البابا تواضروس للسفير الفرنسي: نصلي من أجل سلام العالم ووقف الحروب
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
استقبل البابا تواضروس الثاني اليوم الخميس، عدد من السفراء من بينهم إيريك شوفالييه، سفير دولة فرنسا في مصر.
دار الحوار خلال اللقاء حول العديد من القضايا، من بينها قضية التعليم وتشجيع تعلم اللغة الفرنسية، كما تمت مناقشة تأثير الظروف الاقتصادية على قدرة بعض الأسر على إرسال أطفالهم إلى المدارس أو إلى التعليم الجامعي.
وفي إطار الحديث عن الحروب، أكد البابا أهمية الصلاة من أجل سلام العالم وضرورة وقف الحروب، مشددًا على دور الصلاة في تعزيز السلم العالمي.
كما تم التطرق إلى موضوع الشباب وكيفية الحفاظ على إيمانهم في ظل تنامي ظاهرة الإلحاد، ورد البابا بأن ذلك يتم من خلال ارتباط الشباب القبطي بالكنيسة منذ الصغر عن طرق مدارس الأحد ثم اجتماعات الشباب، ما يسهم بقوة ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية في نفوسهم.
كما استقبل البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة، اليوم الخميس، السفير الدكتور قحطان طه خلف، سفير دولة العراق في مصر.
وأعرب السفير العراقي خلال اللقاء عن سعادته بوجوده في مصر وتقديره للعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين.
تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسيةومن جهته قدم قداسة البابا نبذة عن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ودورها الروحي والاجتماعي، كما تناول اللقاء حوارًا حول العمل من أجل تحقيق سلام العالم، حيث أكد قداسة البابا على الوحدة الوطنية التي تجمع كافة المصريين بمختلف أطيافهم.
واستفسر السفير عن علاقة الكنيسة القبطية بالكنائس الأخرى، فأكد قداسة البابا أن العلاقات طيبة مع كافة الكنائس، وأن المحبة هي الأساس الذي تعتمد عليه الكنيسة في تعاملاتها مع الجميع.
كما دار النقاش حول أهمية التصدي لظاهرة المثلية والحفاظ على القيم والمعتقدات الشرقية، حيث أشار قداسة البابا إلى خطورة هذه الظاهرة، مؤكدًا أن تدمير الأسرة يعني تدمير المجتمع والدول، ما يستوجب تكاتف الجميع للحفاظ على القيم الأخلاقية والمجتمعية.
وفي نفس السياق، استقبل البابا تواضروس الثاني اليوم يورجن شولتس، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقاهرة.
وأعرب السفير خلال اللقاء عن سعادته بتولي خدمته في مصر، مشيرًا إلى تطلعه للقيام بزيارات متعددة للتعرف على تاريخ مصر العريق.
وقدم البابا للسفير نبذة عن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والأديرة القبطية، موجّهًا له دعوة لزيارة الأديرة والتعرف على معالمها الروحية والتاريخية.
كما أشار قداسة البابا إلى العلاقات الطيبة التي تجمع الكنيسة القبطية بالدولة المصرية، والأزهر الشريف، والكنائس الأخرى، مسلطًا الضوء على مجلس كنائس مصر ودوره في تعزيز التعاون المشترك بين الكنائس.
وتناول اللقاء حوارًا حول أهمية التعليم كركيزة أساسية للنهوض بالمجتمعات والدول، ودوره المحوري في بناء الأفراد وتعزيز التنمية المستدامة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البابا تواضروس الثاني البابا تواضروس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأديرة القبطية الکنیسة القبطیة البابا تواضروس قداسة البابا من أجل فی مصر
إقرأ أيضاً:
يحتاجونها كما تحتاجهم.. للقصة بقية يناقش ملف تجار الحروب
فكما تحتاج الحروب للسلاح فإن منتجي السلاح أيضا يحتاجون للحروب، وهو ما دفع مديرة إحدى الشركات الأمنية الإسرائيلية لوصف الحرب على غزة بأنها "الساعة الذهبية" التي تتحينها شركات الأسلحة.
ووفقا لبرنامج "للقصة بقية"، فقد أكدت تقارير كثيرة أن غزة أصبحت مسرحا لتجربة العديد من الأسلحة الجديدة. وقد أكد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن أرباح أكثر 100 شركة تعمل في هذا المجال تجاوزت الـ600 مليار دولار خلال 2023.
وقبل الحرب على غزة، أنعشت الحرب الروسية الأوكرانية سوق السلاح الأميركي. وقد خلصت دراسة أجرها معهد واشنطن العام الماضي إلى أن الحروب بدأت إعادة تشكيل سوق الأسلحة العالمية.
وقد دفعت الحرب الأوكرانية صناعة السلاح إلى مستويات غير مسبوقة وصلت إلي تريليوني و200 مليار دولار عام 2022، حسب تقرير نشره "للقصة بقية".
وتصدرت الولايات المتحدة المرتبة الأولى عالميا في الإنفاق الدفاعي بـ877 مليار دولار تعادل 39% من إجمالي الإنفاق العالمي تلتها الصين بـ292 مليارا ثم روسيا بـ86.4 مليارا. كما زاد الأوروبيون إنفاقهم العسكري بنسبة 13% ليصل إلى 345 مليار دولار، وفق دراسة معهد ستوكهولم.
العودة لحرب ظنوا أنها انتهت
ويرجع السبب في تزايد الإنفاق الدفاعي -الذي يعني مزيدا من الأرباح لشركات السلاح- إلى أن العالم قد عاد إلى الحروب التي ظن أنها انتهت بنهاية الحرب الباردة، كما يقول مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون.
إعلانويرى بولتون أن الحرب الروسية الأوكرانية كشفت للولايات المتحدة والعديد من الدول أنها صناعتها العسكرية ليست قوية كما كانوا يعتقدون.
وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن دان سميث -مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام- يعتقد أن العالم يعيش لحظة هي الأكثر خطورة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بل وأكثر خطرا من الحرب الباردة الأولى التي جرت بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وفي حين أصبح الإنفاق على السلاح أكبر مما كان عليه في أي وقت مضى، فإن العالم بحاجة ماسة لتحجيم هذا السباق المحموم والذي قد يكون من الصعب السيطرة عليه لأنه يحقق أرباحا لبعض الأطراف، كما يقول سميث.
انتقائية في استخدام التكنولوجيا
لكن اللافت برأي سميت ليس مستوى التغول في استخدام السلاح وتغدية الحروب، وإنما في أن إسرائيل على سبيل المثال تمتلك أحدث تكنولوجيا الحروب في العالم لكنها استخدمتها بشكل دقيق جدا في لبنان وبشكل عشوائي في غزة.
فقد أكد المتحدث أن جيش الاحتلال الذي نجح في اغتيال قادة حزب الله في أماكن محددة وبطريقة شديدة الدقة وصلت في بعض الأحيان إلى تفجير أجهزة اتصال يضعونها في جيوبهم، هو نفسه الذي استخدم نفس التقنيات لتنفيذ عمليات قتل عشوائي ومحو تام للسكان في قطاع غزة.
وبعيدا عن المخاطر المحدقة بالعالم، فإن منطقة الشرق تحديدا تدفع الفاتورة الأكبر لتجارة الأسلحة لأنها تعيش منذ زمن حروبا متنوعة سواء بين المقاومة وإسرائيل أو بين الحكومات و"الجماعات الإرهابية"، وفق المدير التنفيذي المؤسس لمنظمة الحماية من الأسلحة وآثارها الدكتور أيمن سرور.
وتستهلك منطقة الشرق الأوسط كميات مهولة من الأسلحة والذخائر بالمخالفة لقوانين واتفاقيات بيع ونقل الأسلحة لمناطق النزاع، كما يقول سرور، الذي أكد أن الجوانب الإنسانية والتنموية يتم تجاهلها بشكل كامل من جانب المستفيدين من الحروب.
إعلانوالأكثر خطورة هو أن العالم يقترب بشكل كبير من الاعتماد على الأسلحة ذاتية الاستخدام التي تقوم على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وهو أمر سيستهلك مزيدا من الأموال وسيهدد مزيدا من الأرواح في الوقت نفسه، كما يقول سرور.
آثار الدمار التي خلفها القصف الإسرائيلي على حي الرمال شمال شرق غزة (الجزيرة) أسلحة أقوى من القانونوعندما ينخرط العالم في الاعتماد بشكل أكبر على هذا النوع من الأسلحة، فإنه سيواجه عقبة مهمة جدا وهي كيفية إخضاع مثل هذه الأسلحة شديدة الخطورة للقوانين الدولية.
وتعليقا على هذا النوع من الأسلحة، قال سميث إنها ستخلق واقعا مختلفا للحروب التي ستتحول إلى ما يشبه "لعبة فيديو"، مؤكدا أن التقدم في هذه القطاع يسير بشكل سريع جدا عن النقاشات التي تجريها الحكومات لتفادي مخاطرها.
ومع تغذية هذه الأسلحة بالكثير من المعلومات واللغات والبرمجيات، ستصبح حتى الشركات التي قامت بتصنيع هذه الأسلحة غير قادرة ربما على الحد من مخاطرها، وليس الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات المنوط بها تطبيق القانون الدولي، برأي سميث.
9/12/2024