كاتب فرنسي: نتنياهو أشعل الحرب ضد اليهود السيئين
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تتراكم القوانين والقرارات الوزارية بسرعة كبيرة في إسرائيل، وكما هو الحال في أي نظام فصل عنصري، هناك قوانين خاصة بالفلسطينيين وأخرى لغيرهم من الإسرائيليين، لكن هذه القرارات امتدت الآن لتشمل اليهود الإسرائيليين، وبينهم من يعارض المجازر والحرب ويمكن أن يتهم بالخيانة، ومنهم صحف -مثل هآرتس- وصحفيون ومدراء وقادة منظمات غير حكومية ونشطاء السلام.
بهذه المقدمة، لخص موقع "أوريان 21" مقالا للصحفي المخضرم سيلفان سيبيل ما يجري في إسرائيل، وانطلق من منع فيلم "اللد" هذا العام، الذي يصور النكبة من عام 1947 إلى عام 1949.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بوليتيكو: 4 حالات عفو رئاسية أكثر إثارة للجدل من عفو بايدنlist 2 of 2هكذا أصبح لدى المعارضة السورية مسيّرات وأنظمة توجيهend of listورسم الفيلم تفاصيل الحياة باللد وربطها بموضوع النكبة، وهو ما دفع وزير الثقافة ميكي زوهر لطلب تدخل الشرطة، معتبرا أن هناك "خطرا جديا وفوريا على النظام العام".
وقُدم التماس من قبل 14 جمعية فنية إسرائيلية لإلغاء الحظر، بحجة أن "دور الشرطة هو حماية حرية التعبير، لا من يريدون إلغاءها"، ليرد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن "الناس الذين يصرخون في اليسار بعد إلغاء عرض اللد يجب أن يفهموا أن القانون هو القانون والنظام هو النظام".
دلالات منع فيلمونبه الموقع إلى أن "اللد" ليس أول عمل يُمنع بثه في إسرائيل في الآونة الأخيرة، مستشهدا بتعرض فيلم "جنين جنين 2" للمصير نفسه، وكذلك "1948- تذكر، لا تذكر" للإسرائيلية نيتا شوشاني، مشيرا إلى أن تراكم هذه القرارات خلال فترة زمنية قصيرة يدل على تطور ملحوظ، وهو صعود الرقابة في جو عام يتزايد فيه التطلع إلى "دولة قوية".
إعلانوأضاف أن صدور هذا النوع من القوانين كان مألوفا عند فلسطينيي إسرائيل منذ زمن طويل، وهم أول الضحايا، وقد أصدر البرلمان في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني قانونا يسمح بأن يكون "طرد الإرهابي" مصحوبا بأقاربه ووالديه وأبنائه وإخوته وأخواته، وهو قرار يتعلق فقط بالفلسطينيين الذين هم مواطنون إسرائيليون، لأن إسرائيل لم تكن بحاجة قط إلى تشريع لطرد غير الإسرائيليين من الفلسطينيين.
أما الشيء الجديد، فهو جو مطاردة "الخونة اليهود"، حيث يشهد البرلمان منذ عقد من الزمن طفرة في الاستبداد، تجسدت في تحديد الحق بإلغاء صلاحيات المحكمة العليا، وفي قدر من مشاريع القوانين والمراسيم والقرارات المتعلقة بتقييد حرية التعبير والعمل، التي لم تعد تخص الفلسطينيين فقط، بل تستهدف أي خطاب يعتبر "مسيئا" لإسرائيل وسياساتها.
وذكّر الموقع باعتماد قانون في أكتوبر/تشرين الأول 2024 يسمح بحرمان أي معلم يُظهر "تعاطفا مع منظمة إرهابية" من وظيفته، علما أن أي مظاهرة لدعم القضية الفلسطينية تعتبر "إرهابية"، مما يدل على معاناة أساتذة التاريخ الذين يتجرؤون على مخالفة نسخة التقرير "الرسمي" عن الطرد للفلسطينيين عام 1948، التي تقول إن "إسرائيل لم تقم بطرد أي عربي، لقد غادروا طوعا".
هآرتسوبحسب موقع أوريان 21، ينص مشروع قانون آخر لا يزال قيد المناقشة، على فرض غرامة تعادل 3 آلاف يورو والسجن لمدة عام على أي شخص يلوح بالعلم الفلسطيني في مؤسسة عامة، وهو يستهدف الطلاب، كما يبدو، بيد أن التهديدات التي تلقي بظلالها على صحيفة هآرتس، التي تعتبر المركز الرئيسي لمقاومة السياسة الاستعمارية التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تجسد بوضوح هذه الحملة ضد حق التعبير.
وبالفعل وافقت الحكومة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 على اقتراح من وزير الاتصالات شلومو كارهي، يقضي بإلزام أي إدارة عامة وأي منظمة تستفيد من الدعم المالي من الدولة بوقف الإعلان في صحيفة هآرتس أو اشتراك موظفيها فيها، وقد أعرب نتنياهو عن تأييده لهذا الاقتراح، وبررت الحكومة ذلك على أساس أن "العديد من المقالات الافتتاحية قوضت شرعية دولة إسرائيل".
إعلانويضيف الموقع أن آموس شوكن، مالك هآرتس الذي يعلن صهيونيته، متهم "بدعم الإرهاب" منذ أن قام خلال مؤتمر في لندن أمام جمهور يهودي في الأساس، بانتقاد "نظام الفصل العنصري القاسي المفروض على السكان الفلسطينيين"، وتحدث عن "المقاتلين من أجل الحرية الذين تصفهم إسرائيل بالإرهابيين"، وعاد ليحدد أنه يعتبر "استخدام الإرهاب غير مشروع"، دون أن ينكر مصطلحات "المناضلين من أجل الحرية".
وقد انتهزت الحكومة الفرصة لبدء التحقيق فيما يشبه محاكمة لما تراه "خيانة" الإسرائيليين الذين يدينون الاحتلال، ومن دون انتظار التصويت على مشروع القانون، علق وزير الداخلية موشيه أربيل على الفور جميع اشتراكات موظفي وزارته في صحيفة "هآرتس".
وقال مدير تحرير هآرتس ألوف بن إن نتنياهو يريد سلطة إسرائيلية من دون عدالة مستقلة، حيث تتحول أجهزة الشرطة والأمن إلى مليشيات خاصة في خدمته، وبالطبع من دون إعلام ناقد وحر، إنه لا يخيفنا، ولن نستسلم".
فصل عنصري رسميوأشار الكاتب إلى أحد القرارات الأولى التي اتخذها وزير الدفاع الجديد إسرائيل كاتس، بوضع حد لإمكانية حبس مستوطن يهودي تحت ما يسمى بوضع "الاعتقال الإداري"، حيث قرر أنه من الآن فصاعدا، سيعفى المواطنون اليهود بشكل كامل من الاعتقال الإداري، رغم أن هناك أكثر من 3 آلاف معتقل فلسطيني محتجزين دون تهمة، لتكتب صحيفة هآرتس أن "وزير الدفاع الجديد قرر أن الفصل العنصري أصبح رسميا".
وأوضح الكاتب أن إحدى أولويات نتنياهو وأعوانه هي منع نشر معلومات جدية عما حدث ويحدث يوميا في غزة ولبنان، ليبقى مصدر هذه المعلومات وسائل الإعلام المحلية والمنظمات غير الحكومية الإسرائيلية التي يواصلون تقديمها رغم الضغوط التي تمارسها أجهزة الدعاية الإسرائيلية الضخمة والعقبات العديدة التي يضعها الحكام، بما في ذلك استحالة دخول الصحفيين إلى غزة.
إعلانوإذا كان المزيد من الإسرائيليين يغادرون بلادهم هذه الأيام، فإن ذلك -حسب الكاتب- ليس بسبب الجرائم الجسيمة المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بقدر ما يرجع إلى الشعور السائد في بعض قطاعات المجتمع العام، بالتآكل السريع "للديمقراطية" التي استفاد منها اليهود الإسرائيليون منذ إنشاء دولتهم.
