القدس المحتلة– لم تكن تصريحات بعض الوزراء في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، الداعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة خلال الحرب محض دعاية حربية، بل هي دعوات تعود جذورها إلى حقبة ما بعد "نكسة حزيران" عام 1967 عندما خططت الحكومات المتعاقبة في تل أبيب لتنفيذ مشروع التهجير لسكان القطاع.

ورغم فشل مخطط التهجير القسري في بداية الحرب الحالية، لم تخف حكومة نتنياهو الهدف الحقيقي من وراء العمليات العسكرية خاصة في شمال القطاع، والمتلخص بتهجير سكانه الفلسطينيين، ووضع حجر الأساس لبناء المشروع الاستيطاني بالقطاع، في إحياء لخطط التهجير التي ناقشتها تل أبيب في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

وكشف النقاب عن هذا التشابه بين مخططات الماضي والحاضر بشأن تهجير الفلسطينيين، من خلال تحقيق لصحيفة "هآرتس"، الذي استعرض جوهر ومضمون بروتوكولات الحكومات الإسرائيلية المحفوظة في أرشيف الدولة، والتي ناقشت بعد حرب الأيام الستة العديد من الخطط لتنفيذ التهجير والترانسفير، للغزيين.

وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، لم تقتصر الدعوات المتكررة لتشجيع تهجير الفلسطينيين على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بل صدرت عن وزراء في حزب الليكود وزعيمه نتنياهو الذي بدا متحمسا ومنفتحا لمخطط التهجير، حيث صرح باجتماع لحزبه في ديسمبر/كانون الأول 2023، أنه يسعى لـ"تحقيق الهجرة الطوعية لسكان غزة لدول أخرى".

نتنياهو في محور نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها (إعلام الجيش الإسرائيلي) خطط ترانسفير مبكرة

وفي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، اجتمع رؤساء الوزراء والوزراء وقادة الحكومات، مرارا وتكرارا لمناقشة "مشكلة ملحة"، وهم السكان الفلسطينيون في غزة، وتكشف بروتوكولات المداولات أن أفكارهم لا تختلف كثيرا عن أفكار اليمين المتطرف اليوم.

إعلان

وتكشف مراجعة البروتوكولات أن طموح اليمين المتطرف الحالي يعكس أفكارا ومقترحات ومخططات سبق أن تم طرحها للمناقشة في الماضي من قبل قادة في حكومات اليسار الصهيوني، الذين ينتمون إلى الجيل المؤسس للدولة الذي شارك في تنفيذ نكبة 1948.

لم يدخر الوزراء، بحسب ما كشفت عنه البروتكولات، أفكارا لحل المشكلة التي ظهرت أمامهم مع احتلال قطاع غزة والضفة الغربية في حرب الأيام الستة، حيث كان يعيش في تلك المناطق في ذلك الوقت نحو مليون فلسطيني، ونحو 400 ألف منهم في القطاع.

وقال وزير الدفاع موشيه ديان في 25 يونيو/حزيران 1967 "إذا تمكنا من إجلاء 300 ألف لاجئ من قطاع غزة إلى أماكن أخرى، فيمكننا ضم غزة بدون مشكلة". وفي كلماته، ذكر فكرة قبلتها الحكومة في ذلك الوقت، ولكن لم يتم تنفيذها بالكامل في النهاية، وهي ضم قطاع غزة إلى إسرائيل، وإفراغه من اللاجئين الفلسطينيين ثم توطينه باليهود.

بدوره، قال رئيس الوزراء في حينه، ليفي أشكول "أقترح صيغة خطة لضم القدس وقطاع غزة، نحن مستعدون أن نقتل من أجل القدس ومن أجل الأرض. في قطاع غزة، عندما نتذكر وجود 400 ألف عربي، فإننا نشعر بالمرارة في القلب".

واحتشد وزراؤه للمناقشة وللمساعدة وقدموا الحلول. وطرح وزير الداخلية حاييم موشيه شابيرا سؤالا عن كيفية تسوية قضية اللاجئين في قطاع غزة، وتساءل "إذا كان من الممكن نقل 200 ألف من اللاجئين إلى العريش أو توطين جزء منهم في الضفة الغربية".

