بغداد اليوم- بغداد

قال خبير السياسة الخارجية الإيرانية، حسن هاني زاده، اليوم الخميس، (5 كانون الأول 2024)، إن وزير الخارجية عباس عراقجي سيعلن خلال زيارته إلى العاصمة بغداد غداً الجمعة، عن استعداد إيران لمساعدة الحكومة العراقية في منع احتمال دخول الجماعات الإرهابية إلى أراضي هذا البلد.

وذكر زاده لـ"بغداد اليوم" خلال أشارته إلى التطورات الأخيرة في سوريا بشأن أسباب تصرفات هذه الجماعات الإرهابية مثل (هيئة تحرير الشام) في هذا الوقت ودور إيران في إدارة الأوضاع، إن: "الأحداث الأخيرة في سوريا والهجوم المفاجئ للمجموعات الإرهابية على مدينة حلب الاستراتيجية يمكن تحليله في إطار تخطيط وإعادة تصميم جديد للمنطقة وسوريا من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وتركيا، ولقد أجبر فشل النظام الصهيوني في غزة وجنوب لبنان هذا النظام على قبول وقف إطلاق النار الذي تم وضعه على حسابه ولصالح حزب الله".

واعتبر إن ما يحدث في سوريا من أعمال إرهابية هي محاولة من النظام الصهيوني الذي يتطلع إلى بناء حزام أمني من الجولان المحتل إلى مدينة درعا جنوب سوريا.

وتابع: خلال الشهرين الأخيرين، حاول النظام الصهيوني أربع مرات التقدم من نهر الليطاني باتجاه جنوب لبنان وإنشاء حزام أمني في لبنان، كما أنشأه في الثمانينات في جنوب لبنان، وأنشأ جيشا تابعا لإسرائيل في لبنان؛ وانهار هذا الجيش في عام 2000، والآن، مع قبول بنيامين نتنياهو القسري لوقف إطلاق النار، بدأت مرحلة جديدة من انعدام الأمن في سوريا، باعتبارها أهم محور للمقاومة.

وكشف الخبير الإيراني، إن "أكثر من 36 ألف عنصر إرهابي على شكل مجموعات مختلفة بينها هيئة تحرير الشام، هاجموا مدينة حلب من مدينة إدلب الخاضعة لاحتلال الجيش التركي، وذلك للتقدم نحو دمشق بعد احتلال حلب وحماة بشكل كامل، بهدف الإطاحة بحكومة بشار الأسد، ولهذا تريد إسرائيل إنشاء حزام أمني من الجولان المحتل إلى درعا في جنوب سوريا للحفاظ على أمن النظام الصهيوني".

وبشأن الموقف الإيراني ومحور المقاومة، أجاب هاني زاده "يبدو أن تركيا والولايات المتحدة لديهما تعاون وثيق مع النظام الصهيوني في دعم هذه الجماعات"، موضحاً "رغم سقوط مدينة حلب وحماة، فإن الجيش السوري بمساعدة محور المقاومة وإيران وروسيا يقوم الدعم الجوي بملاحقة ومواجهة المجموعات الإرهابية، بما فيها هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ويبدو أن هذه الخطة أيضاً ستفشل وستقوم الحكومة السورية بتحرير حلب خلال الأيام المقبلة".

وفي إشارة إلى الرحلات الدبلوماسية التي قام بها وزير الخارجية عراقجي إلى سوريا وتركيا، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط: خلال رحلته إلى سوريا، نقل وزير الخارجية رسالة التضامن بين حكومة وشعب إيران إلى الحكومة والشعب سوريا، بما في ذلك بشار الأسد، وأعلن عراقجي استعداد إيران للحفاظ على أمن سوريا، ووجهت إيران خلال زيارته إلى تركيا تحذيرا شديد اللهجة للحكومة التركية ووزير الخارجية والمسؤولين في هذا البلد بأنهم إذا أرادوا تفاقم حالة الانفلات الأمني في سوريا، فإن إيران تستند إلى اتفاق وقف إطلاق النار وخفض التوتر الذي تم التوقيع عليه في أستانا عام 2016، ومن الطبيعي أن يدخل حيز التنفيذ ويمنع انعدام الأمن في سوريا، ولا شك أن رحلة عراقجي إلى تركيا كانت لتعلن إيران لتركيا أن إيران لن تترك سوريا وحدها تحت أي ظرف من الظروف.

وشدد على أن اتفاق أستانا الموقع عام 2016 ملزم لجميع الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، وقال: لهذا السبب، يجب على تركيا أولاً الالتزام ببنود الاتفاق وإخراج المجموعات الإرهابية من مدينة إدلب، التي الخاضعة لاحتلال الجيش التركي لطردهم.

