قال الدكتور إسلام رأفت، أستاذ التخطيط العمراني، إن دخول التطور التكنولوجي إلى المدن، يؤثر بشكل كبير على بنيتها التحتية، على سبيل المثال المدن القديمة التي يعود تاريخها إلى 200 عام أو أكثر، لا تستطيع مواكبة هذا التقدم التكنولوجي.

وأضاف «رأفت»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن الخدمات الإلكترونية المقدمة للمواطنين عبر الإنترنت، ومن خلال الأنظمة الإلكترونية التي تهدف إلى أن تكون الأساس والمرجع، تتطلب بنية تحتية قوية، وهو ما لا تستطيع المدن القديمة استيعابه.

وأكد أن البنية التحتية الحديثة تتطلب شبكات نقل معلومات تتميز بخصائص هندسية مختلفة تماما عن تلك الموجودة في المدن القديمة، فمثلا: الإعلان الذي أطلقه الرئيس في العاصمة الإدارية عن «العقل الإلكتروني» للحكومة لم يكن ممكنًا في القاهرة القديمة، لأن البنية المعلوماتية لم تعد قادرة على تحمل المزيد من التحولات التكنولوجية.

وأوضح أنه عند التفكير في مدن الجيل الرابع، نتصور مدنًا ذكية قادرة على مواكبة التغيرات التكنولوجية التي تحدث، مما يتيح للدولة والمواطنين الاستفادة منها، مشيرا إلى أن التطور التكنولوجي موجود، ولكن يجب أن تكون هناك بنية تحتية أو مرافق تسمح باستغلاله بشكل فعال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التطور التكنولوجي المدن الذكية مدن الجيل الرابع العاصمة الإدارية

إقرأ أيضاً:

هاتف «تيسلا» وتكهنات مستقبل الابتكار التكنولوجي

انتشر الحديث في الآونة الأخيرة عن الابتكار الخارق لشركة تيسلا (Tesla) بشأن إنتاج أول هاتف ذكي يتميز بخصائص تقنية متقدمة؛ مثل الاتصال بالأقمار الصناعية، وإعادة الشحن عن طريق الطاقة الشمسية، والتكامل السلس مع التكنولوجيا القائمة لمنتجات الشركة من سيارات وغيرها، مع القدرة على تسهيل التعامل بالعملات الرقمية المشفرة، وإن كانت نجاحات «تيسلا» السابقة شاهدة على ريادتها التكنولوجية، إلا أن ابتكار الهاتف الذكي قد غير من قواعد اللعبة بشكل حاسم ونهائي.

تعالوا في البدء نتذكر الابتكارات والإنجازات التي حققتها شركة «تيسلا»، والتي أحدثت ثورة في العديد من الصناعات الحيوية، سنجد أن الشركة قد أنتجت ابتكارات طموحة وتحويلية في المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة، وفي قطاع استكشاف الفضاء، والتكنولوجيا العصبية، وهي جميعها ابتكارات معززة بالذكاء الاصطناعي، مما أتاح لها تحقيق الأداء العالي والاستدامة القائمة على التكنولوجيا المتطورة، ويُعد دخول «تيسلا» إلى قطاع الهواتف الذكية قفزة تكنولوجية كبيرة ومِفْصَلية في آنٍ واحد، لأن الجهاز المبتكر الذي أصبح حديث الساعة ليس منتجًا جديدًا يقدم ميزات رائدة للمستهلك، وينضم بجانب المنتجات الأخرى على رفوف العرض، ولكنه في حد ذاته ظاهرة علمية تُجسد وبشكل واقعي فلسفة التكامل المرن مع النظام البيئي الحالي لابتكارات الشركة، وهو كذلك بمثابة نقطة التحول غير المسبوق في قطاع الاتصالات، وذلك من حيث تحقيق الوصول إلى الإنترنت عبر شبكة الأقمار الصناعية، وعليه فإن التفاعل الكبير على وسائل الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن هاتف «تيسلا» هو انعكاس للترقب الذي خيّم على الأوساط العلمية والفكرية مع بدء ظهور التكهنات بنشأة مشهد جديد لمستقبل الابتكار التكنولوجي في جميع المجالات ذات الكثافة المعرفية العالية.

