أظهر استطلاع حديث للرأي أن 52% من الإسرائيليين اليهود يعارضون بناء مستوطنات في قطاع غزة، بينما 42% يؤيدون ذلك.

وأشار استطلاع نشره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية (غير حكومي) أمس الأربعاء إلى أن 49% من الإسرائيليين اليهود يؤيدون إقامة حكومة عسكرية إسرائيلية في غزة، مقابل 42% يعارضون ذلك.

وقال المعهد في بيان "سألنا فقط أولئك الذين يؤيدون الاستيطان اليهودي في غزة عن السبب الرئيسي لموقفهم، ووجدنا أنه تصحيح خطأ الانسحاب الأحادي الجانب من غزة عام 2005″، وفق تعبير المستطلعة آراؤهم.

وأضاف المعهد في بيانه أن السبب الثاني الأكثر شيوعا بين المستطلعين هو اعتقادهم أن "غزة جزء من أرض إسرائيل"، وهو الرأي الأكثر شيوعا بين المتدينين.

أما الإجابة الثالثة الأكثر شيوعا، فكانت "توفير حماية أفضل لسكان منطقة حدود غزة"، وهي أيضا الرأي الأكثر شيوعا بين اليهود العلمانيين الذين يؤيدون الاستيطان في غزة، بحسب البيان.

وذكر المعهد أنه في العينة الكلية التي "شملت مستطلعين يهودا وعربا إسرائيليين"، أظهرت النتائج أن "58.5% يعارضون إقامة مستوطنات يهودية في قطاع غزة، بينما يؤيدها 36%".

وأضاف: "على نحو مماثل، فيما يتعلق بإنشاء حكومة عسكرية في غزة، فإن النسبة الكبرى من المجيبين تعارض (49%)، وإن كانت الفجوة أصغر مقارنة بنسبة المؤيدين (42%)".

إعلان

من جهة أخرى، أظهرت نتائج الاستطلاع تراجعا في نسبة الإسرائيليين اليهود الذين يعتقدون أن حكومتهم تبذل أقصى الجهود لإعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، حيث انخفضت النسبة من 52% في مارس/آذار الماضي إلى 43% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

هدمت قوات الاحتلال مباني في غزة وأنشأت قواعد عسكرية (الأناضول)

ورأى 55% من الإسرائيليين اليهود أن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "ستسرّع إنهاء الحرب في لبنان وغزة"، في حين قال 10.5% إنها ستسرع إنهاء الحرب "فقط في لبنان"، و2% قالوا إنها ستفعل ذلك "فقط في غزة".

بينما رأى 14% أن إدارة ترامب "لن تسرع إنهاء الحرب على أي من الجبهتين"، في حين قال 18.5% إنهم لا يملكون إجابة محددة.

وعلى صعيد آخر، اعتبر 45% من الإسرائيليين اليهود أن بنيامين نتنياهو "لا يستطيع أن يعمل بشكل ملائم رئيسا للوزراء في زمن الحرب إذا طُلب منه الإدلاء بشهادته أمام المحكمة"، وفق الاستطلاع ذاته.

وذكر المعهد أن الاستطلاع أجري بين 25 و28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وشمل عيّنة عشوائية من 600 إسرائيلي وكان هامش الخطأ 3.58%.

وبدعم أميركي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت عن أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من الإسرائیلیین الیهود الأکثر شیوعا فی غزة

إقرأ أيضاً:

مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر من اليهود

جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "المقابلة" الذي تناول فيه مسألة الفصل بين اليهودية والصهيونية وكذلك بين اليهود ودولة إسرائيل من جانب آخر، حيث يرى أن الأيديولوجيات والأساطير المحيطة بإسرائيل تعرقل الفهم السليم للواقع وتخلق حالة من الالتباس.

وولد البروفيسور رابكين في مدينة لينينغراد (التي تُعرف اليوم بسان بطرسبورغ) بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ونشأ في أسرة ذات أصول متنوعة؛ حيث وُلدت أمه في وارسو بينما وُلد أبوه في بيلاروسيا.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"المسيح سيخلف نتنياهو".. هكذا تحيي إسرائيل الحلم التوراتي بإعادة احتلال لبنانlist 2 of 4موقع كندي: أينشتاين عارض الاستيطان الصهيوني وتنبأ بالكوارث الحاليةlist 3 of 4الكنيسة القبطية وإسرائيل.. قصة اللاهوت الحائر بين العروبة والإنجيلlist 4 of 4كيف تحالف البروتستانت مع الصهيونية رغم كره مارتن لوثر لليهود؟end of list

وفي الاتحاد السوفياتي الذي ترعرع فيه، كانت اليهودية تُعتبر جنسية وليست ديانة، وهو أمر انعكس في الوثائق الرسمية، وأوضح رابكين أن الدين لم يكن حاضرا في حياة عائلته، في ظل مجتمع علماني ركز على القومية السوفياتية.

وأشار إلى أن تصنيف اليهودية كجنسية يعود إلى حقبة الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر، عندما كان اليهود يعيشون في نطاق استيطاني خاص ولم يُسمح لهم بالانتقال إلى المدن الكبرى.

ومع تراجع الالتزام بالممارسات الدينية، بدأ بعض اليهود يتساءلون عن هويتهم، ما أدى إلى تعريف اليهودية كجنسية، ولفت إلى أن هذه الفكرة انتقلت إلى الاتحاد السوفياتي ثم إلى دولة إسرائيل، حيث استمرت اليهودية تُعرف كجنسية بجانب كونها ديانة.

إعلان مخالف للتقاليد الدينية

وفي سياق حديثه عن الحركة الصهيونية، قال رابكين إن غالبية الحاخامات اليهود عارضوا مشروع إنشاء وطن قومي في فلسطين، معتبرين أن الفكرة تخالف التقاليد الدينية.

وأوضح أن الصهيونية لم تكن فكرة يهودية المنشأ، بل كان المسيحيون الإنجيليون هم من روَّجوا لها لقرون، ساعين إلى تجميع اليهود في فلسطين تحقيقًا لنبوءات دينية تتعلق بالمجيء الثاني للمسيح، ورغم ذلك، رفض غالبية اليهود في أواخر القرن التاسع عشر هذا المشروع، معتبرين أن العودة الجماعية إلى فلسطين يجب أن تحدث فقط عند مجيء المسيح.

وأكد رابكين أن مؤسسي دولة إسرائيل، مثل ديفيد بن غوريون، كانوا علمانيين استغلوا المبررات الدينية لتحقيق أهداف سياسية، ولفت إلى المفارقة في أن هؤلاء القادة أنكروا وجود الله، ومع ذلك استخدموا وعده بالأرض كتبرير للسيطرة عليها.

وأضاف أن تغييرات جوهرية حدثت بعد حرب 1967، حيث طوَّر بعض الحاخامات ما يُعرف بـ"اليهودية القومية"، التي ربطت الصهيونية بالتوراة لتبرير الاحتلال والاستيطان، وأشار إلى أن هذا التيار القومي اليهودي كان وراء العديد من الجرائم ضد الفلسطينيين، خاصة من قبل المستوطنين في الضفة الغربية الذين يرون في أفعالهم تنفيذا لأوامر إلهية.

كما أوضح أن اليهودية التاريخية رفضت العنف وتبنت السلمية، إذ لم تكن لليهود سلطة سياسية لأكثر من ألفي عام. ومع ذلك، أُعيد تفسير النصوص الدينية من قِبل المستوطنين لمنح شرعية للعنف.

خلط متعمد

وفيما يتعلق بالعلاقة بين اليهودية والصهيونية، أكد رابكين أن هناك خلطا متعمدا تروج له دولة إسرائيل لتبرير سياساتها، وأشار إلى أن غالبية اليهود حول العالم لم يدعموا الصهيونية تاريخيا، حيث رأى الحاخامات أنها انحراف عن التعاليم الدينية.

وأضاف أن عددا متزايدا من الشباب اليهود اليوم يرفضون الصهيونية ويشاركون في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، خاصة في ظل المجازر المستمرة في غزة ولبنان والضفة الغربية.

إعلان

وأوضح المؤرخ أن اليهود عاشوا فترات سلمية في البلدان الإسلامية مقارنة بالمسيحية، حيث كانت المعاناة اليهودية غالبًا نتيجة اتهامات الكنيسة لهم بقتل المسيح، واستشهد في هذا السياق بإسهامات حاخامات وعلماء يهود كتبوا مؤلفاتهم بالعربية، مثل موسى بن ميمون، لتوضيح التعايش الذي عاشوه في ظل الحضارة الإسلامية.

وأضاف أن الصهيونية، كمشروع استعماري بدأ في أوروبا، كانت محط معارضة شديدة من اليهود المتدينين الذين فضلوا الاندماج في بلدانهم الأصلية، مؤكدا أن دعم الإنجيليين المسيحيين للصهيونية كان دينيًّا بحتًا، حيث رأوا فيها وسيلة لتحقيق نبوءاتهم المتعلقة بالمسيح، دون اعتبار للمصلحة اليهودية.

ويرى رابكين أن الصهيونية كحركة لم تمثل اليهود عبر التاريخ، بل كانت مشروعا استعماريا أوروبيا يعبر عن مصالح محددة، مضيفا أن الخلط بين اليهودية والصهيونية أضر بالفلسطينيين واليهود على حد سواء، كما أكد على أهمية التمييز بين اليهودية كدين والصهيونية كأيديولوجية لفهم أعمق للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وعن تأثير حرب 1967، أوضح أن الدعاية الصهيونية ركزت على مخاوف اليهود من غزو الجيوش العربية، ما دفع الكثيرين لدعم إسرائيل كوسيلة لتعريف هويتهم، ومع ذلك، أظهرت التطورات الأخيرة في غزة وغيرها أن إسرائيل قد تكون "فخًّا مميتًا"، كما حذر الحاخامات الأرثوذكس قبل أكثر من قرن.

14/1/2025-|آخر تحديث: 14/1/202506:23 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد معاداة السامية
  • فرنسا.. معدل المواليد في أدنى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية
  • مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر من اليهود
  • عشرات اليهود الصهاينة يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • %71 من الإسرائيليين يؤيدون التوصل لصفقة بغزة
  • بينهم نواب من حزب نتانياهو..برلمانيون يعارضون الهُدنة في غزة
  • البكالوريا المصرية.. استطلاع لـ أمهات مصر وأولياء الأمور: 76% يؤيدون بديل الثانوية العامة
  • هل يدعم وجود ترامب مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة؟
  • استغلالاً لصعود ترامب.. وزيرة صهيونية تدعو “نتنياهو” لتوسيع الاستيطان
  • وزيرة الاستيطان الإسرائيلية تعارض الصفقة ووالد أحد المحتجزين يرد