تتجه أنظار فصائل المعارضة إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وذلك بعد استعادتها السيطرة على حلب وتل رفعت، لتكون بذلك منبج الوجهة القادمة للفصائل.

وتعتبر منبج آخر معاقل "قسد" المدعومة أمريكيا في مناطق غرب نهر الفرات، وهذا ما يرجح سيطرة الفصائل عليها، وخاصة أن طرد "قسد" من المدينة كان ولا زال أحد أهم مطالب تركيا من الولايات المتحدة وروسيا.



معركة وشيكة

وعلمت "عربي21" من مصدر عسكري من المعارضة السورية أن معركة منبج ستخوضها فصائل الجيش الوطني ضمن غرفة عمليات "فجر الحرية"، دون مساندة غرفة "ردع العدوان" التي تقودها "هيئة تحرير الشام".

وتابع بأن الفصائل تتأهب لبدء المعركة، مستفيدة من زخم المعارك التي خاضتها ضد "قسد" وقوات النظام في أرياف حلب الشمالية والشرقية (الباب، وتل رفعت).



واختتم بقوله إن "المعركة وشيكة"، وهناك دعم تركي واضح لها.

وخلال اليومين الماضيين، استهدفت القواعد التركية في مدينة الباب بقذائف المدفعية ثكنات عسكرية تابعة لـ"قسد" بقرى غربي منبج، وقال المركز الإعلامي لـ"مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد" إن قرى الصيادة، الدندنية، تعرضت لقصف مدفعي مكثف.

ضمن أولويات تركيا

في الأثناء، ذكرت تقارير إخبارية أن عملية "فجر الحرية" قد تمتد بعد السيطرة على مدينة تل رفعت، إلى منبج، بحيث تضمن تركيا القضاء على آخر جيوب "قسد" في غرب الفرات.

لكن ثمة حسابات سياسية تُعيق بدء المعركة، متعلقة بالوجود الروسي العسكري في منبج والحماية الأمريكية، ما يعني وفق الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي من منبج، أن المعركة تحتاج إلى تفاهمات وتوافقات دولية.

وأكد لـ"عربي21" أنه بدون تفاهمات بين تركيا والولايات المتحدة، لن تغامر أنقرة بمنح الضوء الأخضر للفصائل للتقدم نحو منبج.

وأضاف النيفي، أنه "حتى الآن لا يوجد توقيت معلوم لمعركة منبج"، مستدركا: "لكن في ظل ما شهدناه من مفاجآت في الشمال السوري، يبقى احتمال المعركة قائما، ويمكن أن يكون هناك اتفاقات غير معلنة على المعركة".

من جهته، توقع الصحفي خالد الحمصي من حلب لـ"عربي21"،  أن تبدأ معركة منبج قريبا، معتبرا أن "شرارتها بدأت من لحظة اقتراب فصائل المعارضة من حدودها الإدارية"، وأشار الصحفي إلى أن الفصائل باتت على مقربة من منبج.

تجنب تشتيت الفصائل

في المقابل، فسر الباحث في مركز "أبعاد للدراسات الاستراتيجية" فراس فحام تأخر معركة منبج، بتجنب فصائل المعارضة تشتيت القوى وتجنب الصدام مع أكثر من جهة في توقيت واحد، حيث تركز الفصائل هجماتها على قوات النظام في وسط البلاد.

وأضاف لـ"عربي21" أنه كذلك لا يوجد حتى الآن تفاهمات دولية على منبج التي تعد بوابة نفوذ الولايات المتحدة شرق نهر الفرات.

خوف وترقب

في غضون ذلك، يسود الخوف والترقب الشارع في منبج، ووصفت صفحات إخبارية  منبج بـ"مدينة أشباح".



وأضافت أن "الشوارع خالية والوجوه شاحبة والأسعار مرتفعة، الناس خايفة من الحرب وخايفة من الفوضى وخايفة على أرواحها".

وتكتسي منبج أهمية خاصة لجهة قربها من مناطق النفوذ التركي، وبالتالي تهديد أمن تلك المناطق باستمرار من قبل "قسد"، وفق "مركز الحوار السوري".

ولفت المركز البحثي، إلى "رمزية" منبج باعتبارها أول منطقة عبرت إليها "قسد" من شرق الفرات إلى غربه، وهو ما اعتبرته تركيا تجاوزا كبيرا وقتها في العام 2016.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية منبج سوريا قسد تركيا سوريا تركيا منبج قسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سوريا.. الفصائل المسلحة تعلن سيطرتها على مدينة دير الزور

أعلنت الفصائل المسلحة التي استولت على السلطة في دمشق بعدما أطاحت بالرئيس بشار الأسد أنّها سيطرت ليل الثلاثاء على مدينة دير الزور (شرق)، في نبأ أكّده أيضا المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت الفصائل في بيان إنّ "قواتنا سيطرت على كامل مدينة دير الزور"، بينما قال المرصد من جهته إنّ "قوات المعارضة سيطرت بشكل كامل على مدينة دير الزور بعدما انسحبت منها قوات سوريا الديموقراطية"، مشيرا إلى أنّ قوات "قسد" التي يهيمن عليها الأكراد انسحبت باتجاه القرى المجاورة لتسقط المدينة بعدها بأيدي مقاتلين عرب محليّين كانوا قد انضمّوا إلى صفوف الفصائل المسلحة إثر الهجوم الخاطف الذي شنّته ضدّ مواقع النظام في 27 نوفمبر.

 وفي الإطار نفسه قال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إن قواته التي تدعمها الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة لوقف إطلاق النار في مدينة منبج بشمال البلاد بوساطة أميركية "حفاظا على أمن وسلامة المدنيين".

 وأضاف "سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري، الذين يقاومون الهجمات منذ 27 نوفمبر، من المنطقة في أقرب وقت". وتابع "هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد".

 من جهة ثانية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن مقتل 218 عنصرا من "قسد" وتشكيلاتها العسكرية والفصائل المسلحة في عملية "فجر الحرية"، خلال 3 أيام من المعارك في منبج وريفها، والتي تمكنت خلالها الفصائل المسلحة من الدخول إلى مدينة منبج والانتشار في ريفها، فيما لا تزال المعارك الضارية عند سد تشرين في ريف الرقة.

مقالات مشابهة

  • معارك مازالت تخوضها فصائل المعارضة السورية التي أطاحت بنظام الأسد
  • "قسد" توقف القتال في منبج.. والفصائل المسلحة تسيطر على دير الزور
  • سوريا.. الفصائل المسلحة تعلن سيطرتها على مدينة دير الزور
  • سوريا الديمقراطية: وقف إطلاق نار في منبج مع الجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا
  • سرّ شاهين.. المسيّرة التي حسمت معركة ثوار سوريا
  • دمشق بين الفوضى والحياة: كيف تعود العاصمة بعد سيطرة الفصائل المسلحة؟
  • رويترز: فصائل المعارضة أبلغت تركيا مسبقا بعمليتها التي أسقطت الأسد
  • مشاهد مروعة.. حادث سير متسلسل في تركيا يحول المكان إلى “ساحة معركة”
  • اتفاق أمريكي تركي على انسحاب قوات "قسد" من منبج شمال سوريا
  • المعارضة تسيطر على منبج وتخلي نقاط قسد وتحذير إسرائيلي من توجهات الفصائل المتطرفة