المواجة الأقسى في تاريخى : بعد وقف إطلاق النار.. حزب الله يُحصي خسائر السلاح والمال والسياسة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
بيروت - رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تضمن بنداً ينص على تجريد المجموعات المسلحة من سلاحها، شدد نواب حزب الله على تمسكهم بخيار "المقاومة"، مستندين كما قالوا إلى اتفاق الطائف الذي يعتبرونه إطاراً يبرر دورهم العسكري، حسب تقرير لـمراسلة قناة الحرة في بيروت أسرار شبارو.
وقال النائب عن حزب الله، حسن فضل الله، خلال مؤتمر صحفي عقده بعد جلسة برلمانية الخميس الماضي، إن "المقاومة باقية للدفاع عن لبنان"، مشدداً على أن "ما يضمن سلاح المقاومة وحقها هو المواثيق الدولية، واتفاق الطائف، والبيانات الوزارية التي حوّلت الحق بالمقاومة إلى عرف دستوري، بالإضافة إلى حقنا المشروع بالدفاع عن أنفسنا عندما تعتدي إسرائيل على بلدنا.
لم يكتف حزب الله بالتصريحات، بل أعلن أمس الاثنين عن قصف موقع رويسات العلم التابع للجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا، واصفاً ذلك في بيان بأنه "ردّ دفاعي أولي تحذيري"، واختتم البيان بعبارة تهديدية "وقد أُعذِر من أَنذر."
وفي خطوة أثارت الجدل، أعاد حزب الله افتتاح عدد من فروع مؤسسة "القرض الحسن"، التي كانت قد تعرضت لغارات جوية إسرائيلية خلال المواجهات الأخيرة، وقد اعتبر البعض هذه الخطوة رسالة تحدٍ واضحة لإسرائيل وللجهود الدولية الرامية إلى تعزيز سلطة الدولة اللبنانية.
تأتي هذه التطورات في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي لدعم لبنان في تنفيذ القرارات الدولية، بهدف تعزيز سلطة الدولة وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني. ومع ذلك، يبقى المشهد السياسي والأمني في البلاد معقداً، مما يثير تساؤلات حول قدرة لبنان على تحقيق التوازن بين التزاماته الدولية وتعقيدات واقعه الداخلي.
مرحلة جديدة ومعادلة مختلفة
تُبرز تصريحات نواب حزب الله، كما يرى الصحفي علي الأمين، "صعوبة تراجع الحزب أو إظهاره انسجاماً كاملاً مع الاتفاق، خصوصاً في ظل هيمنته على المشهد السياسي في لبنان". ويضيف أن "اجتماع اللجنة الخماسية يعد محطة حاسمة لتوضيح الالتزامات وتحديد المواقف، مع الدور المحوري للولايات المتحدة في تفسير وتنفيذ الاتفاق بما يتوافق مع القرارين 1701 و1559".
وينص القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006 على إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة، باستثناء تلك التابعة لحكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل".
كما يدعو القرار إلى التنفيذ الكامل للأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، إضافة إلى القرارين 1559 الصادر في 2004 و1680 الصادر بالعام 2006، واللذين يطالبان بنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان، حتى لا تكون هناك أي أسلحة أو سلطة في لبنان عدا ما يخص الدولة اللبنانية.
ويشدد الأمين على أن "حزب الله ملزم بتنفيذ أي قرارات تصدر عن اللجنة الخماسية، نظراً لتوقيع لبنان على الاتفاق الذي يلزم الطرفين، اللبناني والإسرائيلي، بتطبيق بنوده".
وحول استهداف حزب الله لموقع رويسات العلم، يرى الأمين أن "هذه الخطوة تأتي في سياق استغلاله للخروقات الإسرائيلية، التي أقرّ بها الفرنسيون".
ويوضح أن "القصف كان محدوداً ولم يشمل شمال إسرائيل، بانتظار ما ستقرره اللجنة الخماسية في تحديد الطرف المعرقل للاتفاق."
ويشير الأمين إلى أن المرحلة الراهنة تشهد تحديات إقليمية معقدة، من بينها "سعي إيران لعرقلة الاتفاق نتيجة ما يحصل في سوريا، ومحاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تبرير خطوات عسكرية قد تصل إلى مواجهة مع إيران."
