الجزيرة:
2025-04-28@16:19:22 GMT

رسائل من خط النار (2) | التقاعد الحرام

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

رسائل من خط النار (2) | التقاعد الحرام

(1)

أما بعد؛

فقد بلغني أنك قدَّمت طلبًا للتقاعد، وأنك لا تطلب مكافأة ولا تكريمًا، وإنما تسأل فقط أن ندعك وشأنك.

يؤسفني إبلاغك أن طلبك مرفوض.

لا ينصرف المخلصون أبدًا ولا يتوقفون، إنما يواجهون -بشجاعة- ما أقدموا عليه، يعترفون بأخطائهم، ويغيرون أساليبهم وطرائقهم الساعية للتغيير

(2)

خطر لي أن أخبرك بأمر ربما تراه طريفًا.

أنا أستعيذ بالله من الشيطان، لكني أراقب هذا الشيطان جيدًا، أدرس خطواته، وسياساته.

يا أخي،

هذا المخلوق لديه قوة إرادة غير عادية؛ إنه يصر ويصر عليك، يأتيك من كل جانب، ويغريك بكل ما هو ممكن أو محتمل، ولا ينهزم إذا صددته، لا يتوقف أبدًا، بل يكرر المحاولة، وحتى إذا قاومت الانصياع إليه، يعود فيغريك بما هو أقل مما عرضه عليك ورفضته، إنه يحاول أن يأخذ منك أي شيء، أن يضلك في صغيرة إن لم يضلك في كبيرة، أن يحقق أي انتصار، ولو كان بسيطًا.

أتعرف..

كل الظالمين مثله.

لديهم تصميم على بلوغ الحرام الذي يقصدونه، لا تلين عزائمهم، يتعاونون فيما بينهم، خططهم بعيدة المدى، لا يتوقفون أبدًا، ولا تغريهم الانتصارات البسيطة، هم يسعون إلى فساد أكبر.

هل فكر المظلومون في هذا الأمر من قبل؟

لا أظن..

كل شكل من أشكال الرفض هو ثورة، وكل محاولة للوعي هي ثورة (غيتي) (3)

عندما أخبروني أنك كفرت بالثورة، وقررت الانسحاب من الشأن العام، والابتعاد عن كل ما له علاقة بالسياسة، وحجتك في ذلك أن الناس قد انصرفوا عن الأمر، اندهشت؛ فأنا أتذكر أنك حين بدأت كان الناس قلة، ورغم ذلك بدأت، فلماذا تتوقف الآن بدعوى الناس؟

ثم هب أن الناس -فعلًا- انصرفوا عن الثورة وعن السياسة، فمنذ متى وعدد الناس عندك دليل على صحة الفكرة؟

وحتى إذا انصرف الناس عن الثورة ردهم أنت.

وحتى إذا انصرف الناس عن السياسة ردهم أنت.

لا ينصرف المخلصون أبدًا ولا يتوقفون، إنما يواجهون -بشجاعة- ما أقدموا عليه، يعترفون بأخطائهم، ويغيرون أساليبهم وطرائقهم الساعية إلى التغيير.

نعم أخطأنا حين كنا نعتقد أن التغيير يمكن أن يكون بسرعة، هكذا في غمضة عين، أن يثور الناس لعدة أسابيع، يخرجون في الشوارع، يبيتون في الميادين فيسقط نظام دكتاتوري عتيق، هكذا بكل بساطة.

أخطأنا أننا كنا ننتظر من أوروبا الديمقراطية أن تقف معنا، وأن ما حدث في أوروبا الشرقية -عندما وافتها رياح التغيير، فأسقطت أنظمة عاتية، وبنت أنظمة جديدة بكل سلاسة وهدوء- سوف يتكرر عندنا، ونسينا أن أوروبا الديمقراطية هي الداعم الأول لكل دكتاتوريات المنطقة.

أخطأنا في أننا أولينا قيادات، تدعي المعارضة، ثقة لا تستحقها.

أخطأنا في أننا توقفنا حين سقط الرأس، دفناه، فإذا بألف رأس ينمو.

هل تريدني أن أقص عليك مزيدًا من الأخطاء التي وقع الثوار فيها؟

الفشل -يا صديقي- ليس أننا لم نحقق ما نريد، لكن الفشل الحقيقي ألا نستمر في المحاولة، أن نستسلم، أن نقول: "مفيش فايدة"، أن ندعي أن الأمر مستحيل.

بالمناسبة، هؤلاء الذين نريد تغييرهم، أذكياء جدًّا، إنهم لا يقولون لنا أبدًا: إن أفكارنا خاطئة، كيف ونحن نتحدث عن العدل والمساواة والحرية؟

على العكس يقولون لنا: إن أفكارنا رائعة، لكنها مستحيلة، ونحن -رويدًا رويدًا- نصدق أنها مستحيلة، ونصدق أنه، فعلا، "مفيش فايدة"، ونستشهد بأي حادثة عابرة لنؤكد أن الأمر انتهى.

بل ربما نتبرأ مما جرى، نلوم أنفسنا ونسألها: كيف فعلنا ذلك؟ كيف ارتكبنا هذا الجرم؟ فنخجل من ذكر التحرير، من يناير وخيمه، والعيش والملح مع آخرين لا ينتمون إلى ما ننتمي إليه، وقد اكتشفنا جميعًا أن خيمة صغيرة قادرة على جمعنا رغم اختلافاتنا، فما بالك بوطن؟

ليس من باب المجاملة، ولكن من باب الحقيقة، أنت أفضل مني في أمور كثيرة، غير أني أفضل منك في أمر آخر، هو أن حلمي في العشرينيات ما زال كما هو

(4)

اسمع..

أنا من العازفين عن السياسة إذا كان المقصود بها الدخول في معارك جانبية مع نظم بائدة، والتورط في قضايا جانبية، أو إصدار بيانات الشجب والإدانة، وتبادل السباب مع هذا وذاك، أنا في هذه الحالة -مثلك- عازف عن السياسة.

أما إذا كان المقصود بالسياسة هو الاهتمام بالشأن العام، والبحث عن مخارج، والتنسيق مع الآخرين، والتفكير في خطوط تماس بيننا كمختلفين فكريًّا يمكن أن تجمعنا، ودراسة تجربتنا وتجارب الآخرين، وأن نعمل على فضحهم أمام العالم، فأنا أدعوك أن تعود.

وإذا كانت الثورة محصورة في خروج الناس إلى الشارع، فأنا -مثلك- ضد الفكرة، لكن الثورة أكبر وأنضج من هتافات الحناجر.

كل فعل مقاوم هو ثورة.

كل شكل من أشكال الرفض هو ثورة.

كل محاولة للوعي هي ثورة.

كل جهد لتوحيد الصفوف هو ثورة.

كل اهتمام بما يجري في انتظار اللحظة المناسبة لقرار مناسب هو ثورة.

كل محاولة لإيجاد بدائل ووسائل جديدة للمقاومة هي عين الثورة.

(5)

يا صديقي الراغب في التقاعد..

يدرك الظالم أن القضاء عليك صعب، لكن يأسك أسهل، كل ما هو مطلوب منك أن تقول: "مفيش فايدة"، وبذلك يغلق أي باب في المستقبل للتغيير؛ لأن التغيير لا يحدث فجأة، لا يسقط علينا هكذا من السماء.

وأنت خير من يعرف أن الدكتاتور مثل الضرس، لا يمكن خلعه هكذا ببساطة، بل في حاجة إلى محاولات عدة، تهزه من هنا، وتهزه من هناك، تطرق عليه من هنا، وتكرر من هناك، تنجح في محاولة، وتفشل في أخرى.

يدرك الثائر أن الأمر في حاجة إلى الصبر.

وأن النصر في أحيان كثيرة قد لا يتحقق في حياته.

(6)

أتعرف..

