نهاية حنين السوريين إلى وطنهم.. حان وقت العودة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تستمر تقدم المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام في سوريا، ومع السيطرة على حلب والمناطق المحيطة بها، بدأت الهجرة العكسية إلى سوريا. حيث شكل السوريون الذين هاجروا إلى تركيا في عام 2011 طوابير طويلة على معبر باب الهوى الحدودي للعودة إلى وطنهم.
وجاء ذلك متزامنًا مع أكبر هجوم شنته المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام في السنوات الأخيرة.
ومع تقدم المعارضة في حلب والمناطق المحيطة بها، هرع السوريون الذين كانوا قد انفصلوا عن وطنهم لسنوات طويلة للعودة. وقال وزير الداخلية علي يرلي كايا أمس، إن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم شهريًا قد وصل إلى 11 ألف شخص، مضيفًا أن هذا الرقم سيرتفع مع سيطرة المعارضة على حلب.
وذكر الوزير يرلي كايا في تصريحاته: “42% من السوريين في تركيا هم من حلب، حيث يبلغ عددهم 1 مليون و247 ألفًا و430. كما أن 189 ألفًا و600 منهم من إدلب، و107 ألف من دير الزور. نحن نواصل جميع جهودنا لتشجيع عودة السوريين إلى بلادهم بشكل آمن وطوعي. مع تقدم الجيش المعارض في حلب والمناطق المحيطة، بدأنا نلاحظ زيادة في عدد السوريين العائدين إلى وطنهم”.
وأضاف: “نحن نتابع عن كثب تطورات تل رفعت وحلب ومنبج. إذا تم تأمين مناطق آمنة في شمال سوريا كما فعلنا في الماضي لمنع تدفق الهجرات إلى تركيا وضمان استقرار المنطقة، فإن السوريين في تلك المناطق سيرغبون في العودة إلى وطنهم”.
نهاية حنين السوريين إلى وطنهم
وبحسب تقرير لصحيفة “صباح”، وتابعته منصة تركيا الان٬ بدأ السوريون الذين كانوا يعيشون كلاجئين في هاتاي بالعودة إلى بلادهم بعد أن سيطرت القوى المعارضة على إدلب وحلب. وصرح العديد منهم بأن الوقت قد حان للعودة إلى وطنهم، وشكلوا طوابير طويلة على معبر جيلڤاغوزي٬ “باب الهوى” الحدودي.
منذ بداية الحرب الأهلية السورية في 2011، فر العديد من السوريين إلى تركيا بسبب الصراع، ولم يتمكنوا من العودة لبلادهم بسبب المخاوف على حياتهم. لكن مع تزايد كثافة العائدين، أشار تقرير إلى أن حوالي 200 سوري يغادرون تركيا عبر معبر جيلڤاغوزي “باب الهوى” يوميًا.
أعربت خولة آلان، وهي سيدة سورية تقيم في تركيا منذ 6 سنوات، عن سعادتها بعودتها قائلة: “جئت إلى تركيا قبل 6 سنوات. مع سيطرة قوات المعارضة على حلب وإدلب، قررنا العودة. لقد استقبلتنا تركيا بشكل جيد، لكن لا شيء يضاهي وطن الإنسان. لدي أقارب وأصدقاء في حلب وإدلب، وسأكون في بيتي قريبًا، وأنا في غاية السعادة”.
من جانبه، أضاف عبد العزيز كومان، الذي جاء إلى تركيا مع زوجته وأطفاله الثلاثة منذ 7 سنوات: “لقد عشنا سنوات من الحنين إلى الوطن. تركيا استقبلتنا بأذرع مفتوحة وأتاحت لنا الأمان، ونشكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ذلك. لكن الآن حان وقت العودة إلى وطننا، وهذه العودة بالنسبة لنا تعني بداية جديدة”.
شبكة أنفاق بطول 10 كيلومترات
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: اخبار السوريين اخبار تركيا السوريين في تركيا المعارضة السورية النظام السوري تحرير حلب السوریین إلى إلى وطنهم إلى ترکیا على حلب
إقرأ أيضاً:
مخطط ترامب يتبدد
مصطفى بن مبارك القاسمي
يعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى دول مجاورة، موقفًا خاطئًا وغير واقعي وغير قانوني؛ إذ هو بذلك يتجاهل الحقوق الأساسية لسكان القطاع في تقرير مصيرهم والعيش في أرضهم بكرامة. إن محاولة فرض مثل هذا السيناريو تتناقض مع المبادئ القانونية والإنسانية الدولية، وتؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي.
ويملك أهل غزة الحق المطلق في البقاء في وطنهم، فهم السكان الأصليون الذين عاشوا على هذه الأرض لقرون طويلة، رغم ما تعرضوا له من نكبات وحروب متواصلة، ولقد تحملوا الجوع والعطش ونقص الأدوية والرعاية الصحية، كما افتقدوا جميع مقومات الحياة الأساسية نتيجة الحصار والاعتداءات المتكررة التي استمرت لسنوات طويلة من الظلم والقهر والقتل والتشريد والتهجير، وسط صمت دولي غير مبرر. ومع ذلك، لم يتخلَّ أهل غزة عن حقهم في العيش في أرضهم، بل أظهروا صمودًا غير مسبوق في وجه المحاولات الرامية إلى اقتلاعهم وتهجيرهم.
إن الحديث عن تهجير سكان غزة يتنافى مع القانون الدولي، إذ يُصنَّف القانون الدولي التهجير القسري كجريمة ضد الإنسانية، كما أنه يتجاهل إرادة الفلسطينيين الذين رفضوا مغادرة وطنهم حتى في أحلك الظروف، وإن أي محاولة لإجبار أهل غزة على مغادرة أرضهم تعني القضاء على هويتهم وحقهم في تقرير مصيرهم، وهو حق كفلته المواثيق الدولية لكل الشعوب.
وفرض مثل هذه السياسات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الغضب والتوترات، مما يعمّق الأزمة بدلًا من البحث عن حلول عادلة ومستدامة.
إضافة إلى ذلك، فإن السيطرة على غزة بالقوة تعني الدخول في مواجهة مباشرة مع سكانها الذين أثبتوا أنهم مستعدون للدفاع عن حقوقهم رغم ما يعانونه من حصار وتجويع وقصف متواصل. كما أن مثل هذه الخطوات لا يمكن أن تؤدي إلى الاستقرار، بل ستؤجج العنف وتجعل الحل السياسي أكثر تعقيدًا.
والتعاطي مع غزة يجب أن يكون عبر إنهاء الحصار وإعادة الإعمار وضمان الحقوق الأساسية للسكان، وليس عبر فرض سياسات قسرية تزيد من معاناتهم وتنتهك إنسانيتهم.
وبناءً على ذلك، فإنَّ قرار السيطرة على قطاع غزة وتهجير أهلها يعتبر خطأ سياسيًا واستراتيجيًا، بل يمثل نهجًا غير مسؤول يتجاهل الواقع الإنساني والقانوني، ويهمل حق سكان غزة في تقرير مصيرهم والعيش في وطنهم بحرية وكرامة، وأن أي محاولة لفرض سياسات التهجير والإكراه لن تحقق سوى مزيد من الدمار والمعاناة، مما يستدعي موقفًا دوليًا صارمًا يرفض مثل هذه القرارات الأحادية الجانب والاطروحات العبثية، ومن هنا نؤكد ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه.