري على مستوى الدولة، بعد ليبيا واليمن، واستشراء مظاهر الفوضى المسلحة في غالب أرجائها منذ عام 2010م بما أفضى لتغيير نظام الحكم عبر المعارضة المسلحة، كضرورة قصوى، يؤكد صحة وموثوقية المثل العامي السوداني:
” الفشا غبينتو خرب مدينتو”.. فها هي مدن الطغاة المنتقمين من معارضيهم السياسيين بلا رحمة، وحرصهم الأناني، واستفرادهم الفرعوني بالسلطة، من لدن القذافي وعلي صالح وحتى زين العابدين بن علي، الذي فر بجلده تاركا وراءه بلدا مهلهلا سياسيا ومتشاكسا مع مكوناته اجتماعيا يفتقر للمؤسسات البانية وحكم القانون.

حالة السودان في أبريل 2019م لم تكن مفاجئة ولا بدعا، فهي سنة السودانيين في فقه السياسة من لدن ثورتي أكتوبر 1964م وأبريل 1985م، اللتين أفضتا لحكومتين منتخبتين بسلاسة فائقة. بيد أن بدعة تقاسم العسكريين مع المدنيين غير المسبوقة في تاريخ السودان السياسي، والتدخل الأجنبي المباشر من سفارات الدول الأجنبية، هو ما أفضى بأهل السودان لما هم فيه من هم وامتعاض وغثيان.

ذلك لأن من ترك المجرب “حاقت به الندامة” كما يقول مثل أهل السودان الآخر.
أما على المستوى الدولي فإن ما حدث في سوريا هو اقتباس منهجي، وتطبيق حرفي، لما أحاط بالجنرال اليوغندي عيدي أمين دادا في عام 1979م، عندما انطلقت المعارضة المسلحة من تنزانيا المجاورة، بمشاركة وتواطؤ رئيسها جوليوس نايريري، الذي سلح وحمل المعارضة المسلحة على مركبات جيشه، يتقدمهما يواري موسوفيني وبول كاقامي فحكما يوغندا ورواندا على التوالي، وحتى يومنا هذا.

بيد أنه يتعين على المعارضة السورية، التي أصبحت اليوم صاحبة الأمر، ولاقت الترحيب من عموم الشعب السوري، باختلاف مكوناته الاجتماعية والثقافية، وبعد قرارات قيادات الجيش العربي السوري الوطنية والجريئة التي حقنت دماء شعبهم، عليهم أن يستفيدوا من دروس من سبقهم في هذا المضمار، من البعداء وأهل الجوار، والإعتبار بعواقبهم.

فعليهم أولا إعلان موعد لإجراء الانتخابات العامة وفي فترة لا تتجاوز العام الواحد، مهما كانت الأعذار، فإن التطاول مضر بإدارة الحكم، وتجربة السودان منذ أبريل 2019م هي خير برهان.

ثم يجدر بقادة الثورة عقد مؤتمرات شاملة للمصالحة الوطنية، والسعي بقدر ما يتيسر للعفو العام، وفتح صفحات نظيفة دون ضغائن ولا ثارات مع شعبهم، وإكرام من استذل بنزع الملك وبدلت أحوالهم، لأن تلكم هي سنة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وهي عقيدة معظم السوريين.

فهو الذي عفا عن مقاتليه من طغاة مكة وجلاوذتها المشركين الذين ساموا المسلمين سوء العذاب؛ فقال لهم وهم يرسفون بين يديه في الأغلال خاشعين وأذلاء منكسرين:
“إذهبوا فأنتم الطلقاء”؛ فعرفوا بذلك اللقب الإنساني الحليم إلى يوم الناس هذا وفي تواريخ البلدان وسير الأعلام.

كذلك يجدر بقادة السلطة السورية الجديدة أن يشكلوا حكومة قومية تحفظ التمثيل النسبي لكل الفصائل المشاركة من مواطنيهم، وألا يستأثروا بالحكم كغنيمة باردة، ولا يتعاملوا بالانتقام، ولا الانتصار لحظوظ النفس الأمارة، بل عليهم أن يستنوا بسنة النبي يوسف بن يعقوب عليه السلام، الذي يرقد بجوارهم، فيقولوا لمن أساء اليهم: “لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم”. وإنما قص الله أمره للمسلمين في القرآن لأخذ العبرة فيما سن قبلنا من المقربين وأولياء الله الصالحين.

يجدر كذلك أن تحفظ حكومة الثورة السورية العهود والمواثيق الدولية المبرمة مع الجميع، وخاصة مع دول وازنة دوليا وإقليميا، كروسيا وإيران وتركيا، ووفق قاعدة المعاهدات الدولية ومبدأ: “فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم”..
كذلك يجدر التنسيق وتعزيز العلاقات مع دول الجوار الشقيقة وخاصة لبنان والأردن والعراق.

للأسف ظل دور الجامعة العربية خافتا وغائبا وأقل من المطلوب طيلة فترة النزاع، ومنذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254عام 2015م والذي دعا للمصالحة الوطنية وإجراء الانتخابات العامة واستيعاب المعارضين في الحكم، فرفضته حكومة الرئيس بشار، فوصفتهم بالإرهابيين والمفسدين المارقين، وركنت لقوة حليفتيها روسيا وإيران لقمع مواطنيها.

فضلا عما ذكر، يتعين على الجامعة العربية الإرتقاء لمستوى الحدث والراهن الماثل على الأرض، وعليها أن تتحرك بنبض الشعوب، فلا تكون مجرد مكتب للسكرتارية أو وكالة للعلاقات العامة والمراسمية، والاكتفاء بإصدار المذكرات، وكما يراها كثير من المراقبين الدبلوماسيين.

الشعوب العربية تحتاج للأفضل لتمضي بعزة وثقة في مسيرة العصر والتقدم، ولن يتأتى هذا إلا بتغيير شامل ومدرك للواقع، يستلهم روح العصر ويحس نبض الجماهير العربية، ويتفهم اشواقها وتمنياتها، وعبر تفعيل آليات قاصدة للإرتقاء بالحكم الراشد وفي كل الدول الأعضاء، وتوسيع الشراكة السياسة القاعدية، والشورى البرلمانية، وتعزيز آليات المساءلة القانونية وبسط العدل والنزاهة.

دكتور حسن عيسى الطالب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المعارضة السورية تتجاهل العربدة الإسرائيلية
  • المعارضة السورية تسيطر على كامل مدينة دير الزور
  • الفصائل السورية المعارضة تعلن سيطرتها على مدينة دير الزور
  • سوريا.. الفصائل المسلحة تعلن سيطرتها على مدينة دير الزور
  • المعارضة السورية تسيطر على كامل مدينة دير الزور بعد انسحاب قسد
  • المعارضة السورية تسيطر على مدينة دير الزور
  • إدارة العمليات العسكرية السورية تعلن السيطرة على مدينة دير الزور
  • بعد سقوط الأسد.. شولتس وماكرون يبديان استعدادهما للتعاون مع المعارضة السورية المسلحة
  • محال مغلقة وشوارع فارغة.. قوات المعارضة المسلحة تفرض حظر التجول في دمشق
  • الثورة السورية ومتطلبات العرب