قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن قوات وزارة الدفاع السورية فشلت في بناء خط دفاعي عن مدينة حماة، مما سرّع من سقوطها بقبضة فصائل المعارضة السورية المسلحة رغم بعد المسافة بينها وبين حلب.

وأوضح الفلاحي -في تحليله للتطورات العسكرية بسوريا- أن هناك حالة من الفوضى والارتباك في صفوف الجيش السوري، مستدلا بترك القوات آليات عسكرية وذهابهم إلى جهات غير معلومة.

ووفق الخبير العسكري، فإن إدامة زخم العمليات من طرف المعارضة السورية المسلحة لم تمنح قوات وزارة الدفاع السورية فرصة لإعادة التوازن مما جعل حالة الارتباك تستمر.

وتعد مدينة حماة مركز محافظة حماة في وسط سوريا، وتقع في منتصف المسافة بين العاصمة دمشق وحلب، وتبعد 90 كيلومترا إلى الشرق من بانياس، وتقارب مساحة المحافظة كلها 9 آلاف كيلومتر.

وتعتبر حماة رابعة أكبر المدن السورية، ويشكل المسلمون الأغلبية الساحقة من السكان وتوجد بها أقلية صغيرة من المسيحيين.

وقال الفلاحي إن حماة تعد بيئة غير صديقة لقوات الجيش السوري، مما سرّع أيضا من انهيار القطاعات العسكرية في ظل شعور الجنود بأن الجميع سيستهدفهم بعمليات، متوقعا تكرار السيناريو ذاته في حمص.

إعلان

وأعلنت قوات المعارضة السورية -في وقت سابق اليوم الخميس- دخول مدينة حماة والسيطرة على أحياء بها، إلى جانب السيطرة على مطار المدينة العسكري ومبنى قيادة الشرطة وإخراج مئات السجناء من السجن المركزي.

ورجح الفلاحي خروج قوات وزارة الدفاع السورية من منطقتي الرستن وتلبيسة، متوقعا أن تقدم قوات المعارضة على تأمين القطاعات العسكرية التي ستتقدم على طريق "إم 5".

وأعرب عن قناعته بأن بُعد المسافة بين حلب وحماة "تُمكن الجيش السوري من بناء خط دفاعي"، لكنه استدرك بالقول إن انسحاب قواته تحت النار يمكن أن يتحول إلى هزيمة مع مواصلة قوات المعارضة عمليات المطاردة.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن قواتها نفذت "إعادة انتشار وتموضع" خارج مدينة حماة "حفاظا على أرواح المدنيين من أهالي المدينة وعدم زجهم في المعارك"، على حد قولها.

وقالت الوزارة إنها ستواصل "القيام بالواجب الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية"، حسب تعبيرها.

وتساءل الخبير العسكري عن مدى قدرة فصائل المعارضة السورية في إدامة الزخم نحو حمص في ظل المساحات الشاسعة التي تفصل بينها وبين حلب وحماة.

وقال الفلاحي إن الاندفاع نحو حمص يعد عاملا حاسما لقطع التواصل بين دمشق ومناطق الساحل، وكذلك يعني الوصول إلى حمص أن مدينة القصير باتت تحت مرمى الاندفاع القادم لقوات المعارضة السورية.

وبعد دخول حماة، قالت إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية إن "حمص تترقب قدوم قواتنا"، في حين أفادت وسائل إعلام سورية بتصدي المضادات الأرضية لمسيّرات في أجواء حمص.

ويعتقد الفلاحي أن قوات المعارضة المسلحة مطالبة بالقيام بعملية إعادة تعبئة وتنظيم لقوات جديدة بحيث تستطيع بسط سيطرتها بشكل كامل على المناطق التي تدخلها، إلى جانب تعزيز القوات القتالية لإدامة الزخم باتجاه حمص.

إعلان

ويتوقع الخبير العسكري أن تشكل المعارضة السورية حكومة مدنية لإدارة حماة وتشكيل قوات حفظ الأمن الداخلي بالمدينة.

وأقر بأن قوات المعارضة سوف تستفيد من الأسلحة والذخائر التي سيطرت عليها من دبابات وطائرات ومنظومات دفاع جوي ومعامل تصنيع عسكري، لكنه شدد على أن الأمر يحتاج الكثير من الترتيبات.

في المقابل، قال الخبير العسكري إن الجيش السوري يحاول الاستفادة مما تبقى له من إمكانيات وقدرات وموارد لوقف تقدم قوات المعارضة السورية عند خط معين.

وأبدى شكوكه في قدرة قوات وزارة الدفاع السورية في بناء خط دفاعي لوقف زحف المعارضة السورية المسلحة بهذه السرعة والكيفية.

ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تخوض المعارضة السورية اشتباكات مع قوات الجيش السوري بعدة مناطق في البلاد، ونجحت الجمعة في دخول حلب ثاني كبرى مدن سوريا، والسبت بسطت سيطرتها على محافظة إدلب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات وزارة الدفاع السوریة المعارضة السوریة الخبیر العسکری قوات المعارضة الجیش السوری مدینة حماة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري لبناني: إسرائيل تستخدم ذرائع واهية للتمركز في تلال الجنوب

أكد العميد منير شحادة، الخبير العسكري اللبناني، أن الذرائع التي تسوقها إسرائيل لتبرير تمركزها في تلال الجنوب اللبناني غير صحيحة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يزعم أن الهدف من ذلك هو حماية المستوطنات والتحكم بالمنطقة، لكن الواقع العسكري الحديث يلغي الحاجة إلى مثل هذه التكتيكات التقليدية.

وأوضح شحادة، خلال مداخلة في برنامج "TEN News" على قناة TEN، أن التطور التكنولوجي في المجال العسكري جعل التمركز الجغرافي على التلال أقل أهمية، في ظل وجود طائرات مسيرة، وأقمار صناعية، وصواريخ ذكية تتيح السيطرة على المناطق دون الحاجة إلى الانتشار البري.

وشدد الخبير العسكري اللبناني على أن إسرائيل تسعى إلى فرض واقع جديد في المنطقة، مستخدمة ذرائع أمنية واهية لتمرير أهدافها الاستراتيجية، مؤكدًا أن الاحتلال لا يحتاج إلى التمركز على التلال لحماية المستوطنات كما يدّعي.

مقالات مشابهة

  • لماذا تأخرت بغداد في الانفتاح على الحكومة السورية الجديدة؟
  • معارك كسر العظم تغيِّر معادلات الحرب: انتصارات الجيش السوداني.. حسم عسكري أم بداية لحرب طويلة ؟
  • خبير عسكري لبناني: إسرائيل تستخدم ذرائع واهية للتمركز في تلال الجنوب
  • خبير عسكري يطالب لبنان باللجوء لمجلس الأمن ضد إسرائيل
  • خبير عسكري: بقاء إسرائيل في جنوب لبنان يعني تطبيق 1701 على حزب الله فقط
  • خبير عسكري: إسرائيل تُبقي على خمس نقاط حدودية تحت الاحتلال في جنوب لبنان
  • ضمن مبادرة حماة تنبض من جديد.. إزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد أمام مبنى الأمن العسكري سابقاً على طريق حمص حماة
  • خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان
  • ما العمل إذا لم تحصل على المقعد الذي دفعت ثمنه على متن الطائرة؟ خبير يجيب
  • انتصارات الجيش السوداني.. حسم عسكري أم بداية لحرب طويلة ؟