بوابة الوفد:
2025-02-11@17:20:44 GMT

دور الزراعة في مواجهة التغيرات المناخية

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

تُعد الزراعة من القطاعات الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، وفي الوقت نفسه، تعتبر أحد الأدوات الرئيسية التي يمكن من خلالها التخفيف من تأثيرات هذه التغيرات، ففي مواجهة التحديات البيئية المتزايدة مثل تغير درجات الحرارة، وتذبذب الأمطار، وارتفاع مستويات المياه الجوفية، والظواهر المناخية المتطرفة، تلعب الزراعة دوراً حيوياً في التكيف مع هذه التغيرات وكذلك في التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تساهم في التغيرات المناخية.

التكيف مع التغيرات المناخية

الزراعة يمكن أن تسهم في التكيف مع التغيرات المناخية من خلال اعتماد استراتيجيات وطرق عمل مبتكرة تتماشى مع البيئة المتغيرة:

اختيار المحاصيل المقاومة للمناخ: يمكن للمزارعين اختيار أصناف نباتية قادرة على تحمل الظروف المناخية القاسية مثل الجفاف أو الأمطار الغزيرة. كذلك، يمكن تطوير أصناف جديدة عبر التقنيات الحديثة (مثل الهندسة الوراثية) تكون أكثر مقاومة للآفات والأمراض الناتجة عن تغيرات المناخ.تقنيات الري الذكي: مع تقلبات هطول الأمطار وتزايد فترات الجفاف، أصبحت أنظمة الري الذكية والمترشدة (مثل الري بالتنقيط والري بالغمر التلقائي) ضرورية لتحسين كفاءة استخدام المياه وتقليل الهدر، ما يساعد في التكيف مع الظروف المناخية الجافة.الزراعة المتكاملة: يمكن تطبيق نظم الزراعة المتكاملة التي تجمع بين الزراعة والحيوانات، ما يعزز من استدامة الإنتاج الزراعي ويحد من تأثيرات تغيرات المناخ، كما يساعد في تحسين خصوبة التربة وتقليل الفاقد الغذائي.الزراعة في البيوت المحمية: الزراعة تحت البيوت المحمية أو الزراعة المائية (الزراعة بدون تربة) توفر بيئة خاضعة للتحكم، مما يتيح للمزارعين تقليل التأثر بالتغيرات المناخية المحيطة.

التخفيف من آثار التغيرات المناخية

الزراعة ليست فقط ضحية لتغيرات المناخ، بل يمكنها أيضاً أن تلعب دوراً كبيراً في التخفيف من آثار هذه التغيرات من خلال:

احتجاز الكربون في التربة: يمكن للزراعة أن تساهم في التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر تحسين تقنيات إدارة التربة مثل الزراعة المستدامة واتباع أساليب الزراعة العضوية التي تزيد من قدرة التربة على احتجاز الكربون (التخزين البيولوجي للكربون).استخدام تقنيات الزراعة المستدامة: الزراعة بدون حرث، أو ما يعرف بـ "الزراعة الحافظة"، تساعد في تقليل التعرية وتحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه والكربون، مما يقلل من الانبعاثات المرتبطة بالزراعة.إدارة المخلفات الزراعية: يمكن تحويل المخلفات الزراعية إلى طاقة أو سماد عضوي، ما يقلل من انبعاثات الميثان الناتج عن تحلل المخلفات في المكبات ويساهم في إنتاج طاقة متجددة.زيادة المساحات الخضراء والزراعة الحراجية:زراعة الأشجار والمحاصيل الحراجية (الشجرية) في الأراضي الزراعية يمكن أن تساهم في عزل الكربون من الغلاف الجوي وتحسين جودة الهواء، كما تعزز التنوع البيولوجي. الزراعة: جهود مكثفة لتوفير السلع بأسعار مخفضة لدعم المواطنين

الزراعة والابتكار التكنولوجي

التكنولوجيا تلعب دوراً مهماً في تعزيز قدرة القطاع الزراعي على مواجهة التغيرات المناخية. من أبرز الابتكارات:

الاستشعار عن بعد: يمكن استخدام الأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة التغيرات المناخية والظروف البيئية في المناطق الزراعية، مما يساعد في اتخاذ قرارات موجهة لتحسين الإنتاج الزراعي وتحديد المناطق المتأثرة بالتغيرات المناخية.التطبيقات الذكية: تطبيقات الهواتف الذكية والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد المزارعين في اتخاذ قرارات أكثر دقة بخصوص مواعيد الزراعة والري والحرث.التحكم البيولوجي: استخدام الأعداء الطبيعية للآفات بدلًا من المبيدات الكيميائية يقلل من التأثير البيئي السلبي ويساهم في تعزيز استدامة الأنظمة الزراعية في مواجهة التغيرات المناخية.