من جهته، يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد هشام جابر، أن "وقف إطلاق النار لم يحترم من قبل إسرائيل، كي يبدأ لبنان بتنفيذ القرار 1559، والسؤال المطروح هنا: هل يعتبر سلاح حزب الله شرعياً؟ حتى اليوم، الإجابة هي نعم، ولن يتمكن أحد من نزع سلاحه قبل وضع استراتيجية دفاعية. وقد أوضحت الحكومة اللبنانية للولايات المتحدة الأميركية أن أولويتها تنفيذ القرار 1701 قبل الانتقال إلى القرار 1559".
أما رئيس مؤسسة "جوستيسيا" الحقوقية في بيروت، المحامي بول مرقص، فيوضح أن "قصف حزب الله يعد خرقاً للهدنة إذا أخذناه بالمعنى الحرفي، لكنه خرق مواز ليس من حيث العدد أو الأثر، ولكن من حيث الطبيعة، للخروق الإسرائيلية المتكررة والمتمادية والتي يراد من ورائها فرض أمر واقع لكيفية تفسير وتطبيق التفاهم الجديد".
ومع ذلك، يردف مرقص، العميد في الجامعة الدولية للأعمال في ستراسبورغ، "قائلا "وإن كان ثمة رد على الخروق الإسرائيلية، فالأمر يتطلب من لبنان الرسمي اتخاذ موقف والتحرك وليس أي جهة حزبية، إذ أنه يقع على الحكومة اللبنانية أن تجتمع وتقرر كيف يكون الرد مناسباً وألا تترك أهل الجنوب واللبنانيين وحيدين رهينة للافتراس الإسرائيلي، فتعطي المبرر مجدداً لقيام حركة مقاومة حزبية".
رسالة طمأنة أم تحدٍ؟
وعن إعلان حزب الله عن افتتاح فروع جديدة لمؤسسة "القرض الحسن"، فإنه يأتي كما يرى الأمين في سياق "طمأنة المودعين"، ويقول "تعد هذه المؤسسة بالنسبة لكثيرين مصدراً آمناً لحفظ أموالهم، ومن خلال هذه الخطوة يسعى حزب الله لتجنب أي صدام مع بيئته الشعبية، حيث يوجه رسالة واضحة بأن أموالهم مؤمنة ويمكن استعادتها عند الحاجة".
أما في ما يتعلق بشرعية المؤسسة، يشير الأمين إلى أن "الإجابة عن ذلك يقع على عاتق الدولة اللبنانية التي لم تحدد سابقاً موقفاً واضحاً من قانونيتها"، ويضيف أن المرحلة المقبلة قد تفرض خيارين على المؤسسة "إما تحويلها إلى مصرف رسمي، أو مواجهة تحديات قانونية متزايدة، خاصة مع الرقابة الأميركية المتوقعة على الشؤون المالية لحزب الله".
ويشدد الأمين على أن حزب الله "قدّم تنازلات كبيرة في الاتفاق الأخير"، مضيفا "ضمنياً، وافق (حزب الله) على منح الولايات المتحدة دوراً رئيسياً في مراقبة تنفيذ الاتفاق، هذا الوضع يضع القرض الحسن أمام تدقيق صارم قد يؤدي إلى مواجهات قانونية، خصوصاً مع أي نشاط يشتبه في تمويله للإرهاب".
كذلك يقرأ مرقص إعادة افتتاح عدد من فروع "القرض الحسن "من زاوية سعي حزب الله لطمأنة المتعاملين معه بشأن ودائعهم من الذهب وسلامتها، إلا أن هذه الخطوة "تبقى رمزية" كما يقول "إذا لم يتمكن هؤلاء من استرداد حقوقهم كاملة في المدى المنظور".
