خبير عسكري: المعارضة السورية قطعت شوطا كبيرا والرهان على موقف روسيا
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
يؤكد وصول المعارضة السورية المسلحة إلى مطار حماة العسكري يعني أنها قطعت شوطا كبيرا في المعارك التي تخوضها ضد قوات النظام التي لم تعد قادرة على حماية المناطق التي كانت موجودة بها؛ وهذا دفعها لإعادة الانتشار والتموضع، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
وفي تحليل للمشهد العسكري بسوريا، قال حنا إن قوات النظام تراجعت من قمحانة وصوران اللتين كانتا خطا أحمر بالنسبة لها، وبدأت تتموضع في خط أحمر جديد، وهذا يعني تراجع قدرتها على الدفاع.
وتعتبر حماة مدينة محورية بالنظر إلى وجودها في قلب سوريا، فهي تبعد نحو 100 كيلومتر فقط عن منطقة الساحل التي هي مركز ثقل الحكومة، حسب الخبير العسكري.
لكن حنا يستعبد سيطرة المعارضة على مدينة حمص التي يقول "إنها مهمة جدا بالنسبة للنظام كونها الخط الذي يربط العاصمة دمشق بالساحل، أو ما يوصف بسوريا المفيدة".
وقال إن قوات الحكومة "تعاني نقصا في العدد الذي يمكنه تأمين كافة المدن في بلد كبير مثل سوريا ومن ثم فهي تتخلى عن مناطق من أجل تعزيز قوتها في أخرى".
لذلك، يعتقد حنا أن أطرافا أخرى قد تدخل على الخط بعد سيطرة المعارضة على حماة، خصوصا بعدما أجرت البحرية الروسية مناورات مهمة أمس الأربعاء من منطقة طرطوس السورية.
إعلان
رسائل روسية
وشملت هذا المناورات 10 سفن وصواريخ فرط صوتية مضادة للسفن وهذا يعني أنها تريد إيصال رسالة لتركيا وإيران بأن أي حل مقبل سيكون وفق تفاهمات "أستانا"، برأي الخبير العسكري.
ويفترض حنا أن عدم تدخل موسكو حتى الآن "ربما يكون نوعا من الضغط على النظام لإجباره على الذهاب لحل سياسي تماشيا مع ما تريده تركيا وتخشاه إيران".
وختم الخبير العسكري بالقول إن الوجود الروسي في الساحل السوري "يستمد شرعيته من النظام السياسي القائم وهذا يعني أنه قد يكون محل نظر في حال حدثت تغيرات كبرى"، مرجحا أن تبدأ التدخلات الجيوسياسية في هذه اللحظة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الخبیر العسکری
إقرأ أيضاً:
المنظمة السورية للطوارئ قلقة من التضليل المتعلق بأحداث الساحل
أعربت المنظمة السورية للطوارئ عن بالغ قلقها إزاء حملة الإعلام المضللة التي تنشر أخبارا كاذبة عن أحداث العنف التي شهدتها منطقة الساحل السوري الأسبوع الماضي.
وقالت المنظمة في بيان نشرته على منصة "إكس"، أمس الأربعاء، إنها تعرب عن بالغ قلقها حيال الحملة الإعلامية المضللة التي تهدف إلى تأجيج الفتنة الطائفية في سوريا من خلال نشر مزاعم كاذبة تتحدث عن استهداف ممنهج تمارسه الحكومة ضد الأقليات الدينية.
وشدد البيان على أن "أعمال العنف جرى تنفيذها من قبل فصائل مسلحة منفلتة"، وأن "القوى الأمنية كانت في طليعة الجهود الرامية لحماية السكان واحتواء الموقف في مواجهة محاولات فلول النظام السابق إثارة الفوضى وتأجيج الصراع الطائفي".
ولفت إلى أن "هذه الادعاءات تروج لها جهات مرتبطة بنظام الأسد وتضخمها بعض وسائل الإعلام، وتهدف إلى تشويه الحقائق الميدانية وعرقلة الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في البلاد".
رفض التحريض الطائفيودعا البيان جميع الأطراف إلى ضبط النفس ورفض كل أشكال التحريض الطائفي التي تسعى إلى تأجيج الصراع وإعادة البلاد إلى دوامة العنف.
كما أعرب البيان عن دعم المنظمة لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة وتعزيز المصالحة الوطنية وبناء مستقبل تسوده المواطنة المتساوية، بعيدا عن رواسب الماضي وصراعاته.
إعلانوفي السادس من مارس/آذار الجاري، شهدت منطقة الساحل السوري توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ما أوقع قتلى وجرحى.
وإثر ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة سقط فيها قتلى من رجال الأمن والجيش والمدنيين، وانتهت باستعادة الأمن والاستقرار وبدء ملاحقة الفلول وضباط النظام البائد في الأرياف والجبال.
يُشار أنه بعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.
واستجاب عشرات الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.
ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية.