قائد الثورة: عملياتنا العسكرية مستمرة وتتصاعد لمساندة غزة في ظل التخاذل العربي
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الأعداء يعملون على إغراق الأمة بالمشاكل الداخلية حتى يتم الاستفراد بكل طرف لينتقلوا إلى البقية.
وقال السيد القائد في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية ” الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية هي في تفكيك أبناء الأمة الإسلامية وإغراقهم بالنزاعات والأزمات والمشاكل الداخلية”.
ودعا أبناء الشعب اليمني العزيز إلى الخروج المليوني يوم الغد الجمعة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات وحسب الترتيبات المعتمدة.
وأضاف “خروج الشعب اليمني بكل ذلك التفاعل الذي يُعبر عنه الكثير في وسائل الإعلام، وما نراه من مختلف فئات الشعب، يخرج البعض من الجرحى والمعاقين، والشيبان بالرغم من تقدم عمرهم باهتمام كبير ويعبرون عن خروجهم، ما يعكس حجم المسؤولية الذي يتحملوه، وهو توجه صادق لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته”.
وشدد على ضرورة الاستمرار والنشاط، لأن من أهم مميزات الخروج الاستمرار والمصابرة والمرابطة وهو جزء من الجهاد والمرابطة والاستجابة لله تعالى.
وتحدث قائد الثورة عن الجبهة اليمنية المساندة لفلسطين في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، مشيرًا إلى أنه في هذا الأسبوع كان هناك عمليات مهمة في جبهة الاسناد اليمنية، ومنها استهداف العدو الإسرائيلي إلى يافا المحتلة ومطار “بن غوريون”، وعسقلان المحتلة وعملية كبرى ومهمة في البحر.
وتابع “في هذا الأسبوع كان هناك عملية كبيرة وواسعة في البحر استهدفت سفن أمريكية حربية عدة، وبلغ عدد السفن المستهدفة 211 سفينة، وهناك تصيد وبحث دقيق للسفن التي ترتبط بالأعداء لاستهدافها”.
وذكر أن الأمريكي انزعج من العملية الكبيرة الواسعة في البحر، وأصبحت سفنه الحربية وبوارجه تهرب وتحاول أن تذهب بجوار السفن الصينية أو السفن الأخرى، مبينًا أن وسائل الإعلام الصينية رصدت الأسلوب الذي يتّبعه الأمريكي عندما يهرب ببارجاته أو بسفنه لتكون في إطار الاحتماء بالسفن الصينية، وهي حالة سخر واستغرب منها الصيني أن يصل الحال بالأمريكي إلى هذا المستوى.
وتطرق إلى استمرار الأنشطة الشعبية بشكل واسع، ما يتعلق منها بجبهات التعبئة في التدريب والتأهيل، في المسير العسكري، في المناورات، وغيرها، مؤكدًا أن مسار التعبئة مسار في غاية الأهمية.
ودعا كل من يتهيأ له أن يلتحق بدورات التعبئة ولم يلتحق بعد إلى الالتحاق بها والاستفادة منها، مضيفًا “من المهم أن يسعى أبناء شعبنا العزيز ولو أنه شعب جهادي ومقاتل بالفطرة إلى أن يمتلك السلاح والمهارة القتالية”.
وعاود السيد القائد حديثه عن أضرار التفرقة التي يعمل عليها العدو للتفريق بين أبناء الأمة لإلهائها عن قضاياها المهمة وعدوها الحقيقي وعن المخاطر الكبرى التي تهددها وفي استغراق جهدها وطاقتها، مبينًا أن الأعداء يبذلون جهدهم لتأجيج الصراعات في البلدان العربية والإسلامية حتى يتم شطب فلسطين من دائرة الاهتمام.
وأوضح أن “الأعداء يعملون على إضعاف المسلمين واستغلالهم، وهناك من يستجيب لهم في مواجهة من يناصر الشعب الفلسطيني، وفي هذا التوقيت تتجه بعض الأنظمة الإسلامية الكبرى لتقديم عربون الطاعة لترامب قبل قدومه للبيت الأبيض بإثارة الفتن بين أبناء الأمة”.
وأردف قائلًا “كان ينبغي أن توجه عناوين “تحرير الشام” لدعم ومناصرة الشعب الفلسطيني في مظلوميته الرهيبة ومعاناته الكبيرة”، متسائلاً “أقدس بقعة في الشام، فلسطين والمسجد الأقصى والقدس، لماذا لا يذهب من يتحرك بعنوان التحرير ومن يدعمه لتحرير فلسطين؟”.
ومضى “الإسرائيلي هو أسوأ عدو للأمة، أوليس الأولى إنقاذ الشعب الفلسطيني من الظلم والإجرام الصهيوني؟، أي صراع في هذه المرحلة بين أبناء الأمة وأي فتن تذكى نيرانها بين أبناء الأمة تزيدها فرقة وشتاتًا وبعدًا عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، هذا يخدم العدو”.
واستطرد “لن تجتمع مرضات الله تعالى مع ما يرغب به الأمريكي والإسرائيلي في واقع أمتنا من الفرقة والتناحر والتنازع، والانشغال التام عن القضايا المهمة، وعن العدو الحقيقي، ومن المؤسف أن البعض في مقابل الخذلان للمظلومية الكبيرة للشعب الفلسطيني يتجه إلى الفتن وإثارة المشاكل الداخلية باهتمام ورغبة ونشاط وجد وعطاء بسخاء”.
ولفت السيد القائد إلى أن التفاعل على مستوى التأييد الإعلامي للفتن التي تخدم الأمريكي والإسرائيلي شيء مؤسف، مضيفًا “عندما تذكى نيران الفتن في الدول والبلدان المجاورة لفلسطين يُقدم خدمة مباشرة للعدو الإسرائيلي، هذا شيء مؤسف جدًا”.
وأكد سعي البعض من الأنظمة لتقديم عربون الطاعة لترامب مسبقا في مقابل تدمير بلدان وإحراق بلدان وفعل ما يخدم العدو أمر مؤسف للغاية، مشددًا على أنه من المهم للشعوب الإسلامية أن تكون واعية، وتبقى أعينها مفتوحة تجاه الأحداث والوقائع، ويبقى اهتمامها مستمرًا نحو القضية الفلسطينية.
وحث الشعوب الإسلامية على عدم القبول بإلهائها وبإبعادها ولا بإشغالها عن القضية المهمة والأساسية التي يجب أن تكون محط اهتمامها المستمر والدائم، مؤكدًا سعي الأمريكي والإسرائيلي لصرف الاهتمام كليًا عن القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها في أجواء من الانشغال التام عنها، في ظل فتح جبهات على كل من يقف معها.
وأشاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالعمليات البطولية للمجاهدين في غزة واستبسالهم العظيم وعملياتهم النوعية ضد العدو الصهيوني بالرغم من حجم المعاناة الكبيرة، مضيفًا “من العمليات النوعية لأخوتنا المجاهدين في غزة سلسلة الكمائن المنكّلة بالعدو الإسرائيلي، وكذا القصف الصاروخي لمغتصبات غلاف غزة وما يقوم به المجاهدون في الضفة”.
وعرّج على العمليات المشتركة هذا الأسبوع بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق، بتنفيذ ثلاث عمليات استهداف أهداف حيوية تابعة للعدو الإسرائيلي شمال وجنوب فلسطين المحتلة، مؤكدًا أن هذه العمليات صورة مهمة أيضا من صور التعاون والتضافر.
وقال “من المسائل المهمة في ديننا ومن الواجبات المقدسة في إسلامنا هي الاعتصام بحبل الله جميعا، هي التعاون على البر، والتقوى، هي أن تتحرك في سبيل الله كأمة واحدة”، موجهًا التحية للأعزاء في المقاومة الإسلامية في العراق على التنسيق والشراكة في تنفيذ العمليات.
وأضاف “سيكون للعمليات المشتركة مع العراق صداها وأثرها المهم ضد العدو نفسه، وهو ينزعج جدًا، وعبّر عن هذا الانزعاج في كثير من الحالات والتصريحات”، مؤكدًا أن الجبهة العراقية جبهة قوية وفاعلة تتحرك ضد العدو الإسرائيلي.
ولفت السيد القائد إلى أن هناك جماهير واعية كثيرة من أبناء الشعب العراقي، وتوجه جهادي حر وعزيز في العراق، وهذا شيء عظيم يُزعج العدو الإسرائيلي.
وعبر عن الأسف لحال معظم الشعوب العربية بالرغم من خروج مظاهرات لا تكاد تتوقف في بلدان أخرى، ومنها هذا الأسبوع في استراليا، وهولندا، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، وألمانيا، بلجيكا، وأمريكا وإيرلندا والسويد، مشيرًا إلى أن في بعض البلدان تخرج مظاهرات بشكل لا يكاد يتوقف أسبوعيًا، في حين لا يوجد صوت ولا تحرك في البلدان العربية.
وقال “خرجت تظاهرات الجمعة الماضية في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في عدد كبير من الدول ومنها في أمريكا الجنوبية واللاتينية وشارك فيها قادة وسياسيون، كما شارك الرئيس الفينزولي في مؤتمر التضامن مع القضية الفلسطينية بدافع الضمير الإنساني”.
وأضاف “كما خرجت التظاهرات في المغرب العربي، المساندة للشعب الفلسطيني بالرغم من القمع البوليسي لبعضها”.. مؤكدًا أن أمريكا تراهن على الفتور والملل وعلى أن يصمت صوت الشعب الشعوب ليواصل العدو الإسرائيلي جرائمه الوحشية”.
واستهل السيد القائد كلمته بالحديث عن مواصلة العدو الصهيوني لعدوانه الوحشي في قطاع غزة في نهاية الشهر الثاني من العام الثاني وممارسة جرائمه دون توقف، مبينًا أن حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى اليوم تجاوزت أكثر من 180 ألفًا و300 من الأطفال.
وأوضح أن أكثر من 25 مجزرة ارتكبها العدو هذا الأسبوع ومحصلتها ما يقارب الألف من أبناء الشعب الفلسطيني منها الجرائم التي استهدف بها مخيمات النازحين البارحة، وحصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة تجاوزت اليوم 180 ألف شهيد وجريح ومفقود وأسير.
ولفت إلى أن حجم الإجرام الصهيوني طوال 14 شهرًا وصل إلى درجة اعتراف بعض الصهاينة بأنها جرائم إبادة وتطهير عرقي، مؤكدًا أن الأمريكي يستغل حروبه على الأمة بشكل مباشر أو عبر وكلائه لتجربة أسلحته المحرمة ومدى فاعليتها في إبادة الناس.
وأفاد بأن الأمريكي يعتبر الشعوب حقلا لتجارب أسلحته المحرمة، والعدو يواصل استخدام التجويع كوسيلة للإبادة، والأونروا أكدت بأن ما يدخل من مساعدات لا يتجاوز 6 بالمائة من احتياجات المواطنين في قطاع غزة.
وبين أن جرائم العدو الصهيوني، تتواصل في الضفة الغربية بحق الشعب الفلسطيني إلى جانب استهداف المقدسات الإسلامية، معتبرًا من أسوأ وأخطر الممارسات الإجرامية الصهيونية المنتهكة لحرمة المقدسات الإسلامية هو الاعتداء على المصحف الشريف.
وأوضح قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي يمارس كل أشكال الجرائم بما يعبّر عن عدائه للإسلام والمسلمين، مبينًا أن الأمريكي هو الوجه الآخر للصهيونية، والممارسات الإجرامية متشابهة بين أمريكا و”إسرائيل”.