أما من الناحية القانونية، فيوضح مرقص أنه "لا يزال الموقف كما هو، إذ أن هذه المؤسسة ليست مرخصة من قبل السلطات المصرفية والنقدية الرقابية لممارسة هذا النوع من النشاط المالي، الذي وبصرف النظر عن الخلفية الاجتماعية والدينية الحميدة، يعود حصراً للمؤسسات المدرجة على لوائح مصرف لبنان وهيئة الأسواق المالية والمصرح لها بذلك، إذ أن المصارف الاسلامية العاملة في لبنان مرخّصة هي الأخرى وهكذا يجب أن تكون جميع المؤسسات المالية والمصرفية".
بين النصوص والتحديات
وفي ما يتعلق بوثيقة الوفاق الوطني، المعروفة باتفاق الطائف لعام 1989، التي استند إليها حزب الله لتبرير تمسكه بالسلاح و"المقاومة"، فتنص كما يقول مرقص على "تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل، ولكنها لا تشرع ذلك لحزب معين. إذ أنها تحصر السيادة المطلقة والتامة على الأراضي اللبنانية بيد الدولة، التي يعود إليها تشريع كيفية التحرير".
وبالتالي، فإن الإشارة إلى اتفاق الطائف "تعني العودة إلى قاعدة حل المليشيات التي نص عليها الاتفاق، ولا يمكن أن تعني تشريعاً لحزب معين للقيام بالمقاومة المنظمة"، وفق مرقص.
ويوضح المتحدث أن ذلك "لا يلغي حق الشعب في المقاومة غير المنظمة وغير الحزبية، فأهالي القرى والبلدات الجنوبية المحتلة يمكنهم اللجوء إلى المقاومة الشعبية، من دون تشريع رسمي لأي جهة حزبية محددة".
من جهته، يثير جابر تساؤلات حول شرعية السلاح الفلسطيني داخل المخيمات اللبنانية، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني "يمنع من دخول هذه المخيمات أو نزع السلاح منها"، ويؤكد على ضرورة "معالجة ملفي سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني بالتوازي، موضحاً أن "سلاح حزب الله، الذي يعتبر شرعياً بموجب البيانات الوزارية، يبقى أكثر قبولاً من السلاح الفلسطيني".
أما الأمين فيشدد على أن "المرحلة المقبلة ستشهد تحولات جوهرية في قواعد العمل السياسي والاقتصادي في لبنان، مع التركيز على تعزيز انسجام أنشطة حزب الله مع مؤسسات الدولة وسيادة القانون" ويضيف أن النفوذ العسكري للحزب "يتراجع تدريجياً، ما يجعل عودته إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب أمراً صعباً".
ومع ذلك، لا يستبعد احتمال حدوث تطورات إقليمية" تؤثر على تشكيل المشهد السياسي والميداني في البلاد".
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: اتفاق الطائف القرض الحسن هذه الخطوة حزب الله فی لبنان على أن
إقرأ أيضاً:
اطلاق دفعة أولى من الأسرى اللبنانيين وانفراج جزئي بترتيبات أميركية بين لبنان وإسرائيل
سجّلت يوم أمس تحركات للجنة الدبلوماسية الخماسية الممثلة للدول التي رعت التفاهم على إنهاء الشغور الرئاسي، والتي التقت الرئيس نبيه بري، وكذلك اللجنة الخماسية العسكرية المعنية بمراقبة التزام الاطراف بالقرار 1701 وتطبيق آليات وقف النار والالتزام به.وكتبت" النهار": على نحو مفاجئ ينبئ بتطورات إيجابية من شأنها الاستجابة لموجبات استكمال اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، تحرّكت بقوة لافتة القناة التفاوضية بدفع واضح من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وكانت ثمرتها المباشرة إطلاق إسرائيل خمسة أسرى لبنانيين كانوا محتجزين لديها منذ أشهر وهم، أربعة مدنيين وعنصر من "حزب الله". وبدا التطور الإيجابي هذا طليعة "تفاهم" أوسع رعته الولايات المتحدة متفرع من اتفاق وقف النار، ويهدف للعودة إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لتسوية النزاعات الحدودية البرية بينهما، كما لمعالجة الوضع الناشئ عن استمرار احتلال إسرائيل لخمس تلال حدودية جنوبية صارت بمثابة تعقيد إضافي خطير للنزاع الأصلي حول 13 نقطة حدودية بين لبنان وإسرائيل. وأرخى التطور الجديد بأجواء مريحة داخلياً، خصوصاً وأن من شأنه أن يشكل استجابة للمطالب الضاغطة المتواصلة التي تولاها رئيس الجمهورية جوزف عون وحكومة الرئيس نواف سلام كما رئيس مجلس النواب نبيه بري من الجانب الأميركي ممارسة الضغوط اللازمة على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لاتفاق وقف النار وإنهاء احتلالها للتلال الخمس والإفساح للسلطات اللبنانية في ترجمة التزاماتها بتنفيذ القرار 1701. ومع أن رحلة المفاوضات الجديدة لا تعني تجاهل ما قد تشهده من تعقيدات، فإن إطلاق الأسرى الخمسة والشروع في تشكيل مجموعات اتصال تهيئة للمفاوضات كشف أن نقلة نوعية كبيرة تولتها الولايات المتحدة لمنع تفاقم الأمور مجدداً على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية بما يسلّح العهد والحكومة في لبنان بجرعة دعم قوية.
