صعود البيتكوين.. لحظة سحرية محاطة بالخوف
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
كسرت عملة البيتكوين الرقمية المشفرة حاجز الـ100 ألف دولار لأول مرة منذ إطلاقها في 2010، حاملة وعوداً مستقبلية كبيرة لسوق شهد تذبذباً مستمراً وشارف على الانهيار قبل عام، لكنّه عاد أقوى مما سبق بفضل دعم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وأثار صعود البيتكوين السريع تساؤلات حول مدى ارتفاعها، وما إذا كان يمكنها التخلص من تقلباتها السيئة السمعة.
واستقرت العملة الأبرز بين مثيلاتها عند 103400 دولار بعد وقت قصير من الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش اليوم الخميس، قبل أن تنخفض قليلاً.
ووصف دان كوتسوورث، محلل الاستثمار، الأمر بأنه "لحظة سحرية" للعملة المشفرة، وقال إنها كانت "ذات صلة واضحة" بفوز دونالد ترامب في الانتخابات، وفق تقرير لبي بي سي.
سارع ترامب كعادته للاحتفال بالإنجاز الجديد لعملته المفضلة، قائلاً على منصة تروث سوشيال الخاصة به، "تهانينا لعشاق البيتكوين" و"على الرحب والسعة!".
ترامب يهنئ حاملي البيتكوين بعد وصول العملة المشفرة إلى 100 ألف دولار :
"مرحبًا بكم!!! معًا، سنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى!" pic.twitter.com/LimoiDkFm4
كان الرئيس المنتخب قد تعهد سابقاً بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات الرقمية" و"القوة العظمى للبيتكوين" في العالم، مما ساعد في دفع سعر البيتكوين إلى الارتفاع نحو قمم جديدة بمجرد انتخابه رئيساً.
وتجاوزت قيمة البيتكوين حاجز الـ 100 ألف دولار بعد أن قال ترامب إنه سيرشح بول أتكينز المفوض السابق لهيئة الأوراق المالية والبورصة لإدارة الهيئة التنظيمية لوول ستريت. ويُنظر إلى السيد أتكينز على أنه أكثر تأييداً للعملات المشفرة من الرئيس الحالي غاري غينسلر.
القيمة السوقية للبيتكوين تتجاوز تريليوني دولار في سوق #العملات_المشفرة #العالم_بلغة_الأعمال #CNN_الاقتصادية#البيتكوين #Crypto pic.twitter.com/8R0DethsqC
— CNN Business Arabic | الاقتصادية CNN (@CNNBusinessAr) December 5, 2024ويؤكد خبير الأصول الرقمية أندرو أونيل، "من الواضح أن هناك توقعات بأن الإدارة الجديدة ستكون أكثر تفضيلًا للعملات المشفرة مقارنة بالإدارة القديمة".
وأضاف، "بالنسبة لسعر البيتكوين، أعتقد أن هذا هو ما دفع الاتجاه حتى الآن ومن المرجح أن يستمر في العام الجديد".
وعلى مر السنوات الماضية مرت العملة في مخاضات عدة، انخفضت فيها مراراً، ووصلت في 2022 إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 16 ألف دولار بعد انهيار بورصة العملات المشفرة "FXT"، مخيبة آمال المستثمرين فيها، ومنفرة الطامحين من دخول سوق العملات الرقمية عالي المخاطر.
وبحسب المحللين، فإن الارتفاع ورغم هوله، فإن تاريخ البيتكوين المتقلب لن يتغير على الأرجح.
وقال كوتسوورث، "لقد أصبح الكثير من الناس أثرياء بفضل ارتفاع قيمة العملة المشفرة هذا العام، لكن هذا الأصل عالي المخاطر لا يناسب الجميع".
وأضاف، "إنه متقلب ولا يمكن التنبؤ به وتحركه المضاربة، ولا شيء من هذا يجعله استثماراً يدوم طويلًا".
بعد صعودها التاريخي.. تعرف على القصة الحقيقية وراء البيتكوين في الحلقة الثانية من "السالفة وما فيها" مع محمد علي#24trndz
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSw15u pic.twitter.com/S62lbIrG5C
وخلال حملته الانتخابية الرئاسية الأمريكية، سعى ترامب إلى جذب مستثمري العملات المشفرة بوعد بإقالة غاري غينسلر - رئيس الهيئة التنظيمية المالية الأمريكية لجنة الأوراق المالية والبورصة - في "اليوم الأول" من رئاسته.
كان نهج غينسلر تجاه قطاع العملات المشفرة أقل ودية بشكل واضح من نهج ترامب.
وقال لهيئة الإذاعة البريطانية في سبتمبر (أيلول)، إن هذه الصناعة "مليئة بالاحتيال والمحتالين والمخادعين".
وتحت قيادته، قدمت لجنة الأوراق المالية والبورصة 46 إجراءً تنفيذياً متعلقاً بالعملات المشفرة ضد الشركات في عام 2023.
وأكد غينسلر في نوفمبر (تشرين الثاني)، إنه سيتنحى في 20 يناير (كانون الثاني) - يوم تنصيب ترامب. ورحب مؤيدو العملات المشفرة باختيار بول أتكينز ليحل محله على رأس لجنة الأوراق المالية والبورصة.
وقال مايك نوفوغراتز، مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة العملات المشفرة الأمريكية "غالاكسي ديجيتال"، إنه يأمل أن يؤدي "المسار التنظيمي الأكثر وضوحاً الآن إلى تسريع دخول نظام العملة الرقمية إلى التيار المالي الرئيسي".
