فرنسا تطالب باحترام وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
دعت فرنسا، اليوم الخميس، جميع الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الذي ينص على آلية إشراف تترأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلنت السفارة الفرنسية في لبنان، في بيان وزعته، اليوم الخميس، إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته إسرائيل ولبنان في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) ودخل حيز النفاذ بتاريخ 27 من نفس الشهر ، ينص "على آلية إشراف على وقف إطلاق النار تترأسها الولايات المتحدة الأمريكية".
وأشارت إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يجسد "ثمرة الجهود الدبلوماسية التي بذلتها فرنسا لمدة شهور طويلة مع الولايات المتحدة الأمريكية. وتدعو فرنسا جميع الأطراف إلى احترامه، على الأجل الطويل ووضع حد لأي عمل من شأنه تهديده".
وستضمن آلية الإشراف "متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية وجيش الدفاع الإسرائيلي وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان"، وفق البيان.
وستتعاون الآلية "مع اللجنة العسكرية الفنية لدعم لبنان من أجل الإسهام في نهوض القوات المسلحة اللبنانية ونشرها في جنوب لبنان، التي تكرر فرنسا تأكيد دعمها لها، في إطار تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، طبقاً للبيان.
إنذار إسرائيلي جديد لسكان 73 بلدة في جنوب لبنان - موقع 24أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم الخيمس، إنذاراً إلى 73 بلدة لبنانية عند الخط الأزرق، محذراً السكان من أن التوجه إلى بيوتهم الواقعة في هذه البلدات سيعرضهم للخطر.ولفت البيان إلى أن البريغيدير غيوم بونشان يمثل "فرنسا في آلية الإشراف هذه. وسيدعمه زهاء 10 موظفين عسكريين ومدنيين من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية ووزارة القوات المسلحة".
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ساهمتا بترتيب اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
ودخل قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأربعاء قبل الماضي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السفارة الفرنسية اتفاق وقف إطلاق النار آلية الإشراف جنوب لبنان اتفاق لوقف إطلاق النار إسرائيل وحزب الله فرنسا الولایات المتحدة الأمریکیة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
الردع الهش والمخاطر المحتملة لوقف النار بين لبنان وإسرائيل
يجسّد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله مشهدا معقدا من التوازن غير المستقر، حيث لم تتمكن المواجهة العسكرية بين الطرفين من تحقيق الأهداف الإستراتيجية المعلنة لأي منهما.
ويشير تقدير موقف بعنوان "وقف النار في لبنان: الردع الهش والمخاطر المحتملة"، نشره مركز الجزيرة للدراسات، إلى أن إسرائيل شرعت في عملياتها الحربية بضربات نوعية استهدفت قيادات حزب الله وبنيته التحتية، من خلال سلسلة اغتيالات وهجمات واسعة النطاق بهدف تقويض قدراته وتهميش نفوذه الإقليمي والمحلي. غير أن المقاومة العنيفة التي أبداها حزب الله على الأرض، رغم الخسائر الجسيمة التي تكبدها، أرهقت إسرائيل بتكاليف بشرية وعسكرية كبيرة دفعتها للتراجع عن تحقيق أهدافها بعيدة المدى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسار تجذير حكم العسكر بأفريقياlist 2 of 2مصر وحميدتي.. أسباب التصعيد ومآلاتهend of listوأكد التقدير أن حزب الله، رغم خسائره البشرية التي قُدرت بالآلاف، إضافة إلى الدمار الواسع الذي طال مناطقه الحاضنة، أدرك أن استمرار الحرب لن يغيّر ميزان القوة أو يتيح له تحقيق مكاسب إستراتيجية حاسمة. وأضاف أن إيران لعبت دورا جوهريا في الضغط على الحزب للقبول بالاتفاق، في ظل مخاوف طهران من أن يؤدي تصعيد الصراع إلى تهديد مصالحها الإقليمية، ولا سيما مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتصاعد التهديدات الأميركية والإسرائيلية.
إعلانوأشار إلى أن الاتفاق تم التوصل إليه بوساطة أميركية في سياق معقد، واستطاع جزئيا تلبية تطلعات الطرفين. ولفت إلى أن الاتفاق اشتمل على خطوات لتنفيذ بنود القرار الأممي 1701، بما في ذلك انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني وتعزيز دور القوات اللبنانية الرسمية تحت رقابة دولية. ومع ذلك، حذَّر التقدير من الغموض الذي يكتنف بعض البنود المتعلقة بدور الدولة اللبنانية في ضبط السلاح غير الرسمي وتفكيك المنشآت العسكرية غير الشرعية، ما قد يفتح الباب أمام صدامات مستقبلية محتملة.
إسرائيل سعت إلى استثمار الاتفاق سياسيا بالترويج لفكرة تقليص نفوذ الحزب (الأناضول)وشدّد على أن إسرائيل ترى في الاتفاق فرصة لإعادة صياغة التوازن الأمني في المنطقة، عبر فصل الجبهة اللبنانية عن غزة، مع الاحتفاظ بحقها في استهداف ما تصفه بمصادر التهديد من لبنان وسوريا. في المقابل، أشار التقدير إلى أن حزب الله يتعامل مع الاتفاق باعتباره خطوة تكتيكية مؤقتة، مؤكدا احتفاظه بمقدراته العسكرية واستعداده للتعامل مع أي تهديد مستقبلي.
وتطرق التقدير إلى الدور الإيراني في مسار الاتفاق، مشيرا إلى أن طهران عملت خلف الكواليس على احتواء الأزمة، في محاولة لتجنب تفاقمها إلى مواجهة إقليمية شاملة قد تهدد استقرارها ومصالحها. وأوضح التقدير أن الموقف السوري المتردد وضعف الدعم الذي قدمته دمشق للحزب، إلى جانب الانتقادات الداخلية الموجهة للنظام السوري، أظهرا محدودية قدرة إيران على الاعتماد على حلفائها الإقليميين خلال الأزمات الكبرى.
وخلص إلى أن وقف إطلاق النار لم ينهِ التوترات على الساحة اللبنانية، حيث تظل احتمالات التصعيد قائمة بسبب البنود المبهمة واختلاف المصالح بين الأطراف. وأكد أن حزب الله يرى في صموده العسكري عاملا رئيسيا في دفع إسرائيل للقبول بالاتفاق، لكنه يواجه تحديات كبيرة على صعيد إعادة بناء قاعدته الشعبية التي تضررت بفعل الحرب. أما إسرائيل، فقد سعت إلى استثمار الاتفاق سياسيا بالترويج لفكرة تقليص نفوذ الحزب، لكنها أخفقت في تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في القضاء على تهديده بشكل نهائي.
إعلانواختتم التقدير بالإشارة إلى أن الحرب أبرزت محدودية مشروع "محور المقاومة"، حيث جاء الدعم الإقليمي لحزب الله أقل مما كان متوقعا في مواجهة واسعة بهذا الحجم. وفي الوقت نفسه، أكدت المقاومة الفلسطينية استقلالية قرارها، رغم الدعم الإيراني الذي ظل محدودا في تأثيره. كما أشار التقدير إلى أن القوة الإسرائيلية، رغم تحقيقها بعض الإنجازات الاستخباراتية والعسكرية في بداية الحرب، لم تتمكن من حسم المعركة عسكريا أو تحقيق أهدافها السياسية بعيدة المدى، وهذا أظهر حدود قدرتها على فرض نتائج حاسمة في صراع معقد كالصراع اللبناني.
وأكد أن الاتفاق يمثل هدنة مؤقتة أكثر من كونه تسوية دائمة، في ظل توازن الردع القلق الذي يترك الباب مفتوحا أمام احتمالات التصعيد. كما أوضح أن التطورات الإقليمية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل معادلات القوة في المنطقة، وهذا يجعل الساحة اللبنانية عرضة لتحولات جديدة.
يمكنكم الاطلاع على النص الكامل لتقدير الموقف "وقف النار في لبنان: الردع الهش والمخاطر المحتملة" من خلال الرابط هنا.