المعارضة السورية تسيطر على حماة وتوجه ضربة جديدة للنظام
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
يمن مونيتور/ “رويترز”
سيطر مقاتلو المعارضة السورية على مدينة حماة الرئيسية يوم الخميس، محققين بذلك انتصارًا كبيرًا بعد تقدم خاطف في شمال سوريا، مما يشكل ضربة جديدة لرئيس النظام بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.
وأعلنت القوات السورية أنها أعادت الانتشار خارج المدينة “لحماية أرواح المدنيين وتجنب القتال في المناطق الحضرية” بعد ما وصفته بـ”اشتباكات عنيفة”.
وقالت المعارضة إنها تستعد للتقدم جنوبًا نحو حمص، المدينة الاستراتيجية التي تعد نقطة التقاء تربط العاصمة دمشق بالشمال والساحل.
وفي منشور عبر الإنترنت، خاطب غرفة عمليات للمعارضة سكان المدينة قائلاً: “حان وقتكم، انهضوا في ثورة”.
وعرضت قناة الجزيرة ما قالت إنه لقطات لمقاتلي المعارضة داخل حماة، بعضهم يستقبل المدنيين بالقرب من دوار، وآخرون يقودون مركبات عسكرية ودراجات نارية.
وكانت المعارضة قد سيطرت الأسبوع الماضي على مدينة حلب، أكبر مدن الشمال، ودفعوا جنوبًا من معقلهم في شمال غرب سوريا. واستمرت المعارك حول القرى المحيطة بحماة لمدة يومين، وسقوط حماة، التي بقيت تحت سيطرة النظام طوال الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011، سيشكل صدمة كبيرة لدمشق ويثير مخاوف من استمرار تقدم المعارضة جنوبًا.
اعتمد الأسد بشدة على الدعم الروسي والإيراني خلال السنوات الأكثر حدة في الصراع، مما مكنه من استعادة معظم الأراضي والمدن الكبرى قبل أن تتجمد خطوط القتال في 2020.
وأبرز انهيار القوات الموالية للنظام في شمال سوريا خلال الأسبوع الماضي المشكلات التي تواجهها هذا التحالف، إذ ركزت روسيا على حربها في أوكرانيا منذ عام 2022، فيما تعرضت ميليشيا حزب الله اللبنانية، القوة الإيرانية الأكثر فعالية في سوريا، لخسائر فادحة في حربها مع “إسرائيل”.
وفي مقطع فيديو، حذر قائد المعارضة البارز أبو محمد الجولاني من أي تدخل من قبل ميليشيات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران. وقالت مصادر عراقية وسورية إن بعض مقاتلي الحشد دخلوا سوريا مطلع هذا الأسبوع لدعم الأسد.
وقال الجولاني: “نحث رئيس الوزراء العراقي مرة أخرى على إبقاء العراق بعيدًا عن ألسنة اللهب المشتعلة في سوريا”.
مدينة حاسمة
تقع حماة على بعد أكثر من ثلث الطريق بين حلب ودمشق، وسيطرتها ستمنع أي محاولة سريعة من الأسد وحلفائه لشن هجوم مضاد لاستعادة المكاسب التي حققتها المعارضة الأسبوع الماضي، كما أن تقدم المعارضة نحو حمص، الواقعة على بعد 40 كيلومترًا جنوب حماة، قد يقطع دمشق عن الساحل الذي يُعد معقلاً لطائفة الأسد العلوية وموقع القواعد الروسية.
وقال جهاد يازجي، رئيس تحرير نشرة “سيريا ريبورت”: “لا يستطيع الأسد تحمل خسارة المزيد. المعركة الكبرى هي تلك القادمة ضد حمص. إذا سقطت حمص، نحن نتحدث عن تغيير محتمل للنظام”.
وتعتبر حماة أيضًا حاسمة للسيطرة على بلدتين رئيسيتين تضمّان أقليات دينية كبيرة: محردة التي يقطنها العديد من المسيحيين، وسلمية التي تضم العديد من المسلمين الإسماعيليين.
ورغم أن المعارضة لم تسيطر على حماة خلال الحرب من قبل، إلا أنها كانت تاريخيًا مركزًا للمعارضة ضد حكم عائلة الأسد، ففي عام 1982، شهدت المدينة انتفاضة من نشطاء الإخوان المسلمين، رد عليها النظام بهجوم عسكري دامٍ استمر ثلاثة أسابيع وأودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص.
وتطرق الجولاني إلى تلك الواقعة الدامية قائلاً: “بدأ الثوار بدخول مدينة حماة لتطهير الجرح الذي استمر في سوريا لـ40 عامًا”، لكنه أضاف أن السيطرة على حماة لن تكون فرصة للانتقام.