ويعود الفضل في الصعود المثير إلى عدد من الأحداث الرئيسية أولها فوز ترامب في الانتخابات الذي عزز ثقة المستثمرين في أن قيمتها ستستمر في الارتفاع، وثانيها موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات على العديد من صناديق تداول البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) مما يسمح لشركات الاستثمار العملاقة مثل (Blackrock) و(Fidelity) و(Grayscale) ببيع المنتجات بناءً على سعر البيتكوين.
وشهدت بعض هذه المنتجات مليارات الدولارات من التدفقات النقدية.
مع ذلك تبقى البيتكوين عملة متذبذبة وخطيرة، وذلك بسبب احتمالات الانخفاض المفاجئ في قيمتها والتي تعمل كتذكير بأنها ليست مثل العملات التقليدية، ولا يتمتع المستثمرون بأي حماية إذا خسروا أموالهم المستثمرة فيها.
وتؤكد أستاذة التمويل في جامعة ساسكس كارول ألكسندر، إن الخوف من تفويت الفرصة بين الشباب سيجعل سعر البيتكوين يستمر في الارتفاع.
وأضافت أنه في حين أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع في العملات المشفرة الأخرى، فإن العديد من المستثمرين الأصغر سناً الذين يستثمرون في العملات الرقمية يخسرون المال.
كما وجهت كاثلين بريتمان، المؤسس المشارك لعملة مشفرة أخرى - تيزوس - كلمة تحذيرية لأولئك الذين يميلون إلى الاستثمار في البيتكوين، وقالت لبي بي سي: "هذه أسواق تميل إلى التحرك على الزخم، لذا عليك أن تكون حذراً للغاية معها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية البيتكوين الولايات المتحدة ترامب بيتكوين ترامب الولايات المتحدة الأوراق المالیة والبورصة لجنة الأوراق المالیة العملات المشفرة ألف دولار
إقرأ أيضاً:
ما مصير العملة التي تحمل صورة "بشار الأسد"؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
العملات ليست مجرد أدوات للتبادل الاقتصادي، إنما هي رموز تحمل في طياتها تاريخ الأمم وهويتها وتعكس صورها وتصميماتها المختلفة رسائل سياسية وثقافية عميقة تسعى الدول من خلالها إلى توثيق ذاكرتها الجمعية.
في سوريا، ومع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يُثار التساؤل حول مصير العملة السورية التي تحمل صورته، من فئة الألفي ليرة، التي تمثل رمزًا لنظامٍ حكم سوريا لعقود.
تصميم العملات يحمل دلالات تتجاوز الجوانب الفنية لتصبح جزءًا من السياسة والاقتصاد والتاريخ في آنٍ واحد ففي دول كثيرة تُستخدم العملات لتخليد شخصيات تاريخية أو لتكريس رموز وطنية تعبر عن هوية الدولة واستقلالها.
العملة تتحول في بعض الأنظمة إلى أداة لفرض هيمنة الحاكم ورمز لتكريس شخصيته كأيقونة للدولة، كما فعلت عائلة الأسد.
ومن ثم، فإن العملة صارت رمزاً للنظام السابق وللمرحلة التي يحاول الشعب تجاوزها، ما سيدفع أي حكومة جديدة إلى مهمة إعادة تصميم العملة كجزء من عملية أوسع لإعادة بناء الهوية الوطنية وتأكيد بداية عهد جديد. وهذا ليس أمرًا غريبًا بل هو نهج اتبعته دول عديدة في التاريخ عندما مرت بمراحل انتقالية كما حدث في العراق بعد سقوط صدام حسين أو في دول الاتحاد السوفيتي السابق بعد تفككه، على سبيل المثال.
وفيما لم تتضح بعد الخطوات الفعليّة التالية فيما يخص "تصميم العملة"، حرص مصرف سوريا المركزي -بعد يوم واحد من سقوط النظام- على التأكيد على أن العملة المعتمدة في التداول في سوريا هي الليرة السورية بكافة فئاتها، ولم يتم سحب أي فئة من التداول.
وبناءً على ذلك، فإن العملة التي تحمل صورة الأسد مع باقي العملات لا تزال متداولة ولم يُتخذ قرار بشأنها بعد. في الوقت الذي أكد فيه المصرف أنه وجه كافة شركات الصرافة والحوالات الداخلية بضرورة الالتزام بتسليم الحوالات لمستحقيها بالليرة السورية وفق القرارات النافذة الناظمة لهذا الموضوع.
ويعد تغيير العملة "قراراً سياسياً" في المقام الأول، بحسب وزير التجارة السوري وحماية المستهلك، لؤي المنجد، في تصريحات إعلامية له.
وبحلول يوم الاثنين 9 كانون الأول، يتداول الدولار بـ 17 ألف ليرة في دمشق، وفي حلب يصل إلى 18 ألفاً.
وشهدت سوريا قبيل سنوات قليلة واقعة مثيرة لتغيير تصميم العملة وتحديداً فئة الألف ليرة، وذلك عندما طرح البنك المركزي في شهر يوليو/ تموز من العام 2015، ورقة نقدية جديدة في حينها من فئة 1000 ليرة سورية.
كانت تلك الفئة تحمل صورة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ومع التغيير حلّت مكانها صورة مدرج مدينة بصرى الشام الأثرية. وللمفارقة كانت تلك المدينة قد وقعت -قبيل نحو شهرين من إصدار العملة- تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
أثارت تلك العملة حينها انتقادات في صفوف مؤيدي النظام السوري، الذين أطلقوا حملة على منصات التواصل داعية لإعادة صورة الأسد. وسط تفسيرات وتأويلات مختلفة حينها لذلك التغيير.
وفي حزيران من العام الماضي، أضاف مصرف سوريا المركزي تعديلات محدودة على تصميم الأوراق النقدية من فئة 5 آلاف ليرة سورية لتعزيز المزايا الأمنية، عبر تكبير حجم الرقم 5000 وطباعته طباعة نافرة.