وعلى الرغم من أن تأثير هذا الهاتف لا يزال على قيد القراءة الاستراتيجية للمختصين وتقدير خبراء التكنولوجيا، ويجب إتاحة الوقت لظهور الابتكار في الأسواق الاستهلاكية، ثم دراسة أثر هذه الابتكارات على المنافسين لشركة «تيسلا»، ومدى رضا المستهلكين، إلا أن ابتكار الميزات التقنية المتقدمة للهاتف يقودنا إلى النقطة المحورية وهي أهمية التفكير والتعلم في الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه القصة، وفي مقدمتها ديناميكية المشهد التنافسي لقطاع الهواتف الذكية، إذ أن الدخول المحتمل لهاتف «تيسلا» يمكنه أن يعطل الديناميكيات التنافسية الحالية، ويعيد تشكيل توقعات المستهلكين، فالنهج الراسخ لابتكارات «تيسلا» وقوة علامتها التجارية ليس أمرًا يمكن أن يتجاهله الفاعلون الأساسيون في القطاع، وهذا يعيد إلى الأذهان أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية، وتعزيز استدامة المنتجات الابتكارية في وجه الابتكارات التحويلية الخارقة.

ولا يقتصر الأمر على محور التنافس مع العلامات التجارية للهواتف الذكية الراسخة وحسب، فإنه من المرجح أن يرافق دخول الهاتف حيز الاستهلاك حدوث تغيير جذري في فهم حيثيات الابتكار التحويلي من منظور اقتصادي واجتماعي وثقافي، فكما ساهمت ابتكارات «تيسلا» في إنتاج السيارات الكهربائية على تسريع برامج المركبات الكهربائية والقيادة الذاتية بدافع تشجيع التحول إلى النقل المستدام، فإن الحاجة ماسة إلى فهم المحركات الأساسية للابتكارات التحويلية، ومدى قدرتها على الاستحواذ الكلي في القطاعات المرتبطة بها، وتأثيرها على إزاحة الابتكارات التقليدية السائدة، وإحالتها إلى الوضع غير الوظيفي أو غير المستغل، إذ ليست جميع المنظومات بنفس مستوى الممكنات القادرة على دعم الابتكارات التحويلية، ومع الأخذ في الاعتبار بأن تاريخ التطور في الابتكارات الصناعية التي أفرزتها الثورات الصناعية المتعاقبة قد تميز بالتدرج في التطوير التقني، وحالات التغيير الجذري الهائل هي حالات قليلة، ولم تتطلب عملية التكييف درجة عالية من الجاهزية، فإن محور الجاهزية بحاجة إلى التركيز والتحليل والفهم الشمولي.

