بوابة الوفد:
2025-02-11@12:37:36 GMT

مفتاح السعادة.. كيف تتقرب من الله وتعالج قلبك؟

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الديار المصرية السابق، إن الله عز وجل جعل القلب هو أساس العلاقة بين العبد وربه، فالقلب هو الذي يتأثر بالمعاصي والطاعات على حد سواء. من هنا، نجد أن العناية بالقلب وتطهيره من أمراضه هي السبيل إلى القرب من الله تعالى. ففي كتاب الله تعالى، قال الله عز وجل: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج: 46)، وفي هذا دلالة على أن العمى الحقيقي ليس عجز العين عن الرؤية، بل هو تعطل القلب عن إدراك الحق.

 

وأيضًا، جاء في قوله سبحانه: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ} (الحج: 32)، مؤكداً أن تقوى القلب هي معيار عظمتنا عند الله تعالى، وأن كل عمل صالح وعبادة تتجسد من خلال تقوى القلب والإخلاص لله. لذلك، لابد للإنسان أن يسعى دومًا لتصفية قلبه من الشوائب والآفات.

القلب: محل نظر الله تعالى

وتابع جمعة إن الحديث الشريف يوضح لنا أن الله لا ينظر إلى صورنا وأموالنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا. ففي الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (رواه مسلم)، ما يعزز الفكرة أن جوهر العلاقة مع الله هو نقاء القلب وإخلاصه في الطاعات، وليس في المظاهر أو المال.

وفي حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" (رواه البخاري). وهذا الحديث يوضح لنا كيف أن صحة القلب هي أساس صحة سائر الجسد، فإذا صلح القلب صلح سلوك الإنسان، وإذا فسد القلب انحرفت أعماله وتفكيره.

أهمية سلامة القلب في تجنب المعاصي

وأضاف جمعة أنه تعد معاصي القلب أكثر خطورة من معاصي الجوارح، لأن معصية القلب تؤدي إلى فساد الجوارح. المعاصي الظاهرة من السلوكيات والتصرفات قد تظهر نتيجة لمرض في القلب، مثل الكبر أو الحسد أو الرياء، وهذه الأمراض القلبية يجب علاجها من جذورها. وقد يقول البعض أن معصية الجوارح هي الأخطر، ولكن في الحقيقة، معاصي القلب هي الأساس الذي يجب أن يُعالج أولاً.

وفي هذا السياق، يؤكد الإمام ابن عطاء الله السكندري في حكمته: "رُبَّ معصية أورثت ذلاً وإنكساراً، خيرٌ من طاعة أورثت عزاً وإستكباراً". هذه الحكمة تعكس حقيقة عظيمة وهي أن المعاصي، رغم ضررها، قد تجعل العبد يشعر بالتواضع والتوبة، في حين أن الطاعة قد تؤدي إلى الاستكبار والتفاخر، وهو ما يبطل أجرها. لذلك، من المهم أن يتنبه العبد لصدق نية قلبه أثناء الطاعات وتجنب أي شعور بالعظمة أو الكبر.

الذل والتوبة في المعاصي خير من الاستكبار في الطاعات

يقول الشيخ ابن عباد النفزي الرندي في شرح هذه الحكمة: "الطاعة قد يقارنها آفات قادحة في الإخلاص، كالإعجاب بها أو الاحتقار لمن لا يفعلها، مما يمنع قبولها. بينما الذنب قد يقارنه الالتجاء إلى الله والاعتذار إليه، وهذه التوبة الصادقة قد تكون سببًا في مغفرة الله". ما يعنيه هذا هو أن القلب هو الذي يحدد مصير العمل، فلا تساوي بين طاعة تؤدي إلى الفخر والاعتداد بالنفس، وبين معصية تجعل العبد يعود إلى ربه متذللاً.

وفي هذا السياق، يقول الإمام أبو مدين قدس سره: "انكسار العاصي خير من صولة المطيع"، وهذا يشير إلى أن الذل الناتج عن معصية قد يقود إلى التوبة والانكسار أمام الله، بينما صولة المطيع قد تؤدي إلى الكبرياء، وهو ما يعرض الإنسان للخذلان.

مراقبة القلب والتوبة

واختتم جمعة إن حكمة الإمام ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تدعونا إلى مراقبة القلب، وأن نتجنب الإعجاب بأعمالنا الطيبة وأن نتواضع بعد المعاصي. علينا أن نعلم أن من صفات العبودية الحقيقية التذلل لله، وأن الله تعالى لا ينظر إلى المظاهر، بل إلى ما في قلوبنا. لذلك، يجب علينا أن نسعى دومًا لتطهير قلوبنا، والرجوع إلى الله بالتوبة والندم، ونتجنب الوقوع في فخ الاستكبار بعد الطاعات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة القلب سلامة القلب الله الله تعالى ینظر إلى تؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

انتكاسة مزدوجة لتايلور سويفت في السوبر بول... ولغة الجسد تفضحها

أُصيبت مغنية البوب الأمريكية تايلور سويفت بانتكاسة مزدوجة خلال حضورها مباريات "سوبر بول" الأمريكية، حيث منيت بخسارة حبيبها وتعرّضت للسخرية من ترامب.