تقدم المعارضة
تُعد هيئة تحرير الشام (HTS)، الفصيل الإسلامي السني الأقوى والمعروفة سابقًا بانتمائها إلى تنظيم القاعدة، القوة الرئيسية بين الفصائل المعارضة، وقد تعهد قائدها الجولاني بحماية الأقليات الدينية في سوريا ودعاهم إلى التخلي عن الأسد، لكن كثيرين ما زالوا يخشون المعارضة.
وزار الجولاني يوم الأربعاء قلعة حلب التاريخية، في لحظة رمزية للمعارضة التي أُجبرت على الخروج من المدينة عام 2016 بعد أشهر من الحصار والقتال المكثف، وهي أكبر هزيمة تعرضت لها المعارضة خلال الحرب.
وتسعى هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى إلى ترسيخ سيطرتها في حلب وإدخالها تحت إدارة “حكومة الإنقاذ” التي أنشأوها في شمال غرب البلاد.
ويعاني سكان حلب من نقص في الخبز والوقود وانقطاع خدمات الاتصالات.
وتعد تركيا، التي تصنف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، الداعم الخارجي الأكبر لفصائل المعارضة الأخرى، ودورها سيكون حاسمًا في مستقبل أي منطقة موسعة للمعارضة في سوريا.
ونفت أنقرة أي دور لها في التقدم المفاجئ للمعارضة إلى حلب الأسبوع الماضي، لكنها تحتفظ بوجود عسكري في شمال سوريا منذ عام 2016، وموقفها سيكون حاسمًا لأي كيان معارض متوسع في الشمال.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إدلب الأسد المعارضة حلب حمص سوريا الأسبوع الماضی فی سوریا فی شمال
إقرأ أيضاً:
قسد تعلن الاتفاق مع الإدارة السورية الجديدة على رفض أي تقسيم
سرايا - أكد قائد ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا، مظلوم عبدي، الاتفاق مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق على رفض "أي مشاريع التقسيم" والتي تهدد وحدة البلاد.
ونقلا عن موقع "الجزيرة نت"، قال عبدي- الأربعاء- في تصريح صحفي مكتوب، إن لقاء وصفه بالإيجابي جمع قيادتي "قسد" والسلطة الجديدة في سوريا نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي في دمشق، مضيفا "نتفق أننا مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع تقسيم تهدد وحدة البلاد".
وتخضع مناطق في شمال وشرق سوريا لسيطرة ما تسمى بـ"الإدارة الذاتية" التي أنشأتها وحدات حماية الشعب الكردية بعد اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، وانسحاب قوات نظام بشار الأسد منها حينها من دون مواجهات.
وكان وفد من "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري وتدعمها الولايات المتحدة الأميركية، التقى قائد الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في أول محادثات بين الطرفين منذ إسقاط نظام المخلوع بشار الأسد وفراره إلى موسكو في وقت سابق من الشهر ذاته.
وفي هذا السياق، قال عبدي "ناقشنا معا المرحلة المستقبلية بعد سقوط نظام الأسد وكيفية النهوض مجددا بسوريا مبنية على ركائز متينة".
وأكد قائد "قسد" "دعم مساعي الإدارة الجديدة لأن يكون هناك استقرار في سوريا من أجل تهيئة الأجواء لحوار بناء بين السوريين"، واعتبر أنه "يقع على عاتق الإدارة الجديدة التدخل من أجل وقف إطلاق النار في عموم سوريا".
ورفعت قوات سوريا الديمقراطية، بعد خلع الأسد، علم الثورة والاستقلال الذي تعتمده فصائل الثوار علما للبلاد، على مؤسساتهم، في بادرة تجاه السلطة الجديدة بدمشق، وفي خطوة رحّبت بها واشنطن.
وعلى وقع الهجوم المباغت الذي شنّته إدارة العمليات العسكرية بقيادة هيئة تحرير الشام، وتمكنت بموجبه من الوصول إلى دمشق خلال 11 يوما، تعرضت قوات قسد والوحدات الكردية لهجمات شنتها فصائل سورية في شمال سوريا وأدت إلى انسحابهم من مناطق عدة.
وتعتبر تركيا الوحدات الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة "إرهابية" ويخوض تمردا ضدها منذ عقود.
وأسفرت اشتباكات متواصلة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل سورية موالية لأنقرة في منبج بريف حلب رغم إعلان هدنة بوساطة أميركية، عن مقتل أكثر من 100 شخص خلال يومين حتى فجر الأحد، بحسب مصادر سورية.
ومنذ العام 2016، نفذت تركيا عمليات عسكرية عدة ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا وتمكنت بالتعاون مع فصائل سورية من السيطرة على شريط حدودي واسع.
ولوّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان- الثلاثاء- بشنّ عملية جديدة ما لم توافق الوحدات الكردية على شروط أنقرة لمرحلة انتقالية "غير دموية" بعد الأسد.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #لبنان#سوريا#تركيا#بايدن#أحمد#الشعب#موسكو#الوحدات#شهر
طباعة المشاهدات: 1305
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 09-01-2025 09:11 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...