وخلص سيلفان سيبيل إلى أن الشعور المتناقض الذي يمتزج فيه الخوف والقوة والحصانة الذي سيطر بعد اعتماد البرلمان قانون "إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي" عام 2018، لا يمكن إلا أن يغذي بقوة رفض "الخونة من الداخل"، هؤلاء اليهود الإسرائيليين النادرين المعادين للانجراف العنصري الذي سيطر على الغالبية العظمى من السكان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مركز أبحاث أمريكي: ما التحديات التي ستواجه ترامب في اليمن وما الذي ينبغي فعله إزاء الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
سلط "المركز العربي واشنطن دي سي" الضوء على التحديات الجيوسياسية والعسكرية التي ستواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليمن، في ظل تصعيد جماعة الحوثي في البحر الأحمر واختلاف وتباين أجندات السعودية والإمارات في البلاد التي تشهد صراعا مذ 10 سنوات.
وقال المركز في تحليل للكاتبة والباحثة اليمنية غير المقيمة، أفراح ناصر، وترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن "التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن له آثار كبيرة على مستقبل اليمن. ومع استمرار الحوثيين في تعزيز سيطرتهم على العاصمة صنعاء، فإن مشاركة واشنطن ستلعب دورًا حاسمًا في المسار السياسي والعسكري للبلاد".
وأضاف "بالنسبة لإدارة ترامب القادمة، فإن التحديات التي يفرضها اليمن تلوح في الأفق، وتقدم مجموعة معقدة من المخاطر الجيوسياسية ذات الآثار المباشرة على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. لكن المسار إلى الأمام يجب أن يكون واضحًا: لا ينبغي للبيت الأبيض في عهد ترامب أن يتمسك بنهج بايدن الفاشل تجاه اليمن.
وترى الباحثة ناصر أن مفتاح النجاح هو التعاون. ويتعين على الولايات المتحدة أن تعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الدوليين والإقليميين لتطوير إطار موحد للسلام ــ إطار شامل ومستجيب لاحتياجات جميع الفصائل اليمنية.
وقالت "هذا يعني ضمان ألا تكون الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مجرد واجهة، بل سلطة فعّالة وقادرة على تولي القيادة".
ودعت الولايات المتحدة أيضاً إلى أن تضغط على الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية، وخاصة السعودية والإمارات، لتوحيد جهودها في اليمن. مشيرة إلى أن التنافس بينهما لفترة طويلة كان عقبة رئيسية أمام أي وحدة ذات مغزى في اليمن.
وأردفت ناصر "فقط من خلال وضع خلافاتهم جانباً وتنسيق جهودهم يمكنهم المساعدة في استقرار البلاد. وبفضل النفوذ الدبلوماسي الأميركي، يمكن لهذه الجهات الفاعلة أن تشكل إطاراً تعاونياً يتصدى للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه اليمن".
التحدي الحوثي
وقالت "مع تصعيد الحوثيين أصبح البحر الأحمر - شريان الحياة الحيوي للتجارة الدولية - ساحة معركة خطيرة، وهدد بتوسيع حرب إسرائيل على غزة. ولم تكن تحركات الحوثيين مجرد بيان سياسي موجه إلى الولايات المتحدة: بل إنها تحدت مصالحها الاستراتيجية.
وأردفت "مع تعرض استقرار الطرق البحرية للخطر، تحول الوضع في اليمن فجأة إلى أزمة عالمية بعيدة المدى. وبات مستقبل اليمن ومستقبل التجارة الدولية مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بأفعال الحوثيين والاستجابة الدولية".
وذكرت أن الولايات المتحدة نفذت العديد من الهجمات الأخرى منذ ذلك الحين. ولكن على الرغم من الجهود الهائلة، كانت النتائج بعيدة كل البعد عن الحسم. فقد استمر الحوثيون العنيدون في كونهم مصدر قلق للولايات المتحدة وحلفائها.