وكتبت" الاخبار": بينما كانت «الخماسية» العربية – الدولية تستعيد نشاطها الداخلي، مُذكّرة بما يتوجّب على لبنان من خطوات تتصل بتطبيق مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، وفقَ ما أعلن السفير المصري علاء موسى الذي قال بعد لقاء اللجنة برئيس مجلس النواب نبيه بري إن «القسم الأكبر من الاجتماع تمحور حول الجنوب اللبناني، مع التركيز على العمل الجدّي لتسريع انسحاب الجيش الإسرائيلي»، كانَ هناك مسار موازٍ، كشفت عنه نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أمس، مشيرة إلى مستجدّات تتعلق بملف أسرى «حزب الله ومصير الاحتلال الإسرائيليّ في النقاط الخمس»، مُعلِنة أنّه «سيتمّ الإفراج عن 5 أسرى لبنانيين لدى إسرائيل» (أُطلق أربعة منهم أمس)، وموضحة بأنه «ليس لديّ الرقم الدقيق للأسرى اللبنانيين في إسرائيل، ونعمل عبر القنوات الدبلوماسيّة للتأكد من إطلاق الأسرى الباقين».
وفيما أشارت إلى أن «الرئيس دونالد ترامب يرى أن السلام وتنفيذ القرارات السياسية والدبلوماسية هما الحلّ لمشكلة الحدود»، فإن أبرز ما «زلقت» به هو «إطلاق مجموعات عمل دبلوماسية ستعمل على حلّ المشكلات بين لبنان وإسرائيل كالخطّ الأزرق وغيره، وإنني متفائلة باتفاق لحلّ قضية النقاط الخمس». وكانَ لافتاً أثناء كلامها عن ترسانة حزب الله إشارتها إلى أن «الاتفاق ينصّ على تدميرها جنوب الليطاني ونعمل على بناء قدرات الجيش اللبناني كي يكون الحاكم الوحيد».
وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن «المفاوضات والاتصالات بشأن الجنوب بدأت منذ فترة، وقد طالب رئيس الجمهورية جوزف عون الجانب الأميركي بالضغط على إسرائيل في موضوع الأسرى، خصوصاً أن لبنان وافقَ على تمديد فترة الهدنة (الـ 60 يوماً) شهراً إضافياً بعد وعود أميركية بملف الأسرى، وأن عدم التجاوب الإسرائيلي وعدم وجود ضغط أميركي كافٍ سبّبا لنا إحراجاً».
وأكّد عون للأميركيين أنه «إذا كانَ هناك مسار يجب أن ينطلق في ما خصّ الجبهة الجنوبية والنقاط المرتبطة بها، وهو ما يستدعي كلاماً مع حزب الله وأطراف أساسية في البلد، فعلى واشنطن الضغط على إسرائيل للقيام بخطوة»، خصوصاً أن «كيان الاحتلال يستعجل إطلاق مسار الترسيم وفقَ الوقائع الحالية خوفاً من تبدّل الأوضاع ربطاً بما يحصل في المنطقة». وقالت المصادر إن «اجتماع لجنة الإشراف في الناقورة أمس كان مقرّراً مسبقاً وأُقرّ فيه إطلاق مسار التفاوض، بعدما أصبحَت هناك أرضية جاهزة للملفات الأخرى».
