آلهة الشر تتصارع في شمال سوريا
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
وكأنه حكم الفجأة إندفعت مجموعات من القتلة في ما سمي فصائل تحرير الشام وجبهة النصرة الإرهابية نحو مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية بعد دمشق والتي تمثل عمقاً إستراتيجياً على المستوى الأمني والإقتصادي والسياسي وكان للحرب الأهلية التي إندلعت عام 2011 أثر كبير على هذه المدينة العريقة التي تقع على مسافة من الحدود التركية وتتصل بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الكوردية التي تمثل جزءاً من منظومة مواجهة مع تركيا كحزب العمال المصنف كمنظمة إرهابية تنشط على الجانبين السوري والعراقي .
تركيا رفضت أن يكون لها دور في دعم هيئة تحرير الشام والنصرة والجيش الحر في هجومها على حلب ومناطق أخرى لكن من الواضح أن الهاجس الذي يضغط على أنقرة هو النشاط المتصاعد للقوات الكردية المسماة قسد أو قوات سوريا الديمقراطية التي لها نفوذ واسع شرق الفرات وتحظى بحماية أمريكية بينما كان واضحاً أكثر الضغط الذي مارسته الفصائل الموالية لتركيا على المجموعات الكردية في حلب والمواطنين في مناطق هناك كمنطقة تل رفعت التي يقطنها مائة وخمسون ألف كردي ينبغي تهجيرهم إلى مناطق تسيطر عليها قسد وإبعاد القوى القريبة من إيران وحزب الله وتفريغ شمال سوريا لقوى فاعلة موالية لأنقرة .
المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدلل بنظيره الإيراني عباس عراقجي تباينت وجهات النظر فيه فما لدى تركيا غير ما لدى إيران بالرغم من أن الطرفين يتشاركان المخاوف من التمدد الكردي والمحاولات الأمريكية الإسرائيلية لتكريس وضع جديد وصفه الرئيس بشار الأسد بمحاولة تقسيم سوريا والشرق الأوسط وهو ما أكدته إيران التي عبر مستشار المرشد فيها عن أسف طهران لتورط تركيا في مشروع صهيوني تقسيمي من خلال دورها في دعم الجماعات التي توغلت في الشمال لكن كل طرف لديه مخاوفه ولديه مصالحه وإذا كان الإيرانيون والأتراك يريدون تحجيم الدور الكردي فأن لكل طرف رؤية مغايرة في ما يتعلق ببقاء نظام الرئيس بشار الأسد في السلطة من عدمه .
لأمريكا دور وتاثير ومصالح ولإيران كذلك وما تزال روسيا قلقة من مد أنبوب غاز من الخليج عبر سوريا إلى أوربا وهي لا تريد التضحية بالمكاسب التي تحققت بفعل تدخلها ودعمها للأسد بالرغم من تقليص ذلك الدور والقوات التي تقلصت من ستة آلاف إلى ألف ونصف وبقاء عدد محدود للغاية من المقاتلات النفاثة والمروحيات ولهذا فالحليف الإيراني ينشط خشية أن تذهب فصائل تركيا إلى مديات أوسع وتؤثر في المعادلة السياسية وفي حجم المكاسب لكل طرف خاصة بعد أن تم الإتفاق على إجتماع يعقد في الدوحة يجمع الروس بالأتراك والإيرانيين والقطريين والجميع متحفز ولا يريد خسارة المعركة التي ستستمر لبعض الوقت وسيدفع الأبرياء ثمن ذلك من تهجير وقتل وحرمان من الماء والطعام والكهرباء والصحة . Fialhmdany19572021@gmail.com فراس الغضبان الحمداني
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
سوريا.. “إنكار الجرائم الأسدية” يطيح بسلاف فواخرجي من نقابة الفنانين
أعلنت نقابة الفنانين السوريين – فرع دمشق عن شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلاتها، بعد تصريحات مثيرة أدلت بها مؤخراً عبّرت فيها عن دعمها للرئيس السوري السابق بشار الأسد، معتبرة إياه “صمام أمان” للبلاد، ومشيدة بطريقة حكمه لسوريا خلال السنوات الماضية.
وبحسب ما نُشر عبر الصفحة الرسمية للنقابة على فيس بوك، فإن القرار المفاجئ، الذي صدر برقم 34/ق وبتوقيع نقيب الفنانين مازن الناطور، استند إلى القانون رقم 40 لعام 2019 والنظام الداخلي للنقابة، وتحديداً المادة 58، البند الثاني، الفقرة “ب”، التي تُجيز شطب الأعضاء في حال “الخروج عن أهداف النقابة”.
وجاء الشطب بسبب ما وصفه البيان بـ”إنكار الجرائم الأسدية” و”التنكر لآلام الشعب السوري”، في إشارة واضحة إلى تصريحات سلاف فواخرجي الأخيرة التي قالت فيها إن “بشار الأسد عاش حياة بسيطة، وكان يمثل الاستقرار السياسي في البلاد”، مشددة على أن “المشكلة ليست في الحاكم، بل في الشعب المنقسم”.
وكانت سلاف فواخرجي قد صرّحت بأن بشار الأسد حكم البلاد بسياسة دولة ومؤسسات وليس بالدين، وقالت إن “أيام الثورة الأولى كانت جيدة، لكنها اختُطفت لاحقاً من تيارات دينية”.
وأضافت أن مشاهد سجن صيدنايا مؤلمة بلا شك، خاصةً أنهم سمعوا كثيراً عن وجود مخالفات وانتهاكات، لكنهم لم يكونوا على دراية كاملة بما يجري داخله، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن هؤلاء المساجين كان بينهم بعض القتلة واللصوص والمغتصبين، كما أن بعض المشاهد المتداولة عن السجن “مفبركة”، مما أدى إلى طمس الحقيقة وإثارة الجدل.