كيف يمكن أن تؤثر العطور المنزلية على جودة الهواء داخل المنزل؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
الكثير منا يستخدم العطور خلال فصل الشتاء للمساعدة في خلق شعور دافئ واحتفالي في منازلنا، من الشموع المعطرة بالزنجبيل والقرفة والصنوبر إلى المباخر.
وحقق سوق العطور المنزلية في المملكة المتحدة إيرادات بلغت 685.5 مليون دولار أمريكي (541 مليون جنيه إسترليني) في عام 2023 ومن المتوقع أن يصل إلى 1,203 مليار دولار أمريكي (950 مليون جنيه إسترليني) بحلول عام 2030.
ولكن هل هذه المنتجات هي أفضل طريقة لتحسين جودة الهواء في منازلنا - وكيف قد تؤثر على صحتنا؟
بحسب تقرير نشره موقع "كونفيرسيشن" وترجمته "عربي21"، فإنه من الممكن أن تخفي منتجات مثل الشموع المعطرة ومعطرات الهواء وأعواد البخور الروائح الكريهة وتحسن رائحة الأماكن داخل البيوت - لكنها لا تزيل الملوثات الضارة. في الواقع، يظهر البحث الذي قاما به أن بعض منتجات العطور المنزلية قد تكون ضارة بجودة الهواء الداخلي.
فحصت دراستان من دراساتهما الأخيرة المنازل الأيرلندية بعد عمليات تحديث للأجهزة الكهربائية. ووجدا أن أنشطة سكان المنزل مثل حرق الشموع والتدخين وسد فتحات التهوية في الجدران يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير على جودة الهواء داخله.
وذكر التقرير أن استخدام الشموع المعطرة أو التدخين، عندما يقترن بسد فتحات التهوية في الجدران والنوافذ المغلقة، يزيد من تعرض أصحاب المنازل للملوثات الجوية الداخلية. فعند استخدام الشموع المعطرة، على سبيل المثال، يمكن أن تزيد تركيزات الجسيمات الدقيقة القصوى إلى 15 ضعف الحدود التي حددتها منظمة الصحة العالمية. وتستغرق هذه المستويات بعض الوقت للعودة إلى مستوياتها الطبيعية في الغرف التي تعاني من سوء التهوية.
وأشار التقرير إلى أن حرق الشموع أو أعواد البخور ينتج مزيجا معقدا من المواد الكيميائية والجسيمات، بما في ذلك الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين.
كما يمكن أن منتجات العطور المنزلية تُصدر العديد من المركبات العضوية المتطايرة (VOCs)، والتي يمكن أن تكون ضارة بالصحة. يمكن أن تسبب الجسيمات آثارا صحية قصيرة المدى مثل السعال والعطس وتهيج العينين والأنف والحنجرة والرئتين. ويمكن أن يؤدي التعرض الطويل الأمد إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن. كما يمكن أن تؤدي الجسيمات الدقيقة أيضا إلى تفاقم بعض الحالات الموجودة، مثل الربو.
الملوثات والمواد المسرطنة
إذا تم حرق أوزان متساوية من أعواد السجائر والبخور، فإن أعواد البخور تنتج حوالي أربعة أضعاف كمية الجسيمات الدقيقة التي تنتجها السجائر. في المنازل التي لا يدخن فيها الناس، يمكن أن يكون استخدام الشموع المصدر الرئيسي لتلوث الجسيمات الدقيقة. تعمل معطرات الهواء (من علب الرش) على إدخال جزيئات دقيقة ودقيقة للغاية إلى هواء المنزل، جنبا إلى جنب مع مجموعة من المركبات العضوية المتطايرة.
ينتج اللهب المتذبذب على الشمعة المزيد من الجزيئات الأكبر ويمكن أن يزيد من انبعاث الكربون الأسود. إن استخدام الشموع المعطرة أو معطرات الهواء في الحمامات الصغيرة أو غرف النوم يعرضنا لتركيزات أعلى بكثير من الملوثات الناتجة، مما يزيد من المخاطر الصحية. في الغرف سيئة التهوية، لاحظنا أن تركيز الملوثات مثل الفورمالديهايد يصل إلى مستويات يمكن أن تسبب تهيج مجرى الهواء العلوي.
وبسحب التقرير، فإنه من المرجح أن تنتج الشموع المعطرة المزيد من الجسيمات الدقيقة مقارنة بالشموع غير المعطرة. لا يُطلب من الشركات المصنعة الكشف عن جميع المواد المستخدمة في الشموع المعطرة، بسبب براءات الاختراع المرتبطة بها، سواء في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي. تشير تقديرات الأبحاث إلى أن أقل من 10% من مكونات العطور المنزلية في الولايات المتحدة يتم الكشف عنها للجمهور.
وقد ارتبط التعرض لمعطرات الهواء بتأثيرات صحية سلبية مثل الصداع النصفي ونوبات الربو والتهاب الجلد. وتعد أكاسيد النيتروجين الملوث الغازي الأكثر إنتاجا من الشموع المعطرة - ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الرئتين والمجاري الهوائية.
وتسبب بعض المركبات العضوية المنبعثة من منتجات العطور المنزلية، مثل البنزين والفثالات والفورمالديهايد، السرطان - كما أن حرق الشموع المعطرة وأعواد البخور في الداخل يعد مصدرا رئيسيا للفورمالديهايد.
وقد ثبت أن التعرض القصير الأمد لدخان الشموع يقلل من الوظائف الإدراكية، في حين ارتبط التعرض المزمن لدخان البخور أيضا بانخفاض الوظائف الإدراكية.
"الطبيعي" ليس دائما أكثر أمانا
يشتري بعض المستهلكين العطور المنزلية المصنوعة من مكونات طبيعية في محاولة لتجنب التعرض للمكونات الكيميائية الضارة. ومع ذلك، عند حرقها، يمكن أن تطلق إضافات العطور المنزلية الطبيعية أيضا مستويات ضارة من التلوث. يمكن لبعض المواد الكيميائية المنبعثة أن تتفاعل مع الأوزون في هواء الغرفة، مما ينتج عنه منتجات ثانوية قد تكون سامة أيضا.
وفي حين أن استخدام العطور المنزلية في تزايد، فإن الأبحاث حول المنتجات محدودة، لذلك لا نعرف بعد مدى تأثيرها الكامل على جودة الهواء والصحة. ومن الممكن أيضا أن تظهر بعض الآثار الضارة فقط بعد سنوات من التعرض المزمن.
إذا كنت تحب استخدام العطور المنزلية، فهناك طرق لتقليل تعرضك للمواد الكيميائية الضارة المحتملة. على سبيل المثال، حاول استخدام منتجات العطور المنزلية في مساحات أكبر، مثل غرفة المعيشة، والنوافذ المفتوحة. تحقق من عدم انسداد أي فتحات تهوية في منزلك - وخاصة في الغرفة التي تخطط لاستخدام العطور المنزلية فيها. أخيرا، ينبعث معظم دخان الشموع عند إطفاء اللهب. لتكون في الجانب الآمن، حاول دائما إطفاء الشموع في الهواء الطلق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم العطور الشموع البخور الشموع بخور العطور حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجسیمات الدقیقة الشموع المعطرة استخدام الشموع جودة الهواء یمکن أن
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر الخيارات السياسية على مستقبل الصومال ..!
الجديد برس (تقرير خاص)
تطفو على السطح الإقليمي تطورات بالغة الخطورة، تحمل في طياتها تهديدات جسيمة للأمن القومي اليمني والعربي والإسلامي، وتستدعي وقفة تحليلية معمقة لكشف خباياها واستشراف تداعياتها المحتملة. ففي خطوة مفاجئة ومثيرة للقلق، كشفت تقارير إخبارية عن عرض تقدم به الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يمنحها بموجبه “سيطرة تشغيلية حصرية” على قواعد عسكرية وموانئ استراتيجية في بلاده.
يأتي هذا العرض في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، وتحديداً على خلفية العدوان الأمريكي المتواصل على الأراضي اليمنية، الأمر الذي يطرح تساؤلات جوهرية حول دوافع هذا التحرك الصومالي وتأثيراته المحتملة على مستقبل المنطقة وعلاقاتها.
تورط ضره أقرب من نفعه
إن الجمهورية اليمنية لتنظر ببالغ الاستياء والدهشة إلى هذا المنحى الخطير الذي تسلكه الجارة الصومال، والتي طالما جمعتها بها أواصر الأخوة المتينة والروابط التاريخية العريقة التي صمدت في وجه أعتى التحديات وتقلبات الزمن. كان من المفترض على القيادة الصومالية أن تستحضر عمق هذه العلاقات الراسخة، وأن تضع في حسبانها حساسية الظرف الإقليمي الراهن وما يقتضيه من تضافر للجهود ووحدة للصف لمواجهة التحديات المشتركة، لا الانزلاق نحو أحضان قوى خارجية تسعى لتمزيق الأمة وتكريس هيمنتها.
إننا نوجه عبارات اللوم للرئيس الصومالي على هذه الخطوة غير المسؤولة، والتي تمثل خروجاً صريحاً عن مقتضيات حسن الجوار والتضامن الإسلامي. ونحذره بشدة من مغبة الانخراط في تحالف مشبوه مع العدو المشترك للأمة الإسلامية، أمريكا وإسرائيل. إن هذا التحالف الآثم سيفتح بلا شك أبواباً لمواقف سلبية البلدين في غنى تام عن تحمل تبعاتها. فالتاريخ يشهد بأن من استعان بالظالم على أخيه، وجد نفسه في نهاية المطاف وحيداً يواجه مصيره المحتوم.
صلف أمريكي وشراكة مع العدو الصهيوني
لا يخفى على ذي بصيرة أن الولايات المتحدة الأمريكية ما فتئت تمارس أبشع صور الصلف والغطرسة في تعاطيها مع القضية الفلسطينية، بل وتتمادى في انحيازها الأعمى والشائن للعدو الصهيوني المحتل. لقد تجاوز هذا الانحياز حدود الدعم السياسي والعسكري ليتحول إلى شراكة فعلية في جرائم الإبادة والتهجير والتجويع الوحشية التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق الشعب الفلسطيني الصامد في غزة والضفة الغربية.
إن الدماء الزكية لأطفال ونساء وشيوخ فلسطين، والتي تراق يومياً بأسلحة أمريكية الصنع وبضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، لهي شاهد حي على هذا التواطؤ المخزي. فبدلاً من أن تضطلع واشنطن بدورها كقوة دولية يفترض بها حفظ الأمن والسلم العالميين، اختارت أن تكون شريكاً كاملاً في أبشع جريمة عرفها التاريخ الإنساني على مر العصور، متجاهلة بذلك كافة القيم والمبادئ الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية.
فشل المساعي في تحييد الموقف اليمني
إن المحاولات الأمريكية المستميتة لتحييد الموقف اليمني الثابت والمساند للمقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة والضفة لن تجني سوى خيبة الأمل والفشل الذريع. لقد أثبتت الوقائع على الأرض فشل هذه المساعي في البحر والجو، وهي موعودة بالويل والثبور في حال فكرت أن تغزو اليمن براً، حيث يقف الشعب اليمني وقواته المسلحة الأبية صفاً واحداً في وجه العدوان الأمريكي والصهيوني، مستمدين العزم والقوة من إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم وتأييدهم المطلق لإخوانهم في فلسطين.
إن محاولة أمريكا اليائسة لتفريغ حمولتها العدوانية في جعبة الدول المجاورة لليمن، سواء في الخليج أو الجزيرة العربية، ولو استطاعت أن تحشد في حلفها العالم أجمع، فالمصير هو الفشل الذريع. هذا الفشل سيقابله حتماً نصر مؤزر من الله عز وجل لليمن ولقواته المسلحة الباسلة، ولسيدها وقائدها الحكيم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي يقود الأمة بحكمة واقتدار إلى سبيل النجاة من بوابة الانتصار للمظلومية الفلسطينية وقضية الأمة المركزية، ألا وهي تطهير حرم الأقصى الشريف من دنس الغدة السرطانية “إسرائيل”، وإعلان القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني.
الدوافع والمخاطر المحتملة
إن اللجوء إلى الارتماء في أحضان العدو ليس إلا طريقاً إلى المهالك التي لا تحمد عقباها، وهو خيار يُعدُّ غريباً وغير مبرر، خاصة عندما يأتي على حساب علاقات جوار متميزة عُرفت عبر التاريخ بالقوة والصلابة. نلاحظ اليوم أن العاصمة الصومالية، مقديشو، تسعى لتعزيز موقعها كفاعل مؤثر في المنطقة، مستفيدة من حالة عدم الاستقرار الإقليمي وتصاعد التوترات في البحر الأحمر، الناتجة عن العدو الهجمي الإسرائيلي على غزة والضفة وتداعياتها. ولكن هل يستحق هذا السعي أن يُبنى على حساب التضحية بعلاقات الأخوة مع دول الجوار، مثل الجمهورية اليمنية؟
إن الحكومة الصومالية قد تكون تسعى للحصول على دعم أمريكي قوي لمواجهة التحديات الداخلية، بدءاً من الحفاظ على وحدة البلاد في ظل الحركات الانفصالية المتنامية، ووصولاً إلى تصاعد خطر ما تسميه بالجماعات الإرهابية، وعلى رأسها حركة الشباب. إلا أن لهذه الخطوة تداعيات خطيرة يمكن أن تعود بالضرر على الصومال، حيث إن السعي لكسب ود واشنطن عبر استمالتها يعكس خوف مقديشو من احتمال اعتراف إدارة أمريكية محتملة بقيادة ترامب باستقلال إقليم أرض الصومال.
إلا أن تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة يحمل مخاطر جسيمة، من أبرزها:
تصعيد حدة التوتر: إن هذا التحرك الأمريكي لن يُنظر إليه إلا على أنه تصعيد خطير يستهدف اليمن وحلفاءه، مما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والصراعات في المنطقة.
تأليب الرأي العام: من المرجح أن تستغل القوى المناوئة للوجود الأمريكي هذا التحرك لتصويره كاحتلال جديد يهدد سيادة البلاد، مما يعزز رفض المجتمع المحلي لهذا التعاون ويدفع نحو المقاومة.
تعزيز التمرد: لن تتردد المعارضة السياسية في الصومال في استغلال هذا العرض للانتقاد الحكومة الفيدرالية، مما يزيد من حدة الاستقطاب السياسي ويعرقل جهود المصالحة الوطنية. كما قد تستفيد حركة الشباب من هذا الوضع لتجنيد المزيد من المقاتلين، إذ ستعتبر الوجود العسكري الأمريكي هدفاً مشروعا لهجماتها.
تدهور العلاقات الإقليمية: هذا التحرك سيؤدي حتماً إلى تدهور ملحوظ في العلاقات بين اليمن والصومال، وقد تضطر اليمن لتصنيف المصالح الأمريكية في الصومال كأهداف استراتيجية للقوات المسلحة في سياق حق الردع.
وبالتالي، فإن العواقب المحتملة لهذا التعاون الصومالي الأمريكي تتسم بالتعقيد وعدم اليقين، رغم أن الولايات المتحدة قد تحصل على موطئ قدم استراتيجي مهم يُعزز من قدرتها على مراقبة التهديدات والتحكم في الممرات البحرية الحيوية. لكن هذا التعاون قد يوقع الحكومة الصومالية في فخ الاعتماد المتزايد على الدعم الأمريكي، مما سيزيد من حالة عدم الاستقرار نتيجة ردود فعل عنيفة من الجماعات المسلحة.
في النهاية، إن العرض الصومالي للولايات المتحدة يمثل تطوراً خطيراً في المشهد الإقليمي، يحمل في طياته مخاطر جمة على الأمن والاستقرار في المنطقة. وبينما تسعى مقديشو لتحقيق مكاسب آنية من خلال هذا التحالف، فإنها قد تجد نفسها في نهاية المطاف أمام تداعيات وخيمة تهدد وحدتها واستقرارها. أما بالنسبة لليمن، فإن هذا التحرك لن يثنيها عن موقفها المبدئي الداعم للقضية الفلسطينية ومقاومة قوى الهيمنة والاستكبار، بل سيزيدها إصراراً على المضي قدماً في طريق الحق والعدل حتى تحقيق النصر الكامل. إن الأيام القادمة ستكشف المزيد عن طبيعة هذا التحالف وتأثيراته على مستقبل المنطقة بأسرها.
وبالتالي، يجدر بالقيادة الصومالية أن تعيد التفكير في هذا الخيار، وأن تدرك أن الارتماء في أحضان العدو لن يؤدي إلا إلى تفكيك الروابط التاريخية وتعميق الجراح التي تحتاج إلى الشفاء بدلاً من الانغماس في صراع لا مبرر له.