سواليف:
2025-01-11@09:04:17 GMT

تأملات قرآنية

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

#تأملات_قرآنية د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 39 من سورة النور: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ”.
تأتي هذه الآية الكريمة مستخدمة ضرب الأمثال كوسيلة لتقريب الفهم، ولتقابل بين حال الكافرين وحال المؤمنين المذكورة في الآية التي قبلها، للتنبيه لخطورة أمر الإعراض عن منهج الله:
1- الركون الى الآمال الخادعة من أخطر ما يتهدد المرء، وبما أن الدنيا حياة مؤقتة، مؤكد انتهاؤها في أية لحظة، يجب على العاقل التهيؤ وعدم الركون الى أن لديه وقت طويل لإصلاح حاله، لذا فعليه أن لا يضيع الفرصة التي أتيحت له، فحال أهل الدنيا مثل من أبلغوا أنهم سينقلون الى منطقة مجهولة ليس فيها طعام إلا ما يأخذونه معهم، وأن عليهم أن يبقوا على أهبة الإستعداد للسفر في أية لحظة، …ألا يستحق ذلك الأمر الحرص على جمع أقصى ما يمكنه جمعه من زاد!؟.


2- لهول ما سيلقاه الكافرون في الآخرة، ورحمة من الله بالناس من ملاقاة هذا المصير التعس، فقد كان أكثر ما تكرر ذكره في القرآن الكريم هو التنبيه لذلك، وبشتى الطرق والأساليب، كما أرسل رسله عبر العصور تنبيها للغافل وإرشادا للضال: “رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ” [النساء:165]، واختتاما لكل المرسلين أرسل الله رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام، وأنزل عليه القرآن ليبقى من بعده هاديا الى الصراط المستقيم، ولذلك خاطب أهل الكتاب الذين أنعم عليهم من قبل برسالاته منبها إياهم للعودة عن ضلالهم واتباع الدين الذي أنزله على خاتم رسله: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ..” [المائدة:19].
3- هكذا لم يبقَ للناس على الله من حجة “أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ” [الأعراف:172]، سواء كانوا من الذين لم يبعث الله لهم أنبياء، فيعتذروا بجهلهم، أو كانوا من أهل الكتاب الذين أشركوا إذ “اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ..” [التوبة:31]، ونسوا حظّا مما ذكروا به، وخالفوا ما أوصاهم به أنبياؤهم باتباع سيد المرسلين عند ظهوره، محتجين بأنهم مؤمنون بالله ويتبعون ما أنزله عليهم من قبل، لكن الله يسقط حجتهم هذه إذ يجيبهم: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ” [البينة:5]، فما أُمروا به من قبل هو ذاته الذي أنزله على خاتم رسله، وهو الدين القيم الذي عليهم اتباعه.
فقد أنزل الله كتابه القرآن محفوظاً من أي عبث به، يتلى الى يوم الدين، وسخّر من عباده من يوصله لهم ويترجمه بلغتهم، ومن يدعوهم للإيمان ويفصّل لهم أحكام الدين.
4 – إن الذين كفروا هم الجاحدون لأنعم الله المنكرون لأفضاله، ومع أنهم يعرفونها في أنفسهم وفي كل دقائق حياتهم، إلا أنهم ينكرونها، إما جهلا كالملحد، أو تجاهلا كالمؤمن الفاسق أو المنافق، والدافع لذلك عند كلي الفريقين هي الأماني المضللة والأوهام الخاطئة .
من هنا جاء التشبيه البلاغي بصورة يعرفها العرب في أسفارهم دائما، وهي السراب الذي يراه المرء في البقعة الخلاء المستوية البعيدة، وبسبب ارتفاع درجة الحرارة السطحية في الصحراء، تنعكس الصورة للرائي البعيد وكأنها سطح بحيرة تتحرك أمواجها، فيسرع نحوها لكنه عندما يقترب يفاجأ بزوال تلك الصورة الموهومة.
الإيمان بالغيبيات لا يتحقق بالأدلة الحسية، وإلا لما سميت غييات، بل بالاستدلال المنطقي، بالمقابل لا يمكن أن يقدم أحد دليلا واحدا على عدم وجودها، فالملحد يعتمد على الشك فقط، لذلك فهو في أعماق نفسه خائف لكنه يعزيها قائلا: إن كان هنالك إله وأنزل الدين لصلاح البشر، فأنا صالح بنفسي ونافع لغيري، فسيدخلني الجنة قبل المتدينين!.
هؤلاء الكفار هم واهمون أن أعمالهم بلا إيمان ستنجيهم، وإلا فمن هم أهل النار!؟.
الناجون يوم القيامة حددهم صاحب الأمر، الذي لا يرد له أمر..هم المؤمنون بالله ورسله وبكتبه جميعا كأساس، وأما استحقاقهم لثوابه وجنته فينبني على مدى اتباعهم لدينه، وغلبة أعمالهم الصالحة على معاصيهم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

صحف غربية: اليمن تحدٍ فريد .. يستحيل التغلب عليهم

يحاول الكتّاب -وغالبيتهم خبراء وقادة سابقين-استشراف مآلات المواجهة ونهايتها، ويجمع الكل – تقريباً على حالة إرباك غير مسبوقة تعيشه دوائر صناعة القرار في أمريكا، وتستعرض انعدام خيارات التعامل وتلاشي الفاعلية وتآكل الأدوات أمام استثنائية التحدي اليمني وصعوبة التغلب عليه.

فورين بوليسي: “الحوثيون لا يتراجعون”
نشرت صحيفة فورين بوليسي تحليلاً معمقاً يسلط الضوء على فشل الولايات المتحدة في مواجهة التحدي اليمني، بعنوان “الحوثيون لا يتراجعون”.

التحليل المشترك أعده كل من بيث سانر، وهي نائبة مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية السابقة وجنيفر كافاناج، وهي مديرة التحليل العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع. النائبة السابقة لمدير المخابرات الأمريكية وهما شخصيتان وازنتان يقدمان شهادتيهما بعد عام من المواجهة الأعنف التي تخوضها القوات الأمريكية وحلفائها مع القوات المسلحة اليمنية، واستهلتا التحليل بالقول: “إن مهمة الولايات المتحدة لردع الحوثيين وإضعافهم لا تعمل. ولم تتآكل عمليات الحوثيين وطموحاتهم.”

وبحسب الكاتبتين فإن من أسمتهم الحوثيون هم العضو الوحيد في محور المقاومة الذي ظهر منذ 7 أكتوبر أقوى وأكثر جرأة.

ولفت التحليل إلى أن عمليات البحر الأحمر أدت إلى استنزاف الجاهزية من خلال إجبار السفن وحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية على تمديد الانتشار، مما أدى إلى إصلاحات تستغرق وقتًا طويلًا، وتقليص الأسطول المتاح، وتقصير عمر السفن، وقد تنفق واشنطن ما يصل إلى 570 مليون دولار شهريًا على مهمة فشلت في ردع اليمنيين.

وأشار التحليل إلى ان فوائد الأنشطة العسكرية الأمريكية ضد من أسماهم “الحوثيين” غامضة، فالتجارة الأمريكية لا تعتمد بشكل كبير على طرق الخليج، وقد تجنبت السفن التي تحمل العلم الأمريكي البحر الأحمر والمنطقة منذ عام، وأن حملة البحر الأحمر المتعددة الجنسيات فشلت حتى في جذب الدعم من معظم الحلفاء والشركاء أو تحقيق الهدف المعلن المتمثل في حماية حرية الملاحة، وهذا جعل واشنطن تبدو عاجزة في أحسن الأحوال.

ودعت نائبة مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية السابقة إلى دعم مساعي الجماعات اليمنية، خاصة الحكومة المعترف بها دولياً والتي تقف ضد “الحوثيين” حد تعبيرها.

وخلص التحليل إلى أن “الوقت حان لإنهاء حملة الجيش الأميركي في البحر الأحمر، لكن تجاهل ما أسماه بالتهديد “الحوثي” بالكامل سيكون غباءً إستراتيجيً.

مسؤولة استخبارية أمريكية سابقة: الحملة الأمريكية ضد اليمن فشلت وأظهرت أمريكا عاجزة

وول ستريت جورنال: اليمن تحدٍ فريد
من جانبها، أقرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن القوات المسلحة تشكل تحديا أمنيا فريدا ورئيسا بالنسبة للعدو الصهيوني، وأكدت أن العدوان الإسرائيلي، كما العدوان الأمريكي البريطاني لم يؤثر على العمليات اليمنية ولم يضعف اليمنيين، وفشل في وقف العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة.

وتضيف الصحيفة أن “الحوثيين الذين يطلقون الصواريخ بانتظام على إسرائيل، يمثلون مشكلة مستمرة، ولا توجد طرق واضحة للتعامل معهم” -حسب الصحيفة- رغم أن “تل أبيب” استهدفت ما تقول إنه البنية التحتية للطاقة والنقل التي يستخدمونها لأغراض عسكرية.

وتورد الصحيفة آراء بعض المحللين الذين يرون إن أفضل خيار أمام “إسرائيل” لإيجاد حل طويل الأمد للمشكلة التي يفرضها الحوثيون قد يكون التركيز على بناء تحالف إقليمي بقيادة الولايات المتحدة مع دول الخليج التي تتعرض أيضا للتهديد من عدوان الحوثيين المتزايد، مما قد يتطلب تنازلات إسرائيلية صعبة للفلسطينيين.

مواجهة اليمن بالنيابة
هذا وكانت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أوضحت أن إطلاق الصواريخ اليمنية يشكل تهديدا لاقتصاد العدو، كما أن الهجمات المستمرة تتحدى صورة “تل ابيب” كقوة عسكرية إقليمية مزعومة.

فيما نقلت صحيفة التلغراف البريطانية عن مصدر استخباراتي صهيوني قوله إن اليمن -ذو الانتاج العسكري الخاص- فاجأ “إسرائيل” وليس من السهل تحديد موقعه أو التعامل معه، معتبرة أن أكبر تحد يأتي من كونه ليس في مكان واحد بل منتشر في جميع أنحاءِ اليمن، وكشفت نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي عن تعاون استخباراتي بين العدو الإسرائيلي وما اسماها بحكومة عدن المدعومة من السعودية، في إشارة إلى مرتزقة العدوان.
موقع “والا ” العبري دعا لأخذ اليمنيين على محمل الجد، معترفاً بأن كيان العدو يتكتم على تأثير الهجمات الصاروخية اليمنية التي باتت تهدد مواقع استراتيجية. فيما اعتبرت صحيفة “جورزالم بوست” العبرية أن مواجهة اليمنيين تشكل تحديات فريدة لـ “تل أبيب” وواشنطن، وأنهم عصيون على الكسر او التراجع.

وفي هذا السياق، اختصر مركز صوفان الأمريكي للأبحاث والدراسات الأمنية كل استنتاجات التقارير الغربية والصهيونية، بالتأكيد على أنه لا القوى العالمية ولا الإقليمية نجحت في ردع اليمنيين، حيث لا تزال السبل لردعهم بعيدة المنال.

مقالات مشابهة

  • 13 رجب.. ذكرى  مولد “يعسوب الدين ” الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام
  • توقعات للسنة الجديدة 2025م وما بعدها مبنية على حقائق قرآنية
  • المصور الذي فقد عائلته ووثق الإبادة الإسرائيلية
  • معجزة قرآنية تتكشف بعد 1450 عامًا.. الآية 69 من سورة النحل
  • خطيب الأوقاف: النجاشي ملك الحبشة وقف منبهرا أمام عظمة الدين الإسلامي.. فيديو
  • نشأت أبو الخير يكتب: المولود الذي شرف الوجود.. وأنار الحياة والخلود
  • أدعية قبل الفجر للرزق وسداد الدين.. انتهز الفرصة وكن من الفائزين
  • صحف غربية: اليمن تحدٍ فريد .. يستحيل التغلب عليهم
  • تأملات الأنبا مرقس مطران القوصية في عيد الميلاد