رصدت كاميرات الإعلام تايلور سويفت (35 عاماً) خلال السوبر بول 2025 وهي تلتفت جانباً بعد أن أُطلقت ضدها صيحات الاستهجان، حيث تم اتهامها بأنها السبب في خسارة فريق حبيبها ترافيس كيلسي، "كانساس سيتي تشيفز"، أمام "فيلادلفيا إيغلز"  الأحد الماضي.

وأظهرت اللقطات دهشتها من رد فعل الجمهور، حيث ربط البعض وجودها في المدرجات بالأداء المخيب للفريق. ورغم الأجواء المشحونة، استمرت سويفت في دعم كيلسي وحافظت على هدوئها.

صدمة.. فسخرية

فسر قارئ الشفاه جيه هيكلينغ لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية الموقف، مشيراً إلى أن سويفت، كانت تعبّر عن صدمتها وتسأل: "يا إلهي، ماذا يحدث؟"، لكنها سرعان ما تداركت الموقف ولم تبدُ متأثرة.
واعتبر أنها لم تحظَ باستقبال جيد لأن "الاستاد الرياضي" كان يضم عدداً أكبر من مشجعي الفريق الخصم. وأردف: "عندما تم تكبير صورتها عبر الكاميرات، بدت وكأنها ترد بشكل ساخر على صيحات الاستهجان والضجيج".

وتابع تحليله بالقول: "على الرغم من دعم تايلور سويفت وجمهورها المستمر لترافيس كيلسي، إلا أن الخسارة أفسدت آمال المشجعين في رؤية لحظة رومانسية خاصة بينه وبين تايلور، بعد أن كان قد شاركها سابقًا في عرض مودة علني خلال "سوبر بول" 2024.




دعم قياسي للحبيب المهزوم

 من جهتها، حلّلت خبيرة لغة الجسد جودي جيمس لغة جسد المغنية، وقالت في حديثها للصحيفة نفسها إن سويفت أظهرت دعماً كبيراً لحبيبها بعد خسارة فريقه، وظهور كيلسي في حالة إحباط.

وفي تلك اللحظة، حافظت   سويفت على رباطة جأشها  واكتفت بالتحديق بحبيبها بتعبير جاد، فيما ثبتت يديها على الحاجز في إيماءة صامتة من الدعم، ما يعكس التوتر الذي كانت تشعر به في تلك اللحظة.



ترامب يستغل الفرصة

هي اللحظة التي لم يضيّعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعبّر عن سخريته منها، خلال حلوله التاريخي كأول رئيس أمريكي يحضر مباريات كرة القدم الأمريكية "سوبر بول".
وقال ترامب مستهزئاً: "الشخص الوحيد الذي كان لديه ليلة أصعب من ليلة كانساس سيتي تشيفز كان تايلور سويفت. لقد خرجت من الاستاد. الحياة لا ترحم على الإطلاق!".
شارك ترامب أيضاً لقطات لسويفت، وهي تتعرض لصيحات الاستهجان من جميع أنحاء الاستاد، وقارنها بطريقة التهليل له عندما ظهر على الشاشات قبل النشيد الوطني.
وفيما اكتفت سويفت بالصمت، ساندتها صديقتها سيرينا ويليامز من خلال تغريدة على منصة "إكس"، ودعتها فيها إلى تجاهل كلام المغرضين.

مقالات مشابهة

  • تفسير قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك فى السماء.. علي جمعة يوضح
  • ماذا يحدث في ليلة النصف من شعبان؟.. علي جمعة يوضح تفاصيل 10 عجائب
  • ورحلت” الرضية”
  • جمعة: ليلة النصف من شعبان تجلٍّ إلهي واستجابة لدعاء النبي
  • انتكاسة مزدوجة لتايلور سويفت في السوبر بول... ولغة الجسد تفضحها
  • بسبب الفشل المستمر.. أسدلت الستار عن أحلامي
  • علي جمعة يكشف طرق التغلب على ظلمة الليل بين صنع الإنسان وسنن الله
  • 3 خطوات فورية للسيطرة على ضغط الدم المرتفع وحماية قلبك
  • علي جمعة: الدين والحياة تكامل لا تنافر والإسلام يدعو للإتقان والجمال
  • علي جمعة: كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان تذكران بعظمة الله وهلاك الكون