ورغمَ الإيجابية التي تعاطى بها البعض مع كلام المبعوثة الأميركية، إلا أن ما أشارت إليه حول مجموعات العمل الدبلوماسية شكّل مفاجأة «غير سارّة» تستدعي، وفقَ ما تقول أوساط سياسية بارزة، التوقف عنده جدياً، لأنه «يحمِل في طياته منحى خطيراً لمسار العلاقة مع كيان الاحتلال». فالملفات التي قالت عنها أورتاغوس في ما خصّ ترسيم الحدود، هي مسألة تقنية لطالما تولّاها مسؤولون عسكريون، وكانت كل عمليات التفاوض تحصل في إطار عسكري - تقني تشرف عليه اللجان التي تولّت التفاوض نيابة عن الطرفين برعاية من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وبالتالي الإشارة إلى هذه المجموعات الدبلوماسية يعني أن الولايات المتحدة قرّرت تغيير إطار التفاوض بينَ لبنان وكيان الاحتلال، وإعطاءه طابعاً سياسياً تمهيداً لخطوة أكبر».
ويبدو هذا التفسير منطقياً، إذ تحدّث عنه صراحة أمس رئيس «منظمة دعم الرهائن حول العالم» نزار زكا بشأن تفاصيل عملية الإفراج عن الأسرى اللبنانيين، معتبراً أن «ما حصل في ملف الأسرى، النية من ورائه جعل الطريق سالكة أمام أي مبادرات ومفاوضات سلام مع لبنان، وهو ما تسعى إليه الإدارة الأميركية».
وكتبت" نداء الوطن": على مستوى الملف اللبناني - الإسرائيلي، اتفاق بين إسرائيل ولبنان على إطلاق مفاوضات الحدود البرية بعد الضغط الأميركي، ووفق "أكسيوس"، فقد وافقت إسرائيل ولبنان على بدء مفاوضات لحل النزاعات الطويلة الأمد حول الحدود البرية. ونجحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دفع الجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات وتهدف محادثات الحدود إلى المساعدة في تثبيت وقف إطلاق النار.
كما تعد المحادثات اختباراً مبكراً كبيراً للعلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والحكومة الجديدة في لبنان. ومعلوم أن ثلاث عشرة نقطة متنازع عليها على طول "الخط الأزرق" كانت مصدراً للتوتر بين البلدين.
وفي السياق، قال مسؤول أميركي إن إدارة ترامب تتوسط بين إسرائيل ولبنان منذ أسابيع في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية. وخلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن خمسة لبنانيين أسرهم الجيش الإسرائيلي خلال القتال العام الماضي، ومن بينهم عضو في "حزب الله". وكجزء من الاتفاق بين الطرفين، سيتم إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض بشأن ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان؛ قضية السجناء اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل وشروط انسحاب إسرائيل من خمسة مواقع متبقية في جنوب لبنان، كما قال مسؤول في البيت الأبيض.
وبحسب المسؤول الأميركي ستكون مجموعات العمل بقيادة دبلوماسيين من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان والآمال معقودة على أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل.
وكتبت" الديار":اوساط مواكبة للزيارة اشارت الى ان رئيس مجلس النواب بادر السفراء بالقول «وطني معاقب»، مشددا على ضرورة أن يقوم رعاة اتفاق وقف النار بكل المساعي لإلزام اسرائيل بتطبيقه، والذي حاول بعض أعضاء الخماسية التلميح إلى أنه يرتبط بموضوع انتشار الجيش اللبناني الذي لم يُنجز حتى الآن، فما كان من بري الا ان رد بالقول «الانتشار يجب أن يسبقه الانسحاب»، مؤكدا ان عدم استقرار الوضع في الجنوب وانسحاب العدو الإسرائيلي هو مؤشر على عدم استقرار لبنان، ومن الضروري على الدول الممثلة في اللجنة أن تعمل على حل هذا الأمر بالسرعة القصوى».
