قافلة دعوية من الأزهر الشريف تصل البحر الأحمر لتعزيز قضايا المرأة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
استقبل كمال سليمان، سكرتير عام محافظة البحر الأحمر، اليوم الخميس، أعضاء القافلة الدعوية النسائية التابعة للأزهر الشريف، والتي جاءت برعاية مجمع البحوث الإسلامية والأمانة العامة للدعوة والإعلام الديني.
وخلال اللقاء، أعرب سليمان عن خالص شكره وتقديره لأعضاء القافلة لما بذلوه من جهود مضنية وتحمل مشقة السفر للوصول برسالة الدعوة إلى مختلف أطياف المجتمع خاصة سيدات المحافظة.
من جانبه، ثمّن الشيخ أحمد عبد الدايم تعاون القيادات التنفيذية بالمحافظة مع الأزهر الشريف، مشيدًا بحسن الاستقبال والدعم المتواصل لتوصيل رسالة الدعوة الإسلامية إلى المناطق النائية. وأكد الشيخ عبد الدايم على أهمية نشر الفكر الإسلامي الوسطي المتوازن، وترسيخ ثقافة الأزهر الشريف التي تسهم في توعية المرأة المسلمة وتعزيز مكانتها في المجتمع.
ومن المقرر أن تمتد فعاليات القافلة على مدار خمسة أيام، حيث زيارات مكثفة للعديد من المؤسسات والجهات ذات الصلة بقضايا المرأة، منها جامعة الغردقة، المجلس القومي للمرأة، مجمع إعلام الغردقة، الأندية الاجتماعية والترفيهية، مراكز الشباب، المساجد، قصور الثقافة، مكتبة مصر العامة، والجمعيات الأهلية.
وكان قد ترأس القافلة الدكتور محمد عبد الدايم، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة إلهام محمد شاهين، الأمين العام المساعد لشؤون الواعظات. وركزت القافلة على نشر الوعي بقضايا المرأة في ضوء التعاليم الإسلامية السمحة، مع تقديم حلول عملية وتوعوية تتماشى مع احتياجات المجتمع.
كما قامت القافلة بتقديم درع تذكاري لمحافظة البحر الأحمر، تعبيرًا عن شكرها وتقديرها لحفاوة الاستقبال والتعاون المثمر من القيادات التنفيذية بالمحافظة، مما ساهم في إنجاح الفعاليات وتحقيق أهداف القافلة.
جاءت هذه القافلة ضمن جهود الأزهر الشريف لتعزيز دوره المجتمعي في نشر الفكر المستنير وتقديم الدعم الثقافي والديني لجميع فئات المجتمع، بما يسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والتأكيد على حقوق المرأة ودورها المحوري في بناء مجتمع متوازن ومتقدم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البحر الاحمر الازهر قوافل دينية الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
خطيب الأزهر: كل جرم بحق طفل جرم ضد المجتمع بأكمله
ألقى الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، تحت عنوان «الطفولة واجبات منسية».
وأكد الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أهمية العناية بالأطفال وحمايتهم من الأخطار التي تحدق بهم، دون انتظار وقوع كارثه لكي نهتم برعايتهم، لأن الأطفال من أفضل نعم الله على خلقه، التي جعلها الله عز وجل زينة للحياة الدنيا فقال سبحانه: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾، مشيرًا إلى أن كل جرم في حق الطفولة هو جرم في حق المجتمع بأكمله، لأنه فعل يحاول صاحبه أن يشوه به مستقبلنا، لأن الطفولة هي بذرة المستقبل المشرق الذي نأمله، وبدون طفولة نقية صحيحة سيصبح مجتمعنا دون تنمية وبناء حقيقي، وعلينا أن نتعاون لمنع كل المحاولات التي تنتهك براءة أطفالنا، سواء كان هذا الانتهاك ماديًا أو معنويًا.
قال الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية: إن واقعنا بما فيه من أحداث ما يزال يعلن أننا لم نقدر الطفولة حق قدرها، ولم نفهم الواجب علينا تجاهها، وأن الإسلام لم ينتظر ميلاد الطفل حتى يأمر بتربيته، بل إن نظرة الإسلام أعمق وأسبق؛ تبدأ من قبل الزواج، باختيار الرجل امرأة صالحة، واختيار المرأة زوجا صالحا، ولم تغفل الشريعة عن معايير الناس، ولكنها وجهت هذه المعايير، فقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد»، ثم يصحب الإسلام الوالدين في رحلة تربية وتوجيه طويلة عميقة مستمرة لا تتوقف حتى يكبر، ولا ينقطع عن الأولاد نصح الوالدين ما داموا أحياء، بل إن النصح يستمر معهم حتى الآخرة، وفي القرآن «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ»، وفي السنة «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت»، مبينًا أن القصة المشهورة عن عمرَ بنِ الخطابِ – رضي اللهُ عنهُ – حينمَا جاءَهُ رجلٌ يشكُو إليهِ عقوقَ ابنِه، فأحضرَ عمرُ الوالدَ وابنَهُ وأنَّبَهُ على عقوقِهِ لأبيهِ، ونسيانِهِ لحقوقِهِ، فقالَ الولدُ: يا أميرَ المؤمنينَ أليسَ للولدِ حقوقٌ على أبيهِ؟ قالَ: بلَى، قالَ: فمَا هِيَ يا أميرَ المؤمنينً؟ قال عمرُ: أنْ ينتقِيَ أُمَّهُ، ويحسنَ اسمَهُ، ويعلمَهُ الكتابَ (أي القرآن)، قالَ الولدُ: يا أميرَ المؤمنينَ إنّ أبِي لم يفعلْ شيئًا مِن ذلكَ، أمّا أُمِّي فإنّها زنجيةٌ كانتْ لمجوسِي، وقد سمَّانِي جُعلًا (أي خنفساء)، ولم يعلمنِي مِن الكتابِ حرفًا واحدًا! فالتفتَ عمرُ إلى الرجلِ وقالَ لهُ: جئتَ إليَّ تشكُو عقوقَ ابِنِكَ، وقد عققتَهُ قبلَ أنْ يعقَّكَ، وأسأتَ إليهِ قبلَ أنْ يسيءَ إليكَ، وتبين هذه القصة كثيرًا من الواجبات المنسية في حق الطفولة.
