هل يجب تغيير الملابس التي أصابتها الجنابة.. الإفتاء توضح ما يجهله البعض
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تناولت دار الإفتاء العديد من الأحكام المتعلقة بالجنابة وطريقة التعامل مع آثارها وفقًا لما اتفق عليه جمهور الفقهاء.
الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى، أوضح أن سائل الجنابة يعد محل خلاف بين الفقهاء؛ حيث يرى بعضهم أنه طاهر، بينما يرى آخرون أنه نجس، مشيرًا إلى أن الشافعية يرون طهارته، وبالتالي لا يوجب تغيير الثوب الذي أصابه السائل المنوي .
وأضاف عبد السميع أن النبي –صلى الله عليه وسلم– أمر في بعض الروايات بغسل الثوب الذي أصابته الجنابة، وفي روايات أخرى اكتفى بفركه، مما يعني أن تغيير الملابس ليس واجبًا طالما تم تنظيف الموضع الذي أصابه السائل.
هل يجب الوضوء قبل الغسل من الجنابة
في سياق آخر، تناول الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، مسألة الوضوء قبل الغسل من الجنابة، مؤكدًا أنه مستحب وليس واجبًا.
وأشار إلى أن الاقتصار على الغسل فقط يجزئ لرفع الحدث الأكبر، ويصح معه أداء الصلاة ما لم يحدث ما ينقض الوضوء، وفقًا لما هو متبع عند المالكية.
وأوضح عاشور أن اتباع السُّنة النبوية في الوضوء قبل الغسل يعد أفضل وأكمل، لكنه ليس شرطًا لصحة الغسل أو الصلاة بعده.
تأخير الغسل وعلاقته بالملائكة
من جانبه، شدد الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على أن تأخير غسل الجنابة حتى يترتب عليه تأخير الصلاة عن وقتها يعد إثمًا شرعيًا.
ودعا إلى المسارعة في الاغتسال تجنبًا لابتعاد ملائكة الرحمة والبركة عن المكان الذي يوجد فيه الجنب.
واستشهد بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ولا كلب ولا جنب"، مما يدل على أهمية الطهارة ورفع الحدث.
طريقة الاغتسال من الجنابة
أما عن صفة الغسل المثلى، فقد نقلت دار الإفتاء عن كتب الفقه صفة الغسل الكامل كما رواها الشيخ النفراوي، مشيرًا إلى أهمية غسل اليدين أولًا ثلاث مرات بنية سنة الغسل، ثم غسل الفرج بنية رفع الحدث الأكبر، ثم الوضوء الكامل بما في ذلك المضمضة والاستنشاق.
أيهما أكثر ثوابا سماع القرآن أم قراءته؟ الإفتاء تردتأخير الصلاة عن وقتها هل له كفارة؟.. الإفتاء توضح حالات العذرهل دخول الحمام حافي القدمين يبطل الوضوء؟.. دار الإفتاء توضحالإفتاء تحسم الجدل: "نقوط الفرح" هل يندرج من الديون أم الهديابعد ذلك، يُغسل الرأس ثلاث مرات، ثم يُعمم الماء على الجسد بالكامل، مع التأكيد على أن هذا الغسل يغني عن الوضوء إذا لم يحدث ما ينقضه.
وفي توضيح آخر، استندت دار الإفتاء إلى حديث السيدة عائشة –رضي الله عنها– التي ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتوضأ بعد الغسل، معتبرةً أن الغسل أعم وأشمل من الوضوء.
ختامًا، دعت دار الإفتاء المصرية إلى الالتزام بالأحكام الشرعية المتعلقة بالطهارة والاغتسال، مع توضيح أن المسارعة في رفع الحدث الأكبر لا تتعلق فقط بالجانب الشرعي، وإنما تسهم أيضًا في تحسين الحالة النفسية والروحية، مشيرةً إلى أن الالتزام بالسُّنة النبوية في الطهارة يُعد من مكارم الأخلاق التي حث عليها الإسلام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الجنابة تأخير غسل الجنابة المزيد المزيد دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل الخصام يأخذ من ثواب الصلاة وسائر العبادات ؟.. الإفتاء توضح
في سياق الأسئلة الشائعة حول تأثير الخصام على العبادات، أجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول ما إذا كان الخصام يبطل الصلاة وأعمال الخير. جاء ذلك خلال فتوى مسجلة له عبر منصات الإفتاء الرسمية.
أكد عبدالسميع أن الخصام لا يؤدي إلى بطلان الصلاة أو الأعمال الخيرية، لكنه قد يؤخر فضل الله على العبد. وأشار إلى الحديث النبوي الشريف عن ليلة النصف من شعبان، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه وتعالى يغفر لكل من يدعو في تلك الليلة إلا لمشرك أو مشاحن.
وأضاف أن الخصام يعطل المغفرة الإلهية، ولكنه لا ينقص من صحة العبادات التي يؤديها المسلم. وبالتالي، فإن المسلم مطالب بإنهاء الخصام والسعي إلى التصالح من أجل الفوز بالمغفرة والرحمة.
هل يقبل صوم من يخاصم أهله؟
وفي سياق آخر، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول قبول الصوم لمن يخاصم أحدًا من أهله. فأوضحت الدار أن الصيام لله عز وجل، وهو الذي يجازي به، مشيرة إلى أن استيفاء أركان الصيام يسقط المطالبة بالقضاء. ومع ذلك، فإن ثواب الصيام قد ينقص بقدر ما يرتكب المسلم من معاصٍ أو أخطاء، مثل الخصام أو الشقاق.
سلوكيات المسلم خلال الصيام
أكدت دار الإفتاء على أهمية التزام المسلم بسلوكيات تتماشى مع مقاصد الصيام، ومنها البعد عن الخصام والشقاق وقطع صلة الأرحام. وأشارت إلى أن رمضان فرصة لإصلاح النفس والارتقاء بالأخلاق، داعية الصائمين إلى اتباع نهج التسامح وحب الخير للآخرين، حتى للمسيئين إليهم.
وأضافت أن المسلم يجب أن يحرص على أقواله وأفعاله لتكون متوافقة مع تعاليم الشريعة الإسلامية، مثل إمساك اللسان عن البذاءات، غض البصر عن المحرمات، والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن.
واستشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب: 21)، مؤكدة أن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم هو السبيل الأمثل لتهذيب النفس والتقرب إلى الله.
التصالح مع الآخرين مفتاح المغفرة
واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن الخصام والشقاق قد يكونا سببًا في نقصان الثواب أو تأخير المغفرة الإلهية، ولكن ذلك لا يؤثر على صحة الصيام أو الصلاة من الناحية الفقهية. ودعت الجميع إلى استغلال شهر رمضان للتصالح مع الآخرين وتطهير القلوب من الأحقاد، سعياً لنيل رضا الله وثوابه.