ليس من باب المجاملة، ولكن من باب الحقيقة، أنت أفضل مني في أمور كثيرة، غير أني أفضل منك في أمر آخر، هو أن حلمي في العشرينيات ما زال كما هو، صحيح أن بعض مفاهيمي قد تغيرت، بعض وسائلي قد تغيرت، لكن حلمي ما زال هو كما كان، وما زالت قناعتي أن التاريخ لن يرحم المتقاعدين تمامًا كما أنه لن يرحم الطغاة.

صديقي العزيز،

"قد يقتلك نورك".

قلت لك ذلك مرة، ابتسمتَ وسألتَ: ماذا أقصد؟

وأجيبك أنا: إن الوعي والضمير هما النور، وإذا امتلكتهما، فإنك لن تتوقف أبدًا عن المعركة، وفي النهاية قد يؤدي ذلك إلى مقتلك، ولو فكرت في ذلك قليلاً لقلت: وما الضرر في ذلك؟ وهل يمكن أن يموت المرء لحظة واحدة قبل أن ينتهي عمره المقدر؟

قلت لك: إننا ميتون ميتون، فليقتلنا نورنا أفضل من أن تقتلنا خيانتنا وجهلنا وتنازلنا، بل إن الهلاك يقع عندما نصمت، فإذ ذاك نحن نخسر أنفسنا.

نعم..

حين نعلن تقاعدنا، إنما ندير ظهورنا لمن هم قيد السجون، ولمن رحل، وحينها نخسر أنفسنا.

والسلام ختام.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عن السیاسة أفضل من من باب

إقرأ أيضاً:

هو شي منه قائد ثورة فيتنام ضد فرنسا وأميركا

أحد أبرز رواد حركة مناهضة الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية، عُرف بدوره المحوري في مقاومة الاستعمار الفرنسي والغزو الأميركي، أسس الحزب الشيوعي الفيتنامي عام 1930، وقاد تأسيس رابطة الفيت مينه عام 1941، وترأس جمهورية فيتنام الديمقراطية (فيتنام الشمالية) منذ إعلان استقلالها عام 1946 وحتى وفاته عام 1969.

المولد والنشأة

وُلد هو شي منه يوم 19 مايو/أيار 1890، بقرية كيم ليين التابعة لبلدية نام ليين (أصبحت تُعرف بـ "كيم ليين")، بمحافظة ني آن شمالي البلاد.

عُرف في فترة طفولته باسم "نغوين سينه كونغ"، ثم اتخذ لاحقا أثناء مسيرته الدراسية اسم "نغوين تات ثانه"، قبل أن يعرف باسم "نغوين آي كووك" في سنوات نضاله الثوري.

نشأ في أسرة تجمع بين عمق الثقافة الريفية والتزامها الوطني؛ فوالده، عالم في الأدب الكلاسيكي الصيني، بينما كانت والدته مزارعة، وكان شقيقه وشقيقته من أوائل المنخرطين في المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي.

هو شي منه في مكتبه بالقصر الرئاسي في هانوي (غيتي) الدراسة والتكوين العلمي

تلقى "هو شي منه" تعليمه الثانوي في مدينة هوي، ثم تولى إدارة مدرسة محلية في فان ثيت، قبل أن يتابع تكوينه الفني في معهد تقني بمدينة سايغون.

وفي الفترة بين عامي 1934 و1938، التحق بمعهد الأبحاث في المشاكل الوطنية والاستعمارية في موسكو (الاتحاد السوفياتي)، وهناك تلقى تكوينا أكاديميا عميقا في قضايا التحرر الوطني والثورة الاجتماعية، واستمر في متابعة وتوجيه الحركة الثورية الفيتنامية.

التجربة العملية

بدأ هو شي منه مسيرته العملية عام 1911 بالعمل طباخا على متن باخرة فرنسية مدة أكثر من 3 سنوات، جاب أثناءها عددا من الموانئ في أفريقيا، وزار مدينتي بوسطن ونيويورك في الولايات المتحدة الأميركية.

