البنك الدولي: اقتصاد أفغانستان يعاود النمو
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
قال البنك الدولي إن اقتصاد أفغانستان يظهر مؤشرات طفيفة على النمو خلال العام الجاري بعد عامين من الانكماش الحاد.
وذكر البنك -في أحدث تقاريره الصادرة مساء أمس الأربعاء- أنه يتوقع نمو اقتصاد أفغانستان خلال العام الحالي بنسبة 2.7% من إجمالي الناتج المحلي مدفوعا بالإنفاق الخاص، وتزامن التعافي الجزئي مع انخفاض أسعار الغذاء، وهو ما ساعد في التحسن الجزئي للأحوال المعيشية للأفغان.
كان اقتصاد أفغانستان يعتمد بشكل كبير على المساعدات الأجنبية، وكان الفساد منتشرا على نطاق واسع قبل عودة حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس/آب 2021.
وبعد عودة طالبان إلى السلطة قبل 3 سنوات أدى تجميد مليارات الدولارات من الأموال الدولية، وفرار عشرات الآلاف من الأفغان ذوي المهارات العالية من البلاد وأخذ أموالهم، إلى دفع الاقتصاد إلى حالة من الركود.
في الوقت نفسه، ظلت صادرات أفغانستان مستقرة خلال عامي 2023 و2024 في حين زادت الواردات، مما أدى إلى ارتفاع عجز الميزان التجاري، وفق البنك الدولي.
تفاقم العجزوتفاقم هذا العجز نتيجة الاعتماد على الاستيراد لتوفير الاحتياجات الضرورية، مثل الوقود والغذاء والآلات، وهو ما يمكن أن يمثل خطرا على الاستقرار الاقتصادي للبلاد.
إعلانوقال مدير إدارة أفغانستان في البنك الدولي، فارس حداد زيرفوس، إن احتمالات النمو طويل المدى يحتاج إلى استغلال الإمكانيات الكبيرة للقطاع الخاص المحلي وتحسين بيئة الأعمال بشكل عام.
وأضاف حداد زيرفوس أن "أساس هذا زيادة الاستثمار وتسهيل حصول الشركات الصغيرة على التمويل، ودعم رائدات الأعمال المتعلمات الماهرات حتى تزدهر أعمالهن.. وبدون هذا فإن البلاد معرضة لخطر الركود لفترة طويلة مع احتمالات محدودة للتنمية المستدامة".
والشهر الماضي وبعد اعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية قالت الحكومة الأفغانية التي تقودها طالبان إنها تريد بداية جديدة مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب، وتأمين حصولها، بعد طول انتظار، على أكثر من 9 مليارات دولار من احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد التي جمدتها إدارة الرئيس جو بايدن منذ 3 سنوات.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء حينها عن رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر محمد سهيل شاهين قوله في رسالة نصية "نسعى إلى كتابة فصل جديد من العلاقات مع إدارة ترامب المقبلة، ونريدها أن تقابل ذلك بالمثل".
وأضاف شاهين "نريد رفع التجميد عن جميع احتياطيات بنك دا أفغانستان (البنك المركزي الأفغاني) وإعادتها إلينا".
ومن شأن إقامة علاقة طبيعية مع الولايات المتحدة أن يساعد أفغانستان للحصول على اعتراف دولي بحكومتها، وستكون الأموال مصدر ارتياح كبير لكابل التي تعاني من ضائقة مالية، وتكافح من أجل إعادة بناء اقتصاد دمرته العقوبات وفقدان السيطرة على البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البنک الدولی
إقرأ أيضاً:
فروا خوفا من انتقام طالبان.. ما سر تجميد ترامب لتوطين الجواسيس الأفغان ؟
أعرب النائب الجمهوري مايكل مكول، ممثل ولاية تكساس، عن دعمه لاستثناء خاص يسمح بإعادة توطين آلاف الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأمريكي خلال العشرين عامًا التي قضاها في أفغانستان، رغم قرار الرئيس دونالد ترامب بتجميد قبول اللاجئين.
وبعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس 2021، استعادت حركة طالبان السيطرة على البلاد بسرعة، ما دفع عشرات الآلاف من الأفغان، خاصة الذين تعاونوا مع الحكومة الأمريكية، إلى الفرار خوفًا من الانتقام.
ومع تولي ترامب منصبه الشهر الماضي، وقع أمرًا تنفيذيًا يقضي بتجميد برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة (USRAP)، ما أدى إلى تعليق معالجة طلبات اللجوء عبر مختلف فئات التأشيرات، بما في ذلك تأشيرات الهجرة الخاصة (SIVs) المخصصة للأفغان الذين خدموا إلى جانب الجيش الأمريكي.
ترامب يعين ماسك في مهمة للتفتيش على البنتاجون .. هل يكشف "فضيحة المليارات" ؟
المبادرة الوطنية الفلسطينية: ترامب ونتنياهو نجحا في توحيد الموقف العربي
عرض ترامب المرفوض .. لماذا رفض بيض جنوب إفريقيا "اللجوء الأمريكي"؟
ترامب يجمد المساعدات إلى جنوب إفريقيا بسبب إدعاء مثير للجدل | تقرير
وفي حديثه خلال مقابلة مع شبكة CBS News في برنامج Face the Nation، أكد مكال أن ترك المتعاونين الأفغان وراءنا “أمر يجب على الولايات المتحدة تصحيحه”.
وقال مكال: “لقد وعدنا هؤلاء الأشخاص بحمايتهم عندما عملوا مع جنودنا في أفغانستان، هؤلاء هم المترجمون وغيرهم ممن كانوا جنبًا إلى جنب مع مقاتلينا، لديهم تأشيرات الهجرة الخاصة (SIVs)، وبرأيي، يجب السماح لهم بالمضي قدمًا في هذا البرنامج.”
وأضاف أن هؤلاء اللاجئين قد خضعوا لعمليات تدقيق صارمة، مشددًا على ضرورة الوفاء بالوعود الأمريكية، وإلا فإن ذلك قد يؤدي إلى تآكل الثقة في الالتزامات الأمريكية مستقبلاً.
وأدى الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب إلى إلغاء رحلات إعادة التوطين التي كانت مقررة بين يناير وأبريل، مما ترك حوالي 2000 لاجئ أفغاني في حالة من عدم اليقين، خاصة في دول مجاورة مثل باكستان.
وتفاقم الجدل بعد أن أصدر ترامب، يوم الجمعة الماضي، أمرًا تنفيذيًا آخر يدعم استقبال اللاجئين الافارقة، وهم من البيض المنحدرين من المستوطنين الهولنديين في جنوب إفريقيا، بسبب ما وصفه بـ"التمييز العنصري ضدهم في قوانين الأراضي.
وأثار هذا القرار انتقادات واسعة، إذ يرى بعض الخبراء والمسؤولين أن الأفغان الذين خاطروا بحياتهم لمساعدة الجيش الأمريكي لديهم أولوية إنسانية، بينما لا يوجد مبرر قانوني أو إنساني لمنح الأولوية للأفريكانيين.
وفي هذا السياق، كتب النائب الديمقراطي سكوت بيترز، من ولاية كاليفورنيا، عبر منصة إكس (تويتر سابقًا): “لماذا نواصل التخلي عن آلاف الأفغان الذين حاربوا طالبان معنا، بينما نعرض وضع اللاجئ لأشخاص ليسوا لاجئين؟ التخلي عن حلفائنا الأفغان يعرض عائلات الجنود الأمريكيين للخطر ويدمر الثقة في جيشنا، مما يعزز قوة أعدائنا.”
ومع تصاعد الجدل السياسي، يواجه الآلاف من الأفغان مستقبلًا غامضًا، وسط مطالبات بتعديل القرار الأمريكي لضمان حماية من وقفوا إلى جانب الولايات المتحدة خلال أطول حرب خاضتها في تاريخها.