وتتابع الاوساط، بالتاكيد فيما خص ملف الاعمار، بان ما فهم من سفراء الخماسية، بان هذا الموضوع مرتبط بالوضع الأمني في الجنوب وانتشار الجيش بحسب الخطة، بالتوازي مع المسار الإصلاحي الداخلي وعمل الحكومة، وهو ما يعني عمليًا، وفقا للاوساط، ربط الإعمار بموضوع نزع سلاح حزب الله، وهو ما سبق أن رفضه الرئيس بري لأن الاتفاق واضح لجهة عدم وجود السلاح جنوبي نهر الليطاني وليس نزع سلاح المقاومة بالمفهوم العام. ولبنان يطبق الجزء المتعلق بهذا الشأن، لكن العدو هو من يخرق الاتفاق.
وكانت أنجزت عملية الإفراج عن 4 أسرى لبنانيين على معبر رأس الناقورة مساء أمس على أن يفرج اليوم عن أسير خامس بعدما كان اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ونقلتهم سيارات الصليب الاحمر اللبناني إلى المستشفى اللبناني الإيطالي في صور.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي أن إسرائيل ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية. وأضاف المسؤول أنه في إطار التفاهم بين الطرفين، أطلقت إسرائيل سراح خمسة لبنانيين ألقت قواتها العسكرية القبض عليهم خلال عمليات قتالية العام الماضي وأن إدارة ترامب تقوم بوساطة بين إسرائيل ولبنان منذ أسابيع عدة في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية.
وأضاف المسؤول لـ"اكسيوس" أنه خلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن 5 مواطنين لبنانيين كان الجيش الإسرائيلي قد أسرهم خلال القتال العام الماضي، من بينهم عضو في "حزب الله". وكجزء من الاتفاق بين الطرفين، سيتم إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض حول ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان، وقضية الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وشروط انسحاب إسرائيل من خمس نقاط متبقية في جنوب لبنان، بحسب ما قال مسؤول في البيت الأبيض للموقع. وقال المسؤول: "سيقود مجموعات العمل ديبلوماسيون من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان. ونأمل بأن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل".
واجتمع الرئيس عون أمس مع رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار جاسبير جيفرز وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع في الجنوب وعمل اللجنة قبيل اجتماعها بعد ظهر أمس في الناقورة، حيث شدّد الرئيس عون على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي والانسحاب من التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين. وطلب رئيس الجمهورية إثارة هذه المطالب خلال اجتماع اللجنة. ومساء أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس عون تبلغ أن لبنان تسلّم 4 أسرى لبنانيين احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على أن يُسلّم أسير خامس اليوم.
ولاحقاً عرض رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام خلال اجتماع عقداه بعد الظهر في قصر بعبدا، التطورات في الجنوب، والمواضيع المدرجة على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس. وبعد انتهاء الاجتماع الذي استمر ساعة، لم يدل الرئيس سلام بأي تصريح، واكتفى بالقول للصحافيين: "منحكي الخميس".
وبدوره إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سفراء اللجنة الخماسية سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون، السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، سفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل آل ثاني وسفير جمهورية مصر العربية علاء موسى . وجرى خلال اللقاء عرض لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة خرق إسرائيل لبنود وقف إطلاق النار والقرار 1701.
وبعد اللقاء أوضح السفير المصري علاء موسى أن "دولة الرئيس بري كان واضحاً وصريحاً بأن ما يحدث في الجنوب يؤثر على لبنان بشكل كامل ونحن نتفق معه على ذلك وهو إستمع من خلال أعضاء اللجنة أن هناك عملاً جدياً وتوجهاً داخل اللجنة الفنية المسؤولة عن تطبيق وقف الأعمال العدائية من أجل الإسراع والإنتهاء من خطوات لازمة والانسحاب الكامل، واللجنة لديها اجتماع اليوم في الناقورة لتبحث في هذا الأمر وما يجب اتخاذه من خطوات".
مواضيع ذات صلة وصول أولى دفعات الأطفال المرضى من غزة إلى الأردن للعلاج Lebanon 24 وصول أولى دفعات الأطفال المرضى من غزة إلى الأردن للعلاج