وبخصوص زيارة عراقجي المرتقبة إلى العراق والمخاوف من توسع العمليات الإرهابية إلى حدود العراق، قال: سيعلن عراقجي خلال رحلته إلى العراق استعداد إيران لمساعدة الحكومة العراقية في منع احتمال دخول الجماعات الإرهابية إلى البلاد، ولهذا السبب، تحركت قوات من الحشد الشعبي وحركة النجباء نحو سوريا للاستقرار في الحدود المشتركة والاندفاع لنجدة الحكومة السورية، لأنه لا ينبغي لهم أن يسمحوا بتكرار التجربة الماضية في العراق، عندما دخل داعش العراق واحتل مدينة الموصل وخلق حالة من انعدام الأمن، ومن المؤكد أن الحكومة العراقية لديها الاستعدادات اللازمة في هذا المجال".

وأشار إلى أن الوضع الحالي في المنطقة، وخاصة الأزمة السورية، هو نتيجة الاتفاق بين تركيا وأمريكا والكيان الصهيوني على محاكاة سيناريو أفغانستان في السنوات الأخيرة، سيناريو تطيح فيه طالبان بحكومة أشرف غني خلال فترة قصيرة، وحتى الآن، تحاول هذه الجهات الفاعلة الإطاحة بحكومة بشار الأسد وتشكيل حكومة نصبت نفسها بنفسها، لكنها ستفشل بالتأكيد".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الجماعات الإرهابیة النظام الصهیونی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

بين الضغوط القصوى والعزوف عن التفاوض.. مسار العلاقات بين إيران وأميركا إلی أين؟

طهران- كعادتها طوال العقود الأربعة الماضية، لم تفلح المجاملات الدبلوماسية في نزع التوتر بين واشنطن وطهران، فرغم استعداد الأخيرة للانخراط في مفاوضات مع الإدارة الجمهورية ورغبة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بلقاء نظيره الإيراني مسعود بزشكيان جوبهت سياسة "أقصى الضغوط" الأميركية بردة فعل إيرانية عنيفة.

وبعد أشهر من تبادل "الإشارات" التي وصفت بأنها "إيجابية" بشأن التفاوض المباشر بين طهران وواشنطن، نزل نبأ توقيع ترامب على مرسوم رئاسي يقضي بإعادة فرض سياسة "أقصى الضغوط" على طهران "صادما" للإيرانيين.

ورغم تفاعل أكثر من مسؤول إيراني رفيع مع تصريحات ترامب، الثلاثاء الماضي، التي قال فيها "لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي" وتأكيدهم عدم رغبة بلادهم بصناعة قنبلة نووية، لكن الإعلان عن فرض وزارة الخزانة الأميركية، أمس الخميس، عقوبات على أفراد وناقلات تساعد في شحن الخام الإيراني إلى الصين، لم يدع مجالا للشك بأن واشنطن عازمة على تصفير صادرات النفط الإيراني كما تعهد ترامب.

تجربة فاشلة

يأتي ذلك عقب تجديد بزشكيان، أمس الخميس، التأكيد على أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، مشددا على أن "التحقق من هذه المسألة مهمة سهلة"، موضحا أن هناك فتوى قديمة أصدرها المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، تحظر استخدام الأسلحة النووية.

إعلان

في غضون ذلك، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي -في بيان اليوم الجمعة- بالعقوبات الأميركية الجديدة، وقال إن "قرار الحكومة الأميركية الجديدة بالضغط على الشعب الإيراني من خلال منع التجارة القانونية لإيران مع شركائها الاقتصاديين هو إجراء غير شرعي وغير قانوني" و"يتنافى مع المواثيق الدولية".

من جانبه، علق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على التوجيهات التي أصدرها ترامب بحق طهران بالقول، إن "الضغوط القصوى تجربة فاشلة، وتجربتها مرة أخرى لن تؤدي إلا إلى فشل آخر"، مجددا الموقف الرسمي لبلاده بأنها "لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية" ما فسره مراقبون مؤشرا على عدم يأس الحكومة الإصلاحية من جدوى التفاوض مع واشنطن لحلحلة القضايا الشائكة بينهما.

تباين سياسي

في غضون ذلك، اتهم أبو الفضل ظهره وند، السياسي المحافظ وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، السلطات الحكومية بالضغط من أجل انتزاع ترخيص التفاوض مع واشنطن من المرشد الأعلى علي خامنئي، مضيفا أن مصير أي اتفاق محتمل بين الجانبين سيكون أسوأ من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وفي تصريحات نقلتها وكالة أنباء "فرارو" الناطقة بالفارسية، قال النائب الإيراني إنه لا ينبغي الانتظار من "الشيطان" أن لا يفرض حظرا علينا، "بل على كل من يخرج لمقارعة الشيطان الأكبر أن يتوقع مواجهة الضغوط والعقوبات".

المرشد الإيراني علي خامنئي قال إن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة خطوة ليست ذكية (رويترز) لا للتفاوض

من جانبه، قطع المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الطريق بوجه كل من يعول على خيار المفاوضات مع الولايات المتحدة، وقال إن التجربة أثبتت أن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة خطوة "ليست ذكية أو حكيمة أو مشرفة".

وأوضح خامئني -لدى استقباله صباح الجمعة حشدا من قادة القوة الجوية- أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يؤثر على حل المشكلات في إيران، محذرا أنه "إذا اعتدت الولايات المتحدة على أمن الشعب الإيراني فسنهاجم أمن بلادهم من دون تردد".

