صحيفة صدى:
2024-12-18@02:57:26 GMT

اعيدو لنا السرسرية!!

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

اعيدو لنا السرسرية!!

لكل زمان.. دولة ورجال.. ولكل مقام مقال. هذه ليست فذلكة مني بقدر ماهي واقع على مر العصور.. لست هنا بالمنظر ولن اخرج عن صعلكتي التي مارستها خلال الثلاثين عاما المنصرمة ..

بيد ان الامر يحتاج إلى مقدمات خشية من الرقيب الذي قد يقصف ماتبقى لي من هرطقات اكتبها بين الفينة والاخرى..

والرقيب هنا قد يمحو تاريخي الاعلامي بجرة قلم وقد يتوسط لي للحصول على إحدى جوائز الاعلام التي تعطى يمنة ويسرى لكن عيناه حتما ستبقى جاحظتين حتى يفهم مغزى ماارمي اليه في كتاباتي البائسة غالبا.

.

في الآونة الأخيرة أعيش متقوقعا على نفسي لعلها احد علامات كبر السن “ماعاد لي خلق ياكافي الشر”.. وان كانت بعلتي تجاملني كثيرا في هذا الصدد ربما لأستمرارية “النتع” في الحياة فقد كنت أحمل حتى اسطوانة الغاز للدور الثالث وأكتم انفاسي كي أبدو أمامها “فحلا” “لابارك الله في الدجاج الذي خذلني طوال تلكم السنوات” ولعل كل هذا السرد احد اسباب خبالي وخروجي عن نص الحديث..

كان لي بعض الرفقة في الماضي كلما استأنست بهم أسمع همسات من حولهم تقول لاتمشي معه هذا “سرسري” وكنت اتسأل دوما عن معنى “السرسرية” الموصوم بها واكتشفت انها من أجمل وارقى الشخيصات فهي تعني باللغةالتركية مراقب الأوضاع.. أو مراقب الأسواق..

بمعنى أنه رجل آمين أوكلت إليه الحكومة مهام متابعة الوضع العام لراحة المواطن وهو منصب عين رقابية للحفاظ على القوانين وتطبيقها لكل مخالف.. بيد أني لم ارتقي لدرجة “السرسرة” رغم ان كل نساء الحي ينعتونني بها آنذاك .. مرت سنوات العمر وأكتشفت “سرسريتي” بمجمل الحياة.. في البيت والشارع والعمل والمهنة..

لإن السرسرية كانت تعني الانضباط حتى دخل صاحبها في خانة النصب والاحتيال والرشوة فأصبح مسماها سخرية بين المجتمع فهربت منها .. أنت سرسري أي انت محتال.. لم أكن يوما كذلك..

ولكن نسوة الحي المزعجات “اليوم أصبحن جدات” لم يطقن نقدي في ذلك الزمن فوصفوني بالسرسري.. اليوم في الحال العام وخاصة مايتعلق بالتعاملات اليومية نحتاج إلى “سرسري زمااان” بثوب جديد وليس السرسري الموصوم بالدشارة كي يقف بالمرصاد لكل الأخطاء.. ويحاسب عليها لإن الأنظمة بلا رقابة لاجدوى منها والتعليمات بدون متابعة تبقى حبرا على ورق..

نريد الحفاظ على ممتلكاتنا في المدن والمطارات والطرق العامة والقطارات وفي الحدود.. نحتاج إلى عين المسمى الأصلي وليس المنشق عن الحقيقة.. نريد سرسريا إلكترونيا بعين العدسات كي نأمن شر كل مؤذ لمقدراتنا الثمينة “الله يستر لانروح وطي” … وكفى..

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

أحب رسم الوجوه لأن عنوان الحكاية دائما يبدأ منها

الفنان الحقيقي يتأثر بما يحدث في العالم.. ويعبر بقطعة القماش البيضاء وفرشاته

العمل الفني يمكن أن يقرأ حكايته كل شخص بطريقة مغايرة

لكل منا حكاياته التي يعيشها في مسارات الحياة، حكايات قد تتشابه في بعض تفاصيلها وقد تختلف. لكل جزء من الجسد قصة، لكن حكاية الوجوه هي الأعمق، الأثقل حبكة، والأغنى بالتفاصيل. فالوجوه مرآة تعكس ما يخبئه الوجدان، وتكشف أسراره بأسلوب خاص لكل عين تراها. هي الحكايات الوحيدة التي تُقرأ بلغات متعددة، تختلف معانيها باختلاف قارئيها. فكيف إذا كانت ريشة الفن هي التي تترجم تلك اللغات وتسرد قصص الوجوه بصمت يعج بالمعاني؟

دعينا ننطلق من بداية الفن في مسيرتك.

بداياتي الفنية كانت بعضوية في جمعية الفنون التشكيلية تقريبا من عام 1979م، وشاركت في معارض الجمعية السنوية ومعارض الشباب منذ بداية العضوية، وبعدها تم فصل معرض الشباب عن المعرض السنوي، المعرض السنوي يشارك فيه الفنانون من أعمار معينة، وشاركت فيه إلى آخر معرض كان في 2018، حصلت فيه على الجائزة الثانية وتوقفت بعدها المعارض بسبب جائحة كورونا، وبعد عودة المعارض بعد الجائحة لم أشارك، وإنما كان لي معرض شخصي صغير بسيط، ولكن لم يكن له صدى كبير، بعدها بدأت التحضير جديا لمعرض "الوجوه حكايا"، عملت عليه وعلى الأعمال التي حواها المعرض، والتي أنجزتها في فترة العزلة في كورونا، وخرجت بأعمال كثيرة، إضافة إلى أعمال أنجزتها في 2023، وهي أكثر سنة اشتغلت فيها على لوحات وأعمال فنية، وشعرت أنه حان الوقت لأن تخرج هذه الأعمال على هيئة معرض شخصي، وكان ذلك قد تحقق بإقامة معرض "الوجوه حكايا" في بيت الزبير. الأعمال الفنية التي حواها المعرض بلغت 36 عمل بمقاسات مختلفة، منها ما هو فوق المتر، ومنها مقاس يصل للعشرة سانتي، وهي الأعمال التي قمت بتركيبهم ببعض، حوالي 80 عمل في لوحة واحدة، وهو العمل الذي لاقى إقبالا وإعجابا كبيرا من الجمهور.

ما هي قصتك مع "الوجوه"؟

قصة قديمة جدا.. فأنا مذ كنت صغيرة أحب رسم الوجوه، وأرسم الفساتين، وأحب الرسم الكاريكاتيري، ولكن بعدها بدأ يتطور الأمر، بدأت بالرسم باستخدام قلم الرصاص، بعدها بالألوان الخشبية، بعدها بدأت بالرسم بالإكريلك، وبالطبع أحببت الإكريليك أكثر عن بقية المواد الأخرى، وبدأت رحلتي في الرسم باستخدامه، رسمت الوجوه، الوجوه الكثيرة التي تعبر عن كثير من الأشياء، وكان معرضي يحمل اسم "الوجوه حكايا"، لأن كل وجه له حكاية، وكل متلقي يستطيع أن يقرأ حكاية خاصة بكل وجه، كل على حسب مشاعره، وعلى ما يراه في الوجه الموجود في العمل، وربما يكون الوجه هو انعكاس لوجه المتلقي، يستطيع أن يقرأ فيه مشاعره.. أحاسيسه، ربما هو ذات العمل ولكن كل شخص قد يرى فيه حكاية مخالفة لحكاية الشخص الآخر، قد يحوي العمل أكثر من 100 قصة، وعنوان القصة دائما يبدأ من الوجه، لهذا أحب الوجوه كثيرا، لا سيما وجوه النساء، لأنها غالبا مليئة بالمشاعر، وتحوي العديد من التفاصيل.

هل وجه مريم موجود؟

وجه مريم موجود في كل لوحة، تجديه موجود في كل وجه، وكذلك وجوه الناس الذين أحبهم هي موجودة في تلك الأعمال، وربما حتى الناس الذي لا أحبهم، الوجوه السعيدة، والغاضبة والحزينة، فأنا موجودة في كل عمل، أضع في كل لوحة أو في كل وجه شيئا مما في داخلي، ربما أحيانا قد تكون وجوه ومشاعر حقيقية تتحول على شكل وجه في اللوحة، ولكن أحيانا هناك أعمال غير مخطط لها، أو دون فكرة واضحة، مجرد إمساكي للفرشان ومزج الألوان وأبدأ في الرسم، يكون عقلي الباطن وجه جديد، أحيانا غير مرتبة وغير مستعدة لها، ربما فعلا هناك أعمال أكون بمشاعر معينة وتنعكس على اللوحة، ولكن أخرى قد لا تكون كذلك.

أعمالك تعكس الهوية العمانية.. لا سيما من خلال الأزياء. ما مدى ارتباط فنك بذلك؟

انا متلبسة تماما بعمان، وخصوصا المرأة العمانية وافتخر وافخر بالازياء العمانية، وبلادنا ما شاء الله مساحتها كبيرة، وبها محافظات كثيرة، وكل محافظة غنية بتراثها وعاداتها وأزيائها المتنوعة، وأنا أحب جدا أن أوظف ذلك في أعمالي الفنية، فلابد أن تظهر هذه الحضارة العريقة بكل ما تحويه، فرسمي للمرأة العمانية أركز فيه على الزي التقليدي إضافة إلى الحلي والذهب والفضة التي ترتديها المرأة العمانية، فبالنسبة لي اللوحة لا قيمة لها بدون هذه الهوية.

وهذه بطبيعة الحال رسالتي من خلال الفن، والفن رسالة لابد أن يلتزم بها الفنان، وأنا رسالتي من الفن هو الجمال، أركز على الفن الذي يبث الجمال وينشر الفرح، ويهمني أن تكون المرأة حاضرة في أعمالي لأني مدركة لأهمية المرأة العمانية ودورها الحضاري والتربوي في المجتمع، لهذا أنا أركز على أزياء المرأة التي تحافظ على هويتها وعاداتها وتقاليدها العريقة.

حديثنا عن "مريم آرت جالاري".. متى بدأت الفكرة وكيف؟ وسبب اختيارك للمكان (قلعة بهلاء)؟

فكرة الجاليري كانت تراودني منذ وقت طويل، وكان الموقع هو المعضلة التي كانت تقف في طريق إنشائه، ولكن شاءت الصدف أن يكون في قلعة بهلا حيث كانت رغبتي في نقل معرضي الشخصي "الوجوه حكايا" للقلعة، وقد اخترتها لأسباب كثيرة منها: قيمتها العظيمة بشكل عام في التراث العالمي، وقيمتها بشكل شخصي لوجود أثر من جدتي لأمي التي كانت تسكن في القلعة في خمسينيات القرن الماضي حيث كان والدها عسكرياً في القلعة.

وبعد المشاورات مع مسؤول القلعة تم الاتفاق أن يكون معرضا دائما فأحببت أن يكون موقعا للجاليري أعرض فيه أعمالي بشكل دائم إضافة لمساحة لمحل هدايا تذكارية لأعمالي الفنية متوفرة بأشكال مختلفة على مواد مختلفة.

كم يبلغ عدد اللوحات في الجالاري، وكيف هو الإقبال حتى الآن؟

يتوفر في الجاليري أكثر من ٣٠ عمل فني أصيل، والإقبال في فصل الشتاء يكون جيدا جدا، والسياح في توافد كبير، والمسؤولون في القلعة يعملون بجهود كبيرة لجعل القلعة مزارا مهيئا للسياح المحليين والأجانب.

تتوفر لوحاتك للاقتناء كتذكاريات .. وهو ما لا حظت توفره في الجالاري.. حدثيني أكثر عن هذه الفكرة التي تضمن انتشار أعمالك للجمهور، وهل تشجعي الفنانين على تطبيقها؟

الاعمال الفنية المطبوعة توفر للزائر من داخل وخارج السلطنة اقتناء عمل فني يحاكي العمل الأصلي كتذكار أو هدايا، وذلك لسعره المناسب الذي يكون في متناول الجميع، وفكرة أن يكون العمل الفني في متناول الجميع بسعر مناسب هو ميزة للفنان، وانتشاره وانتشار فنه بشكل عام بين الناس، كما أنه يعطي انطباع بأن هناك فنانين عمانيين لا يقلون موهبة عن فناني العالم، وأيضا تمكن هذه المقتنيات المطبوعة الفنان من انتشار لفنه وأسلوبه المتميز المختلف عن بقية الفنانيين. وأنا أشجع الفنانين أن تكون لديهم نسخ مطبوعة من أعمالهم، وهو ما يمكن المتذوق للفن غير القادر على شراء الأصل من اقتناء نسخة منه في أقل تقدير.

خلال الفترة الماضية، كان واضحا جدا لكل جمهورك ومتابعيك، رسالتك السامية في دعم القضية الفلسطينية، والفنان بفنه يمتلك القدرة على التعبير والدعم والتضامن ونشر رسالته لأكبر عدد من الجمهور.. حدثيني أكثر عن ذلك.

الفنان الحقيقي يتأثر بما يدور حوله من قضايا في مجتمعه الصغير بشكل خاص، وما يدور حول العالم بشكل عام، فيحاول أن يعبر بفنه عن هذا التأثر، فكيف إذا كانت القضية هي القضية الأسمى والأعظم، القضية التي تمس عقيدتنا وعروبتنا، القضية الفلسطينية التي ولدنا ونشأنا على أخبارها وأخبار المآسي التي كان سببها المختل الصهيوني! هنا يكون الفنان الحقيقي مقاوما بفنه، بقطعة القماش البيضاء، بفرشاته، بألوانه، يحرك كل هذا شعور الألم والضعف وقلة الحيلة، فيخرج عملا يعبر فيه عن القضية بإسلوبه ويحاول أن ينشره بنية أن يوعي الجيل القادم عن القضية ويستغل "السوشال ميديا" للوصول لأكبر عدد ممكن من المتلقين خارج الوطن العربي، وهذا أقل ما يمكن أن يفعله أي فنان حقيقي يحمل في قلبه وجع الأمة الأعظم (القضية الفلسطينية).

هل هناك تحديات يواجهها الفن التشكيلي في عمان؟

بالطبع هناك العديد من التحديات التي يواجهها الفن في سلطنة عمان، فالمراسم التي تستقبل الفنانين قليلة جدا، ربما في العاصمة مسقط الوضع أفضل ولكن في المحافظات ليس سهلا ذلك. كذلك الدعم لدينا جدا ضعيف، والفنان العماني يستحق الدعم، وهو متميز جدا وهذا ما نسمعه عندما نقابل زملائنا الخليجيين والعرب وهم يشكروا في الفنان العماني بشكل كبير، وأعمال الفنان العماني معروفة ومتميرة، فأنا أتابع المعارض الخارجية، قد يكون بعضها لا يحوي ذات الروح التي تحويها المعارض العمانية التي تصنعها الأعمال العمانية، فنحن نملك بيئة غنية تساعدنا، وبلدنا بشكل عام بلد محبة للفن والثقافة، والجمهور العماني يتبع الفنان أينما حل وأينما وضع بصمته، كذلك اقتناء الأعمال صار أفضل بكثير عن السابق، أصبح لدى الجمهور الوعي أن اقتناء العمل الفني استثمار، وهو إرث سينتقل من جيل إلى آخر.

على مستوى الكتابة ماذا بعد "قبلة على جبين الألم"؟

أنا متمهلة جدا فيما يخص الإصدارات الأدبية، ولكن هناك مخزون من النصوص تتطلع للنشر قريبا إن شاء الله.

وعلى مستوى الفن ما هي خطوة مريم القادمة؟ وإلى ماذا تنظرين غير "الوجوه"؟

لن يكون سهلا أن أتجاوز الوجوه، ربما سأستمر في رسم الوجوه ولكن بأفكار وأساليب مختلفة، ولكني أيضا أنا مسكونة بالأبواب والبيوت، الأبواب لها أرواح، والبيوت كذلك، ربما سأتجه للبحث في حكايا البيوت والأرواح التي تسكنها. وخطوتي القادمة هي معرض شخصي خارج السلطنة إن شاء الله.

كلمة توجهيها للفنانين الذين يشقون الآن طريقهم في عالم الفن.

دائما اقول للفنانين الذين هم في مرحلة تأسيس طريقهم الفني، ألا يشعروا باليأس إذا واجهتهم عوائق في البداية، وإنما عليهم أن يستمروا، لأن أعمالهم هي من ستتحدث عنهم في النهاية، وغالبا لن يجدوا إقبالا جماهيريا في البداية، ويمكن أن ترى سيرة الفنانين الكبار، فهم في بداية الطريق عانوا كثيرا، بعضهم من انتشرت أعماله بعد وفاته، ولكنها في النهاية بقت شاهدة على قوة أدائهم الفني.

مقالات مشابهة

  • 2 منها في دول عربية.. أكثر خطوط الطيران الدولية ازدحاماً
  • منها روبلوكس وويسبر.. 5 تطبيقات شهيرة قد تعرّض أطفالك للاستغلال
  • أخنوش: 2030 تعني مغرب البنية التحتية و التنمية المستدامة
  • الأبواب المُغلقة!
  • شاهد بالفيديو.. الإبن الأصغر للشيخ عبد الحي يوسف يقود المجاهدين في الصفوف الأمامية وزميله بأرض المعركة يصفه بالشهيد الحي
  • أحب رسم الوجوه لأن عنوان الحكاية دائما يبدأ منها
  • تآكل العملات الورقية يُعيد أهالي غزة إلى «عصر المقايضة»
  • عندما تولد صرحاً وجبلاً !؟
  • مزاد العملة.. المركزي العراقي يبيع 300 مليون دولار 96% منها إلى الخارج
  • 154 مليون خدمة.. ماذا قدمت مبادرة بداية منذ انطلاقها؟