بدأ انتعاش بيع محصول الفراولة الذي يتم تصديره للخارج بسبب جودته وإنتاجيته العالية، فهي واحدة من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية الهامة، لتوفير عملة صعبة للدولة المصرية، فضلا عن انتشارها في السوق المحلية بجميع المحافظات خلال الأيام الحالية، ويمر محصول الذهب الأحمر بعدد من المراحل بداية من حصادها ثم فرزها وتعبئتها في الكراتين حتى يتم تصديرها إلى الخارج.

وشهدت قرية «إبشادى» بمحافظة المنوفية، بهجة وفرحة عارمة تستقر على أوجه وقلوب المزارعين أثناء حصاد الفراولة داخل الأراضى الزراعية، بعد فترة عناء وجهد لزراعة ورى المحصول خلال الأشهر الماضية، لتفتح أمامهم أبواب الرزق.

رحلة حصاد الفراولة داخل الأرض 

عن محصول الفراولة، يحكى أحمد جابر، نقيب الفلاحين بمدينة الشهداء وأحد المزارعين: «نزرع الفراولة فى شهر سبتمبر بأحدث أنظمة الرى الحديثة التنقيط، مما يوفر الجهد والمياه، وبعد مرور ثلاثة أشهر تأتى ساعة الصفر، ويتشارك الأطفال والأقارب والعمال فرحة حصاد محصول الفراولة»، فى الصباح الباكر، تبدأ رحلة حصاد الفراولة بالسير فى الأرض، وجمع الثمار وتعبئتها فى كراتين والسعادة تملأ قلوب الجميع، فيتسابقون فى قطف الذهب الأحمر من الأرض السمراء التى طالما أخرجت الخيرات الزراعية.

ويضيف رئيس روابط مستخدمى المياه فى الشهداء: «عندما فكرت فى زراعة الفراولة منذ 5 سنوات كأول مزارع فى مركز الشهداء، حينها وقف أمامى عائق المياه التى تستلهكها الأرض، فعزمت على إدخال نظام الرى الحديث بها، لكى تروى الزرعة فقط عن طريق التنقيط، مما أدى إلى توفير المياه والجهد، ومع مرور السنوات أصبحت تنتشر زراعتها فى القرى المجاورة مع زيادة الإنتاجية بمعدل 40 طناً من الذهب الأحمر للفدان الواحد».

فرز وتعبئة الفراولة تمهيدا للتصدير 

لا تنتهى مهام المزاعين عند قطف المحصول، فيقول جمعة الغندور، أحد المزراعين: «بعد مرحلة الجمع من الأرض ننتقل إلى خيمة فرز وتعبئة الفراولة فى علب ووضعها فى الكراتين تمهيداً لبيعها إلى المورّد، الذى يعيد فرزها وتصديرها إلى الخارج فى الدول العربية والأوروبية وأمريكا»، مما يوفر عملة صعبة للدولة، وأرباحاً للمزارعين الذين أصبحوا يتوسعون فى زراعة الفراولة عاماً بعد عام.

ويرى «الغندور» أن محصول الفراولة يوفر آلاف فرص العمل للشباب والعمال، بداية من مرحلة الحصاد التى تتطلب كثيراً من العمالة، وبعد ذلك مرحلة التعبئة والتغليف التى تحتاج إلى الأيدى العاملة، فضلاً عن النقل إلى المصانع والشركات، التى تعتمد على الفراولة فى إعداد كثير من الأكلات والمشروبات مثل المربى والعصير.

المساحة المزروعة من الفراولة 

ويقول ناصر أبوطالب، وكيل وزارة الزراعة، لـ«الوطن»، إن محافظة المنوفية توسعت فى زراعة الفراولة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب العائد المادى الكبير للمزارع، وتبلغ المساحة المزروعة منها 1622 فداناً و18 قيراط، كما أن الإنتاجية جيدة ومرتفعة هذا العام لخصوبة الأرض الزراعية والمناخ المعتدل، حيث يتم بيعها فى السوق المحلى وتصديرها إلى الخارج لتوفير عملة صعبة للدولة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنوفية حصاد الفراولة محصول الفراولة محافظة المنوفية تصدير الفراولة زراعة المنوفية محصول الفراولة حصاد الفراولة الذهب الأحمر

إقرأ أيضاً:

ترانزيت الحياة

 

 

فايزة بنت سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

 

الحياة ليست سوى سلسلة من المحطات المتلاحقة، تشبه رحلات الطيران التي لا تنتهي؛ لكل منها إقلاعها وهبوطها، وكل وجهة تحمل في طياتها حكاية تختلف عن سابقتها. أمضي في رحلتي الخاصة حاملةً بين جنباتي شغفًا يلهب قلبي، وسفرًا يوسع آفاقي، وعلمًا يروي ظمأ روحي، وعملًا يضع على كتفي أعباءً تصقل شخصيتي.

كان الشغف المحطة الأولى في رحلتي، ذلك الشرر الذي أشعل في داخلي نار الفضول والاكتشاف، وجدت نفسي منجذبةً إلى عالم الكلمة المكتوبة، حيث تحولت الصحافة والكتابة إلى مرآة تعكس ذاتي، هذا الشغف جعلني أرى العالم بعينين لا تملان البحث، ولا تكلان من التطلع إلى ما هو أبعد، ومن بين ثمار هذا الشغف وُلد كتابي "ترانزيت" الذي يمزج بين حبي للكتابة وتجربتي في استكشاف عوالم الاقتصاد والحياة، ليس مجرد صفحات مطبوعة بل جسر بين الأرقام والقلوب، بين النظرية والتجربة الإنسانية، والذي تجدونه في أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب بركن مُؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر .

لم يكن السفر مجرد تنقل بين البلدان، بل كان رحلة إلى أعماق الذات، في كل مدينة زارها قلبي قبل أن تزرها قدمي، التقيت وجوهًا تحمل قصصًا مختلفة، كصفحات من كتاب الحياة المفتوح، بعضها يحمل ابتسامة صادقة تُشرق كالشمس، وبعضها يخفي خلفها تعبًا طويلًا أو حكاية مُؤلمة، في زحمة المطارات وضجيج الرحلات، كنت أجد لحظات صفاء أتأمل فيها تناقضات الحياة، وكأن الكون يهمس في أذني بأننا جميعًا مسافرون في رحلة واحدة وإن اختلفت وجهاتنا.

أما العلم فكان المحطة التي أعادت تشكيل وعيي وفتحت أمامي أبوابًا لم أكن أعرف وجودها. اليوم وأنا أخطو أولى خطواتي نحو درجة الدكتوراه في فلسفة الاتِّصال، أجد نفسي بين كتب تهمس بحكمة العصور، وأفكار تتحدى توقعاتي، العلم علمني أنَّ المعرفة ليست وسيلة للنجاح المادي فقط، بل طريق لفهم أعمق للإنسان والوجود.

ووسط هذه الرحلة، كان العمل هو الجسر الذي يربط بين المحطات جميعها. علمني أن الحياة لا تسير كما نخطط دائمًا، بل تأخذنا إلى حيث لا نتوقع. في كل تحد واجهته، اخترت المضي قدمًا لأني أؤمن بأنَّ وراء كل صعوبة وجهًا جديدًا للحياة يستحق الاكتشاف.

اليوم وأنا أقف عند محطة جديدة من محطات الترانزيت، أدركت أن الحياة لوحة مرسومة بألوان مُتغيرة، بين الشغف الذي يلهب القلب، والسفر الذي يُوسع الأفق، والعلم الذي يُنير العقل، والعمل الذي يبني الشخصية، تعلمت أنَّ الرحلة لا تنتهي إلا عندما نُقرر أن نتوقف عن السير.

فالحياة في النهاية محطات عابرة، لكن الأثر الذي نتركه في كل محطة هو ما يجعل رحلتنا تستحق أن تُحكى.

همسة لرفقاء الرحلة..

لكل من شاركني رحلة الشغف والسفر والعلم، أقول: لنكن كالنجوم التي تضيء لبعضها في ظلمة الطريق، نتبادل الحكمة والدفء، ونصنع من رحلتنا سيمفونية إنسانية تبقى بعد أن نُغادر المحطات؛ ففي النهاية، نحن مجرد مسافرين نتبادل الحكايات والأحلام، نترك وراءنا أثرًا جميلًا، ونحمل في قلوبنا ذكرى كل وجه التقيناه وكل فكرة شاركناها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مكتب شركة سبر يوفر بطاقة سائح للخدمات المصرفية في قلب موسكو
  • رئيس لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال: الآليات المُيسِّرة لحسم الملفات القديمة وتسوية المنازعات الضريبية
  • خاص| خبير تكنولوجي: مبادرة الرواد الرقميون لدعم التصدير الرقمي وريادة مصر في تكنولوجيا المعلومات
  • أسيوط تحتفل بعيد العمال.. المحافظ يشيد بجهود المزارعين في تحقيق موسم حصاد ناجح | صور
  • سارة الودعاني تسافر بـ36 شنطة رحلة واحدة.. فيديو
  • ترانزيت الحياة
  • بدء حصاد القمح بولاية أدم مع توقع إنتاج 120 طن
  • الزراعة: أوقفنا حصاد محصول القمح بسبب العاصفة الخماسيني
  • «الزراعة»: أوقفنا حصاد محصول القمح بسبب العاصفة الخماسينية
  • الزراعة: أوقفنا حصاد محصول القمح بسبب العاصفة الخماسينية