صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-16@03:16:41 GMT

المفاضلة بين الجهل والفساد!!

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

المفاضلة بين الجهل والفساد!!

المفاضلة بين الجهل والفساد!!

د. مرتضى الغالي

حقاً لقد هان السودان على الكيزان..! فقد كتب أحد الإنقاذيين من قادة “الحركة الإظلامية” والناشطين فيها قائلاً إن (ندى القلعة أنفع للحركة الإسلامية وللسودان من عبد الحي يوسف)..!

جاء ذلك رداً على المعركة الكلامية البائرة بين عبد الحي يوسف والبرهان في وقت يموت فيه السودانيون قتلاً وسحقاً وإغتيالاً وغيلة وتشريداً وجوعاً وقهراً ومهانة.

.!

ما قاله هذا الكادر الإخونجي يعد بحق (تتويجاً) للمقولة النظرية عن عصر وسلطة التفاهة (المديوكراسي) التي قال بها الفيلسوف الكندي “آلان دونو”..! وهي مقولة في العلم السياسي كان الناس يحسبونها مجرد مصفوفة من الأحوال والأوضاع السيئة التي يمكن أن يحل بعضها بدولة ما.. فإذا بالكيزان وقادتهم وبرهانهم وكباشيهم وانقلابهم يجسّدونها بالفعل، ويجعلون من بلادنا دولة خاسرة تطفح فيها التفاهات ويتقلد أمرها لفيف من شخوص فقراء في المعرفة.. عُراة من الفضائل.. معوزين من المسؤولية ومفلسين في الوعي و(مقشِّطين في الأمانة) ومدقعين في قيم النزاهة والشرف والضمير..!

إنها ديكتاتورية التفاهة التي توصف بأنها سلطة الجهل التي يصل إلى قمتها أشخاص يوسمون بتدني الفهم وسوء التقدير وانعدام المواهب وضعف المهارة وسوء النوايا.. وكل ما يمكن وصفه بالرديء الدنيء..!

إنها كما يقول آلان دونو: (الكتلة البلهاء) والقوقعة الحاضنة التي تحوي داخلها يرقات وطحالب في جوف السياسات المنحرفة التي توفرّ احتمالات تناسلها على شروط من التدني تخدم هيمنة التفاهة..!

جوقة من الكائنات اللزجة التي تتعلق بذيول السلطة مع إفراط في العنف.. حيث تفتقر لأي وازع من إنسانية أو ضمير.. ولا تستطيع الانفصال من حالة الشبق السلطوي والنهم الحاد للاستعلاء والتماهي مع الغرائز غير السويّة تعويضاً عن الانكسارات النفسية.. إنهم جهلة موتورون غاضبون من مهانتهم يكذبون على أنفسهم وعلى الناس ولا يلقون بالاً لمعرفة الناس بوضاعتهم.. يتكالبون على السلطة في حين لا يملكون مقوماتها ويتهافتون على الفساد تهافت الذباب على الجيف..!

العجيب في الأمر أن هذا الكادر الإخونجي الإسلامجي “كثير السجود” انتهى إلى القول بأن ندى القلعة أنفع للسودان مما يقوم به عبد الحي..!

هذا اختيار غريب يذكرك بحكاية لص الزراعة الذي “يحترم البغال” لأنها تساعده في حمل العلف المسروق..!

إنهم يريدون إغراقنا في هذه التفاهات في المفاضلة بين عبد الحي وندى القلعة..! وكلاهما (غارق في الإسفاف) يسيئ إلى مهنته وإلى ما نذر نفسه له..! والمفسّرون من أئمة الفقه يقولون في معنى (بعوضة ما فوقها) أن ما فوقها يعني ما يفوق البعوضة في الصغر وقلة الشأن والضآلة..!

ثورة ديسمبر العظمى التي تضاهي بل تتجاوز أنبل الثورات الإنسانية في التاريخ يحاول الكيزان إلهاء الناس عنها بانقلابهم المشؤوم وحربهم الفاجرة حتى ننتهي إلى هذا الحضيض ويصبح أمرنا مفاضلة بين مفتي يجيز قتل ثلث الشعب من أجل بقاء سلطة انقلابية مُغتصِبة ويفتي بشرعية قتل المدنيين الأبرياء بالطائرات (لأنو مافي طريقة غير كده).. وبين مطربة غوغائية لا تحدث الناس عن المعاني السامية التي تحملها الفنون.. بل تغني لمن لا يهمه الأمر بأن حاكم الإقليم الفلاني في نيجيريا (مبسوط منها).. في حين لم تفسر لمستمعيها سبب انبساطه..!

سوف تنتصر الثورة بقيمها السامية وشبابها الأوفياء وبوصية شهدائها الأبرار.. ولن يفلح زواج الفساد والجهل والقتلة والفاسدين في وأدها…. الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com

الوسومآلان دونو الإخونجية الانقلاب السودان الكيزان ثورة ديسمبر د. مرتضى الغالي عبد الحي يوسف عصر التفاهة ندى القلعة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإخونجية الانقلاب السودان الكيزان ثورة ديسمبر د مرتضى الغالي عبد الحي يوسف عصر التفاهة ندى القلعة عبد الحی

إقرأ أيضاً:

قنوات مغرضة

بقلم: دانيال حنفي
برلين (زمان التركية)ــ كانت قناة البلد البترولي في مطلع عملها حكاية كما يقولون. فقد كانت تعرض الأحداث عن قرب، وكانت تعرض وتناقش وقائعا لم تجرأ قنوات أخرى على عرضها أو طرحها للنقاش، وخاصة في المجتمعات العربية.

ولذلك لفتت القناة أنظار الناس إليها وشدت إليها المتابعين، كقناة عربية مملوكة لجهة عربية وتدار بمعرفة جهة عربية في مجتمعات لا تعرف الحياة السياسية، ولا تمارس ديمقراطية حقيقية، ولا ترحب بممارسة أفرادها للسياسة. وقد ظهر انبهار الناس بالقناة يشكل واضح في الإقبال الكبير على المشاهدة، الأمر الذى شجع الدولة مالكة القناة على طرح قنوات كثيرة في المجالات المختلفة، حتى في مجال الرياضة مقابل اشتراكات وربح الكثير من الأموال واقتحام أسواق ربما لم يعرفها الإعلام في ذلك البلد البترولي من قبل.

ولا غبار على هذا الانتشار المصاحب لهذه الجرأة ولهذا النجاح، ولا غبار على المكاسب المختلفة الضخمة التي حققتها الدولة البترولية التي لا يتعدى تعداد شعبها ربع مليون نسمة فقط لا غير من وراء هذا التوجه الجريء الذي صادف توقيتا جيدا واستعدادا عظيما لدى الناس في المجتمعات العربية ولدى الجاليات العربية في الخارج بالطبع. فقد أصبحت الجاليات العربية التي تعيش في الغربة ترى بلادها بصورة غير مجملة بزيادة، وباتت ترى وتسمع وتعرف شيئا من الأحداث والأخبار التي لم تكن في المعتاد تنشر أو تناقش علانية من قبل.

ولكن القائمين على القناة أرادوا المزيد من الدهشة على وجوه الناس ومزيدًا من المشاهدات الحقيقية بلا تعب، فراحوا يفبركون الأخبار ويلقون بها إلى الناس ويحصدون المشاهدات بحسبهم القناة التي تتواجد في كل مكان وتغطي كل الأحداث الحقيقية، وذلك على خلاف الواقع ولا شك أن كثيرا من الناس رأوا هذا الخداع بأعينهم في بعض البلاد وأحسوه في بلاد أخرى. وقد حققت القناة انتشارا واسعا في سوق المشاهدة العربية، بسبب تفردها في هذه الجرأة الحقيقي منها والمزيف في آن واحد وغياب الجرأة الإعلامية المقابلة في الإعلام العربي الذى بدا باهتا. وبفضل هذه الأرضية من الانتشار والقبول الإعلامي تحولت الدولة إلى مؤثر له دور فعال في تحريك الجموع بالحق وبالباطل أيضا.

فقد كان الهدف من الاستثمار في تلك القناة وفي أخواتها من القنوات هو تحويل والمساعدة في تحويل البلد البترولي الشقيقة إلى لاعب مؤثر على الساحة العربية والإقليمية والدولية طبعا، ليكون لها دور سياسي أكبر ويكون لها درب الى تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية الصغيرة والكبيرة ما حلى للغير وما لم يحلو لهم أيضا. فلا يوجد شيء قيم بلا مأرب في الحياة، وإنما هناك دائما أهدافا مشروعة وأهدافا مغرضة وغير مشروعة. وقد تقدمت الخدع وتحسنت مهارات القائمين على القناة واستوت حرفيتهم كثيرا وأصبح لدى القناة من الإعلاميين الحرفيين القدماء الثعالب من يعرف كيف يختار ويمزج الطيب بالخبيث في نعومة ويسر، وكيف يرسم بقع النفور والكراهية والاعتراض على ثياب الآخرين في براءة الأطفال وسلامة نوايا الشيوخ الطيبين.

الحروب والصراعات لا تنتهى بين الأعداء وبين الأصدقاء أيضا، فليس الأصدقاء صفحات بيضاء لم يلمسها قلم، وإنما هم صفحات تشهد حروبا وصراعات يتحول اسمها إلى ” المنافسة الأخوية الشريفة ” بين الشعبين أو بين الشعوب الصديقة. ولذلك، ورغم نجاح الزعماء في التغلب على الخلافات السابقة مع الدولة مالكة القناة المغرضة و”تفهم الدوافع الأخوية النبيلة” التي كمنت خلف تلك الخلافات، تظل القناة المؤثرة على دأبها في فبركة الأخبار ولوى الحقائق ومحاولة التأليب داخل الدول وضد الدول، في العالم العربي وفى أفريقيا بصفة أساسية .

Tags: الاعلام الموجه

مقالات مشابهة

  • الأهلي والزمالك حبايب.. لافتة جماهير القلعة الحمراء قبل مواجهة الجونة بالدوري
  • رجل الصحراء يزور دومة الجندل حيث التاريخ وعادات البادية ورائحة الأجداد
  • قنوات مغرضة
  • وزير الكهرباء السابق: العراق بلا رواتب في السنوات المقبلة بسبب الفشل والفساد والتبعية
  • نجم الأهلي يرفض التجديد | ماذا يحدث داخل القلعة الحمراء؟
  • صدمة لجمهور الأهلي | الشناوي يرفع راية الرحيل.. ما موقف القلعة الحمراء؟
  • النصر يقترب من التوقيع مع حارس القلعة ليث المرشد
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تسخر من “الدعامي” الذي قبضت عليه قوات العمل الخاص بمدني وقال لهم “أنا حامل”: (الله يحلك بالسلامة وكدة عرفت سبب قعادكم في الدايات)
  • الخوف لمواجهة التمرد
  • صفقات الأهلي 2025.. خطوة جديدة تُقرب نجم الدوري التركي من القلعة الحمراء