وأكد أن الأمريكي لا تهمه مأساة الشعب الفلسطيني بما يتجاوز كل المواثيق والأعراف والقوانين والأخلاق.. وقال “أن يكون هناك أسرى صهاينة في قطاع غزة فهذه مشكلة كبرى لا يطيق الأمريكي أن يتحملها لأنه يريد أن تكون هذه الأمة مستباحة للعدو الإسرائيلي”.
وأضاف “المهم لدى الأمريكي ألا يكون هناك ردة فعل فلسطينية تجاه ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم، ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي هناك حقائق مهمة جدًا تضاف إلى حقائق العقود الماضية عن إجرام العدو وانتهاكه للحرمات”.
وشدد على ضرورة استفادة الأمة الإسلامية من الأحداث والدروس والعبر وأن تزداد وعيا وبصيرة وفهما تجاه ما يحدث وتجاه ما يستهدفها، مؤكدًا أن الأعداء يعملون على أن تنسى الأمة أو تغفل عن الحقائق المرتبطة بهم وتتأثر بما يفرضون من عناوين مخادعة وأكاذيب.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الأعداء يعملون على إبعاد الأمة عن الاهتمام بمسؤوليتها الدينية والأخلاقية والإنسانية وبما يخدم المصلحة الحقيقية للأمة، التي يفترض بها أن تؤمن بحقيقة أن القرآن الكريم كتاب حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأن يتم تصنيف الأعداء على ضوئه.
وتابع “بناء على التصنيف القرآني فاليهود هم الأعداء رقم واحد لأمتنا الإسلامية والأحداث تشهد على ذلك، وكل الممارسات الإجرامية الصهيونية تعبّر عن عداء وحقد وكراهية”، موضحًا أن معتقدات الصهاينة تعتبر العرب والمسلمين بأنهم مجرد حيوانات وليسوا بشرا، وهذا يظهر في تصريحاتهم وممارساتهم وأفعالهم.
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية وجدت ما يكشف عداء اليهود لها من خلال استهدافهم للقرآن الكريم والمساجد خاصة المسجد الأقصى، وما يفعله العدو الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني ليس منحصرا في فلسطين، بل يسعى لاستهداف كل الشعوب.
وجدّد السيد القائد التأكيد على أن العدو الإسرائيلي يشكل خطورة بالغة على الأمة، لما يمتلكه من حقد وكراهية هو متجرد من القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، إلى جانب إجرام العدو، فهو مخادع وغدار في استهدافه الأمة الإسلامية بغية إذلالها وإهانتها والسيطرة عليها.
وعدّ وعي المسلمين واستحضارهم لحقيقة العداء الشديد من اليهود أمرًا مهمًا جدًا حتى لا يحصل أي التباس عن العدو الذي يمثل خطورة عليهم، مؤكدًا أن من العمى الفظيع أن يكون لدى الإنسان التباس في التفريق بين العدو والصديق.
ومضى بالقول “أمر فظيع للغاية أن يعتمد البعض من أبناء أمتنا على الأمريكي والإسرائيلي ليحددوا له أعداءه، والحقيقة الثانية التي تجلّت خلال فترة العدوان الإسرائيلي هي التفريط العظيم والتنصل الكبير عن المسؤولية من معظم الأمة الإسلامية”.
وعبر عن الأسف لتفرج معظم المسلمين على مدى عام وشهرين إزاء ما يحصل في قطاع غزة الفلسطينية، ولم يتخذوا أي موقف عملي إطلاقا ضد العدو الإسرائيلي ولا تعاون بأي شكل من الأشكال.
وأوضح قائد الثورة أن بعض البلدان غير المسلمة في أمريكا اللاتينية لها مواقف ضد العدو الإسرائيلي أكثر من مواقف الكثير من المسلمين، وهذا شيء مؤسف، مؤكدًا أن موقف المسلمين لدعم فلسطين ليس بمستوى تحرك أمريكا والدول الغربية لدعم الكيان الصهيوني.
وقال “كبريات الدول العربية والإسلامية وقفت متفرجة على ما يجري في فلسطين عدا بعض التصريحات والبيانات دون مواقف عملية، كما أن القمم العربية لا تخرج بأكثر من بيانات وتصريحات تنتهي بعد إعلانها فورا دون أي تأثير عملي أو متابعة وإجراءات عملية”.
ولفت إلى أن الأنظمة العربية والإسلامية لم تفتح المجال لشعوبها للتحرك لدعم الشعب الفلسطيني بل عملت على تكبيل تلك الشعوب، مؤكدًا أن من أسوأ المواقف إلى جانب أنظمة عربية وإسلامية على المجاعة في قطاع غزة، تقديم الإمدادات للعدو الإسرائيلي.
وأفاد السيد القائد بأن نقطة الضوء الوحيدة وبصيص الأمل بين ظلمات التخاذل العربي والإسلامي، تتمثل في الجهد الذي يبذله محور القدس والجهاد والمقاومة.
وتطرق إلى ما قدّمه حزب الله لأجل فلسطين الغالي والنفيس من قادة وكوادر شهداء في سبيل الله تعالى، وفعل ما لم يفعله غيره، معتبرًا ما تبذله جبهات الإسناد من اليمن والعراق شيئًا واضحًا في ظل المستوى الرهيب من التخاذل العربي والإسلامي.
وأضاف “من يقف مع الشعب الفلسطيني بمستوى متميز وواضح وصريح وبيّن جريء وقوي، هو ما يحصل من محور القدس والجهاد والمقاومة”، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية في إيران تقدم الدعم والمساندة للمحور بكله وللشعب الفلسطيني في المقدمة.
وتحدث السيد القائد عن الأنشطة الشعبية في بعض البلدان العربية، والتي تُعد نقطة ضوء لدعم الشعب الفلسطيني، ولا تسلم من مضايقة الأنظمة، مشيرًا إلى أن وسائل إعلام عربية تستهدف بشكل مكثّف مساندة الشعب الفلسطيني لتخذيل الأمة عن بذل أي جهد.
كما أكد أن ما يُبذل في إطار محور الجهاد والقدس والمقاومة، صورة عن التعاون والتناصر بين أبناء الأمة في قضية جامعة ولمواجهة عدو المسلمين جميعًا، لافتًا إلى أن الإسرائيلي عدو للمسلمين جميعًا، يستهدف السنة والشيعة وكل الفرق والمذاهب التي تنتمي للإسلام.
سبأالمصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الأمریکی والإسرائیلی القضیة الفلسطینیة العدو الإسرائیلی للعدو الإسرائیلی الشعب الفلسطینی الأمة الإسلامیة السید القائد قائد الثورة أن الأمریکی هذا الأسبوع فی قطاع غزة أن الأعداء بالرغم من مؤکد ا أن ضد العدو ا إلى أن الأمة ا على أن الذی ی
إقرأ أيضاً:
فرحات عباس من إنكار الأمة الجزائرية إلى الثورة (بورتريه)
عرف بانفتاحه السياسي والفكري، حيث تحول خلال حياته السياسية التي تمتد على أكثر من 30 عاما من فكرة "الاندماج" إلى "الاستقلالية"، ومن "الإصلاحية" إلى "الثورية".
كان من النخبة ذات الثقافة الفرنسية التي لم تتحدث العربية قط.
لم تكن له قاعدة ثابتة من المعتقدات أو المواليين له، إلا أن تكيفه مع المتغيرات جعلت منه قوة لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن الثورة الجزائرية.
ولد فرحات عباس في عام 1899 بمنطقة بني عافر الجبلية، وهي منطقة فقيرة ومعزولة، تابعة إداريا لبلدية الطاهير المختلطة بولاية جيجل بالجزائر، لأسرة كثيرة العدد وممتدة ومحافظة من وسط فلاحي متوسط الحال.
كان والده يشغل منصب "قايد" لدى الإدارة الفرنسية، بدوار بني عافر، وهي وظيفة تؤهله تمثيل السلطات الفرنسية لدى أهالي القرية، أما جده فقد كان أحد قادة الثورات الشعبية التي اندلعت في أواخر القرن التاسع عشر.
التحق فرحات عباس بالخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي بعنابة، بين عامي 1921 و1923 وخرج منها برتبة رقيب، ثم انتقل للعاصمة لإكمال تعليمه الجامعي وتخرج بشهادة عليا في الصيدلة عام 1931، فافتتح صيدلية في سطيف، باعتباره أول جزائري يدرس التخصص، لكنه لم يغفل دراسة العلوم الإنسانية والتاريخ.
وأثناء دراسته الطلابية ترأس "جمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين بالجزائر"، وفي عام 1930 أصدر مجموعة مقالاته الصحفية في كتيب عنوانه "الشاب الجزائري" وعبر فيه عن أفكاره الإصلاحية والتجديدية.
وكان قبل ذلك قد انضم إلى "فيدرالية النواب المسلمين الجزائريين" التي أسسها بن جلول عام 1930 والتي كانت تهدف إلى جعل الجزائر مقاطعة فرنسية.
تزامن نشاط فرحات عباس السياسي مع بروز الحركة الوطنية، فصار أحد أقطابها، فكان مصالي الحاج يحمل شعار الاستقلال، والشيخ عبد الحميد بن باديس ممثل "جمعية العلماء المسلمين" يحمل شعار الإصلاح، أما فرحات عباس فكان يحمل لواء المساواة، قبل أن يتطور فكره إلى إدماج الجزائريين مع الفرنسيين.
ففي عام 1936 كتب في صحيفة "الوفاق" الفرنسية مقالا شهيرا تحت عنوان "فرنسا هي أنا"، أكد فيه دعوته إلى الاندماج مع فرنسا، مستنكرا وجود "الأمة الجزائرية"، حيث قال: "لو كنت قد اكتشفت أمة جزائرية لكنت وطنيا ولم أخجل من جريمتي، فلن أموت من أجل الوطن الجزائري، لأن هذا الوطن غير موجود، لقد بحثت عنه في التاريخ فلم أجده وسألت عنه الأحياء والأموات وزرت المقابر دون جدوى".
استفزت تلك العبارة، بن باديس، الذي رد عليه بمقال في صحيفة "الشهاب" قال فيه: "إن هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت. بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد في لغتها وفي أخلاقها وفي عنصرها وفي دينها".
وفيما بعد سيطور تفكيره في رسالة إلى السلطات الفرنسية وإلى الحلفاء طالب فيها بإدخال إصلاحات جذرية على الأوضاع العامة التي يعيشها الشعب الجزائري، وصياغة دستور جديد للجزائر، ضمن الاتحاد الفرنسي.
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، تطوع في الجيش الفرنسي من أجل الدفاع عن "الأمة الفرنسية" في حربها ضد النازية، ويشارك في معارك الدفاع عن باريس، قبل أن يسرح بعد سقوطها بيد الجيش الفرنسي.
وشهد عام 1943 تحولا متدرجا في تفكير فرحات عباس حين تبنى فكرة " الأمة الجزائرية"، وقال:
"الوطن الجزائري الذي لم أجده عام 1936 في أوساط العامة من المسلمين، وجدته اليوم"، فقام بتأسيس "أصدقاء البيان والحرية" التي كانت تهدف إلى القيام بالدعاية لفكرة الأمة الجزائرية، وكان يدعو إلى قيام جمهورية جزائرية مستقلة ذاتيا ومتحدة مع فرنسا.
كانت مجازر عام 1945 حيث ارتكب الاستعمار الفرنسي مجزرة بشعة بالجزائر، حين استشهد 45 ألف جزائري في غضون أسبوعين، وبقدر ما كانت آثار تلك المجزرة على الجزائريين كبيرة، فإنها مهدت لمرحلة جديدة في النضال الجزائري من أجل الاستقلال.
وكان فرحات عباس من النخبة الجزائرية التي تأثرت بالمجزرة، وقامت بمراجعة تفكيرها ووسائلها النضالية، ونتيجة لذلك ألقي القبض عليه، وأطلق سراحه في العام التالي بعد صدور قانون العفو العام على المساجين السياسيين، فأسس بعد ذلك حزب "الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري"، وأصدر نداء أدان فيه بشدة ما اقترفته فرنسا من مجازر وعبر فيه عن أهداف ومبادئ حزبه التي لخصها في "تكوين دولة جزائرية مستقلة داخل الاتحاد".
وبعد أن اندلعت الثورة الجزائرية في عام 1954، أعلن فرحات عباس "أن موقفنا واضح ومن دون أي التباس. إننا سنبقي مقتنعين بأن العنف لا يساوي شيئا"، ولكنه ما لبث أن غير موقفه تماما، إذ قام في عام 1956 بحل حزبه وانضم إلى صفوف حزب "جبهة التحرير الوطني" وكان قبل ذلك قد توجه إلى القاهرة ليلتقي بقادة الثورة ومن بينهم أحمد بن بلة، وقام بجولة دعائية للثورة الجزائرية في أقطار أمريكا اللاتينية كما زار عدة عواصم عالمية أخرى، من بينها بيكين وموسكو.
عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وقاد وفد الجزائر في مؤتمر طنجة المنعقد عام 1958 الذي حضرته القيادات المغاربية، ثم عين رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في نفس العام، واستمر على رأسها إلى عام 1961 ليحل محله بن يوسف بن خدة، بعد أن اشتدت خلافاته مع القيادة العامة لجيش التحرير الجزائري.
وبعد حصول الجزائر على استقلالها في عام 1962، انتخب فرحات عباس لعضوية المجلس الوطني، وانتخب رئيسا للمجلس، غير أنه ما لبث أن قدم استقالته بعد نحو عام مع عودة بن بلا الذي أصبح رئيسا للجزائر.
وأعلن عباس عن معارضته للدستور الجزائري الذي اقترحته "جبهة التحرير الوطني " حينها، وفتحت معارضته تلك النار عليه، لينقلب عليه رفيقه في النضال أحمد بن بلة فأخرج من "جبهة التحرير الوطني" وسجن بأدرار بالجنوب الجزائري، ولم يطلق سراحه إلا في عام 1965.
وسينسحب لاحقا من الحياة السياسية لفترة وجيزة ليعلن لاحقا عن معارضته للرئيس الجزائري هواري بومدين، فأصدر في عام 1976 "نداء إلى الشعب الجزائري" منددا بالحكم الفردي وبالميثاق الوطني الذي صاغه بومدين.
ومرة ثانية وضعه الرفاق تحت الإقامة الجبرية حتى عام 1978.
وفي عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، أعيد الاعتبار إلى فرحات عباس، بعد أن قلد وسام المقاومة في عام 1984.
وما لبث بعد عام من التكريم أن أعلن عن وفاته ودفن بمقبرة العالية بمربع الشهداء الخاصة بكبار الشخصيات والمقاومين الجزائريين.
كان عباس فرحات شخصية مستقلة ومباشرة شهدت تحولات فكرية ونضالية متعددة، لم يكن يؤمن بالعنف لذلك كان يكتفي بالانزواء جانبا، معلنا عن مواقفه الصريحة التي لم تكن أحيانا على وفاق مع رفاقه في النضال الجزائري.
لكنه حتى في نبذه للعنف كان يبحث عن مصلحة الشعب الجزائري ضمن فهمه لظروف تلك المرحلة.