بعد سيطرة الفصائل على حلب وتل رفعت..ما الحسابات التي تؤخر فتح معركة منبج؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تتجه أنظار فصائل المعارضة إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وذلك بعد استعادتها السيطرة على حلب وتل رفعت، لتكون بذلك منبج الوجهة القادمة للفصائل.
وتعتبر منبج آخر معاقل "قسد" المدعومة أمريكيا في مناطق غرب نهر الفرات، وهذا ما يرجح سيطرة الفصائل عليها، وخاصة أن طرد "قسد" من المدينة كان ولا زال أحد أهم مطالب تركيا من الولايات المتحدة وروسيا.
معركة وشيكة
وعلمت "عربي21" من مصدر عسكري من المعارضة السورية أن معركة منبج ستخوضها فصائل الجيش الوطني ضمن غرفة عمليات "فجر الحرية"، دون مساندة غرفة "ردع العدوان" التي تقودها "هيئة تحرير الشام".
وتابع بأن الفصائل تتأهب لبدء المعركة، مستفيدة من زخم المعارك التي خاضتها ضد "قسد" وقوات النظام في أرياف حلب الشمالية والشرقية (الباب، وتل رفعت).
واختتم بقوله إن "المعركة وشيكة"، وهناك دعم تركي واضح لها.
وخلال اليومين الماضيين، استهدفت القواعد التركية في مدينة الباب بقذائف المدفعية ثكنات عسكرية تابعة لـ"قسد" بقرى غربي منبج، وقال المركز الإعلامي لـ"مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد" إن قرى الصيادة، الدندنية، تعرضت لقصف مدفعي مكثف.
ضمن أولويات تركيا
في الأثناء، ذكرت تقارير إخبارية أن عملية "فجر الحرية" قد تمتد بعد السيطرة على مدينة تل رفعت، إلى منبج، بحيث تضمن تركيا القضاء على آخر جيوب "قسد" في غرب الفرات.
لكن ثمة حسابات سياسية تُعيق بدء المعركة، متعلقة بالوجود الروسي العسكري في منبج والحماية الأمريكية، ما يعني وفق الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي من منبج، أن المعركة تحتاج إلى تفاهمات وتوافقات دولية.
وأكد لـ"عربي21" أنه بدون تفاهمات بين تركيا والولايات المتحدة، لن تغامر أنقرة بمنح الضوء الأخضر للفصائل للتقدم نحو منبج.
وأضاف النيفي، أنه "حتى الآن لا يوجد توقيت معلوم لمعركة منبج"، مستدركا: "لكن في ظل ما شهدناه من مفاجآت في الشمال السوري، يبقى احتمال المعركة قائما، ويمكن أن يكون هناك اتفاقات غير معلنة على المعركة".
من جهته، توقع الصحفي خالد الحمصي من حلب لـ"عربي21"، أن تبدأ معركة منبج قريبا، معتبرا أن "شرارتها بدأت من لحظة اقتراب فصائل المعارضة من حدودها الإدارية"، وأشار الصحفي إلى أن الفصائل باتت على مقربة من منبج.
تجنب تشتيت الفصائل
في المقابل، فسر الباحث في مركز "أبعاد للدراسات الاستراتيجية" فراس فحام تأخر معركة منبج، بتجنب فصائل المعارضة تشتيت القوى وتجنب الصدام مع أكثر من جهة في توقيت واحد، حيث تركز الفصائل هجماتها على قوات النظام في وسط البلاد.
وأضاف لـ"عربي21" أنه كذلك لا يوجد حتى الآن تفاهمات دولية على منبج التي تعد بوابة نفوذ الولايات المتحدة شرق نهر الفرات.
خوف وترقب
في غضون ذلك، يسود الخوف والترقب الشارع في منبج، ووصفت صفحات إخبارية منبج بـ"مدينة أشباح".
وأضافت أن "الشوارع خالية والوجوه شاحبة والأسعار مرتفعة، الناس خايفة من الحرب وخايفة من الفوضى وخايفة على أرواحها".
وتكتسي منبج أهمية خاصة لجهة قربها من مناطق النفوذ التركي، وبالتالي تهديد أمن تلك المناطق باستمرار من قبل "قسد"، وفق "مركز الحوار السوري".
ولفت المركز البحثي، إلى "رمزية" منبج باعتبارها أول منطقة عبرت إليها "قسد" من شرق الفرات إلى غربه، وهو ما اعتبرته تركيا تجاوزا كبيرا وقتها في العام 2016.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية منبج سوريا قسد تركيا سوريا تركيا منبج قسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رأي.. إردام أوزان يكتب: المعركة الخفية.. ملء فراغ السلطة في سوريا
هذا المقال بقلم الدبلوماسي التركي إردام أوزان *، سفير أنقرة السابق لدى الأردن، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
تتجاوز المشكلة في سوريا الصراعات الدائرة في السويداء أو المناورات الجيوسياسية الإسرائيلية. تكمن المشكلة الأساسية في الفراغ الواسع الناجم عن غياب السلطة والرؤية داخل الدولة السورية. هذا الفراغ هو أحد أعراض الصراع الدائر، ومحفز لمزيد من عدم الاستقرار.
لقد امتدت الاضطرابات والسخط، التي اندلعت سابقًا في المنطقة الساحلية، إلى الشمال الشرقي، ومؤخرًا إلى الجنوب الغربي. ويُعدّ كل تفجر للاضطرابات تذكيرًا صارخًا بأن البلاد ستستمر في الانزلاق إلى الفوضى دون رؤية موحدة للمستقبل. ومع تنافس الفصائل المختلفة على السلطة والنفوذ، تُصبح الساحة مهيأة للاستغلال من قبل جهات خارجية وجماعات متطرفة، راغبة كل الحرص في ملء الفراغ الذي خلّفته الدولة المتعثرة.
إن أعمال العنف الأخيرة، التي أججتها تسجيلات صوتية زادت من حدة التوترات بين السنة والدروز، تُبرز عدم استقرار المنطقة. وقد جددت الاشتباكات المخاوف والشكوك، مؤكدةً على التدخل الأجنبي، ولا سيما دور إسرائيل، إذ طلب أحد الوجهاء الدروز الدعم الإسرائيلي، وشنت إسرائيل غارات جوية، إحداها قرب القصر الرئاسي في دمشق. وكانت هذه الضربة بمثابة تحذير وحماية للدروز، مُظهرةً هشاشة توازن القوى في هذه المنطقة المضطربة.
في قلب هذا الوضع تفاعلٌ معقد: وجود الانقسامات الطائفية والتدخل الأجنبي عاملان مترابطان يُسهمان في استمرار عدم الاستقرار. أعادت الحكومة السورية، بدعم من ميليشيات درزية مثل رجال الكرامة، فرض سيطرتها على بعض المناطق، إلا أن العنف يُقوّض الاستقرار النسبي. لا يزال انعدام الثقة قائمًا بين أبناء المجتمع رغم دعوات شخصيات نافذة مثل المفتي العام أسامة الرفاعي إلى الوحدة. إن تركيز الحكومة الانتقالية على السيطرة على الأراضي من خلال صفقات مؤقتة، بدلًا من احتضان المجتمع بأكمله، يُنذر بخلق حلول مؤقتة لا تُعالج الأسباب الجذرية للصراع.