واقترح وزير الشرطة إلياهو ساسون "نقلهم إلى الضفة الشرقية" أي إلى الأردن. وقال زميله الوزير يوسف سابير "يجب علينا أخذهم من أعناقهم وطردهم بعيدا خارج القطاع، ولا أعرف من سيستقبلهم، وخاصة لاجئي غزة".

وقال الوزير يغال ألون إنه "يؤيد تشجيع الهجرة للخارج إلى ما وراء البحار، ويجب التعامل مع الأمر بجدية بالغة. إن الهدف المفضل لتهجيرهم إليه هو شبه جزيرة سيناء وليس العريش فقط، هناك بالإمكان توطين جميع لاجئي غزة، وفي رأيي لا ينبغي أن ننتظر. يجب أن نبدأ في التوطين، حتى لو أبدوا معارضة".

إعلان

وبعد ذلك، اقترح ألون أيضا أن يتم تهجير بعض الفلسطينيين إلى كندا وأستراليا. وختم أشكول المناقشات بالقول "لقد قلت هذا أيضا حتى عندما لم تكن المشكلة شديدة ومتفاقمة بهذه الحدة بعد، حيث يتعين على اللاجئين أن يتدبروا أمرهم خارج إسرائيل".

خطة توطين اللاجئين

واستؤنفت المناقشات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1967، وتساءل وزير القضاء يعقوب شمشون شابيرا "متى سنتلقى أي معلومات عن خطة إعادة توطين اللاجئين من قطاع غزة في الضفة الغربية؟ لقد وصلت شائعات بهذا الخصوص".

في ذلك الوقت كانت هناك لجنة حكومية تسمى "لجنة تطوير الأراضي المحتلة"، وكان من بين أعضائها رجال أمن وأكاديميون، وكان دورها، كما حدده أشكول، هو التحقق من "الجانب الاقتصادي والاجتماعي لهذه الإمبراطورية بأكملها أو أجزاء من الإمبراطورية"، بما في ذلك "طرح الأفكار حول الهجرة أيضا للغزيين".

ولقد أيقن أعضاء اللجنة الحساسية السياسية لعملهم، ولذلك قدموا توصيات للحكومة بـ"تجنيد اللاجئين ضمن مشاريع للعمل في خارج البلاد، وهي مشاريع ذات طابع سياسي مقبول، والترويج لذلك على أنها حملات إنسانية، وليس كجزء من حل عالمي لقضية اللاجئين".

واستمرت المناقشات الوزارية حتى نهاية العام. وقال ديان في نوفمبر/تشرين الثاني 1967 إن "مسألة الهجرة برمتها تحتاج إلى معالجة أكثر جدية وقوة، لذلك سيكون من الممكن تشجيعها والسماح للكثيرين بالمغادرة".

وأضاف أشكول أنه "في الوقت الحالي، يسافر ألفا شخص أسبوعيا إلى الأردن ومعظمهم من قطاع غزة، وهناك أفكار مختلفة حول هجرتهم إلى بلدان أبعد".

وتحدث ديان عن اتفاق سلام يشمل "توطين اللاجئين وإخراجهم من غزة وتوطينهم في شرق الأردن". ووعد بأنه في مثل هذه الحالة "لن يكون هناك 400 ألف عربي في غزة، بل 70 أو 100 ألف".

في اليوم التالي، قال أشكول "نحن مهتمون بإخلاء وتفريغ غزة أولا. ولهذا السبب سنسمح لعرب غزة أولا بالسفر والمغادرة"، في حين اقترح الوزير ألون توسيع مخطط التهجير والترانسفير ليشمل مناطق أخرى، وقال "لم يكن الأمر سيئا على الإطلاق أن يتم تقليص عدد العرب بالجليل أيضا".

إعلان

وأوضح الوزير ساسون كيف أن تشجيع الفلسطينيين على المغادرة للعمل خارج البلاد من شأنه أن يساعد في تحقيق الهدف قائلا "دعوهم يذهبون للبحث عن عمل، ومن ثم ينقلون العائلة بأكملها إلى هناك. قد نستفيد من كل هذا من خلال تقليل عدد العرب في هذه المناطق".

ووافق ديان على ذلك، وأضاف "من خلال منح هؤلاء العرب فرصة البحث والعثور على عمل في بلدان أجنبية، تزداد احتمالية رغبتهم في الهجرة إلى تلك البلدان في وقت لاحق".

وحاول الوزير ألون مرة أخرى ضم فلسطينيي 48 (عرب إسرائيل) إلى المخطط. وتساءل: "لماذا لا يتم توسيع المخطط ليشمل عرب إسرائيل؟".

موازنة للتهجير الصامت

في اليوم الأخير من عام 1967، كشف أشكول للوزراء "أنا بصدد إنشاء وحدة أو فرقة تعنى بتشجيع هجرة العرب من هنا". وأضاف أنه "يجب التعامل مع هذا الأمر بهدوء وسرية، ويجب أن ننخرط في البحث عن طريقة لهم للهجرة إلى دول أخرى وليس إلى الأردن فقط".

وبالفعل، في ذلك الوقت، بحسب ما أظهرت البروتكولات، كانت هناك عدة مبادرات نشطة "لتشجيع" هجرة الفلسطينيين من غزة، إحداها كانت بقيادة المسؤولة في جهاز الموساد، عيدا سارني. وأظهرت وثيقة يعود تاريخها إلى مايو/أيار 1968 طلب تحويل موازنة شهرية "لتشجيع الهجرة من قطاع غزة وفق تعليمات سارني".

وكانت الفكرة خلق حالة من "الهجرة الصامتة"، بطريقة لا يُنظر إلى إسرائيل على أنها متورطة فيها. وفي هذا الإطار، تم إرسال الإسرائيليين ذوي الخلفية الأمنية، والذين كانوا على دراية ومعرفة بالمجتمع العربي، مباشرة إلى التجمعات السكانية في غزة، من أجل إقناع قادتهم بتشجيع المغادرة الطوعية.

فشل خطة التهجير

توفي أشكول عام 1969، واستمرت رئيسة الوزراء غولدا مئير في المناقشة. وفي عام 1970، حذر وزير الدفاع ديان من عدم المبالغة في الأرقام. وقال "إذا دفعنا لتنفيذ الخطة لتهجير 20 ألفا في كل دفعة، فإننا نعلن بهذا عن ترانسفير، وبالتالي سنفسد الأمر كله، لذا لا بد أن تكون العملية بطيئة وكأنها شيء طبيعي، وأي شيء معلن ينفذ مصيره الفشل".

إعلان

في النهاية، لم يغادر قطاع غزة سوى بضع عشرات الآلاف من الفلسطينيين في تلك السنوات، حيث أقيمت أول مستوطنة في القطاع عام 1970، لكن معظم السكان الفلسطينيين في القطاع ظلوا في أماكنهم، وفي عام 2005، تم إجلاء المستوطنين من قطاع غزة، بموجب خطة "فك الارتباط" التي نفذها رئيس الوزراء في حينه أرئيل شارون.

وبعد مرور ما يقارب من 20 عاما على "فك الارتباط"، يطالب الوزراء الشعبويون من معسكر بن غفير وسموتريتش بتهجير الفلسطينيين من غزة وبعودة المستوطنين للقطاع، وفي أوائل السبعينيات، بدا الوزير ألون وكأنه واحد منهم، وقال "أنا أوافق على تهجيرهم، لقد فعلنا ذلك في الماضي ويجب أن نستمر به في المستقبل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تهجیر الفلسطینیین فی ذلک الوقت من قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مسعفون: عشرات الشهداء الفلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة .. وأزمة إنسانية حادة في الشمال

عواصم "وكالات": قال مسعفون إن 38 فلسطينيا على الأقل إستشهدوا في هجمات إسرائيلية بغزة اليوم وإن معظم القتلى سقطوا في غارة جوية على منزل في بيت لاهيا بشمال القطاع.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن غارة بيت لاهيا أدت إلى مقتل 22 على الأقل، بينهم نساء وأطفال. وأدرج أقارب أسماء من قتلوا من ذويهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن 30 على الأقل كانوا يعيشون في المنزل متعدد الطوابق قبل ضربه، مضيفة أن العديد من أفراد العائلة ما زالوا مفقودين مع استمرار عمليات الإنقاذ خلال ساعات الصباح.

وقال الجيش الإسرائيلي لرويترز إنه شن غارة لاستهداف مسلحين من حماس قرب مستشفى كمال عدوان الواقع بين بيت لاهيا وجباليا في الطرف الشمالي للقطاع المحاصر منذ شهرين.

وأضاف أنه لا يزال يتحرى الواقعة، لكنه وصف عدد القتلى المعلن من مسعفين فلسطينيين ووسائل إعلام فلسطينية بأنه "غير دقيق" ولا يتوافق مع ما لدى الجيش من معلومات.

وفي بلدة بيت حانون القريبة، حيث تقوم القوات الإسرائيلية بعمليات منذ أكتوبر قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في مقتل وإصابة عدة أشخاص. وقال منقذون إن عدة أشخاص حوصروا تحت أنقاض منزل.

وفي وقت سابق اليوم قال مسعفون لرويترز إن سبعة فلسطينيين على الأقل لاقوا حتفهم وأصيب عدد آخر في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وقالت خدمة الدفاع المدني الفلسطينية ومسعفون إن أربعة أشخاص، من بينهم الصحفية إيمان الشانتي وابنها، قتلوا في غارة جوية إسرائيلية أخرى على منزلين في مدينة غزة. وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن إيمان أصبحت رقم 193 في قائمة الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ بداية الحرب.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن صاروخين أُطلقا من وسط قطاع غزة على إسرائيل لكنهما سقطا في مناطق مفتوحة ولم يتسببا في إصابات. وأشار إلى قدرة مسلحين في قطاع غزة على الاستمرار في شن هجمات صاروخية على الرغم من 14 شهرا من الهجمات الجوية والعسكرية الإسرائيلية المدمرة.

وأمر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق اليوم سكان مخيم المغازي بوسط غزة بالإخلاء، وأرجع ذلك إلى إطلاق صواريخ من المنطقة. وطالبهم بالتوجه نحو منطقة مخصصة للأغراض الإنسانية بالقرب من ساحل البحر المتوسط.

لا يوجد مكان آمن

ويقول مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع المدمر. وتتهم إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالاندساس بين السكان المدنيين. وتنفي حماس هذا الاتهام وتقول إنه ذريعة تبرر بها إسرائيل هجماتها العشوائية.

وتنفذ القوات الإسرائيلية عمليات في بيت حانون وبلدة بيت لاهيا القريبة ومخيم جباليا للاجئين منذ الخامس من أكتوبر تشرين الأول، وتقاتل مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذين يشنون هجمات من تلك المناطق وتسعى لمنعهم من إعادة تجميع صفوفهم.

ويتهم مسؤولون وسكان فلسطينيون إسرائيل بإخلاء البلدتين ومخيم اللاجئين على الحافة الشمالية للقطاع لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوما قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة واقتيادهم إلى قطاع غزة.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 44800 فلسطيني قتلوا منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة قبل 14 شهرا.

أزمة إنسانية حادة

يواجه قرابة 75 ألف فلسطيني أوضاعًا صعبة بدون طعام ومياه وكهرباء ورعاية صحية، بعد قطع المساعدات الإنسانية عن شمال قطاع غزة لمدة 66 يومًا. وفق ما أفادت به منظمة الأمم المتحدة. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن الاحتلال الإسرائيلي استمر في حصار بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، حيث تم منع الفلسطينيين المقيمين هناك من الحصول على المساعدات، كما تم تهجير نحو 5500 شخص من ثلاث مدارس في بيت لاهيا إلى مدينة غزة. وبالإضافة إلى أزمة الطعام، قالت أوتشا إن أربعة مخابز فقط تدعمها الأمم المتحدة تعمل حاليًّا في جميع أنحاء القطاع، وجميعها في مدينة غزة. وقالت سيجريد كاج، المنسقة الإنسانية العليا للأمم المتحدة لإعادة الإعمار في غزة، إن المدنيين الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في غزة يواجهون "وضعًا كارثيًّا تمامًا". مشيرةً إلى انهيار النظام القانوني والفوضى التي زادت الوضع سوءًا وجعلت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية غير قادرة على تقديم الطعام وغيره من المواد الأساسية الإنسانية لمئات الآلاف من الفلسطينيين المحتاجين. وأضافت كاج أنها وبقية مسؤولي الأمم المتحدة يواصلون مطالبة إسرائيل بالسماح بوصول قوافل المساعدات إلى شمال غزة وأماكن أخرى، والسماح بدخول البضائع التجارية، وإعادة فتح معبر رفح، والموافقة على المواد ذات الاستخدام المزدوج.

مساعدات أممية

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم وصول قافلة مساعدات إلى قطاع غزة، وسط تحذيرات من دخول القطاع الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة مرحلة كارثية من الجوع.

وقالت أونروا ، في بيان صحفي تلقت وكالة الأنباء الالمانية (د ب أ) نسخة منه ، إن قافلة مشتركة تابعة للأمم المتحدة قامت اليوم بإيصال مساعدات غذائية عاجلة إلى السكان في جنوب ووسط قطاع غزة.

وأضاف البيان أن القافلة التي تتكون من 105 شاحنات ساعدت في توفير الغذاء لحوالي 200 ألف شخص حيث عملت فرق الأونروا اليوم بلا كلل للتأكد من توزيع كامل الكمية التي وصلت من المساعدات الغذائية على النازحين.

وقال البيان إنه بتنسيق مع السلطات الإسرائيلية وجهد من المجتمع المحلي نجحت القافلة في استخدام ممر فيلادلفيا لتسهيل إيصال المساعدات الضرورية إلى الأشخاص الأكثر حاجة في جنوب قطاع غزة.

وجاء وصول قافلة المساعدات بعد انقطاع مؤقت في إيصال المساعدات عبر معبر (كرم أبو سالم/كرم شالوم) وهو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية.

وأشار إلى أن استخدام ممر فيلادلفيا أظهر كيف يمكن للجهود المنسقة التغلب على العقبات اللوجستية والتشغيلية وقد وفر هذا المسار البديل ممرا أكثر أمانا.

وأكد البيان وجود المزيد من المساعدات الضرورية تنتظر خارج غزة، معربا عن الأمل في مواصلة استخدام هذا الطريق للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص و إيصال الإمدادات المنقذة للحياة، بما في ذلك الغذاء والأدوية والخيام ومستلزمات النظافة.

وشدد على أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم سكان قطاع غزة، داعيا جميع الأطراف إلى الاستمرار في تسهيل الوصول الإنساني الآمن والمستمر دون عوائق، من أجل ضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

ومنذ عدة أسابيع، يعاني قطاع غزة من شح في الدقيق والمواد الغذائية بفعل استمرار إغلاق الجيش الإسرائيلي المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، فيما فقدت معظم السلع الغذائية من الأسواق.

ووفق مؤسسات فلسطينية حقوقية وإغاثية دولية، فأن معدل دخول الشاحنات إلى قطاع غزة قبل الحرب كان 600 شاحنة يوميا محملة بأصناف متنوعة من السلع والبضائع، في حين أن معدل دخول الشاحنات إلى قطاع غزة خلال الحرب لا يزيد عن 40 شاحنة يوميا.

وأكدت الأمم المتحدة اليوم أن أهم أولوياتها توصيل المساعدات الإغاثية إلى القطاع، مشيرة إلى وجود "مشاكل" في التنسيق والإمداد والوضع الأمني.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته شبكة المنظمات الأهلية في مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع.

مقالات مشابهة

  • "الإغاثة الطبية في غزة": 70% من سكان القطاع بلا مأوى
  • مسعفون: عشرات الشهداء الفلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة .. وأزمة إنسانية حادة في الشمال
  • "رسم الحياة.. رؤى من غزة".. معرض فني في دير البلح يروي صمود الفلسطينيين وقصصهم في مواجهة الحرب
  • الجيش الإسرائيلي يطالب سكان المغازي وسط القطاع بالإخلاء الفوري
  • رئيس وزراء سوريا الجديد يدعو اللاجئين إلى العودة
  • الموت والجوع يلاحق سكان قطاع غزة.. والمفاوضات لوقف الحرب مستمرة
  • قطر تؤكد دعمها الثابت لخيارات الشعب السوري
  • كمال ماضي: ذكرى احتلال القدس تفضح مخططات الكيان لتنفيذ مشروع «إسرائيل الكبرى»
  • مظاهر الحياة تعود إلى دمشق.. والآف اللاجئين حول العالم يستعدون للعودة
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى 44,758 شهيدا منذ بدء العدوان