نيويورك تايمز: غرق المهاجرين على أبواب أوروبا مألوف
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
انتقد تقرير "نيويورك تايمز" ما سمي الموت الجماعي للمهاجرين على أعتاب أوروبا بأنه أصبح أمرا مألوفا. ونقلت مراسلة الصحيفة سالي هايدن رواية مجموعة من الأشخاص الدارفوريين، حيث التقت بهم في مدينة صفاقس الساحلية التونسية هذا الشهر، وقد شرحوا طريقة فرارهم من "إبادة جديدة" في السودان.
وذكرت أن عشرات، وربما مئات، السودانيين يعيشون حاليا في متنزه في صفاقس، بينما ينتشر آلاف غيرهم بأنحاء المدينة.
وأشارت مراسلة نيويورك تايمز إلى حجم المعاناة التي يواجهها هؤلاء من انتظار المال من الأقارب أو الأصدقاء، أو إيجاد عمل قد يمكنهم من جمع ألفي دينار تونسي لشراء ركن على قارب وفرصة للهرب.
وأضافت أن كل من قابلتهم في صفاقس، التي تبعد نحو 80 ميلا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، أرادو عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، يعلمون جميعا أنهم قد يموتون في المحاولة. ومع ذلك يرحل الناس كل يوم. والبعض يبعث رسائل مبتهجة من إيطاليا، بينما يلقى آخرون حتفهم في البحر وتلقي الأمواج جثثهم على الشاطئ.
موت وقسوة وتواطؤوأشار التقرير إلى غرق نحو 3 سفن نهاية الأسبوع الذي قضته بالمتنزه، مما أسفر عن مقتل أو فقد أكثر من 80 شخصا. وعثر على 10 جثث على الشواطئ القريبة. والأسبوع الماضي، ورد أن 41 شخصا لقوا حتفهم بعد غرق سفينة قبالة الساحل الإيطالي.
وأردفت المراسلة الصحفية بأنه كثيرا ما اعتبر الموت الجماعي على حدود أوروبا أمرا مألوفا، حتى لقي أكثر من 27800 شخص مصرعهم أو اختفوا في البحر الأبيض منذ عام 2014. وأضافت أن هذا على الأرجح أقل من الواقع.
وقالت أيضا إن 2023 بالذات يعتبر عام الموت بشكل خاص، حيث لقي أكثر من ألفي شخص حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، بمن فيهم أكثر من 600 شخص قضوا عندما انقلبت بهم سفينة قبالة سواحل اليونان في يونيو/حزيران.
وعلقت بأن هذا ما تبدو عليه أزمة حقوق الإنسان والأخلاق، وقبل كل شيء اللامساواة العالمية. ومع ذلك، في مواجهة هذه المعاناة يشدد العالم الغني مراقبة حدوده، حيث أقرت بريطانيا مشروع قانون شديد القسوة يمنع اللاجئين من المطالبة بحقهم في الحماية الدولية ويخطط لإيواء طالبي اللجوء على متن بارجة عائمة.
ويتحدث المسؤولون الأوروبيون عن "كسر نموذج عمل المهربين" لكن تصريحاتهم تتجاهل حقيقة أن مهربي البشر يلبون ببساطة الاحتياجات.
وقالت مراسلة نيويورك تايمز "بخلافي، كأوروبية، سافرت بدون تأشيرة من أيرلندا إلى تونس، لا توجد طريقة آمنة للعديد من الأفارقة للسفر بالاتجاه الآخر".
وختمت بأن الهجرة ورد فعل الغرب عليها، هي إحدى القصص المميزة لعصرنا. والوقت الحالي، هي قصة كارثة وموت وقسوة وتواطؤ "ولذا نحن بحاجة ماسة إلى إيجاد نهج أفضل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز أکثر من
إقرأ أيضاً:
محاكمة سالفيني بشأن المهاجرين تختبر التوازن بين حقوق الإنسان والأمن في إيطاليا
يواجه ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء الإيطالي، عقوبة محتملة بالسجن ست سنوات إذا أدانته محكمة الجمعة المقبلة باختطاف قارب مليء بالمهاجرين الذين احتُجزوا قبالة سواحل إيطاليا لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا في عام 2019.
وكان سالفيني، وزيرا للداخلية في ذلك الوقت ونفى دائما الاتهامات قائلا إنه كان يدافع عن المصالح الوطنية من خلال محاولة منع سفينة إنقاذ خيرية إسبانية من جلب 147 طالب لجوء إلى إيطاليا.
وقال ممثلو الادعاء في صقلية، إن سالفيني مذنب بتهمة احتجاز المهاجرين بشكل غير قانوني والتقصير في أداء الواجب من خلال إغلاق الموانئ أمامهم. ويصور سالفيني رئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف نفسه على أنه ضحية للاضطهاد القضائي.
وقال سالفيني لصحيفة «إل جورنالي»، أنا واثق لأنني أريد أن أصدق أن إيطاليا بلد طبيعي، وفي بلد طبيعي، لا يتم إدانة أولئك الذين يدافعون عن الحدود.وإلا، فسيكون ذلك سببًا للاحتفال لمهربي البشر وأعداء إيطاليا.
وأكد المحللون القانونيون، إن الحكم قد يمثل تحولا في التوازن بين حماية حقوق الإنسان وأمن الحدود، وهو ما من المرجح أن يكون له تأثير على صناعة السياسات الحكومية حسبما أورد موقع زون بورس الإخباري الفرنسي.
وقال إنيو كوديني، خبير التشريع في مؤسسة إسمو، وهي مؤسسة بحثية للهجرة، ستكون الإدانة نقطة لصالح أولئك الذين يقولون إن الحقوق يجب أن تكون ذات أولوية ويجب ألا تتراجع في مواجهة حماية الحدود.
إذا أدين، فسيكون لسالفيني الحق في الاستئناف مرتين قبل الحكم النهائي الذي قد يمنعه من تولي منصبه. وقد قال بالفعل إنه لن يتنحى إذا ثبتت إدانته يوم الجمعة ويحظى بدعم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.
وقد تستغرق عملية الاستئناف سنوات.
ومنذ توليها منصبها في عام 2023، جعلت ميلوني من الصعب بشكل متزايد على قوارب إنقاذ المهاجرين العمل في البحر الأبيض المتوسط، لكنها تخوض معركة مع المحاكم بشأن شرعية خطة لمعالجة طلبات اللجوء في ألبانيا بدلا من إيطاليا.
وقال كوديني كل قرار محكمة، سواء كان بشأن ألبانيا أو سالفيني، يحقق التوازن بين حماية حقوق الإنسان والاحتياجات الأخرى، مثل أمن الحدود.
وتلقى سالفيني تضامنا من الأحزاب المناهضة للهجرة في جميع أنحاء أوروبا، وقد تمنحه الإدانة النهائية دفعة سياسية بعد فترة طويلة من التراجع في استطلاعات الرأي، مما أضعف مكانته داخل الرابطة.
ولكن إذا تمت تبرئته، فقد تميل الحكومة إلى تشديد موقفها ضد وصول المهاجرين وإغلاق موانئها مرة أخرى أمام السفن الخيرية القليلة التي لا تزال تساعد طالبي اللجوء المحتملين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط.
وقال إيمانويل ماسيتي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ترينتو: قد يعيدون النظر فيما يمكن وما لا يمكن فعله من حيث السياسات التقييدية. التبرئة من شأنها أن تفتح المجال أمام تدابير أكثر صرامة. ووصل أكثر من مليون مهاجر إلى إيطاليا بالقوارب على مدى السنوات الـ 12 الماضية. وقد أدى وصولهم إلى تعزيز الدعم للأحزاب اليمينية المتطرفة التي وضعت مكافحة الهجرة الجماعية من أفريقيا والشرق الأوسط على رأس الأجندة السياسية.
اقرأ أيضاًأوبزرفر: مستوى قياسى لترحيل المهاجرين من بريطانيا منذ تولي ستارمر الحكم
مفوضية اللاجئين بمصر: نسعي لجلب المزيد من التبرعات لدعم وتأمين الحماية للاجئين والمهاجرين
تأجيل استئناف 14 متهما في قضية تهريب المهاجرين