بوابة الوفد:
2025-04-17@19:43:50 GMT

مفتاح السعادة.. كيف تتقرب من الله وتعالج قلبك؟

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الديار المصرية السابق، إن الله عز وجل جعل القلب هو أساس العلاقة بين العبد وربه، فالقلب هو الذي يتأثر بالمعاصي والطاعات على حد سواء. من هنا، نجد أن العناية بالقلب وتطهيره من أمراضه هي السبيل إلى القرب من الله تعالى. ففي كتاب الله تعالى، قال الله عز وجل: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج: 46)، وفي هذا دلالة على أن العمى الحقيقي ليس عجز العين عن الرؤية، بل هو تعطل القلب عن إدراك الحق.

 

وأيضًا، جاء في قوله سبحانه: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ} (الحج: 32)، مؤكداً أن تقوى القلب هي معيار عظمتنا عند الله تعالى، وأن كل عمل صالح وعبادة تتجسد من خلال تقوى القلب والإخلاص لله. لذلك، لابد للإنسان أن يسعى دومًا لتصفية قلبه من الشوائب والآفات.

القلب: محل نظر الله تعالى

وتابع جمعة إن الحديث الشريف يوضح لنا أن الله لا ينظر إلى صورنا وأموالنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا. ففي الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (رواه مسلم)، ما يعزز الفكرة أن جوهر العلاقة مع الله هو نقاء القلب وإخلاصه في الطاعات، وليس في المظاهر أو المال.

وفي حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" (رواه البخاري). وهذا الحديث يوضح لنا كيف أن صحة القلب هي أساس صحة سائر الجسد، فإذا صلح القلب صلح سلوك الإنسان، وإذا فسد القلب انحرفت أعماله وتفكيره.

أهمية سلامة القلب في تجنب المعاصي

وأضاف جمعة أنه تعد معاصي القلب أكثر خطورة من معاصي الجوارح، لأن معصية القلب تؤدي إلى فساد الجوارح. المعاصي الظاهرة من السلوكيات والتصرفات قد تظهر نتيجة لمرض في القلب، مثل الكبر أو الحسد أو الرياء، وهذه الأمراض القلبية يجب علاجها من جذورها. وقد يقول البعض أن معصية الجوارح هي الأخطر، ولكن في الحقيقة، معاصي القلب هي الأساس الذي يجب أن يُعالج أولاً.

وفي هذا السياق، يؤكد الإمام ابن عطاء الله السكندري في حكمته: "رُبَّ معصية أورثت ذلاً وإنكساراً، خيرٌ من طاعة أورثت عزاً وإستكباراً". هذه الحكمة تعكس حقيقة عظيمة وهي أن المعاصي، رغم ضررها، قد تجعل العبد يشعر بالتواضع والتوبة، في حين أن الطاعة قد تؤدي إلى الاستكبار والتفاخر، وهو ما يبطل أجرها. لذلك، من المهم أن يتنبه العبد لصدق نية قلبه أثناء الطاعات وتجنب أي شعور بالعظمة أو الكبر.

الذل والتوبة في المعاصي خير من الاستكبار في الطاعات

يقول الشيخ ابن عباد النفزي الرندي في شرح هذه الحكمة: "الطاعة قد يقارنها آفات قادحة في الإخلاص، كالإعجاب بها أو الاحتقار لمن لا يفعلها، مما يمنع قبولها. بينما الذنب قد يقارنه الالتجاء إلى الله والاعتذار إليه، وهذه التوبة الصادقة قد تكون سببًا في مغفرة الله". ما يعنيه هذا هو أن القلب هو الذي يحدد مصير العمل، فلا تساوي بين طاعة تؤدي إلى الفخر والاعتداد بالنفس، وبين معصية تجعل العبد يعود إلى ربه متذللاً.

وفي هذا السياق، يقول الإمام أبو مدين قدس سره: "انكسار العاصي خير من صولة المطيع"، وهذا يشير إلى أن الذل الناتج عن معصية قد يقود إلى التوبة والانكسار أمام الله، بينما صولة المطيع قد تؤدي إلى الكبرياء، وهو ما يعرض الإنسان للخذلان.

مراقبة القلب والتوبة

واختتم جمعة إن حكمة الإمام ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تدعونا إلى مراقبة القلب، وأن نتجنب الإعجاب بأعمالنا الطيبة وأن نتواضع بعد المعاصي. علينا أن نعلم أن من صفات العبودية الحقيقية التذلل لله، وأن الله تعالى لا ينظر إلى المظاهر، بل إلى ما في قلوبنا. لذلك، يجب علينا أن نسعى دومًا لتطهير قلوبنا، والرجوع إلى الله بالتوبة والندم، ونتجنب الوقوع في فخ الاستكبار بعد الطاعات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة القلب سلامة القلب الله الله تعالى ینظر إلى تؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

الصين تتقرب من الاتحاد الأوروبي بسبب الرسوم الجمركية

الصين – ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن الصين تسعى لتوسيع علاقاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي في ظل الحرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وأفادت الصحيفة البريطانية بأن “المسؤولين والشركات الصينية يسعون إلى إقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي في ظل الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب”.

وتسعى بكين إلى إيجاد أسواق بديلة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية الباهظة، وبالفعل أرسلت بكين وفودا إلى عواصم أوروبية في الأسابيع الأخيرة لتقييم مدى اهتمامها بالاستثمار في الصين، بحسب الصحيفة.

من جهتها قالت مصادر أوروبية إن حكومات الاتحاد الأوروبي ليس لديها الكثير لتقدمه لهذه الوفود، لأن العديد من شركات الاتحاد ليست راغبة في الاستثمار في الصين.

كما كتبت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن الاتحاد الأوروبي يخشى أن يصبح منصة لإغراق السلع التي فشلت الصين في بيعها إلى الولايات المتحدة بسبب التعريفات الجمركية الجديدة.

المصدر: فاينانشيال تايمز

مقالات مشابهة

  • المال كل شيء في الحياة.. «بكم تبيع كبدك» ؟!
  • الصين تتقرب من الاتحاد الأوروبي بسبب الرسوم الجمركية
  • عناق القلوب
  • ترامب ينظر في فرض رسوم على واردات المعادن الأساسية للضغط على الصين
  • قطتك قد تنقذك من أزمة قلبية: اكتشف العلاقة العجيبة بين هذه المخلوقات وصحة قلبك
  • علي جمعة: أهل السنة هم أصحاب المنهج العلمي في الفهم والتوثيق
  • علي جمعة: لفظ الجلالة الاسم الأعظم وهو أعلى مرتبةً من سائر أسماء الله الحسنى
  • علي جمعة: حب الله ورسوله وأهل بيته من أركان الإيمان
  • هل يجوز أداء ركعتين فقط بنية تحية المسجد والسنة القبلية..علي جمعة يوضح
  • من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه