ما الحكمة فى وجود مصائب وشدائد تحدث معك؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
الحياة مليئة بالتقلبات والتحديات التي قد تحمل في طياتها لحظات من الألم والمعاناة، قد يشعر الإنسان في بعض الأحيان أن المصائب والشدائد لا نهاية لها، وأنها اختبار قاسٍ لقوته وقدرته على التحمل، ولكن، إذا نظرنا بعين الحكمة، نجد أن هذه اللحظات الصعبة ليست مجرد محطات مؤلمة، بل هي فرص عظيمة لتعلم دروس الحياة واكتساب القوة الداخلية.
عندما تواجه المصائب أو الشدائد، قد تشعر في البداية بالحزن والضيق، ولكن في قلب كل محنة تكمن فرصة للتطور والنمو. فالحياة لا تعطيك فقط ما تتمنى، بل تمنحك أحيانًا ما تحتاجه لتصبح أقوى وأكثر نضجًا. إن المصائب تعتبر اختبارًا للإنسان، يختبر خلالها إيمانه، صبره، وقدرته على تجاوز الأزمات. في كثير من الأحيان، نجد أن الشخص الذي يمر بمحنة معينة يتعلم خلالها الصبر، ويكتشف قوته الداخلية التي لم يكن يعرفها من قبل.
قال تعالى في كتابه الكريم: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة: 155). هذه الآية تذكرنا أن الشدائد جزء من حياة الإنسان، وأنه يجب أن يتحلى بالصبر حتى يحقق الفرج.
الحكمة من وراء الشدائدمن الحكمة في الشدائد أن الإنسان في أوقات الضيق يكتشف أهمية الرضا بالقضاء والقدر. فقد تكون المصيبة التي يمر بها بداية لفرج قريب، أو ربما هي بمثابة تحذير له ليتجنب مسارًا كان قد يسلكه لو لم يمر بهذه التجربة. في الواقع، تساعدنا الشدائد على إدراك أن الحياة لا تسير دائمًا وفقًا لما نرغب، وأن هناك دائمًا قوة أكبر من إرادتنا تتحكم في مجريات الأمور.
علاوة على ذلك، فإن المصائب تمنحنا فرصة لتقييم حياتنا وأولوياتنا. ففي الأوقات العصيبة، نعيد التفكير في قيمنا وأهدافنا، مما يعيد ترتيب أولوياتنا ويجعلنا ندرك ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لنا. ففي هذه اللحظات، ندرك أن الصحة والعلاقات الإنسانية والراحة النفسية أكثر قيمة من المال أو المظاهر.
الصبر والإيمان: مفتاحا الخروج من الأزمات
تعتبر الحكمة الكبرى في التعامل مع الشدائد هي الصبر والإيمان. فالإيمان بأن الله سبحانه وتعالى قادر على تغيير الحال من لحظة إلى أخرى هو مصدر القوة في الأوقات الصعبة. كما أن الصبر على الابتلاءات يجعلنا نكتسب تجربة غنية تعلمنا التحمل، وتعزز قدرتنا على مواجهة التحديات المستقبلية.
قد يقول البعض إن المصيبة قد تكون سببًا لفقدان الأمل، ولكن العكس هو الصحيح. المصائب تعلمنا أن الأمل لا يجب أن ينقطع مهما كانت الظروف. بل في بعض الأحيان، تكون هذه الأوقات هي التي تجلب لنا الفرص الحقيقية للنمو والتحول، مما يجعلنا أكثر قوة ووعيًا في التعامل مع الحياة.
الفرج بعد الشدة: حقيقة لا بد منها
من خلال النظر إلى تجارب الآخرين، نجد أن العديد من الناس الذين مروا بمحن كبيرة اكتسبوا حكمة عميقة وعاشوا حياة أكثر تواضعًا وتقديرًا للأشياء الصغيرة. فالألم والتحديات يمكن أن تكون دروسًا عظيمة في الحياة، إذا تمكنا من النظر إليها بعين الحكمة والتفاؤل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له." (رواه مسلم). هذه الحديث الشريف يعكس لنا حقيقة أن كل ما يمر به المؤمن، سواء كان خيرًا أو شرًا، يحمل في طياته الخير إذا تعامل معه بصبر وشكر.
الحكمة في المصائب والشدائد هي أن نعلم أن هذه اللحظات الصعبة ليست نهاية الطريق، بل هي مرحلة من مراحل الحياة التي تهدف إلى تحفيزنا على النمو والتطور. علينا أن نتعلم أن الشدائد هي جزء من الحياة، وأن القوة الحقيقية تكمن في كيفية تعاملنا معها. إذا تمكنا من التحلي بالصبر، والرضا، والإيمان، فسوف نجد في كل محنة فرصة جديدة لتحقيق النمو الشخصي والروحي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المصائب والشدائد الشدة المصائب والشدائد الشدائد رسول الله صلى الله عليه وسلم
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: أرض الكنانة ترى في المتسابقين سُرج النور وأقباس الحكمة
اختتم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، فعاليات المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم من مسجد مصر، بحضور الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة؛ والأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق؛ والدكتور محمد مصطفى الياقوتي، وزير الأوقاف والإرشاد السوداني الأسبق، وكوكبة من العلماء والمحكمين ولفيف من الصحفيين والإعلاميين والمتسابقين في المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم.
وفي كلمته رحب وزير الأوقاف بالسادة الحضور، من العاصمة الإدارية الجديدة ومن مركزها الثقافي الإسلامي، مسجد مصر الكبير، وعلى بعد خطوات من دار القرآن الكريم الفريدة في الدنيا، برعاية من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبإنابة رئيس مجلس الوزارء، المهندس مصطفى مدبولي، وعلى مدى أربعة أيام مضت، وبوفود من كل أنحاء الدنيا، وعلى يد محكمين كرام من المهرة بالقرآن الكريم من داخل مصر وخارجها.
وأضاف أنه وبكل معاني البهجة والسرور، والفرح بالله وبرسوله -صلى الله عليه وسلم-، والتعظيم للقرآن الكريم والإجلال له، والتشرف بخدمته؛ عُقدت هذه المسابقة العالمية في نسختها الحادية والثلاثين. معربًا عن تشرفه بخدمة هذه المسابقة من السادة الكرام من أبناء وزارة الأوقاف، شاكرًا لهم ما بذلوه من جهد خارق على مدى شهور طويلة مضت، وجهد مضنٍ تجشمه أبناء وزارة الأوقاف، وتفانوا في الخدمة، واتقنوا وأبدعوا، فجاءت هذه النسخة من المسابقة بهذه الصورة الزاهية التي تليق بحملة القرآن الكريم الكرام.
وكرر وزير الأوقاف الترحيب بكل المتسابقين من أرجاء الدنيا كافة، مُرَحبًا بهم في بلدهم الثاني أرض الكنانة مصر؛ التي تسعد باستضافتهم، وترى فيهم سُرج النور، وأقباس الحكمة، وبواكير الخير، وشموس العطاء والهداية، مهنئًا إياهم على ما شرفهم الله به من خدمةٍ لكتابه، وأن الله نوَّر قلوبهم بآيات الذكر الحكيم.
ووجه الأزهري التحية والإجلال للسادة المهرة بالقرآن الكريم السادة المحكمين المشاركين في تحكيم المسابقة، داعيًا الله - عز وجل - أن يحفظ مصر وأهلها بما حفظ به القرآن الكريم والذكر الحكيم، وأن يحفظ الله فلسطين الحبيبة، وأن نرى عن قريب الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية، وأن ينزل الله تعالى الأمن والأمان والاستقرار على لبنان الشقيق، وسوريا الشقيقة، والعراق الشقيق، واليمن الشقيق، والصومال الشقيق، وجيبوتي الشقيقة، وعلى أوطاننا كلها.
فاز في الفرع الأول «حفظ القرآن الكريم مع تجويده وتفسيره ومعرفة أسباب النزول لغير الأئمة والخطباء وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم»:
بالمركز الأول:
المتسابق محمود علي عطية حبيب - مصر.
وبالمركز الثاني: المتسابقة آية عبد الحميد عبد الفتاح أبو زهرة - مصر.
وبالمركز الثالث: المتسابق عبد الرحمن إيهاب حسن عوض - اليمن.
وفاز في الفرع الثاني «حفظ القرآن الكريم وتجويده للناطقين بغير اللغة العربية»:
بالمركز الأول: المتسابقة فاطمة لون أبو بكر - نيجيريا.
وبالمركز الثاني: المتسابق توري حسن - كوت ديفوار.
وبالمركز الثالث: المتسابق سليمان بيكمايف - روسيا الاتحادية.
وبالمركز الرابع: المتسابق غتييف موسى - الشيشان.
وبالمركز الخامس: المتسابقة حميراء مسعود - بنجلاديش.
وفاز في الفرع الثالث (الناشئة) «حفظ القرآن الكريم مع تفسير الجزأين التاسع والعشرين والثلاثين في ضوء كتاب البيان على المنتخب في تفسير القرآن الكريم»
بالمركز الأول:
المتسابق عبد الملك إبراهيم عبد العاطي - مصر.
وبالمركز الثاني: المتسابق نصر عبد المجيد عبد الحميد متولي - مصر.
وبالمركز الثالث: المتسابق أدهم عصام علي حامد الرشيدي - مصر.
وفاز في الفرع الرابع «حفظ القرآن الكريم مع تجويده وتفسيره ووجوه إعرابه للأئمة والواعظات وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم»
بالمركز الأول:
المتسابق حسن عثمان عبد النبي إبراهيم - مصر.
وبالمركز الثاني: المتسابق/ أبو اليزيد مصطفى أبو اليزيد العجمي - مصر.
وفاز في الفرع الخامس (ذوي الهمم) «حفظ القرآن الكريم مع تفسير الجزء الثلاثين في ضوء كتاب البيان على المنتخب في تفسير القرآن الكريم»:
بالمركز الأول: المتسابق صالح محمد موسى تهامي - مصر.
وبالمركز الثاني: المتسابق طه سيد عبد الصمد محمد - مصر.
وبالمركز الثالث: المتسابقة حنان قرني عويس عرفة - مصر.
وفاز في الفرع السادس (الأسرة القرآنية) «حفظ القرآن الكريم مع فهم معانيه ووجوه إعرابه»
المركز الأول: المتسابقة عايدة أحمد محمود مخلص، والمتسابق مصطفى محمد فتحي ناصف، والمتسابقة جهاد محمد فتحي ناصف.
وبالمركز الثاني: المتسابق علي رشاد عبد الحميد زغلول، والمتسابق أبو بكر رشاد عبد الحميد زغلول، والمتسابق عمر رشاد عبد الحميد زغلول.
وفاز في الفرع السابع «ترجمات معاني القرآن الكريم لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وخريجي كليات وأقسام اللغات الأجنبية وغيرهم»
المركز الأول:
المتسابق محمد محمدي بدوي مجاهد - مصر.
وبالمركز الثاني: المتسابق حافظ أنور أحمد أنور باشا - مصر.
وأعقب ذلك تكري السادة المحكمين:
فضيلة الشيخ الدكتور الجليل بخدة بن عودة جلول بوشيبة - الجزائر.
فضيلة الشيخ الجليل أبكر ولـر مــدو - تشــــاد.
فضيلة الشيخ الجليل محمد صالح أحمد حشاد - مصر.
فضيلة الشيخ الجليل طاهر بن زاهر بن مسعود العزواني - سلطنة عمان.
فضيلة الشيخ الدكتور الجليل محمد بن سالم الرايس - تونس.
فضيلة الشيخ الجليل سعيد إبراهيم سعيد داود - فلسطين.
فضيلة الشيخ الجليل محمد محب الله باقی - بنجلاديش.
فضيلة الشيخ الدكتور الجليل حاتم جميل السحيمات - الأردن.
فضيلة الأستاذ الدكتور الجليل عبد الكريم إبراهيم عوض صالح - مصر.
فضيلة الشيخ الجليل عبد الفتاح علي عبد الفتاح الطاروطي - مصر.
فضيلة الشيخ الدكتور الجليل ماهر محمد عبد النبي فرماوي - مصر.
فضيلة الشيخ الجليل محمود محمد حسن الخشت - مصر.
فضيلة الأستاذ الدكتور الجليل جمال فاروق جبريل الدقاق - مصر.
فضيلة الشيخ الدكتور الجليل أحمد محمد خطاب - مصر.
كما شهد الحفل تكريم مجموعة شركات درة للمقاولات والتطوير العقاري؛ تقديرًا لإسهامها في رعاية المسابقة.
ثم شهد الحفل مفاجأةً سارة بمكرمة خاصة من فخامة رئيس الجمهورية، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هيئة جوائز تشجيعية وزعت كالتالي:
المتسابق محمد صلاح عبد القادر تاج الدين، والمتسابق عبد القادر صلاح عبد القادر تاج الدين، والمتسابقة أسماء صلاح عبد القادر تاج الدين، والمتسابق نزيه منذر محمد تيم - الأردن، والمتسابق يزن جمال فيصل شاهين الأحمر - سوريا، والمتسابق عبد الله عطا الطوخي حسانين - مصر، والمتسابق معاذ بن سالم بن محفوظ المشرفي - سلطنة عمان، والمتسابق محمد أحمد محمد عبد الرحيم الحرم - قطر، والمتسابقة جهاد عبد الحافظ محمد مصر، والمتسابقة جنا حمادة محمد بسيوني دربالة - مصر.
كما شهد الحفل تكريما خاصًا لاسم قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت رحمه الله، فمع تسمية دورة هذا العام من المسابقة باسمه، قررت الوزارة تكريم حفيدته السيدة هناء حسين محمد رفعت بصفتها ضيف شرف المسابقة لهذا العام من داخل مصر.