وأوضحت أن السياسات الأميركية في الواقع فشلت في كبح جماح قوة الحوثيين وأنشطتهم في البحر الأحمر وفي الداخل. وبدلاً من ذلك، ساهمت الجهود الأميركية في استمرار الصراع في اليمن وتفاقم معاناة المدنيين في البلاد.
وترى ناصر أن إدارة ترامب الثانية تحتاج إلى استراتيجية لمعالجة القضايا الأعمق المطروحة وتوفير أساس مستقر للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط. ولكن من المرجح أن تواجه الإدارة الجديدة تحديا في الموازنة بين الحاجة إلى تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن ومعالجة الأزمة الإنسانية وعدم الاستقرار السياسي في اليمن.
وأشارت إلى أن هذا التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة في اليمن منذ عام 2011، قد تعقد بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. ولكن إعطاء الأولوية للحلول العسكرية يخاطر بتفاقم الأزمة الإنسانية وتعميق عدم الاستقرار الإقليمي. وهذا يتطلب استراتيجية دبلوماسية لمعالجة قوة الحوثيين مع تجنب المزيد من زعزعة الاستقرار.
انتقادات للسياسة الأميركية
وطبقا للباحثة ناصر فإن عسكرة الولايات المتحدة للبحر الأحمر لم تفشل في الحد من قدرات الحوثيين فحسب، بل شجعتهم عن غير قصد، الأمر الذي يكشف تقدما مذهلا في القدرات العسكرية للحوثيين.
"مع تزايد التزام الجيش الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن، أصبح من الواضح أن التركيز الأساسي كان على حماية المصالح الأمنية لإسرائيل. ولكن مع مرور الأشهر، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن هذا النهج العسكري جاء بتكلفة. تم إهمال القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية العميقة الجذور في اليمن لصالح الأهداف العسكرية قصيرة الأجل" وفق التحليل.
وزادت "وبدلاً من تخفيف المعاناة أو جلب الفصائل المتحاربة إلى طاولة المفاوضات، أدى الوجود العسكري الأمريكي إلى تغذية حلقة من العنف. يبدو أن الضربات الجوية والتدخلات العسكرية، على الرغم من أنها تهدف إلى حماية المصالح الاستراتيجية، تتجاهل المبادئ الإنسانية التي كانت الولايات المتحدة تدافع عنها سابقًا. في النهاية، لم تقدم الاستراتيجية أي مسار واضح للسلام".
التحديات ستواجه استراتيجية واشنطن باليمن
تقول ناصر "كان الحوثيون قوة متنامية في اليمن لسنوات، ولكن في عام 2024، وصلت قدراتهم العسكرية إلى آفاق جديدة. ولم يعد الحوثيون معزولين، بل شكلوا تحالفات جديدة قوية. وتبرز اتصالاتهم المتعمقة مع روسيا بشكل خاص: فقد بدأت موسكو في تقديم الاستخبارات العسكرية وبيانات الأقمار الصناعية للحوثيين، كما شملت المناقشات أيضًا عمليات نقل الأسلحة الروسية المحتملة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن.
وزادت "لكن الحوثيين لم يتوقفوا عند موسكو. فقد امتدت تحالفاتهم إلى الجماعات المسلحة العراقية مثل المقاومة الإسلامية في العراق وحتى وصلت إلى جماعات مثل الشباب في الصومال. ولم تكن هذه الروابط تتعلق بالأسلحة فحسب: بل كانت تتعلق بالمصالح المشتركة والجهود المنسقة لتحدي القوى الإقليمية".
الاتجاهات السياسية للإدارة القادمة لترامب
تقول "نظرًا للقيود المفروضة على العمل العسكري الأمريكي - بسبب افتقار الجمهور الأمريكي إلى الرغبة في المزيد من الصراعات، والحالة الضعيفة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وإمكانية قيام حملة عسكرية بتعزيز الحوثيين عن غير قصد - يجب على إدارة ترامب التركيز على الدبلوماسية والتفاوض والحلول السياسية باعتبارها الوسيلة الوحيدة القابلة للتطبيق لحل أزمة البحر الأحمر واستقرار اليمن".
لمعالجة التحديات بشكل فعال، قالت ناصر "يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى استراتيجية تتجاوز الإجراءات العسكرية الضيقة ضد البنية التحتية للحوثيين. يكمن العمل الحقيقي في معالجة الأسباب الأوسع التي تغذي العنف. ستكون الخطوة الأولى الحاسمة في غزة، حيث أن وقف إطلاق النار هناك من شأنه أن يقلل من الإجراءات التي تؤجج التوترات".
ودعت واشنطن إلى أن تتبنى استراتيجية تتجاوز الإجراءات العسكرية الضيقة ضد البنية التحتية للحوثيين، وقالت ثم، يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى نهجًا جديدًا في اليمن لمعالجة جذور قوة الحوثيين. مشيرة إلى أن إيران وروسيا والشباب والميليشيات العراقية كانوا يلعبون دورًا في تعزيز التمرد الحوثي.
وقالت إن إدارة ترامب لابد وأن تمارس ضغوطاً دبلوماسية واقتصادية على هذه الجهات الخارجية لوقف دعمها العسكري والمالي للحوثيين. ولكن هذا لن يكون كافياً. بل لابد وأن تدرك الولايات المتحدة مدى إلحاح قطع خطوط إمداد الحوثيين بالأسلحة التي تعتمد على التهريب. ولابد وأن تركز على طرق التهريب الرئيسية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تتسرب الأسلحة من خلال الشقوق. ولابد وأن تكثف عمليات الحظر البحرية والبرية، مما يجعل من الصعب على الحوثيين الاستمرار في تلقي الموارد العسكرية".
دروس مستفادة من الماضي
إن معالجة الانقسامات الداخلية في اليمن أمر بالغ الأهمية. ويتعين على الولايات المتحدة -وفق الباحثة- أن تركز على نهج متكامل يوازن بين التدابير المناهضة للحوثيين والجهود الرامية إلى مساعدة اليمن على إعادة بناء حكمه والمصالحة بين الفصائل المتنافسة.
وبنظر الباحث فإن هذا ضروري لتجنب تفاقم تفتت البلاد. وإلا فإن اليمن تخاطر بأن تصبح ساحة معركة بالوكالة بشكل دائم، محاصرة بين قوى خارجية، بلا أمل في الحل الداخلي. وقالت "يتعين على الولايات المتحدة أن تدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن، والذي بدوره يمكن أن يضمن الأساس لتعافي اليمن مع تعزيز الأمن الإقليمي".
بالنسبة لإدارة ترامب القادمة، ترى أن الدروس المستفادة من الماضي واضحة. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعتمد بعد الآن على استراتيجيات مجزأة تعالج أعراض الأزمة اليمنية فقط. ولإحداث تحول حقيقي في مسار الصراع في اليمن، يتعين على الولايات المتحدة أن تعالج القوى الأعمق وراء الصراع.
كما حثت أمريكا على العمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الدوليين والإقليميين لتطوير إطار موحد للسلام ــ إطار شامل ومستجيب لاحتياجات جميع الفصائل اليمنية. وهذا يعني ضمان ألا تكون الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مجرد واجهة، بل سلطة فعّالة وقادرة على تولي القيادة.
وبشأن تباين واختلاف أجندات السعودية والإمارات في اليمن قالت الباحثة ناصر "يتعين على الولايات المتحدة أيضاً أن تضغط على الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية، وخاصة السعودية والإمارات، لتوحيد جهودها في اليمن.
وأكدت أن التنافس بين الرياض وأبو ظبي لفترة طويلة كان عقبة رئيسية أمام أي وحدة ذات مغزى في اليمن. وقالت "فقط من خلال وضع خلافاتهم جانباً وتنسيق جهودهم يمكنهم المساعدة في استقرار البلاد. وبفضل النفوذ الدبلوماسي الأميركي، يمكن لهذه الجهات الفاعلة أن تشكل إطاراً تعاونياً يتصدى للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه اليمن".