وأوضح الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن ترك بعض الآباء والأمهات أولادهم للشاشات الصغيرة والكبيرة، دون مراجعة ولا مراقبة، وكل همهم أنهم استراحوا من ضجيجهم وصياحهم، أو أن أبناءهم فرحون ومستمتعون، لم ينتبه هؤلاء الآباء والأمهات إلى أننا أسلمناهم لهذه الشاشات تفعل فيهم ما تشاء، بما فيها من عري، وشذوذ، وأفكار منحرفة، وسلوكيات شائهة، وكثير من حالات الانتحار أو ارتكاب الجرائم كانت بسبب بعض الألعاب الإلكترونية التي وصلت بالأطفال إلى هذه المرحلة، بالإضافة إلى ما تتعرض له بعض الأسر من حالات ابتزاز بسبب سقوط أبنائها فريسة لبعض قراصنة البرامج الإلكترونية، نتيجة أنها لم تنتبه أن أبناءها تعرضوا لصفحات مجهولة وقنوات مأجورة، ونسوا أن تربية الطفل ليست لعبة، ولا للتسلية، وإنما هي بناء إنسان، نافع لنفسه ولأسرته ولوطنه وأمته.
وحذر الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، من استخدام الأبناء وسيلة ضغط في الخلافات الأسرية بين الأب والأم، دون اعتبار لمشاعرهم، وصاروا ضحية، وصارت مجالس الرؤية مجالس كراهية وانتقام وقتل للأطفال، ونسوا هؤلاء الآباء والأمهات أن الإسلام دين جميل يأمر بالخير في كل الأحوال «فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ» هذا هو الواجب بين الزوجين، صحبة بمعروف، فإن تعذر ذلك عليهما، كان تسريح بإحسان وفراق على خير، أما الخلافات الزوجية التي يكون فيها إساءة لفظية أو معنوية، أو اعتداء جسديّ، ضحيتها الحقيقية هم الأنباء، ولم يسأل هؤلاء الآباء والأمهات أنفسهم بأيِّ ذنبٍ يُحرَم الطفل أن يعيش بين أبوين متفاهمين؟، كما لا يجوز أن يكون الانفصالُ بين الوالدين داعيًا لأن يُربَّى الطفل على عقوق أحدهما أو عدم الإحسان إلى الآخر.
وبين الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن مؤسساتنا التربوية والاجتماعية والدينية، والإعلامية، والثقافية، يقع على عاتقها الكثير تجاه الطفولة، لأن تشويه الطفولة وضياعها سيعود سلبًا على المجتمع بأكمله، فعليها أن تتبنى البرامج والصيغ التربوية ما يبني الفكر الناقد، والبصيرة الواعية، والأخلاقيات العاصمة، وأن تتيح لأطفالنا ما يكتشفون به مواهبهم، وما يدركون به قدراتهم، وعلى المعلم أن يربي أطفالنا قبل تعليمهم، وأن يراجع اخلاقيات طلابه قبل معلوماتهم، وعلى المؤسسات الاجتماعية والدينية أن تكثف برامجها وأنشطتها التي ترمم القيم في نفوس النشء قبل أن تجرفها الريح بعيدًا، لأن أعداء أمتنا يعلمون جيدًا أن هدم مجتمعاتنا يبدأ بوأد القيم في نفوس أبنائنا، كما يحتاج صناع الإعلام والدراما من كتاب ومخرجين إلى مراجعة ما يقدمونه، من سلبيات ونماذج سيئة، عليهم أن ينظروا إلى قيم المجتمع قبل النظر إلى العائد المادي، لأن المكسب الحقيقي هو بناء الإنسان وليس تنمية ثرواته، فالألفاظ والسلوكيات التي تدخل بيوتنا وتنتشر في شوارعنا من المسؤول عنها؟، إن الطفولة أمانة فحافظوا عليها في كل ما يقدم لها وما تستقبله منكم.
وفي ختام خطبته ذكر الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن من أخطر ما يتعرض له أبناؤنا هي النظرة المجتمعية أنهم لا قيمة ولا قدر لهم، ما يدفعهم إلى إثبات عكس ذلك، ما يكون سببًا لوقوعهم فريسة لكثير من الأفكار السامة التي تدمر عقولهم، وعلى المجتمع أن يحترم عقول الأطفال، كما أنه من واجبنا أن نوفر لأطفالنا بيئة آمنة ونقية ليستمتعوا بطفولتهم ببراءة كاملة، وأن نحميهم من كل ما قد يعكر صفو هذه المرحلة أو يشوهها؛ لأن مستقبل أمتنا في بناء جيل قوي متماسك ولا يكون ذلك إلا من خلال جهد متكامل من المجتمع بكل أفراده ومؤسساته.