والدرس الأكبر الذي يمكن استخلاصه هو أهمية بناء فهم مختلف للابتكار المستقبلي، فكما استطاعت شركة «تيسلا» تقديم ابتكار متكامل مع ابتكاراتها السابقة، فإن التوجه المستقبلي للابتكار سوف يكون أكثر ميلًا للمسارات التكاملية، والمجالات متعددة التخصصات، وبذلك فإن الجهود التطويرية والابتكارية سوف تتطلب تنوعًا تخصصيًا وفكريًا، وتشير التكهنات إلى أن عولمة الابتكار قد أصبح واقعًا لا يمكن تجاهله، وعلى المؤسسات التعليمية والبحثية المبادرة في تأسيس الجيل القادم من المخترعين والمبتكرين ذوي المهارات المتنوعة، وتعد مهارات التواصل الاستراتيجي ضمن أبرز المهارات التي يجب على المبتكرين الناشئين تعزيزها وممارستها، فالعمل التطويري سوف يكتسب صفة التشاركية على المستوى المحلي والدولي، وهذا يتطلب بناء وترسيخ أساسيات العمل مع الفرق الفنية والتقنية الافتراضية، والسعي نحو استكشاف مجالات طموحة في الابتكار وفي الوقت ذاته تكون مزدوجة التأثير، ومعززة لقطاعات ابتكارية مماثلة، مع الأخذ في الحسبان تمكين التخطيط والاستشراف المستقبلي في الابتكار النوعي الموجه نحو الاقتصاد والتنمية الاجتماعية، إذ أن مفتاح البقاء على الخريطة المعرفية يعتمد بشكل أساسي على امتلاك القدرة الاستباقية على استشراف معالم المستقبل، وتعريف الفرص التكنولوجية الكامنة في القطاعات الحيوية، وتعزيز جاهزية منظومات الابتكارات على استيعاب الابتكارات التحويلية دون الإخلال بالتوازن الاستراتيجي لبيئة الأعمال والمجتمع المستفيد من الابتكار.

إن قصة ابتكارات هاتف «تيسلا» تؤكد أنه في عالمٍ تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الاقتصاد لا مكان سوى للابتكارات القادرة على إعادة تشكيل المشهد التنافسي، والدفع بالحدود التكنولوجية إلى ما هو أبعد من التطوير الشكلي المحدود، وإرساء معايير جديدة للصناعة والإنتاج والاستهلاك، ووضع النتاجات الابتكارية في طليعة التقدم العلمي غير المسبوق، فما تحمله الابتكارات التحويلية من فرص ومخاطر يجب أن يكون في صميم التخطيط والاستشراف المستقبلي، وعلى جميع الفاعلين في منظومات الابتكار مسؤولية إدراك البعد غير الملموس للتسارع التقني والتكنولوجي، ووضع الأدوات اللازمة لاستيعاب مسارات التقدم العلمي التي يمكنها تغيير معالم الاقتصاد والحياة في فترات زمنية وجيزة، فالجاهزية لا تقتصر على تلقي الابتكارات الجديدة وإحلالها محل الجوانب التقليدية، ولكنها تمتد لتشمل كافة الجوانب الفكرية والثقافية والمجتمعية، وتفرض على المنظومات سرعة التكيف مع حقيقة قصر دورة تطوير المعرفة إلى منتجات وخدمات، والبحث عن آليات تمكين القدرات الذاتية على تقييم درجة استيعاب المنظومة للابتكارات الجديدة، وتأثير إدماجها على المدى المتوسط والبعيد.

مقالات مشابهة

  • أستاذ تخطيط: مشروعات الإسكان الاجتماعي لا تهدف للربح (فيديو)
  • رئيس الإنجيلية: التطورات التكنولوجية تجعل حياة الإنسان أسهل لكنها أيضًا تثير بعض المخاوف حول توجه البعض
  • انطلاق منتدى "تقنية الجيل الخامس 5G وما بعدها" تحت عنوان "تمكين المدن والمجتمعات الذكية والمستدامة"
  • هاتف «تيسلا» وتكهنات مستقبل الابتكار التكنولوجي
  • وكيل «ثقافة النواب»: عدم تخطيط الدعم يؤدي لضعف جودة الخدمات المقدمة للمواطنين 
  •   الإعلان عن المدن التي تتمتع بأعلى جودة حياة في العالم.. هذا ترتيب إسطنبول وأنقرة
  • فتح باب التسجيل للمشاركة في منتدى تقنية الجيل الخامس وما بعدها
  • رئيس الوزراء يؤكد الاهتمام بالإسراع في طرح تخطيط وتطوير منطقة «منف» الأثرية
  • رئيس الوزراء يتابع إجراءات طرح تخطيط وتطوير منطقة منف الأثرية على مكتب استشاري عالميّ
  • «القومي للاتصالات»: إقامة منتدى تقنية الجيل الخامس يومي 10 و11 ديسمبر الجاري