التحديات التي تواجه الزراعة في ظل التغيرات المناخية

رغم الفوائد العديدة التي يمكن أن تقدمها الزراعة في التكيف مع التغيرات المناخية، إلا أن هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها:

نقص المياه: مع تزايد فترات الجفاف في بعض المناطق، تصبح المياه أحد الموارد الحيوية التي تزداد ندرتها. ويشكل ذلك تحدياً كبيراً للزراعة في المناطق ذات الأمطار المحدودة.ارتفاع درجات الحرارة: يمكن أن تؤدي الزيادة في درجات الحرارة إلى انخفاض المحاصيل الزراعية وزيادة تكاليف الإنتاج، كما يمكن أن تؤدي إلى زيادة أمراض النباتات والآفات.فقدان التنوع البيولوجي: التغيرات المناخية قد تؤدي إلى اختفاء أنواع نباتية وحيوانية معينة أو تؤثر سلباً على الأنظمة البيئية الزراعية.التحديات الاقتصادية: من الصعب على المزارعين في بعض المناطق النامية تبني التقنيات الحديثة بسبب ضعف القدرة المالية وعدم توفر التدريب الكافي. محافظ كفر الشيخ يستقبل وفد لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي بمجلس النواب

الاستجابة السياسية والاقتصادية

يجب أن تكون هناك استجابة منسقة على مستوى السياسات من قبل الحكومات والمنظمات الدولية للتعامل مع هذه التحديات. تشمل هذه الاستجابة:

إطلاق برامج توعية للمزارعين: للتعريف بالتقنيات الزراعية المتقدمة وأساليب التكيف مع التغيرات المناخية.دعم الابتكار الزراعي: من خلال تمويل البحث والتطوير في مجالات مثل تحسين المحاصيل والممارسات الزراعية المستدامة.السياسات البيئية: وضع قوانين وتشريعات تحفز الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة وتقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التغيرات المناخية المياه الجوفية الزراعة آثار التغيرات المناخية والابتكار التكنولوجي التکیف مع التغیرات المناخیة فی التکیف مع من انبعاثات الزراعة فی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للمحاسبة» يوضح أنواع المخالفات التي يمكن الإبلاغ عنها

أبوظبي: وسام شوقي
حدد جهاز أبوظبي للمحاسبة، أنواع المخالفات التي يمكن الإبلاغ عنها عبر منصة «واجب»، وهي منصة رقمية آمنة تسمح للأفراد بالإبلاغ عن مخالفات الفساد المالي والإداري.
وأشار الجهاز، من خلال صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى 5 أنواع من المخالفات يجب الإبلاغ عنها، مقسمة بين مخالفات فساد مالي، وفساد إداري، إذ تعد حماية المال العام مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، وتستند إلى حس المواطنة والثقافة الرقابية التي تشجع الإبلاغ عن أي مخالفات قد تلحق بالأموال والموارد العامة، ليس فقط للتحقيق فيها، بل لمنع حدوثها، فمن الضروري الإبلاغ عن أي احتيال، أو مخالفة من خلال المنصة الرقمية «واجب»، المصممة خصيصاً لهذا الغرض.
وأوضح الجهاز أنواع المخالفات في قائمة تضم أنواع المخالفات التي يجب الإبلاغ عنها، وهي «المساس بأي شكل بأموال وممتلكات الجهة الخاضعة»، إذ يتيح الجهاز لأفراد الجمهور كافة الإبلاغ عن الفساد والمخالفات المالية أياً كانت صفاتهم أو فئاتهم، وسواء كانوا من موظفي الحكومة الاتحادية أو المتعاملين معها من المراجعين وموردي السلع والخدمات، وغيرهم من آحاد الناس، مشيراً إلى النوع الثاني من المخالفات، وهو تضارب المصالح، والنوع الثالث «أي إساءة لاستخدام السلطة واستغلال الوظيفة العامة».
وتضمنت قائمة أنواع المخالفات النوع الرابع وهو «إفشاء البيانات والمعلومات الرسمية للجهات الخاضعة»، مضيفاً أن النوع الخامس هو «القيام بأي فعل يؤثر على سمعة الإمارات المالية أو الإضرار بمصالحها الاقتصادية».

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للمحاسبة» يوضح أنواع المخالفات التي يمكن الإبلاغ عنها
  • محمد بن راشد يلتقي كلاوس شواب ويؤكد أهمية تمكين الحكومات من مواكبة التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم
  • محمد بن راشد يلتقي كلاوس شواب ويؤكد أهمية تمكين الحكومات من مواكبة التغيرات التي يشهدها العالم
  • ندوة توعوية بجامعة الزقازيق عن «التغيرات المناخية وأثرها على صحة الإنسان والرياضيين»
  • وزير الزراعة يبحث تعزيز التعاون في مجال مكافحة التصحر والتغيرات المناخية
  • وزير الزراعة يؤكد أهمية تعزيز دور مرصد الصحراء والساحل في مواجهة التغيرات المناخية
  • خبير بيئي: مشروع مخاطر التغيرات المناخية يستهدف التقليل من الاحتباس الحراري
  • ما كمية الشاي التي يمكن تناولها في اليوم؟
  • حرائق كاليفورنيا.. جرس إنذار للحد من تأثير التغيرات المناخية.. تسببت في مقتل 29 شخصا ونزوح الآلاف من السكان و150 مليار دولار خسائر اقتصادية
  • «الري»: خطط للإنذار المبكر في الدلتا لمواجهة التغيرات المناخية