إعلان

وفي الفترة ما بين 1915 و1917، أقام في لندن، ثم انتقل إلى فرنسا، وتقلب بين مهن عدة، إذ عمل بستانيا وعامل نظافة ونادلا، إضافة إلى إشرافه على تشغيل الأفران.

هو شي منه أسس الحزب الشيوعي الفيتنامي عام 1930(غيتي) التجربة الثورية

بدأت مسيرة "هو شي منه" الثورية عام 1911، بعدما غادر فيتنام عبر ميناء "نها رونغ"، يوم 3 يونيو/حزيران 1911، بحثا عن طريقة لتحرير وطنه.

زار عددا من البلدان في آسيا وأوروبا وأميركا وأفريقيا، وعاش وسط العمال والفلاحين، مشاركا في الحركات الثورية لشعوب مختلفة، ومواصلا كفاحه الدؤوب من أجل استقلال فيتنام.

في الفترة بين 1917 و1923 نشط مع التيار الاشتراكي في فرنسا واشتهر باسم "نغوين آي كووك"، وشارك في تنظيم الفيتناميين المقيمين هناك. في 1919، وجه التماسا إلى مؤتمر فرساي وطالب فيه بحقوق متساوية للشعب الفيتنامي ضمن الاستعمار الفرنسي.

اعتنق الماركسية اللينينية عام 1920، لموقفها المناهض للاستعمار، وغيّر اسمه إلى "نغوين آي كووك" والتي تعني "نغوين الوطني".

انضم في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته إلى الشيوعيين الفرنسيين عقب انشقاقهم عن الحزب الاشتراكي أثناء مؤتمر تور، وساهم في تأسيس الحزب الشيوعي الفرنسي.

أطلق في فرنسا عام 1922 صحيفة "المستضعفون" التي دعت إلى تحرير الشعوب المستعمرة، وفي يونيو/حزيران 1923 انتقل إلى الاتحاد السوفياتي وعمل في صفوف الأممية الشيوعية.

انتخب عضوا في المجلس الدولي للفلاحين في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، وكان الممثل الوحيد للفلاحين المستعمرين في هيئة الرئاسة.

فُو نغوين جياب قاد الجيش الشعبي الفيتنامي (رويترز)

وصل في نوفمبر/تشرين الثاني 1924 إلى قوانتشو في الصين بصفته عضوا في اللجنة الشرقية للأممية الشيوعية وهيئة رئاسة الفلاحين الدولية.

وفي عام 1925 أسس جمعية الشباب الثوري الفيتنامي، وأشرف على تنظيم دورات تدريبية للكادر الثوري، وساهم في تأسيس "رابطة شعوب آسيا المضطهدة"، التي هدفت إلى توحيد حركات التحرر ضد القوى الاستعمارية.

إعلان

نشر كتابين، الأول بعنوان "إدانة الاستعمار الفرنسي"، والثاني بعنوان "طريق الثورة"، نشره عام 1927 ووضع فيه خارطة طريق للتحرر الوطني والاجتماعي.

في 1927 وعقب طرد الشيوعيين من قوانغتشو، لجأ "هو شي منه" إلى موسكو، ومنها انتقل بين عدة دول أوروبية، شملت فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا، قبل أن يستقر في سيام (تايلاند)، حيث أمضى عامين ممثلا للأممية الشيوعية، لكن أتباعه بقوا في جنوب الصين.

تشكيل الحزب الشيوعي

في الفترة بين يوليو/تموز 1928 ونوفمبر/تشرين الثاني 1929، عمل في قيادة الحركة الوطنية الفيتنامية في الخارج. وترأس اجتماع تأسيس "الحزب الشيوعي الفيتنامي" في كولون (هونغ كونغ) في الثالث من فبراير/شباط 1930، وصاغ البرنامج السياسي والنظام الأساسي للحزب وأطلق نداء توحيد النضال الوطني، وبناء على نصيحة سوفياتية، اعتمد الحزب لاحقا اسم "الحزب الشيوعي الهندوصيني" في أكتوبر/تشرين الأول 1930.

تزامن تأسيس الحزب مع انتفاضات عنيفة ضد الاستعمار الفرنسي، مما أدى إلى ملاحقته، وصدر ضده حكم غيابي بالإعدام. وفي يونيو/حزيران 1931 اعتقل في هونغ كونغ 1931 بطلب فرنسي، وأُفرج عنه نهاية 1932 بفضل جهود أصدقائه الذين ساعدوه على الفرار إلى موسكو.

هو شي منه أسس رابطة "رابطة استقلال فيتنام" الفيت مينه عام 1941 (غيتي)

في أكتوبر/تشرين الأول عام 1938، غادر "هو شي منه" موسكو وتوجه إلى الصين، وتواصل مع منظمة الحزب الشيوعي استعدادا للعودة إلى وطنه. أثناء فترة إقامته، مكث بضعة أشهر مع "ماو تسي تونغ" الذي أصبح لاحقا رئيس جمهورية الصين الشعبية.

وفي عام 1940 وتزامنا مع الحرب العالمية الثانية، وهزيمة فرنسا أمام ألمانيا، أدرك "نغوين آي كووك" برفقة معاونيه "فو نغوين جياب" و"فام فان دونج" أن الظرف التاريخي ملائم لتعزيز الحركة الوطنية الفيتنامية، في هذه الفترة بدأ "كوك" يستخدم اسم "هو شي منه".

إعلان

في 28 يناير/كانون الثاني 1941، عاد هو شي منه إلى فيتنام، وعقد المؤتمر الثامن للجنة المركزية للحزب الشيوعي الهندي الصيني، وأسس رابطة استقلال فيتنام (الفيت مينه)، ونظم جيش التحرير الوطني.

في أغسطس/آب 1942، اتجه إلى الصين سعيا للتحالف الدولي وتنسيق الجهود المناهضة للفاشية في ساحة معركة المحيط الهادئ، لكن السلطات المحلية التابعة لتشيانغ كاي شيك، رئيس الحكومة الوطنية لجمهورية الصين آنذاك، اعتقلته في مقاطعة قوانغشي، وقضى عاما و14 يوما في السجن.

في تلك الفترة ألّف ديوان شعر بعنوان "مذكرات السجن"، ضم 133 قصيدة مكتوبة بالأحرف الصينية.

بفضل جهود حلفائه، تمكن "هو شي منه" من تأمين إطلاق سراحه عبر اتفاق مع "تشيانغ فا كوي"، أحد أمراء الحرب جنوب الصين، نص على دعم مصالح تشيانغ كاي شيك في الهند الصينية ضد الفرنسيين. وفي أعقاب ذلك، أُفرج عنه في سبتمبر/أيلول 1943، واستأنف نشاطه الثوري وعاد إلى فيتنام في سبتمبر/أيلول 1944.

في ديسمبر/كانون الأول 1944، أشرف هو شي منه على تأسيس فرقة الدعاية المسلحة لتحرير فيتنام، والتي أصبحت لاحقا "جيش التحرير الشعبي".

تأسيس جمهورية فيتنام الديمقراطية

في عام 1945، اجتاح اليابانيون الهند الصينية، وسجنوا وأعدموا المسؤولين الفرنسيين، مما مهّد الطريق أمام القوى الوطنية للتحرك. وبعدما ألقت الولايات المتحدة قنبلتها الذرية على هيروشيما، استسلمت اليابان، مما أدى إلى تصفية أقوى خصمين "للفيت مينه".

استثمر هو شي منه هذه الفرصة الإستراتيجية، وتواصل مع القوات الأميركية وتعاون مع مكتب الخدمات الإستراتيجية "أوه أس أس" في العمليات المناهضة لليابانيين، بينما واصل مقاتلو "الفيت مينه" نضالهم المسلح، لا سيما في جبال جنوب الصين. وتزامنا مع ذلك، أشرف هو شي على القوات المسلحة الثورية بقيادة فو نجوين جياب التي زحفت نحو هانوي في أبريل/نيسان عام 1945.

