أدان مجلس الأمة الجزائري (الغرفة الثانية للبرلمان) بشدة، الخميس، ما قال إنه "تدخل سافر في الشؤون الداخلية" للبلاد من جانب أعضاء في البرلمان الأوروبي، من خلال "إثارة" مسألة حرية التعبير.

جاء ذلك، في بيان لمكتب المجلس ردا على هجوم طال الجزائر، من قبل برلمانيين أوروبيين وأوساط فرنسية من اليمين واليمين المتطرف، عقب توقيف كاتب جزائري يدعى بوعلام صنصال.



وأعرب المجلس عن "الإدانة الشديدة والاستهجان ورفضه المطلق لكل تدخل سافر في الشؤون الداخلية للجزائر".

وانتقد "أعضاء البرلمان الأوروبي ممن انقلبوا على عقبيهم، مدعومين بلوبيات نيو كولونيالية (استعمارية جديدة) الفرنسية، وسمحوا لأنفسهم مرة أخرى بكل وقاحة وسخافة وسذاجة أن يتناولوا شأن الحريات وحرية التعبير في الجزائر".

واعتبر أن تداول البرلمان الأوروبي بشأن قضية داخلية لدولة ذات سيادة "أمر دنيء".

من جهة ثانية، حث مجلس الأمة، أعضاء البرلمان الأوروبي، على "إجبار سلطات بلدانهم، على تطبيق قرارات المحكمة الجنائية الدولية الخاصة باعتقال مجرمي الاحتلال الإسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالات، عقب صدور مذكرة توقيف بحقها".

وقال المجلس: "هؤلاء يعطون الضوء الأخضر لمدللهم الكيان الصهيوني، لكن يجرون جريا ناهقين بأصواتهم ومتباكين بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير حينما يتعلق الأمر بقضية داخلية لدولة سيدة".

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.

وعقب قرار المحكمة التي لا تملك أفراد شرطة لتنفيذه، أصبحت الدول الأعضاء فيها ملزمة قانونا باعتقال نتنياهو وغالانت إذا دخلا أراضيها، وتسليمهما إلى الجنائية الدولية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقيهما.

وشدد مجلس الأمة على أن "الجزائر دولة ذات سيادة، تدافع ضد من يشمت بحرمة دينها وحضارتها، وتتابع وفق الأطر القانونية كل دعيّ (مدّعي كاذب)، ومن يقف وراءه، يتحامل أو يشكك في هويتها ووحدتها الترابية".



بيان مجلس الأمة جاء ردا على مهاجمة نواب أوروبيون (كلهم فرنسيون) أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، من بينهم ماريون ماريشال لوبان (ابنة شقيقة مارين لوبان) التي وصفت الجزائر في مداخلة لها بالبرلمان الأوروبي بـ "الدولة المارقة"، على خلفية توقيف الكاتب بوعلام صنصال وإيداعه السجن المؤقت.

وصنصال هو كاتب سبق وأن شغل منصبا رفيعا في وزارة الصناعية الجزائرية أواخر تسعينيات القرن الماضي، ومطلع الألفية الثانية، قبل أن يغادر إلى فرنسا، حيث بدأ يعبّر عن مواقف داعمة لإسرائيل وفرنسا ومناهضة للمسلمين والثورة الجزائرية.

وفي مقال لها في 26 نوفمبر الماضي، بعنوان "صنصال، دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر"، أكدت وكالة الأنباء الرسمية خبر اعتقاله.

وتم توقيف الكاتب، فور عودته إلى الجزائر قادما من فرنسا، وبعد أيام من تصريحات له، زعم فيها أن محافظتي وهران ومعسكر غرب الجزائر، كانت أراضي مغربية قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر عام 1830.

ولم يصدر عن القضاء الجزائري، أي تصريح أو توضيح بشأن ملابسات توقيف الكاتب أو التهم الموجهة له.

وانضمّت وسائل إعلام فرنسية، إلى الحرب الإعلامية ضد الجزائر، ما يفاقم الأزمة القائمة بين البلدين منذ صيف 2023، والتي برزت بشكل جلي، مع تأجيل زيارة للرئيس عبد المجيد تبّون إلى باريس في 3 مناسبات.

وتعمقت الأزمة أكثر بعد اعلان الحكومة الفرنسية لموقف يؤيد الطرح المغربي في قضية إقليم الصحراء، ما دفع الجزائر إلى سحب سفيرها لدى باريس منذ 30 يوليو/ تموز الماضي.

إقرأ أيضا: وزير جزائري سابق يكشف تفاصيل عن كاتب مرتبط بالاحتلال

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجزائري بيان الجزائر علاقات الاتحاد الأوروبي بيان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البرلمان الأوروبی الجنائیة الدولیة مجلس الأمة

إقرأ أيضاً:

«النواب» يرفض مقترح حزب النور بتوحيد القسم في الشهادة أمام المحكمة بقانون الإجراءات الجنائية

اقترح النائب أحمد حمدي خطاب نائب حزب النور حذف عبارة «أن يكون الحلف على حسب الأوضاع الخاصة بديانته» معللاً ذلك بأن الدستور نص على أحد الشرائع السماوية الثلاثة فقط مطالباً بأن يلتزم كل الشهود بقسم واحد.

قانون الإجراءات الجنائية

وذلك بجلسة مجلس النواب المعقودة اليوم لمناقشة بعض مواد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، وأثناء مناقشة المادة 283 التي تنص على أنه: «يجب على الشاهد الذي بلغ الـ15 سنة أن يحلف قبل أداء الشهادة اليمين الآتية: (أقسم بالله العظيم أن أشهد بالحق)، ويكون الحلف على حسب الأوضاع الخاصة بديانته إن طلب ذلك، ويجوز سماع الشهود الذين لم يبلغوا خمس عشرة سنة كاملة بدون حلف يمين على سبيل الاستدلال».

حرية الشعائر للديانات السماوية

وعقب رئيس مجلس النواب بأنّ مقترح حذف هذه العبارة خطير جداً، مؤكّداً أنَّ القاضي له السلطة التقديرية في تحليف الشاهد حسب ديانته واعتقاده في ضوء أن الدستور في المادتين 3 و64 كفل حرية الشعائر للديانات السماوية الثلاث كما كفل حرية الاعتقاد، وتمّ رفض المقترح والموافقة على المادة كما وردت من اللجنة المشتركة.

مقالات مشابهة

  • المفوضية الأوروبية: مراقبة تداعيات فرض أمريكا عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
  • مجلس القضاء:القرارات الولائية لا تدخل في اختصاص المحكمة الاتحادية
  • «النواب» يرفض مقترح حزب النور بتوحيد القسم في الشهادة أمام المحكمة بقانون الإجراءات الجنائية
  • ترامب يوقع أمرًا بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب التحقيق مع “إسرائيل” (كاريكاتير)
  • أول رد من الأمم المتحدة على العقوبات التي فرضها ترمب على المحكمة الجنائية الدولية
  • برلماني: فرض ترامب عقوبات على المحكمة الجنائية تهديد للعدالة الدولية
  • تصعيد غير مسبوق .. أوروبا ترفض حرب ترامب على المحكمة الدولية
  • غدًا.. البرلمان يستأنف جلساته بمناقشة قانون الإجراءات الجنائية وعدد من الاتفاقيات الدولية
  • عربية النواب: قرار ترامب بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية تهديد مباشر للعدالة الدولية
  • النائب أيمن محسب: قرار ترامب بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية تهديد مباشر للعدالة الدولية