بعد أحداث كوريا الجنوبية.. ما هي الأحكام العرفية؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
شهدت كوريا الجنوبية تطورات متسارعة خلال الساعات الماضية بعد إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في البلاد، في خطوة مثيرة للجدل لم تشهدها البلاد منذ عقود.
خرج الرئيس الكوري يبرر قراره بضرورة حماية البلاد من "تهديدات أمنية خطيرة"، إلا أن البرلمان الكوري رفض القرار سريعًا وصوّت ضده بأغلبية كبيرة، مما دفع الرئيس إلى الامتثال لقرار البرلمان، في انعكاس لقوة الديمقراطية في مواجهة الأزمات.
لذلك بدأ المواطنين يبحثون عن تفاصيل أكثر عن الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.
بداية الأزمة في كوريا الجنوبية
في مساء يوم 3 ديسمبر 2024، أعلن الرئيس الكوري في خطاب متلفز فرض حالة الطوارئ، مشيرًا إلى تهديدات من "القوات الشيوعية الكورية الشمالية" و"المعارضة المناهضة للدولة".
تزامنًا مع ذلك، انتشرت قوات الأمن بشكل مكثف لتأمين المباني الحكومية، واقتحمت قوات مسلحة مبنى الجمعية الوطنية بالقوة، مما أثار حالة من التوتر داخل العاصمة سيول.
ما هي الأحكام العرفية؟
الأحكام العرفية تُعد من أخطر الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الحكومات لمواجهة أزمات تهدد الأمن القومي أو استقرار الدولة.
تلك الأحكام متعلقة ببعض الحقوق والحريات الأساسية، وتوسيع صلاحيات السلطات التنفيذية على حساب الهيئات التشريعية والقضائية.
الأحكام العرفية• فرض قيود على حرية التنقل والتجمع.
• تعليق حرية الصحافة والتعبير، وفرض رقابة على الإعلام.
• منح الأجهزة الأمنية سلطات واسعة، تشمل الاعتقال دون محاكمة.
• تعطيل عمل المؤسسات الدستورية مثل البرلمان أو القضاء.
ورغم أن هذه الإجراءات تُطبّق في حالات استثنائية فقط، إلا أنها غالبًا ما تثير الجدل حول مدى توافقها مع مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون.
أكبر أزمة سياسية منذ عقودجاء إعلان الأحكام العرفية وسط أزمة سياسية متفاقمة، حيث تواجه إدارة الرئيس يون انتقادات حادة من المعارضة التي اتهمته بتقويض الديمقراطية.
من جانبها، بررت الحكومة القرار بأنه يهدف إلى التصدي لمحاولات "إسقاط النظام الدستوري"، إلا أن المعارضة وصفت الخطوة بأنها "انقلاب سياسي" يستهدف السيطرة على السلطة التنفيذية وتعطيل البرلمان.
رفض البرلمان وتصعيد المعارضةفي جلسة طارئة عقدها البرلمان فجر اليوم 4 ديسمبر، صوت أعضاؤه بأغلبية ساحقة ضد قرار الأحكام العرفية، مما أجبر الرئيس على التراجع.
ولم تكتفِ المعارضة بذلك، بل طالبت بعزل الرئيس ووزير الدفاع، معتبرةً أن القرار يهدد الحريات الديمقراطية ويضع البلاد في مواجهة أزمة طويلة الأمد.
تداعيات داخلية ودوليةعلى الصعيد الداخلي، يُتوقع أن تؤدي الأزمة إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية والإضرابات، لا سيما مع إعلان اتحاد العمال الكوري الدخول في إضراب عام مفتوح حتى استقالة الرئيس وحكومته، كما يُتوقع أن تتأثر البورصة الكورية والعملة المحلية بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي.
أما على الصعيد الدولي، فقد أبدت الولايات المتحدة قلقها من قرار الرئيس، حيث وصف متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي الخطوة بأنها "مفاجئة ومثيرة للقلق"، مؤكدًا أهمية الحفاظ على القيم الديمقراطية في كوريا الجنوبية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأحكام العرفية كوريا الجنوبية الرئيس يون سوك ما هي الأحكام العرفية الأحکام العرفیة کوریا الجنوبیة
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية تعتقل وزير الدفاع السابق بسبب الأحكام العرفية
اعتقلت كوريا الجنوبية، وزير الدفاع السابق كيم يونغ هيون، رسمياً يوم الأربعاء (بالتوقيت المحلي)، بسبب تواطئه المزعوم مع الرئيس يون سوك يول وآخرين في فرض الأحكام العرفية الأسبوع الماضي، بينما تحقق السلطات فيما إذا كانت أفعالهم ترقى إلى مستوى التمرد.
واستمرت الأحكام العرفية، وهي الأولى منذ أكثر من 40 عاماً، لنحو ست ساعات فقط، إلا أنها أثارت عاصفة داخلية واحتجاجات كبيرة في الشوارع.
ويواجه يون ومساعدوه تحقيقات جنائية ومحاولات عزل. ومنعت وزارة العدل يون وثمانية مسؤولين آخرين من مغادرة البلاد، حيث تعتبرهم السلطات مشتبه بهم رئيسيين في قضية الأحكام العرفية.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها حظر سفر رئيس كوري جنوبي أثناء وجوده في منصبه.
وقالت محكمة سول الجزئية المركزية إنها وافقت على طلب المدعين بإصدار مذكرة اعتقال بحق وزير الدفاع السابق كيم بتهمتي التمرد وإساءة استخدام السلطة.
وقد تم اعتقال كيم منذ يوم الأحد الماضي. وأمام المدعين ما يصل إلى 20 يوماً لتحديد ما إذا كان سيتم توجيه الاتهام إليه أم لا. وتصل العقوبة القصوى للإدانة بتهمة التمرد إلى الإعدام.
وأصبح كيم أول شخص يتم اعتقاله في هذه القضية. وقد تم اتهامه بالتوصية بفرض الأحكام العرفية على يون وإرسال قوات إلى الجمعية الوطنية لمنع المشرعين من التصويت عليها.
وتمكن عدد كاف من المشرعين في نهاية الأمر من دخول قاعة البرلمان ورفضوا بالإجماع مرسوم يون، مما أجبر مجلس الوزراء على إلغائه قبل فجر يوم 4 ديسمبر(كانون الأول).
وقال كيم في بيان اليوم الثلاثاء، إنه "يعتذر بشدة عن التسبب في قلق وإزعاج كبيرين"، وقال إن المسؤولية الكاملة عن فرض الأحكام العرفية تقع على عاتقه وحده، وطالب بالرأفة بالجنود الذين تم نشرهم لتطبيقها، قائلاً إنهم كانوا ينفذون أوامره فقط.