إعلان

في 19 أغسطس/آب 1945 وتزامنا مع استسلام اليابان، دخل هو شي منه ومقاتلوه العاصمة الفيتنامية هانوي، وفي الثاني من سبتمبر/أيلول من العام ذاته، وقف أمام الجماهير في ساحة با دينه، معلنا تأسيس جمهورية فيتنام الديمقراطية (فيتنام الشمالية).

لاحقا، نظم "هو شي منه" انتخابات حرة أسفرت عن انتخاب أول جمعية وطنية في البلاد، أقرت أول دستور ديمقراطي، وانتخبته رئيسا للجمهورية عام 1946.

في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1946، كلفته الجمعية الوطنية بتشكيل حكومة جديدة، فتولى منصبي الرئيس ورئيس الوزراء في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 1946 إلى سبتمبر/أيلول 1955، إضافةً إلى منصب وزير الخارجية حتى عام 1947.

في 19 ديسمبر/كانون الأول 1946، أصدر نداء للمقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، للدفاع عن السيادة الوطنية وضمان استقلال فيتنام.

وفي 1951 أثناء المؤتمر الوطني الثاني للحزب الشيوعي الهندي الصيني، أُعلن رسميا عن تغيير اسمه إلى "حزب العمال الفيتنامي"، وانتُخب هوشي منه رئيسا للجنته المركزية.

صورة لهو شي مينه أثناء الذكرى الخمسين لنهاية حرب فيتنام مينه، في 27 أبريل/نيسان 2025 (الفرنسية)

وفي 1954 قاد هو شي منه المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، وحقق نصرا تاريخيا في معركة "ديان بيان فو" التي وقعت بين قوات اتحاد تحرير فيتنام والجيش الفرنسي، وأنهت الوجود الاستعماري الفرنسي في فيتنام.

في أكتوبر/تشرين الأول 1956، أثناء المؤتمر المركزي الموسع العاشر، أعيد انتخابه رئيسا للحزب وأمينا عاما.

وأثناء المؤتمر الثالث للحزب في سبتمبر/أيلول 1960، أعيد انتخاب هوشي رئيسا للجنة المركزية، وانتُخب كذلك رئيسا لجمهورية فيتنام الديمقراطية أثناء دورتي الجمعية الوطنية الثانية والثالثة.

استمر في قيادة البلاد واللجنة المركزية لحزب العمال الفيتنامي ضد الغزو الأميركي، وأدار جهود الإصلاح الاشتراكي وبناء الاشتراكية شمال فيتنام حتى وفاته عام 1969.

إعلان الوفاة

توفي الرئيس هو شي منه في الثاني من سبتمبر/أيلول 1969 في هانوي، وأعلن عن وفاته في اليوم التالي.

مقالات مشابهة

  • هو شي منه قائد ثورة فيتنام ضد فرنسا وأميركا
  • الأردن: الضمان توضح آلية الحصول على راتب التقاعد
  • أكلة تجلب لك الشؤم وتحرمك البركة وتضيق الرزق.. احذر كل أنواعها
  • لم يتبق شيء يقدَّم لهم.. مسؤولون أمميون يحذرون من كارثة إنسانية في غزة
  • علي معلول مودعا لـ كولر: حظ سعيد للأفضل
  • المالية النيابية: هيئة التقاعد تؤيد تعديل السن من 60 الى 63 سنة 
  • أكثر من 41 ألف مستفيد بمستشفى أجياد ومراكز طوارئ الحرم خلال 3 أشهر
  • رسائل سرية وملفات خفية.. وفد العراق يغازل الشرع لأجل الطموح الكبير
  • موسكو: رسائل متبادلة بين بوتين وترامب خلال اجتماع ويتكوف بالكرملين
  • أرضنا لا تقبل المساومة| رسائل الرئيس السادات من الكنيست بلسان الحاضر.. ماذا قال؟