إعلان

من ناحيته، يفسر الباحث السياسي علي رضا تقوي، موقف خامنئي الأخير على أنه رفض لجميع أشكال التفاوض مع الولايات المتحدة ويدحض في الوقت ذاته القراءة الصهيوأميركية حول "تقويض قدرات طهران".

وفي تحليل بعث به إلى مراسل الجزيرة نت في طهران، يلمس تقوي في كلمة المرشد الإيراني رسائل موجهة للداخل مفادها أن طريق حل مشكلات البلاد لا يمر عبر التفاوض مع أميركا، وإنما مضيعة للوقت، وأن الجمهورية الإسلامية قد أعدت خيارات للرد على أي مقامرة أجنبية تستهدف أمنها القومي.

ويضيف الباحث الإيراني، أنه على سبيل المثال قد تخرج طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) في حال تفعيل آلية الزناد، كما أنها قد تغيّر عقيدتها النووية إذا ما تعرضت منشآتها النووية إلى هجوم.

العصا والجزرة

في المقابل، تقرأ شريحة من المراقبين الإيرانيين المواقف الصادرة من طهران وواشنطن في سياق جس نبض الطرف المقابل و"تخويفه بالموت ليرضى بالحمى" ولا يمكن تفسير تعبير ترامب عن أمله بلقاء بزشكيان عقب توقيعه المرسوم الرئاسي ضد طهران إلا في سياق تبنيه "سياسة العصا والجزرة" حيال إيران.

في السياق، يشير السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا وهنغاريا، عبد الرضا فرجي راد، إلى أن ترامب لم يغلق باب التفاوض مع طهران لدى رفعه عصا العقوبات فوق رأسها، مضيفا أنه لا يستبعد أن يكون الجانب الأميركي قد لجأ إلى هذه السياسة ظنّا منه أن التفاوض مع الإيرانيين سيكون معقدا.

وفي مقال نشره يوم أمس في صحيفة "سازندكي"، يعتقد فرجي راد أن واشنطن تأخذ المفاوضات المتواصلة بين إيران والترويكا الأوروبية بعين الاعتبار في سياستها حيال إيران، ولذلك لا يتوقع البيت الأبيض تجاوبا سريعا من طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وبرأي الكاتب، فإن الجانب الأميركي يرسم تصورا يقضي بتشديد الضغوط تدريجيا على طهران ووضع الكرة في ملعبها ليقول للعالم إن الولايات المتحدة كانت مستعدة للتفاوض مع الجمهورية الإسلامية، وإن واشنطن اضطرت لتبني سياسة الضغوط القصوى ضد إيران بسبب عدم تجاوبها، ولذلك لا بد من تعاون جميع الدول في تطبيق العقوبات ضدها.

إعلان

ويخلص الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أن قرار ترامب بتوقيع المرسوم الرئاسي ضد إيران استبق لقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليُقدم جائزة للضيف الإسرائيلي مقابل رفض طلب تل أبيب الرامي إلى مواكبة واشنطن في شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

وبين من يعتقد بأن المرشد الإيراني الأعلى قد أغلق باب التفاوض بين طهران وواشنطن وآخرين يفسرون عودة سياسة الضغوط القصوى الأميركية في سياق لعبة "عض الأصابع"، فإن شريحة ثالثة ترى في منطق الصفقات الاقتصادية جدوى لمعالجة التوتر بين الجانبين، وتنصح بدعوة إيلون ماسك الملياردير الأميركي المقرب من البيت الأبيض إلى طهران والاتفاق معه لتكون البلاد بوابة لنشاطه الاقتصادي في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • بلومبرغ: كيلوغ سيعلن قريبا عن عدة سيناريوهات لإنهاء النزاع في أوكرانيا
  • إيران تحيي ذكرى مرور 46 عاما على الثورة الإسلامية
  • عراقجي: لا نثق بالمفاوضات مع أمريكا
  • مسيرات حاشدة في إيران احتفالًا بالذكرى 46 لانتصار الثورة الإسلامية
  • إيران أمام خيار الصفقة أو المواجهة العسكرية.. هكذا لوّح ترامب بالتفاوض
  • ترامب حول إيران: إذا أبرمنا الصفقة فلن تقصفهم إسرائيل!
  • خبير سياسي روسي لـ"البوابة نيوز": الحرب الطائفية قادمة في سوريا والنزاع سيستمر بسبب الجماعات الإرهابية
  • عراقجي: رفع العقوبات يتطلب التفاوض لكن ليس في ظل سياسة الضغط الأقصى
  • من الدلتا إلى الصعيد «الري الذكي» يحول وجه الزراعة المصرية.. سويلم: المشروع يهدف لمساعدة المزارعين.. وخبراء: كفاءة النظام الحديث والذكي يصل لـ85%
  • بين الضغوط القصوى والعزوف عن التفاوض.. مسار العلاقات بين إيران وأميركا إلی أين؟